الخداع الاستراتيجى . استراتيجية التحرير (الطريق من يونيو الى أكتوبر) – من خدع من استراتيجيا

الخداع الاستراتيجى .
استراتيجية التحرير (الطريق من يونيو الى أكتوبر) 
 من خدع من استراتيجيا
كيف وصلنا الى نشر الصحف الغربية "وداعا للتضامن العربى" ديسمبر 1977  


الخداع الاستراتيجى .
استراتيجية التحرير (الطريق من يونيو الى أكتوبر)–من خدع من استراتيجيا
 
الجزء الاول
عشان نقول خداع استراتيجى يبقى لازم أولا نعرف الفرق بين ما هو أستراتيجى وما هو تكتيكى
الأستراتيجية هى خطة طويلة المدى والأجل معده وفق جدول زمنى معين على فترة خاصة بموضوع الاستراتيجية تشمل كل مراحلها وقد تتضمن مجموعة خطط وتكتيكات تطبق كل منهما فى وقت محدد سلفا
اما ما هو تكتيك فهى خطة قصيرة الاجل او طريقة موضوعة لأنجاز مهمة محددة ومعروفة فى وقت قصير وتعد مرحلة ضمن مراحل تطبيق الاستراتيجية
وبناء عليه فاستراتيجية الصراع مع العدو عقب نكسة يونيو
تتلخص في مبدأين "رفض الاستسلام والهزيمة . . مواصلة الصراع والقتال حتى رفع أثار الهزيمة وتحرر كل محتل "
وهو ما عُبر عنه شعبيا (مظاهرات 9/10 يونيو بمصر والدول العربية) وسياسيا بمؤتمر اللاءات الثلاث مؤتمر الخرطوم

قرارات أستراتيجية الصراع حتى التحرر والعبور
خططت القيادة السياسية بقيادة ناصر وهو معلم للاستراتيجية بكلية اركان الحرب سابقا والقيادة العامة للقوات المسلحة متمثلة في عبد المنعم رياض وهو ايضا من كبار الاستراتيجيين العرب ومحمد فوزى القائد العام لاعداد الدولة للحرب حتى التحرر الكامل من خلال بدأ تنفيذ حرب الاستنزاف او ما اسماه الاسرائيليون حرب الالف يوم مرتكزين على استغلال نقطتى ضعف العدو متمثله بمقتلين استراتيجيين هما عدم قدرة العدو على تحمل خسائر بشرية اما المقتل الثانى هو إطالة آمد الحرب والقتال مخالفة لكل الحروب السابقة معه (الحروب الخاطفة ) مما يجبره على توقف وشل حالته الاقتصادية واستنزافه

وهذة الحرب خطط لها ان تمر بثلاث مراحل
اولا مرحلة الصمود وبدأت من 10 يونية 1967 حتى اغسطس 1968 والمهام الرئيسية خلالها استكمال البنية الأساسية لتأمين الدولة من الداخل ورفع الكفاءة القتالية والتخطيط للعمليات التعرضية
والمرحلة الثانية مرحلة الدفاع النشط وقد حدد لها مدة ستة اشهر تبدأ من سبتمبر 1968 حتى فبراير 1969 وهى مرحلة انتقالية ما بين الصمود والعمل التعرضى
والمرحلة الثالثة كما خطط مرحلة التحدى والعمل الايجابى وتحدد طبقا للموقف وتطور الظروف السياسية والعسكرية تنتهى الى حرب شاملة لتحرير الاراضى المحتلة


معالم وركائز إستراتيجية الصراع حتى التحرر والخداع الاستراتيجى من الاستنزاف حتى اكتوبر
*- اقامة مشاريع حرب تدريبية بالذخيرة الحية دورية كل ستة اشهر او عام تتطور الى حرب حقيقية شاملة حتى تتوافر أعلى فرص المفاجأة للعدو وقد بدأت تلك المشاريع بصيف 1968 وهو ما حدث بالفعل وتحول مشروع التدريب بدر الى حرب اكتوبر وقرار اقامة تلك المشاريع التدريبية بشكل دورى هو الاساس لخطة الخداع الاستراتيجى وهى من افكار الشهيد عبد المنعم رياض رحمه الله
*- صدر القرار الجمهورى من الرئيس جمال عبد الناصر رقم 199 بتاريخ 1 فبراير 1968 بأنشاء قوات وسلاح الدفاع الجوى ضمن تشكيلات القوات المسلحة
*- صدر القرار الجمهورى من الرئيس جمال عبد الناصر رقم 54 بتاريخ 6 ديسمبر 1967 بأنشاء أكاديمية ناصر العسكرية العليا بعد خمسة أشهر من معركة رأس العش  و ستة أسابيع من تدمير إيلات ...
جاء بمادته الاولى :تنشأ بالقوات المسلحة أكاديمية عسكريه عليا يطلق عليها أسم " أكاديمية ناصر العسكرية العليا" وتختص بكل ما يتعلق بالدراسات العليا التى تقوم بها الكليات والمعاهد التابعة لها وبإجراء ومتابعة وتشجيع البحوث العلمية فى كل ما يدعم مقومات الجبهة الاستراتيجية للجمهورية العربية المتحدة وتأهيل كبار العسكريين والمدنيين لتنفيذ المخطط الاستراتيجى للجمهورية 
*- قرار الرئيس جمال عبد الناصر رقم 1843 لسنة 1968 باصدار اللائحة التنفيذية للقرار الجمهورى بالقانون رقم 55 لسنة 1968 بشأن منظمات الدفاع الشعبى وهى احد أهم الدروس المستفادة من معارك الفدائيين بالعدوان الثلاثى 1956 وقد تجلى أثر منظمات الدفاع الشعبى وتدريب المتطوعين والفدائيين خلال حرب اكتوبر بالسويس والاسماعيلية ومحاولات العدو حصار واحتلال المدينتين ولم يستطع العدو ذلك بفعل ابطال الدفاع الشعبى والفدائيين .. والمتعلقه فى مادته الاولى
1)-الاشتراك فى حماية الخطوط الخلفية لقواتنا المسلحة بالدفاع المحلى عن المنشأت الحيوية ومنع أى نشاط عسكرى او تخريبى قد يقوم به العدو
2)-المساهمة فى أعمال الدفاع المدنى بكل صوره لمقابلة تأثير ضرب العدو الجوى والتخفيف من آثار النكبات والكوارث العامة وذلك ضمن نطاق خطة الدفاع المدنى عن الدولة
3)-القيام بأعمال الخدمة الوطنية على المستوى المحلى

* قرار الرئيس جمال عبد الناصر رقم 1169 لسنة 1968 بإصدار اللائحة التنفيذية للقانون رقم 41 لسنة 1968والخاص بانشاء المعهد الفنى للقوات المسلحة ويقوم المعهد بإعداد الضباط الفنيين و تأهيلهم تأهيلاً جيداً للعمل فى منظومة التأمين الفنى بالقوات المسلحة , والتى تشمل الاتى : الإستخدام الفنى - الصيانة - الإصلاح - الإمداد الفنى - النجدة والإخلاء - التدريب الفنى. وذلك للخدمة بكفاءة في الوحدات وورش الإصلاح والمنشآت التعليمية والفنية والمهنية بالقوات المسلحة..
* قرار الرئيس جمال عبد الناصر بالقانون رقم 4 لسنة 1968 بتاريخ 25/1//1968 بشأن القيادة والسيطرة على شئون الدفاع عن الدولة وعلى القوات المسلحة واستحداث مجلس الدفاع الوطنى (المجلس الاعلى للقوات المسلحة حاليا)

محطات رئيسية فى الطريق الى اكتوبر
* نشأت فكرة أذابة الساتر الترابى بخط بارليف فى صيف 1969 وهى من بنيات أفكار الضابط باقى عزيز يوسف أحد الضباط المهندسين وأحد من عملوا ببناء السد العالى من قبل وعرضت الفكرة على القيادة العسكرية والسياسية وتم اعتمادها
* عقد الزعيم جمال عبد الناصر مع السوفيت فى زيارته الهامة جدا والسرية فى يناير 1970 اتفاقيات توريد أسلحة متطورة مثل كافة اسلحة حائط الصواريخ والذى تم بناءه فى اغسطس واول سبتمبر 1970 وهو الركيزة الاساسية لاى خطة عبور
* نشأت فكرة سد أنابيب النابلم فى خط بارليف فى عامى 1969 و1970 بعد توصل المخابرات العامة من مصادرها المختلفة على خرائط اماكن تلك الانابيب وكان المخطط قصفها من قبل
وهو ما تلخصه الفقره التالية من خطاب الزعيم ناصر يوم 25 يونيو 1970
" لقد أقمنا شبكة الصواريخ .. غابة كاملة من كل أنواع الصواريخ المضادة للطائرات ضد الطيران الواطي وضد الطيران العالى ومنذ هذا اليوم لم تجرؤ طائرة إسرائيلية واحدة أن تدخل إلى العمق , وفى وقت قريب جداً ستصل شبكة الصواريخ حتى الحافة الغربية لقناة السويس وستحمى سماء مصر بالكامل.
لقد استكمل جيشنا تسليحه وأتممنا تدريبات العبور وأوشكنا أن نصل للتعادل الجوي مع إسرائيل وعندها لن تمنعنا قوة فى العالم من العبور إلى سيناء وسيكون النصر لنا بإذن الله.
إننا نبني قواتنا المسلحة دفاعاً عن أرضنا .. دفاعاً عن الأرض العربية .. دفاعاً عن حقوقنا المشروعة وحقوق شعب فلسطين".
من خطاب الرئيس جمال عبد الناصر..

تل ابيب "نجاح الدفاع الجوى المصرى يجعل العبور مسألة وقت"


التصور الطبيعى والمنطقى لسير حرب التحرير
وقبل أن نوضح كيف تمت عملية اخراج مصر واحتوائها فى الصراع العربى والاسرائيلى لازم نوضح أولا التصور الطبيعى والمنطقى لمعركة التحرير وفق استراتيجية التحرير وفق رؤية ( ناصر- رياض- فوزى) واستمر على نفس الرأى بعدهم سعد الشاذلى وقادة الجيشين الثانى والثالث
وفق لركائز استراتيجية ناصر رياض فوزى والتى اعتمدت على هدفين وهما اطالة أمد الحرب واستنزاف العدو بشريا واقتصاديا بالمخالفه لكل الحروب السابق مع اسرائيل ( الحروب الخاطفة) وبالاعتماد على حماية حائط الصواريخ للعمق المصرى ولقوات الجبهة تحت مظلة حائط الصواريخ
- ونظرا لأننا نتحدث عن شئ لم يحدث بالواقع ولكن نسرد التصور المنطقى وفق ما حدث واقعيا ومتفق مع استراتيجية ناصر رياض فلو تصورنا ادارة حرب اكتوبر بدون قرارين فقط وهما قرار تطوير الهجوم وقرار الغاء الضربة الجوية الثانية وما تلاهم من خسائر كبيرة اثرت علينا سياسيا وعسكريا فقرارالغاء الضربة الجوية الثانية والتى كان مخطط لها السادسة مساء اول ايام الحرب وما تلاه من خطأ فادح وهو خروج 36 طائرة هليكوبتر حاملة وحدات الصاعقة لابرارها خلف خطوط العدو لتعطيل امدادات العدو والهجوم المضاد على قواتنا وللاسف خرجت تلك الطائرات بدون حماية من المقاتلات بعد الغاء الضربة الجوية الثانية مما ادى الى تدميرهم واستشهاد عدد كبير من قوات الصاعقة تخيل معى نجاح تلك العملية ونجاح الابرار الجوى خلف خطوط العدو ومواقع متقدمة داخل سيناء وعدم الغاء الضربة الجوية الثانية !!!

- تخيل معى ايضا عدم تطوير الهجوم والذى بدأ يوم 14 أكتوبر بالرغم من اعتراض قادة القوات المحاربة قائد الجيش الثانى اللواء محمد سعد مأمون وقائد الجيش الثالث اللواء عبد المنعم واصل ورئيس الاركان اللواء سعد الشاذلى فالطبيعى والمنطقى عدم تنفيذ قرار مرفوض من الاغلبية وغير مدروس وتنفيذه لحجج واهية تحت بند مساندة الجبهة السورية وهو ما ثبت تاريخيا بعد ذلك عدم جدواه ادى قرار تطوير الهجوم والدفع بالفرقتين الرابعة والحادية والعشرين والمؤهلين والمدربين على حماية منطقة غرب القناة من اى اختراق للعدو بل وحذرت القيادة العامة للقوات المسلحة متمثلة بالمخابرات الحربية من اى اختراق لقوات العدو وحددت منطقتين محتملين لاى اختراق هما الدفرسوار والفردان وهو ما تم بالواقع عقب تطوير الهجوم بمنطقة الدفرسوار مما ادى لتزايد قوات العدو غرب القناة يوما بعد يوم حتى تم حصار قوات الجيش الثالث حوالى 45 الف جندى وحصار الاسماعيلية والسويس اينعم فشل العدو من احتلالهم بعد بطولات كبيرة جدا لقوات الصاعقة والمظلات وفدائيين الدفاع الشعبى , ولكنه بعد تدمير عدد من وحدات الدفاع الجوى وصواريخ سام بحائطط الصواريخ اصبح للعدو صلاحية وامكانية استخدام قواته الجوية في قصف العمق المصرى وقصف ما هو محاصر واصبحت المعادلة قوات لنا تحت تهديدهم وقوات لهم تحت تهديدنا واصبح التفاوض هو المنفذ الوحيد استراتيجيا لما هو واقع كما لو كان مخططا معدا من قبل !!!!

- ولكن التفاوض كان على حل اوضاع على ارضنا غرب القناة وبالقرب من عاصمتنا وليست لحل اوضاع على ارض العدو مما يجعلنا التفاوض مع تنازلات وهو ما حدث بالواقع ابتدائا من القبول بالجلوس عند اخر نقطة وصل اليها جندى اسرائيلى داخل مصر وهى الكيلو 101 وما بعدها من تنازلات فك الحصار البحرى على اسرائيل وخلافه
كل ما كنا نحتاجه بتلك الحرب واقعيا وبأضعف الايمان هو الثبات على ما وصلنا اليه بالنصف الاول للحرب وتحت مظلة الحماية لحائط الصواريخ واقامة خط دفاعى عن ما وقع تحت سيطرتنا مع شن عمليات استنزاف يومية مع ابرار لقوات صاعقة ومظلات لمناطق انتشار قوات العدو بطول سيناء(تخيل نجاح عملية ابرار قوات الصاعقة مساء اول يوم) عند ذلك كل يوم يمر سيمثل انتصارا ورفع للروح المعنوية لدينا وخسائر فادحة وهزيمة وتدمير للروح المعنوية للعدو كل ما نريده استمرار تلك الحالة لمدة تخيل لو كانت ثلاث اشهر او ستة اشهر لنفذت اسرائيل انسحابها وكما يقال بالبلدى المصرى والحذاء فوق رقبة اسرائيل


الجزء الثانى
الخداع الاستراتيجى السياسى المضاد (عملية إخراج مصر من الصراع)
يقول وزير خارجية فرنسا بالستنيات وابان النكسة موريس كوف دى مورفيل :
" أنه جرت في الشرق الأوسط معركتين معركة دخول إسرائيل، ومعركة خروج مصر، وان دخول إسرائيل لا يتحقق إلا بخروج مصر، وان بريطانيا هى الدولة التي ساعدت على دخول إسرائيل، والولايات المتحدة الأميركية هى الدولة التي يجب أن تحقق خروج مصر، وأنكم كعرب تنبهتم للمعركة الأولى الخاصة بدخول إسرائيل وغابت عنكم معركة خروج مصر"


كيف تمت عملية اخراج مصر واحتوائها من الصراع العربى الاسرائيلى
**أولا تغيير نظام الحكم
خطاب الزعيم جمال عبد الناصر بالعيد السادس عشر للثورة
" اسرائيل تبقى زى ما هما بيقولوا على أمل أن تتغير الأوضاع او تتغير الأنظمة وتيجى أنظمة تقبل ان توقع معاهده صلح مع اسرائيل تتغير الاوضاع ازاى ان اسرائيل تعلم ان الاحتلال راسخ على قلب كل فرد من افراد الامه العربيه الاحتلال يمثل تمزق الاحتلال شئ غير طبيعى يمثل كابوس بالنسبة لينا واوضاعنا الداخليه مما يمكنها انها هى والقوى الامبريالية الاستعماريه التى تعمل من ورائها أن تؤثر على الجبهات الداخليه وقد تستطيع انها تغير الأنظمة وتجيب أنظمة تقبل أن تصل الى صلح مع اسرائيل طالما اسرائيل تعلم بأننا لم نوصل الى القوة العسكرية الهجومية الساحقة تبقى اسرائيل فى أماكنها على أساس أن تحقق النصر السياسى بتغيير الأنظمة لهذا اسرائيل لا تقبل قرار مجلس الامن اسرائيل لا تقبل مناقشة قرار مجلس الامن اسرائيل بتقول ان احنا موجودين مطرحنا على خطوط اطلاق النار لغايه ما تقبلوا ان تقعدوا معانا تتفاوضوا وتوقعوا اتفاقيه صلح احنا بنجابه هذا بأننا نبنى قواتنا المسلحه ... " (فديو يوتيوب)
نستنتج مما سبق وضوح رؤيه الصراع بين الطرفين الاول بقيادة زعيم يعرف ابعاد الصراع استراتيجيا والطرف الاخر يوقن ان احتلال سيناء مجرد وقت ولا أمل بالاحتفاظ بها الى ما لا نهايه فهدفهم الاساسى من احتلالها هو اجبار زعيم العرب على الاعتراف بوجود اسرائيل كأهم هدف والهدف الثانى والمهم هو تفتيت العرب من خلال ابعاد مصر عن الصراع وفصلها عن الامة العربيه
تيقنت اسرائيل وامريكا بعد رفض عبد الناصر للعروض المقدمه له بحل الصراع مقابل سيناء وسلام منفرد بين مصر واسرائيل ان نظام الزعيم جمال عبد الناصر يستحيل تطبيق ما يريدون وهو قائم ولا بد من تغيير هذا النظام الى نظام اخر موالى لهم – توفى الزعيم عبد الناصر سبتمبر 1970 وتحمل وفاته شبهات كثيرة شبهات اغتيال بالسم من خلال خيانه داخليه وهو ما كشفته احدى الوثائق لما قاله على امين ومصطفى امين عملاء المخابرات الامريكية وهذه الوثيقة عبارة عن مذكرة بخط الوزير / سامى شرف مرفوعة للرئيس / جمال عبد الناصر بتاريخ 3 يونيو 1970. وهى ترصد مجموعة من التحركات التى تتم ضد مصر على الصعيدين الداخلى والخارجى وقد قام الأستاذ هيكل بالشطب على كلام الوزير سامى شرف الذى يرصد هذه التحركات لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى وقت صدور الكتاب.
ولكن ما يتعلق بموضوعنا هو تأشيرة بخط يد الرئيس جمال عبد الناصر على الطرف الأيسر أعلى الصفحة كتب فيها: (لقد تقابل على أمين فى روما مع أحد المصريين المقيمين فى ليبيا وقال له أن الوضع فى مصر سينتهى آخر سنة1970 )).
لقد كان على أمين هاربًا من مصر بعد اتهام أخيه مصطفى أمين بالتجسس على مصر لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الشبهات تحيط بعلى أمين أيضا لذا فضل أن يظل خارج مصر ولكن كيف علم على أمين أن الوضع فى مصر سينتهى آخر 1970؟


لقد توفى الرئيس/جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970، أى قرب نهاية العام وبوفاته انقلبت أوضاع كثيرة سواء فى مصر أو فى الوطن العربى كله.

للمزيد 
المسكوت عنه فى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر 

**تطور حالة الحرب من نصفها الاول لما حدث بعد تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر
ولن أزيد في تلك النقطة لكثرة الكتابات والاراء حول الثغرة ولكن الاهم هو نتائج ما حدث بتلك الثغرة ويكفى ان اركز على نقطتين فقط في ما حدث وهما تدمير بعض وحدات وصواريخ سام وحائط الصواريخ وهو ما يسمح ثانية لاعادة عمل قوات العدو الجوية وامكانية قصف العمق المصرى وقصف القوات المحاصرة بالجيش الثالث وقصف المدنيين بمدن القناة والنقطة الثانية والتى أثارت أستغرابى هى كيف أنشأت اسرائيل معابرها فوق قناة السويس لعبور قواتها لغرب القناة حيث كوبرى عائم وكوبرى أخر ضخم بالتراب والحجارة بردم القناة كيف انشأتهم اسرائيل وسط غياب استطلاع قواتنا سواء استطلاع جوى أو استطلاع المخابرات الحربية وقد أوضح هذا التساؤل ابلغ توضيخ مقال الكاتب الكبير يوسف أدريس عن الثغرة من كتابه(البحث عن السادات) فقد قال فيه
لقد زرت من عامين المكان الذي عبر منه الجيش الشاروني الإسرائيلي القناة من شرقها إلى غربها ليصنع ما سماه السادات ((الثغرة التليفزيونية)) , وهالني الأمر تماماً, فالقناة عند ذلك المكان الذي أقيم فيه جسر بري مسفلت في 24 ساعة فقط, ذلك المكان أوسع كثيراً من عرض النيل الذي أقيم عنده السد العالي, , كيف يتسنى لمجاميع قليلة من جيش متسلل محصور بين جيشنا الثاني وجيشنا الثالث, كيف يتسنى لتلك المجاميع أن تسد القناة, الأعمق من نيل أسوان, والأعرض من مكان السد العالي, في ظرف أيام معدودة, إني أطلب وألح أن تتشكل لجنة عسكرية هندسية لتقدر كم العمل اللازم لإقامة طريق بري مسفلت طوله كيلومتر على الأقل وبقاعدة لا يمكن أن تقل عن خمسين متراً وارتفاع لا يقل ابتداء من قاع القناة إلى مستوى الطريق المسفلت على ضفتها, ارتفاع لا يقل بأي حال عن عمق القناة زائد عشرة أمتارعلى الاقل من سطح الماء إلى سطح الأرض, أي حوالي ثلاثين متراً ارتفاعاً.
إني متأكد أن أي طالب هندسة أو حتى أي مقاول صغير إذا رأى المكان, وعرف أبعاده – لا يمكن إلا أن يؤكد أنه عمل لابد يستغرق شهوراً طويلة في ظل وفرة من الأيدي العاملة وفي ظروف سلام تام مواتية, أما أن يقول الإسرائيليون أو يقول بعض المختارين من المصريين إنه عمل قد تم خلال 48 ساعة على الأكثر فهذا هو الكذب بعينه أو بالأصح التمويه المراد به خداع شعبنا عن حقيقة لابد لمن يرى المكان ان يدركها عن يقين : حقيقة أن قناة السويس , في ذلك الجزء عند ((الدفرسوار)), كانت مسدودة فعلاً بكتل خرسانية, وأنه عمل استغرق وقتاً طويلاً ليحدث, وأنه تم إما بتكتيك عسكري لا نعرف بالضبط كنهه بحيث أبعد أنظار جيشنا عن تلك البقعة بالذات, أو كثَّف المدفعية في تلك البقعة أثناء حرب الاستنزاف بحيث أصبح الاقتراب منها مستحيلاً, وأما وهذا هو الشيء المخيف فعلاً – أن يكون هذا السد قد أقيم بعلم السلطات المصرية, ولأن هذه مسألة مستحيلة بغير اتفاق مع الإسرائييليين ليسمحوا بإقامة سد قد يتخذ معبراً في أي وقت للجيش المصري, وهو أمر مستحيل التصديق فإن المسألة تشكل لغزاً لابد أن يحل, فقط لم ينتبه له الرأي العام إلى الآن,
ولكن لا حقيقة هناك مختفية إلى الأبد, ولابد لشعبنا يوماً أن يعرف كيف أن سداً كهذا قد أقيم ليكون الخنجر الذي يسدد إلى ظهر جيشه في اللحظة المناسبة, خنجر خفي كان باقياً, لكي يصبح سداً كاملاً وطريقاً ((مسفلتاً)), بعد وضع الطبقة الأخيرة فقط من كتل الخرسانة وهو عمل فعلاً من الممكن إنجازه بكم هائل من الآليات والأوناش في ظرف 48 ساعة. وهنا أيضاً لا يملك أي إنسان لديه أي ذرة من القدرة على التفكير , لا يملك إلا أن يتساءل كيف استطاع شارون بقواته الصغيرة أن يستجلب هذا الكم من الأوناش واللوريات والمعدات الآلية , يستجلبها من إسرائيل ويصنع بها السد في أقل من 24 ساعة من قراره أن ((يعبر)) القناة ؟ وفي ظل حرب ، أما إذا لم يكن قد استجلبها , وأنها كانت طوال الوقت هناك فإن هذه تكون قمة المأساة المضحكة, إذ معناها أن شارون , أو الجيش الإسرائيلي , كان يعرف أن حرب 73 كانت ستقوم , وأن الجيشين المصريين الثاني والثالث سيعبران القناة بنجاح , وأن الرد على هذا العبور يكون من خلال هذا السد !!
لقد أطلت في تأملي لحكاية الثغرة , أو بالأدق لحكاية عمل الجسر البري عبر القناة لأنني لست عسكرياً من ناحية , ومن ناحية أخرى لأن أي زائر للمكان , وأي عابر سبيل يرى منطقة الدفرسوار ويتصور إقامة سد عليها طوله كيلومتر في ظرف 48 ساعة لن يتمالك نفسه وسيقسم بأغلظ الأيمان إن هذا مستحيل تماماً , وإن ثمة مؤامرة كبرى – مؤامرة ضد الجيش وانتصاره تمهيداً لفرض الاستسلام عليه – وراء سد الدفرسوار إن كنا لا نعرف عنها الكثير اليوم , فسنعرف وحتماً , كل شيء غداً .
أقول أطلت لأن الدفرسوار يشكل بالنسبة لعلامات الاستفهام التي طرحتها متسائلاً أو مراجعاً للأحداث اتي دارت في منطقتنا منذ سبتمبر 1970 إلى الآن  يشكل دليلاً من الممكن أن تراه العين دليل إثبات واضح لا يمكن دحضه  يشكل شيئاً كجسد الجريمة في لغة القانون  وهو هناك قائم وموجود وباستطاعتك انت نفسك لو شئت أن تراه  وأن تبني حكمك دون أي حاجة لإعمال ذكاء كثير

**حصر الصراع الى صراع منفرد بين مصر واسرائيل
يلخص تلك الزاوية الزعيم " "الموضوع مش هو مسألة جلاء إسرائيل عن سيناء وحدها، يمكن لو كانت دى هى المسألة. أقدر احصل عليها بكرة بتنازلات.
أنا بقول للمثقفين يفكروا ما ينفعلوش، أنا بقول لو العملية سيناء بس عايز.. برضه تفهموا كلامى.. لو العملية سيناء بس سهلة.
العملية مصيرنا؛ مصير العرب.. علشان لو كنا عايزين نسترد سيناء ممكن بتنازلات بنقبل شروط أمريكا وشروط إسرائيل، نتخلى عن الالتزام العربى ونترك لإسرائيل اليد الطولى فى القدس والضفة الغربية وأى بلد عربى، ويحققوا حلمهم اللى أتكلموا فيه من النيل إلى الفرات، ونتخلى عن التزامنا العربى.. بندى هذه التنازلات ونقول لهم يعدوا فى قنال السويس، ويرفعوا علم إسرائيل فى قنال السويس، وبيمشوا ويتركوا سيناء.
الموضوع مش هو الجلاء عن سيناء وحدها، الموضوع أكبر من كده بكتير..الموضوع هو أن نكون أو لا نكون. موضوع إزالة آثار العدوان أكبر من الجلاء عن سيناء.هل سنبقى الدولة المستقلة اللى حافظت على استقلالها وعلى سيادتها ولم تدخل ضمن مناطق النفوذ واللا حنتخلى عن هذا؟
إحنا مجروحين.. جزء من أرضنا محتل، ولكن رغم هذا؛ رغم الجرح هل نتنازل عن كل التزاماتنا العربية، وكل المثل وكل الحقوق، ونقبل إن إحنا نقعد مع إسرائيل لنتفاوض فى الوصول إلى حل؟إسرائيل بتقول كده، أمريكا بتقول كده إيه المقصود بإزالة آثار العدوان؟
أما نتكلم على إزالة آثار العدوان لازم نفهم أطراف وأبعاد إزالة آثار العدوان.. والمسألة مسألة كبيرة؛ كبيرة جداً، ومسألة أيضاً خطيرة؛ لأن أمريكا أيدت إسرائيل، ساعدتها فى الأمم المتحدة، وادتها الأسلحة، وأدتها المعونات المالية، وبمقدار كبر وخطورة الموضوع.. بمقدار ما يحتاجه من تكاليف وتضحيات. المسألة مش مسألة حل أزمة الشرق الأوسط.. المسألة هى نوعية الحل، شرف الحل، شرفنا.. مستقبلنا.. ومصيرنا."
من خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى 25 أبريل 1968


**وداعا للتضامن العربى
بعدما اعلن السادات نيته لزيارة اسرائيل فى عقر دارها امام نواب مجلس الشعب فى يوم 9/11/1977
زار اسرائيل بالفعل يوم 19/11/1977

هل يعقل ان بين اعلان السادات نيته للزيارة والزيارة الفعليه عشرة ايام فقط عدم وجود تدبير واتفاق مسبق مع امريكا واسرائيل حيث اعلن انه سياخذ رأى الدول العربية وزعمائها قبل الزيارة وبالفعل زار سوريا يوم 16/11/1977 هل يعقل ان تتخد الدول العربية قرارا استراتيجيا مثل هذا فى غضون يومين
بينما كان المسلمون يحجون بيت الله الحرام وبعد وقفه عرفة ويتجهون الى المزدلفه كان السادات يحط بطائرتة بمطار بن جوريون باسرائيل معلنا امام العالم اعترافة بهم وبدولتهم وشرعيه وجودها
عاد السادات من زيارتة صفر اليدين والكاسب الوحيد هو مناحم بيجين لم تنعقد اتفاقيه سلام بعد الزيارة كما توقع السادات بل تركة الاسرائيليين والامريكان يخسر اصدقائه العرب ويخسر شعبه لمزيد من التنازلات يقدمه حتى يستنفذ كل ما يمكن تنفيذة من تنازلات واخيرا عقدت الاتفاقيه بعد عام ونصف العام من الزيارة فى سبتمبر 1979
اجتمعت القمه العربية وقرر القادة العرب طرد مصر من الجامعه العربيه وتعليق عضويتها واخيرا تحقق هدف الاسرائيليين والامريكان
خرجت مجله التايم الامريكية العالمية صباح اليوم التالى بعنوان رئيسى " وداعا للتضامن العربى "

" Goodbye Arab solidarity" 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء مصر ..جمهورية يوليو الثائرة (الجمهورية الأولى) .. تأسيس النهضة الصناعية من الابرة للصاروخ

المخصيين بالتاريخ المصرى "حكاية حزينة من الماضي"

خيانات حرب يونيو 1967