المسكوت عنه فى وفاة جمال عبد الناصر

المسكوت عنه فى وفاة جمال عبد الناصر 

من اغتال الزعيم جمال عبد الناصر

 توفى الزعيم جمال عبد الناصر فى يوم الاثنين الموافق 28 سبتمبر 1970 والموافق هجريا 27 رجب ذكرى الاسراء والمعراج

وكانت أحد أهم الهتافات فى جنازته الضخمة 

( فى 9 و10 بايعناك وفى ذكرى الاسراء ودعناك ياجمال ياحبيب الملايين)

توفى عن عمر 52 عاما وتحمل وفاته شبهات جنائية ومخابراتية ضخمة نظرا للأوضاع السياسية والصراع العربى الصهيونى والذى كان الزعيم على قمته والذى انتهى مع انتهاء نظامه السياسى وانحصار ونهاية الحرب التى بدأها بعد وفاته بثلاث سنوات فى 73 وتحول الصراع العربى الاسرائيلى الى صراع للتسابق للتطبيع العربى الاسرائيلى 

قال الزعيم عبد الناصر بالعيد السادس عشر للثورة قبل وفاته بفديو شهير ( أن اسرائيل تسعى لتحقيق انتصارها السياسى بالعمل على تغيير النظام من نظام عبد الناصر المعادى لها لنظام يوافق على معاهدة سلام منفرد معها والاعتراف بها ومن ثم فتح الباب لباقى الدول العربية لتحقيق نفس الهدف وتدمير التضامن العربى)

وهو ما تؤكدة الفقرة التالية بمذكرات جولدا مائير ( ترجمة عزيز عزمى) ص 284

 "وظل الناس فى الخارج يستفسرون منا عما اذا لم تكن لدينا نية لاسقاط عبد الناصر وكأننا نحن الذين جئنا به ونحن الذين نخطط لاستبداله وكانوا يسألوننا عما اذا كانت غاراتنا فى العمق ضرورية "فعلا"  " 

"فى يوم 3 يناير 1970 صرحت جولدا مائير - رئيسة وزراء إسرائيل- أنها لا ترى أى فرصة للسلام طالما ظل جمال عبد الناصر يحكم مصر، لذا فإن إسقاط عبد الناصر والنظام والسياسات التى يمثلها يجب أن يتم أولا قبل أى حديث عن سلام مصرى إسرائيلى."

 ويصرح أبا إيبان - وزير الخارجية الإسرائيلي -: أن كيسنجر ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية يعاتبان إسرائيل على موقفها السلبى وتقاعسها عن العمل الإيجابى فى مصر وطلبهما هو تكثيف الجهود الإسرائيلية خلال هذا العام 1970 للتخلص من عبد الناصر شخصيا نهائيا.

 وفى حديث صحفى لأبا ايبان مع صحفى أمريكى، سأله الصحفى عن سبب تركيز إسرائيل وأمريكا على جمال عبد الناصر شخصيا؟

فقال ايبان: إننا نعمل بتركيز شديد على التخلص من عبد الناصر لأن لدينا يقين قاطع بأنه بعد التخلص منه سيهدأ الموقف مع مصر وسيتغير لصالحنا.

المسكوت عنه في وفاة جمال عبد الناصر يبوح به لأول مرة طبيب قلب جمال عبد الناصر الفريق طبيب رفاعي كامل

فى أخطر حديث لجريدة الوفد
أعترف أننى تورطت فى التوقيع على التقرير الطبى الذى أعدوه عن موت عبد الناصر 

طلب بتشريح جثمان جمال عبد الناصر للتأكد من خلوه من السموم فرفض من تجمعوا حول الجثمان وفى مقدمتهم السادات  


كاريكاتير منشور بالصحف الاجنبيه  مجله Mac 
"بس الظاهر الكل كان عارف ان أحد اللى بيعالج ناصر بأخر أيامه كان يحمل نجمه داوود"

Id like a second opinion by a good Jewish doctor


كاريكاتيرات عالمية بمجلة ماك لايف وغيرها (توقيت مرض ناصر الاخير ووفاته) *
يتعلق الكاريكاتير الاول والثانى عن احد الاطباء ضمن فريق علاج ناصر له انتماء صهيونى
 التعليق على الكاريكاتير الاول
I don"t know what it is, Effendis, but there"s something about the presidents new doctor I don"t like
لا اعرف من هو الافندى ولكن هناك شئ لا أحبه فى طبيب الرئيس الجديد
التعليق على الكاريكاتير الثانى
I"d like a second opinion by a good jewish doctor
انا لدى فكرة ثانية بواسطة دكتور يهودى كويس (قصده طبعا فكرة للاغتيال)

السؤال الذى يشغلنى الان لما الصحف العالمية كان لديها احساس وعلم بان احد اطراف فريق علاج الرئيس عبد الناصر له انتماء صهيونى 
لماذا ينكر البعض من المحيطين والمقربين للزعيم فكرة الأغتيال بالسم

 * قال الشاعر احمد فؤاد نجم  في عدة لقاءات تلفزيونية مسجلة  ان ممارس العلاج الطبيعى الشهير حينها باخر الستينات "على العطفى" قال له بالسجن انه من قتل جمال عبد الناصر من خلال وضع السم بمدلكات العلاج الطبيعى  وقد استبعد عدد من المقربين للزعيم كلام الشاعر احمد فؤاد نجم  وقالو ان على العطفى  لم يكن ضمن فريق العلاج للرئيس عبد الناصر ولم يدخل بيت الزعيم مطلقا ولكن لا يستبعد اشتراكه عبر اخرين بتمرير تلك السموم لمراهم ومدلكات العلاج الطبيعى التى يعرفها جيدا والا لماذا يعترف على نفسه لزملائه والمتحدثين معه بالسجن هل كلام من فراغ ؟؟ !!! 


رفض مجلس الوزراء الاسرائيليى رسالة نعى للزعيم عبد الناصر 

واصفة اياه بعدواسرائيل التاريخى 

رفضت اليوم الأغلبية في مجلس الوزراء الإسرائيلي مقترح بيان تعاطف رسمي مع العالم العربي (في وفاة الرئيس عبد الناصر).
وكانت وزارة الخارجية قد أعدت بيانا أعربت فيه عن أملها في أن يتم فتح فصل جديد الأن في علاقات إسرائيل مع
جيرانها، ومع ذلك، شعرت الأغلبية في مجلس الوزراء أن بيان التعاطف قد يفسر على أنه نفاق لأغراض خاصة، حيث كان الرئيس عبد الناصر هو عدو إسرائل الأقوى والأخطر في العالم العربي.
ووفقا لمصادر في القدس، فإن إسرائيل تدرس القيام بمبادرة سلام جديدة في الشرق الأوسط، مستغلة حقيقة أن وفاة عبد الناصر ستمنح القادة العرب الآخرين حرية أكبر في التصالح مع إسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشرة وكالة التلغراف اليهودية اليومية،
١ أكتوبر، ١٩٧٠.

 

وصول عملاء الموساد الصهيونى 
فى مؤتمر الخرطوم خلف الزعيم عبد الناصر مباشرة 
 خلال تدقيقي فى البوم صور مؤتمر القمة العربي فى الخرطوم عام 1967 ، لفت نظري وجود ضابط #الموساد #ديفيد_كمحي متنكرا على هيئة صحفي اجنبي يغطي اعمال المؤتمر
من الشمال يظهر فى الصورة الاولى شخص يرتدي الزي العربي وبجانبه ديفيد كمحي يحمل كاميرا ويضع نظارات سوداء وبجانبه #محمد_احمد_محجوب رئيس وزراء #السودان وبجانبه الرئيس #جمال_عبد_الناصر
وفى الصورة الثانية يظهر الملك فيصل وبجانبه #محمد_احمد_محجوب وبجانبه الرئيس #عبد_الناصر وخلفه مباشرة ديفيد كمحي
الصورة الثالثة ملونة ديفيد كمحي فى مقابلة تلفزيونية
السوال الكبير كيف تمكن فريق #الموساد من الدخول الى الخرطوم عام 1967 وتغطية اعمال القمة العربية ، وكيف تمكن ديفيد كمحي من الوصول الى خلف الرئيس عبد الناصر مباشرة ، بعد خمسين عاما من حقنا ان نتساءل اين اجهزة الامن العربية ولماذا لا يتم البحث والتدقيق فى هذا الاختراق الكبير ، لا شك ان صورة ديفيد كمحي خلف الرئيس جمال عبد الناصر تضع العديد من علامات الاستفهام ، فمن تمكن من الاقتراب منه عام 1967 ، سوف يسممه حتما عام 1970



محاولات بريطانيا وفرنسا باغتيال جمال عبد الناصر

 من أسرار المخابرات الفرنسية

كما نعلم، تبدأ بعض الأسرار في الانكشاف بعد مرور فترة زمنية تصل في المتوسط لخمسين سنة. وفى حديث إذاعي بمحطة الإذاعة الرئيسية الفرنسية "فرانس انتير" مسجل عام 2011، يتحدث رئيس سابق بالمخابرات الفرنسية عن أحداث سبقت تأميم قناة السويس. (وبالتعليق رابط التسجيل باللغة الفرنسية

يقول رجل المخابرات الفرنسية أنه بين عام 1954 و1956، أعدت بريطانيا من جانبها وفرنسا من جانب آخر عدة خطط اغتياليه للتخلص من جمال عبد الناصر. وتكررت المحاولات الفرنسية عام 1955 ست مرات؛ وكان معظمها يعتمد على دس السم في مشروب ساخن، مع تفضيل اللبن أو الكاكاو حتى يمكن تقليبه فلا يظهر طعم السم. وفشلت تلك الخطط لأن عبد الناصر كان يحتسى فقط القهوة في فنجان صغير. وعندما أرسلت فرنسا اثنين من رجالها بمتفجرات، تم القبض عليهم على السواحل المصرية.

الأهم في حديث الرجل، هو اعتماد المخابرات الفرنسية على بعض عناصر الاخوان المسلمين المندسين في محيط عبد الناصر، وكذلك على أحد الضباط الأحرار المقربين منه، والذى حسب وصف المتحدث الفرنسي، سيلعب دورا هاما في مصر مستقبلا... ولم يفصح عن اسم هذا الضابط...

ولا تعليق لى على تلك الأسرار التي تتكشف، ولا أعرف طبعا إن كانت صحيحة أم لا، وإن كان وراء نشرها الآن أغراض أخرى.
____________
د.علي مصطفى الحفناوي

                     

    

شبهات ووثائق تؤكد اغتيال جمال عبد الناصر بالسم  

وثائق تؤكد شبهة اغتيال ناصر  

الوثيقة الأولى

تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تم إعداده آخر عام 1956 بعد فشل العدوان الثلاثى على مصر، وهذا التقرير/الوثيقة نشره الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه (سنوات الغليان) الصادر عام 1988 عن مؤسسة الأهرام فى صفحة 986 بالملحق الوثائقى للكتاب. ويتناول التقرير احتمالات نهاية نظام حكم ناصر فى مصر ويحدد السبيل فى خيارين:

1- هزيمة عسكرية ساحقة

2- اغتيال جمال عبد الناصر.

وأريد من القارئ الكريم أن يتذكر هذين الخيارين ونحن نواصل عرض هذه المجموعة من الوثائق.

"خبر"من الرأي الكويتية : 13 يوليو /تمّوز 1987


الوثيقة الثانية :

وقام بنشرها الأستاذ الدكتور / رءوف عباس فى مقال بعنوان (حلف الأطلنطى وراء ضرب عبد الناصر فى يونيو 1967) فى عدد من مجلة الهلال الصادر فى يونيو عام 2001

والوثيقة التى يعرضها الدكتور / رءوف عباس هى... محضر الجلسة الأولى من محاضر اجتماع حلف شمال الأطلنطى فى شتاء عام 1964 والتي عقدت لمناقشة ورقة العمل التركية التى أعدها وزير الخارجية التركى وتحمل عنوان (تصفية عبد الناصر).. أما محاضر الجلستين الثانية والثالثة لهذا الاجتماع فما زالت محظورة ولن يسمح بالاطلاع عليها قبل عام 2014

ومحضر هذه الجلسة الذى يناقش ورقة العمل التركية

* يتحدث عن الدور المشاكس والمضاد لمصالح الغرب الذى تلعبه مصر بزعامة عبد الناصر عبر العديد من المشكلات التى تسبب فيها عبد الناصر من ؛إفشال فكرة الأحلاف العسكرية - شراء الأسلحة من الكتلة الشرقية – تأميم القناة - تمصير وتأميم المصالح الأجنبية فى مصر – الوحدة مع سوريا..ثم ثورة اليمن.. وهى الطامة الكبرى بالنسبة لمصالح الغرب.. فوجود الجيش المصرى فى اليمن لمساندة الثوار أدى إلى نشوء وضع خطير هو تحكم مصر فى طريق المواصلات بالبحر الأحمر من الشمال عبر قناة السويس، ومن الجنوب عبر مضيق باب المندب

كما أن هذا الوجود يهدد بزوال العرش الملكى السعودى الذى يحارب الثورة اليمنية... وهو العرش الذى يضمن تدفق البترول إلى الغرب بكل يسر.

* وتعرض الوثيقة إلى الأطراف العربية التى تعادى طموحات جمال عبد الناصر وسياساته وتحددها فى المملكة العربية السعودية والأردن وليبيا تحت حكم الملك السنوسى.

* كما تلفت النظر لسوء العلاقات المصرية السورية.. والمصرية العراقية..

* كما تتحدث عن النفوذ المصرى فى إفريقيا المعادى لمصالح الغرب...

* وتدعو لدراسة الاقتراح بتوجيه ضربة عسكرية موجعة إلى عبد الناصر..

* كما تطالب بتحويل اليمن إلى مستنقع يغوص فيه الجيش المصرى مما يساعد على إنجاح الضربة العسكرية الموجهة إلى مصر... مع التنبيه على أنه إذا استمر الوضع الحالى فى اليمن فإن العرش السعودى مهدد بالزوال عام 1970،

وهنا أطلب من القارئ الكريم أن يلاحظ التاريخ عام 1970 العام الذى شهد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.. ونصل الآن إلى الوثيقة الثالثة فى موضوعنا.

الوثيقة الثالثة:

وهى من أخطر ما يكون.. وتاريخ هذه الوثيقة هو (27 ديسمبر 1966) وتحمل الوثيقة رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى.. وهى مرسلة من (الملك السعودى / فيصل بن عبد العزيز) إلى (الرئيس الأمريكى / ليندون جونسون).. وهى منشورة فى كتاب (عقود من الخيبات) للكاتب / حمدان حمدان.. طبعة دار بيسان.. فى صفحتى 489 - 490 من صفحات الكتاب.

وفيها يقول الملك العربى مخاطبًا الرئيس الأمريكى :
((من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعا، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا، فلن يأتى عام 1970 – كما قال الخبير فى إدارتكم السيد كيرميت روزفلت وعرشنا ومصالحنا فى الوجود

لذلك فأننى أبارك، ما سبق للخبراء الأمريكان فى مملكتنا، أن اقترحوه،

لأتقدم بالاقتراحات التالية:

 أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر، لتضطرها بذلك، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة، ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبد الناصر فى وحدة عربية بذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول (أرحموا شرير قوم ذل) وكذلك لاتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام.

 سوريا هى الثانية التى لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم، مع اقتطاع جزء من أراضيها، كيلا تتفرغ هى الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر.

 لا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة، كما يسهل توطين الباقى فى الدول العربية.

 نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرازانى شمال العراق، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أى حكم فى بغداد يريد أن ينادى بالوحدة العربية شمال مملكتنا فى أرض العراق سواء فى الحاضر أو المستقبل، علما بأننا بدأنا منذ العام الماضى (1965) بإمداد البرازانى بالمال و السلاح من داخل العراق، أو عن طريق تركيا و إيران.

/ يا فخامة الرئيس

إنكم ونحن متضامنين جميعا سنضمن لمصالحنا المشتركة و لمصيرنا المعلق، بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها، دوام البقاء أو عدمه.

أخيرا أنتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب لفخامتكم عما أرجوه لكم من عزة، و للولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقتنا ببعض من نمو وارتباط أوثق وازدهار.

المخلص: فيصل بن عبد العزيز

ملك المملكة العربية السعودية

وأريد من القارئ الكريم أن يلاحظ الآتى

* السيد (كيرميت روزفلت) المذكور فى رسالة الملك هو رجل المخابرات الأمريكية الشهير المسئول عن الانقلابات العسكرية فى سوريا أواخر الأربعينيات، وهو المسئول أيضًا عن مخطط الانفصال عام 1961

* زوال العرش السعودى عام 1970 إذا استمرت خطط جمال عبد الناصر واستمرت قواته فى اليمن.. وهنا نتذكر ورقة العمل التركية فى محضر حلف شمال الأطلنطى عن زوال العرش السعودى عام 1970

* الخطة التى يقترحها الملك السعودى للعمل ضد الدول العربية تكاد تكون هى خطة الحرب الإسرائيلية فى يونيو 1967

وبالربط بين ضرب مصر عسكريًا ومستقبل العرش السعودى عام 1970، نعود للوثيقة الأولى للمخابرات المركزية الأمريكية التى ترى أن الحل بالنسبة لمشكلة (عبد الناصر) هو الهزيمة العسكرية الساحقة أو اغتياله.

والجدير بالملاحظة أن عبد الناصر هُزم عسكريًا عام 1967 وتوفى عام 1970

عندما قرأ السيد (سامى شرف) سكرتير الرئيس عبد الناصر للمعلومات ووزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق تلك الوثيقة قام بكتابة هذا التعليق عليها وهو تعليق منشور فى موقع منتديات الفكر القومى العربى:

"كنت فى زيارة لإحدى البلدان العربية الشقيقة سنة 1995 وفى مقابلة تمت مع رئيس هذه الدولة تناقشنا فى الأوضاع فى المنطقة وكيف أنها لا تسير فى الخط السليم بالنسبة للأمن القومى وحماية مصالح هذه الأمة واتفقنا على انه قد حدث ذلك منذ أن سارت القيادة السياسية المصرية بدفع من المملكة النفطية الوهابية والولايات المتحدة الأمريكية على طريق الاستسلام وشطب ثابت المقاومة من أبجديات السياسة فى مجابهة الصراع العربى الصهيونى، ولما وصلنا لهذه النقطة قام الرئيس العربى إلى مكتبه وناولنى وثيقة وقال لى يا أبو هشام أريدك أن تطلع على هذه الوثيقة وهى أصلية وقد حصلنا عليها من مصدرها الأصلى فى قصر الملك فيصل ولما طلبت منه صورة قال لى يمكنك أن تنسخها فقط الآن على الأقل وقمت بنسخها ولعلم الأخوة أعضاء المنتدى فهى تطابق نص الوثيقة المنشورة فى هذا المكان وقد راجعت النص الموجود لدى بما هو منشور أعلاه فوجدتهما متطابقين،أردت بهذا التعليق أن أؤكد رؤية مفادها أن عدوان 1967 كان مؤامرة مدبرة وشارك فيها للأسف بعض القادة العرب وقد يكون هناك ما زال بعد خفيا عنا مما ستكشفه الأيام القادمة"

(انتهى تعليق السيد سامى شرف على الرسالة / الوثيقة)

عندما قابلت السيد/سامى شرف سألته من هو الرئيس العربي الذى أطلعه على تلك الوثيقة؟

فأجابنى أنه الرئيس السورى الراحل "حافظ الأسد"

ونصل الآن إلى آخر وثيقة عن موضوعنا: وهى الوثيقة رقم 28 بملحق وثائق كتاب (بين الصحافة والسياسة) للأستاذ / محمد حسنين هيكل طبعة دار المطبوعات للنشر والتوزيع – لبنان عام 1984

الوثيقة الرابعة:

وهذه الوثيقة عبارة عن مذكرة بخط الوزير / سامى شرف مرفوعة للرئيس / جمال عبد الناصر بتاريخ 3 يونيو 1970. وهى ترصد مجموعة من التحركات التى تتم ضد مصر على الصعيدين الداخلى والخارجى وقد قام الأستاذ هيكل بالشطب على كلام الوزير سامى شرف الذى يرصد هذه التحركات لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى وقت صدور الكتاب.

ولكن ما يتعلق بموضوعنا هو تأشيرة بخط يد الرئيس جمال عبد الناصر على الطرف الأيسر أعلى الصفحة كتب فيها: (لقد تقابل على أمين فى روما مع أحد المصريين المقيمين فى ليبيا وقال له أن الوضع فى مصر سينتهى آخر سنة 70).

الوثائق

 


مرة أخرى عزيزى القارئ عام 1970، نفس التاريخ الذى يتكرر فى كل الوثائق كحل لمشكلة جمال عبد الناصر.
لقد كان على أمين هاربًا من مصر بعد اتهام أخيه مصطفى أمين بالتجسس على مصر لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الشبهات تحيط بعلى أمين أيضا لذا فضل أن يظل خارج مصر ولكن كيف علم على أمين أن الوضع فى مصر سينتهى آخر 1970؟

لقد توفى الرئيس / جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970، أى قرب نهاية العام وبوفاته انقلبت أوضاع كثيرة سواء فى مصر أو فى الوطن العربى كله.

والآن بتجميع كل هذه الوثائق معًا وبالمعانى الواضحة التى نستشفها منها ألا يمكن أن نتساءل ما هو سر وفاة الرئيس جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970؟ هل توفى بفعل فاعل؟ هل هناك أسرار لم تكشف بعد عن وفاته؟

رحم الله الرئيس جمال عبد الناصر وأسكنه فسيح جناته

وربما تكشف لنا الوثائق التى ما زالت خفية أسرارا أخرى عن أسباب وفاته الغامضة.
هنا انتهى نص مقالى الأول عن لغز وفاة جمال عبد الناصر.

ولكن قضية وفاة الرئيس عبد الناصر لم تطرح على الساحة بشدة وتثير جدلا متصاعدا، إلا بعد أن فجرها الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حلقات برنامجه"مع هيكل.. تجربة حياة "والتي تحمل عنوان "الطريق إلي أكتوبر" وتم عرضها على فضائية الجزيرة.

فقد كشف الأستاذ هيكل فى الحلقات التى أذيعت فى شهر ديسمبر 2009، أن الرئيس جمال عبد الناصر أمر بزرع أجهزة تنصت واستماع داخل مبنى السفارة الأمريكية بالقاهرة فى ديسمبر 1967 فى عملية إستخباراتية أطلق عليها أسم العملية (عصفور)، وذكر هيكل أن هذه العملية تعد من أنجح وأخطر عمليات التجسس فى تاريخ المخابرات فى العالم، ولا تعادلها فى النجاح إلا العملية (ألترا) عندما نجحت مخابرات الحلفاء فى حل الشفرة الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية، مما جعل البريطانيين والأمريكيين على علم كامل بكافة التحركات و الخطط العسكرية و الإستخباراتية الألمانية قبل حدوثها، وقال الأستاذ هيكل أن السيد أمين هويدى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية كان يذهب إلي منزل الرئيس عبد الناصر أسبوعيا ليعرض عليه تفريغ تقارير الاستماع للتسجيلات الواردة من السفارة الأمريكية، وأحيانا كان يذهب للرئيس عبد الناصر بدون موعد مسبق إذا تم كشف معلومة لا يمكن تأخير علم الرئيس عبد الناصر بها، ووصف هيكل المعلومات التى حصلت عليها مصر بفضل تلك العملية المتفردة بالكنز الثمين والذى لا يقدر بثمن،

وخلال حديثه ذكر الأستاذ هيكل أحد أخطر تقارير المعلومات التى كشفتها عملية (عصفور) عندما توجه السيد أمين هويدى مدير المخابرات العامة المصرية إلى منزل الرئيس عبد الناصر فى يوم 6 ديسمبر 1969 ومعه تسجيل لحديث دار بين الوزير المفوض الأمريكى فى سفارة الولايات المتحدة فى إسرائيل ومديرة مكتبه مع السفير الأمريكى فى القاهرة وممثل المخابرات المركزية الأمريكية فى السفارة الأمريكية فى القاهرة وأستمع الرئيس عبد الناصر إلى الحديث و الذى جاء فيه:

أن عبد الناصر هو العقبة الرئيسية في قيام علاقات طبيعية بين المصريين والإسرائيليين.

وأن هناك حالة من الالتفاف الشعبى المصرى والعربى حول عبد الناصر تجعل السلام مع إسرائيل بالشروط الإسرائيلية والأمريكية مستحيلا.

وإن مصر التي من المفترض أنها مهزومة تبدو منتصرة. في حين أن إسرائيل التي من المفترض أنها منتصرة تبدو مهزومة بسبب حرب الاستنزاف.

وأن سمعة "موشى ديان"أكبر بكثير من إمكانياته الشخصية.

وأن قادة إسرائيل (جولدا مائير، موشى ديان، أهارون ياريف، إيجال أللون) أجمعوا على أن بقاء إسرائيل ونجاح المشروع الأمريكى فى المنطقة مرهون باختفاء الرئيس جمال عبد الناصر من الحياة وأنهم قرروا اغتياله بالسم أو بالمرض.

وأن جولدا مائير رئيسة وزراء العدو قالت بالنص

(We will get him)

سوف نتخلص منه.

و إلا فأن العالم العربى ضائع وسيخرج من نطاق السيطرة الأمريكية

ولشدة خطورة تلك المعلومات فضلّ السيد أمين هويدي أن يستمع الرئيس عبد الناصر بنفسه للتسجيل كاملا. وعرض الأستاذ هيكل مجموعة أوراق بخط يد الرئيس عبد الناصر عليها تفريغ للحديث الذى أستمع إليه.

كانت هذه هى المرة الأولى التى يعبر فيها الأستاذ هيكل عن شكوكه فى ظروف وفاة الرئيس جمال عبد الناصر مستعينا بوثائق عن القرار الإسرائيلي الأمريكي بقتل عبد الناصر والخلاص منه نهائيا وبأوراق بخط يد الرئيس جمال عبد الناصر توضح علم عبد الناصر المسبق بالخطة الإسرائيلية الأمريكية لاغتياله قبيل وفاته بحوالى 9 شهور



المخابرات البريطانية ومحاولات اغتيال جمال عبد الناصر 
لم توفّر المخابرات الانجليزية فرصة لاستخدام كل أساليبها الدنيئة لإثارة الغبار في طريق ناصر.
وخاصة في الفترة التي أعقبت الانفصال الرجعي في سورية ( خريف 1961 ) . وتصاعد فيها الخلاف بين ناصر وعامر .
وهكذا استخدم الانجليز أحد أذرعتهم التضليلية ، لإشاعة هذا الخبر الكاذب بالكُلية ، الذي نشرته "ديلي تليغراف" ، اللندنية ، يوم 4 مايو /أيار 1962. زاعمة أن "مصادرها الدبلوماسية" قد نما الى علمها "تعرض ناصر لمحاولة اغتيال بإطلاق الرصاص ، ( نفّذها شقيق عبد الحكيم عامر ) أدّت الى إصابته ، وأنه يرقد في المستشفى في حالة خطيرة " !
المدهش أنه بعد أسبوعين ( 21 مايو /أيار 1962 ) كان عبد الناصر يقف على قدميه لخمس ساعات متواصلة ، ليقرأ الميثاق الوطنى ، لممثلي المؤتمر الوطني لقوى الشعب العاملة .

اللافت ، أنه في تلك الأثناء كان يتم الاعداد فعلياً لاغتيال ناصر ، بتمويل سعودي يقف وراءه رغبة عارمة عبّر عنها سعود نفسه ، بإفصاحه عن سعادته لو كان بإمكان عملائه من الاخوان  إسماعه خبراً يومياً عن انفجار قنبلة واحدة فقط ، في شوارع القاهرة ( لاحظ أن هذا كان قبل الثورة اليمنية !) .
استلزم التمويل السعودي ، تعاون استخباري بريطاني ( ليس بعيداً عن الأميركيين حُكماً ) ، وأوكِلت مهمة التنفيذ لذيول الرجعية المحلية بجناحيها الاخوانجي (سعيد رمضان ) و الشماشرجي ( مرتضى المراغى : آخر وزير داخلية في عهد فاروق ) ، حيث اتُفق على أن يتم قتل الريّس ، وأركان حكمه معه ، في عملية تفجير للمنصّة التي كانت تُقام في كل عام ، بميدان الجمهورية بعابدين ، واعتاد ناصر أن يُلقي فيها خطابه السياسي السنوي في مؤتمر جماهيري حاشد ، احياءً لعيد الثورة . وقد وصلت المخابرات العامة المصرية أنباء المُخطط، واعتقلت المشاركين فيه ، قبيل التنفيذ .


 المصادر 

مذكرات جولدا مائير ( ترجمة عزيز عزمى) ص 284

كاريكاتيرات عالمية 

جريدة الوفد .حوار د رفاعى كامل 

أ.عمرو صابح . شبهات حول وفاة جمال عبد الناصر 


ورد فى كتاب DIRTY TRICKS 

كان لازم ينزاح ويتم الطعن اليومى على مدار اتنين و خمسين سنة فى مشروعه علشان
يعرفوا فى النهاية يبيعوا كل اللى قدر انه يستعيده للشعب اللى للأسف هو آمن بيه لكن الشعب الكفور سرعان ما انقلب على عقبيه وكفر بمنجزاته وهذا هو حصاد الكفران
فى
كتاب
Dirty tricks
او حيل قذرة وفيه اعتراف بقيام المخابرات المركزية الامريكية باغتيال الرئيس جمال عبد الناصر بوضع سم ال
Ricin
في زجاجة الانسولين عن طريق عميل ورصد ال
CIA
لخليفته الاقل مكانة ولكن بامكانات يمكن استثمارها
اعراض التسمم بال
Ricin
عن طريق الحقن ممكن جدا ان تتشابه مع اعراض احتشاء قلبي وصدمه
Cardiogenic Shock
مع استحالة رصده بأي تحليل للسموم ما يجعل الاغتيال عملية نظيفة جدا بحيث لا يمكن حتي الشك كونه عملية اغتيال
Ricin by Injection: Initial (ie,6 hours) symptoms can include generalized weakness and myalgias; progression of illness (24-36 hours) can include vomiting, fever, hy- potension, and/or multiorgan failure and death.
Laboratory Testing
No clinically validated methods are available to detect.
بحقن الريسين يشعر المريض بضعف وآلام فى العضلات ، قئ ، هبوط فى الدورة الدموية وانهيار متعدد فى وظائف الأعضاء
وهى الاعراض التى تم وصفها فى كل التقارير الطبية يوم الوفاة .

د احمد السيد ديبان






الملك سعود وأخطر محاولات اغتيال الزعيم

«لنقتُل هذا الرجل»

ساد وجوم ثقيل مجلس الملك السعودي، في قصر الناصرية. وبدا أمراء آل سعود وكأنّ على رؤوسهم الطير. وحاول الملك أن يلطّف شيئا من كآبة الموقف، وجهامة وجوه زوّاره، فأخذ يسألهم الواحد تلو الآخر: «وش حالك يا فلان؟»، فيرد: «بخير، يا طويل العمر». حتى إذا وصل الملك سعود إلى عمه عبد الله، أجابه عميد الأسرة السعودية، وقد انفجر غيظه: «أحوالنا خـ ..!». ارتبك الملأ، وهم يسمعون تلك الكلمة توجّه إلى صاحب الجلالة، وامتقع وجه الملك سعود. وحاول الشيخ يوسف ياسين، وجمال الحسيني، وهما مستشارا الملك يومئذ، أن يتدخلا ليهدّئا من روع الرجل الجليل في العائلة المالكة السعودية. فنَهرَهما عبد الله، وهو يرتعش من الانفعال. ثم قام من مكانه، واتجه نحو ابن أخيه، وقال له: «انتا وين رايح بآل سعود؟!». ولم يدع الأمير للملك الذاهل فرصة للإجابة، فأكمل مزمجراً: «للحضيض! للأرض الحضيض! لجهنم والله!». قال الأمير كلماته، ثم نفض بيده طرف عباءته، وانصرف من المكان عابساً، وسط ذهول الحاضرين.
حصلت هذه الحادثة مساء يوم الجمعة 7 آذار/ مارس 1958. وعبّرت الكلمات الغليظة التي تفوّه بها الأمير عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود تعبيراً قاسياً عن أخطر أزمة عائلية شقّت صفوف الأسرة الحاكمة السعودية، في تاريخها الحديث. وكانت تلك الأزمة قد تفجرت، بعد افتضاح مؤامرة دبّرها الملك سعود لإطاحة الجمهورية العربية المتحدة، وانكشاف خططه لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر عبر تفجير طائرته في الجو. ولعل غضبة أمراء الأسرة الحاكمة السعودية لم تكن بسبب خطيئة الملك، واشتراكه المباشر في ارتكاب جريمة، بل كان حنقهم بسبب إدارته البائسة للعملية، وتخطيطه الأخرق لها. فلقد سُحِبت أمواله حتى آخر فلس، ثم كشفت رشوته وشيكاته، أمام العالم أجمع، وقُبض على أزلامه وأعوانه ووسطائه. فأضحى سعود أضحوكة، وأمست سمعة آل سعود في الوحل، بعد أن خاب تدبيرهم، وانكشف إجرامهم.
«طويل العمر يسلّم عليك، ويقول لك: انسف الطيّارة»
بدأت القصة، قبل أسبوعين، في سوريا التي وصل إليها عبد الناصر، صبيحة يوم 24 شباط/ فبراير 1958. واستقبل السوريون الزعيم المصري الذي أصبح رسميّا رئيس الجمهورية العربية المتحدة، استقبالا خرافيا. وأخذ عبد الناصر، في تلك الأيام، يطوف في المدن السورية، ويخطب في الجماهير المحتشدة لسماع كلماته. وبلغ الإنهاك من ناصر مبلغه، بسبب سفراته المتواصلة إلى كافة أرجاء البلاد. وفي مساء يوم الثلاثاء 4 آذار/ مارس 1958، أراد الرئيس أن ينام قليلا ليستريح من تعبه. ودخل إلى الغرفة التي أعدّت، في قصر الضيافة، لنومه. وبدأ يخلع ثيابه ليلبس«البيجامة». لكنه فوجئ برجل يدلف إلى الحجرة، ويقف وراءه مبحلقاً بينما هو منهمك في استبدال ملابسه. كان الرجل هو المقدم عبد الحميد السرّاج، رئيس المخابرات العسكرية السورية، المعروفة بـ «الشعبة الثانية». وبدت على وجه عبد الناصر دهشة من هذا المتطفل، ممزوجة ببعض الانزعاج. وبادر السرّاج إلى الاعتذار عمّا يفعله، قائلا:«أنا آسف لأني عم ازعجك. بس في موضوع مهم لازم خبرك فيه».وردّ ناصر: «يعني الموضوع ده، مش ممكن يستنّى لبكرا مثلا؟!». قال السرّاج بإصرار: «لا. هي مسألة ما بقدر أجّلها». ظهر الفضول على وجه الرئيس، فقال: «طيب. قول يا سيدي. أديني سامعك». ظلّ السرّاج منتصباً، وأخذ يتكلم بجدية بالغة، قائلا: «سيدي. الموضوع طويل، ويتعلق بالملك السعودي». أشار الرئيس إلى مخاطبه لكي يقعد، فجذب السراج كرسيا، وجلس عليه. قال عبد الناصر، وهو يبتسم ليجعل السرّاج أكثر تبسّطاً في حديثه: «طيب، ممكن أتمدد ع السرير شوية. أصلي هلكان من التعب». ابتسم السرّاج باستحياء، وقال: «سبدي: خذ راحتك. أنا ما كان بدي أشغلك بالشي لي بدي قلك يا، لولا خطورته».
شرع السراج يروي ما لديه قائلا (1): «الملك سعود متزوج بسيدة سورية كُنيتها «أم خالد» (2) . وأبوها اسمه أسعد إبراهيم. اتصل فيني الزلمة، قبل كم يوم، عن طريق وسيط. الوسيط هو النائب عزيز عباد. قابلت هادا أسعد إبراهيم، فبخبّرني أنو ملك السعودية عم يعرض عليي ملايين الجنيهات الاسترلينية، إذا بقبل قوم بانقلاب ضد الوحدة بين سورية ومصر. أنا سايرتو، لأعرف شو في براس أسيادو. وفعلا، بيبعتلي سعود دفعة قيمتها اتنين مليون جنيه استرليني، مشان يرشيني». سكت السرّاج قليلا، ومدّ يده في جيب سترته الداخلي، وأخرج منه مجموعة من الأوراق، قدّمها لعبد الناصر الذي قام من فراشه متحفزاً، وقد ظهرت عليه الدهشة والاستغراب. قال السرّاج مشيرا إلى الوثائق التي أعطاها لعبد الناصر: «وهي صور تلات شيكات من الملك سعود بعتلي ياهون، بيوم 27 شباط: الشيك الأول بمبلغ مليون جنيه استرليني. والتاني بمبلغ 700 ألف. والتالت بمبلغ 200 ألف. وهي الشيكات مسحوبة من «البنك العربي المحدود» بالرياض، على «بنك ميدلاند»، بلندن. وتدفع لحاملها. وفي كمان تسجيل لكلام أسعد إبراهيم معي» . صمت السرّاج قليلا، وترك عبد الناصر يتفحص الشيكات، ويتثبت منها. ثم أضاف السرّاج موضحا سرّ المئة ألف الناقصة: «أسعد ابراهيم مبعوث سعود خصم لإلو من أصل المليونين جنيه لي بعتلي ياها الملك، مبلغ مية ألف، قال على اعتبارها عمولتو». لم ينطق عبد الناصر بكلمة، بل ظل شاخصاً ينظر إلى السرّاج، وينصت لكلامه بانتباه، فاستكمل الأخير روايته قائلا: «ومشان أسعد يشجعني أكتر، أعطاني رسالة شخصية م الملك كاتب فيها إنه أنا مثل ابنه، وهو مش رح يتخلى عنّي ورح يساندني، متل ما كان أبوه عبد العزيز يعمل مع شكري القوتلي(3). وقال لي أنو السفير الأمريكي بالشام مستعد يعلن اعتراف بلادو بالنظام الجديد فورا. كمان، الملك بيضمن لي اعتراف كل الدول الصديقة لأمريكا بالوضع الجديد بسورية».
ابتسم عبد الناصر، وهو يستمع لهذه النقطة في الحديث، واستطرد السراج في حكايته قائلا: «بصراحة، أنا من لما استلمت الشيكات ما قدرت استنّى ليطلع الضو. تحركت فورا مع مجموعة من الضباط الموثوقين. واستدعيت واصف كمال مدير البنك العربي بدمشق، واللي حوّل السعوديين المبلغ عن طريق فرعهم بالرياض. واستدعيت، كمان، نائب مدير البنك وكم معاون إلو، حتى يشرفو، من وش الصبح، على عملية سحب المبالغ من بنك ميدلاند وتحويلا على حساب جديد باسمي، فتحوا بسويسرا». ولم يكن ذلك هو كل شيء.
أكمل السرّاج قائلا لعبد الناصر: «الأخطر من كل هاد. هو أنو مبعوث الملك سعود عطاني عبوة ناسفة لأزرعها بطيّارتك لي بتطلع فيها، فتنفجر بالجو». أطبق الصمت في الحجرة لبرهة من الوقت. ولم يقطعه سوى كلمات السرّاج: «ومشان أقتلك رشاني الملك بمبلغ ميتين وخمسين ألف جنيه استرليني». صمت السرّاج ثوان، ثم أضاف: «أنا رفضت هالمهمة واعتذرت لمندوب سعود عن تنفيذا. بس ضلّيت عم حقّق بتفاصيل المؤامرة، فعرفت انو الجماعة قدرو يجندو ضابط طيار ليقصف طيّارتك بالجو، وبعدين يهرب على تركيا ويطلب اللجوء فيها. قبضنا ع الطيّار الخاين. ورجالي عم يحققو معو هلأ».
«هل صدّق أهل المدينة ما قاله عنّا الحاسدون؟!»
كان خطاب عبد الناصر الذي ألقاه من دمشق، يوم 5 آذار/ مارس 1958، مدوياً. فقد كشف فيه للعالم العربي الوجه الآثم لآل سعود. وفي الرياض، كان وقع الاتهامات مزلزلا. كانت المملكة، في عهد سعود، تشهد أحلك أيامها: خزينة مفلسة بسبب المصاريف المفرطة، وسياسة متخبطة لم تبقِ لها على صديق، وأسرة حاكمة مفككة بسبب استئثار الملك بسلطة مطلقة، وتحيّزه لأبنائه على حساب إخوانه، وسمعة مشبوهة تلوكها الألسن وتمضغها الأفواه. وكان أمراء آل سعود يكادون يتميّزون من الغيظ. وسأل الأمير طلال عن أخيه الملك، فقيل له إنه موجود في قصره بالمدينة المنورة. وكلّم طلال أخاه، عبر الهاتف، وسأله إن كان قد سمع اتهامات عبد الناصر له، وما تعليقه على ذلك؟! فأجابه سعود بأن لا ينزعج، وأن يأتي إليه. واستقل طلال طائرة، وجاء إلى قصر أخيه في المدينة. ويروي طلال كيف دخل على الملك في مجلسه، فوجد عنده أعيان المدينة، وبينهم نائب أميرها عبد الله السديري. وسأل سعود جلساءه قائلا: «ترى أهل المدينة صدّقوا اللي قالوه عنّا الحاسدين؟!». وصمت الجميع، وكان صمتهم أبلغ من كلامهم. وأحسّ طلال بالوجيعة من هذا الحال الذي وصل إليه آل سعود، فخاطب أخاه الأكبر، قائلا له: «بالله يا طويل العمر بيّض وجوهنا. لو تركنا اللي ينقال من غير ردّ، سوّدت الفضيحة وجوهنا. واحنا خمسة آلاف رَجّال من آل سعود، وين نروح بوجوهنا؟!». وتمتم سعود قائلا: «أبشر! أبشر! ما يخالف. ما يصير إلا الخير».
في الغد عاد سعود إلى الرياض، فلقي من عمه عبد الله ذلك التوبيخ الذي لم يسمعه منه قبل ذلك أبداً. واكتأب سعود، فاعتكف في قصره، لا يخرج منه، ولا يدخل عليه أحد. ثم إنّ الملك السعودي اغتاظ، وحزّ في نفسه كيف انقلب حاله. وأمر حرّاسه أن يأتوا له بمدير «البنك العربي» في الرياض مقيّدا في الحديد. فجاؤوا بالسيد مصباح كنعان من مقر عمله، بعد أن كبّلوه وأهانوه أمام موظفيه وعملائه. ووقف المصرفي المسكين، وهو يرتعش من الخوف أمام «طويل العمر». شهد تلك الواقعة الغريبة محمد سرور الصبان وزير المالية السعودي. وكان الملك يصيح حانقاً: «شلون تعطون شيكات للسرّاج، تتاخذ دليل ضدنا. المفروض ما تعطوه الصكوك». وردّ كنعان قائلا أنه لم يفعل سوى ما أِمره به الديوان الملكي، ولديه توقيعان من وزير المالية الصبان، ومن رئيس مؤسسة النقد السعودي معتوق حسنين يأذنان فيه بتحويل المبلغ المذكور. ولم تعجب سعود هذه الإجابة، فأمر بحبس الرجل، وإغلاق فروع بنكه في المملكة كلها. واهتز السوق المالي السعودي من هذا التصرف الأهوج. وأخذ كبار الأمراء يسحبون أموالهم من بعض المصارف، وتبعهم عامة الناس. وأغلقت الفروع البنكية أبوابها أمام الزبائن، فتحولت مطالبات المواطنين بسحب أموالهم إلى ما يشبه المظاهرات. فجأة هبطت قيمة العملة السعودية هبوطا مدويا، في ظرف أيام قليلة، من 3.75 ريال مقابل الدولار الواحد، إلى 6.5 ريال. وأصبح المشهد السعودي كله كئيباً!
واجتمعت مجموعة من أمراء آل سعود في قصر الأمير طلال المعروف بـ «الفخرية». كانوا تسعة أمراء: عبد الله، وعبد المحسن، ومشعل، ومتعب، وطلال، ومشاري، وبدر، وفواز، ونواف. وقرّروا أن يطلبوا من أخيهم الأكبر فيصل بن عبد العزيز تولّي الحكم بدلا من سعود. ثم إنّ هذه المجموعة سريعا ما قويت شوكتها، بعد مساندة العم عبد الله بن عبد الرحمن لها، ومعه السديريون الذين يتزعمهم فهد. والشقيقان محمد وخالد. لكنّ المعضلة تمثلت في إقناع ولي العهد نفسه بأن يمسك بمقاليد المملكة. كان فيصل رجلا مريضا، وكان يعاني من أمراض كثيرة، ولقد عاد من أميركا، قبل شهور قليلة، بعد أن عولج في أحد مستشفيات نيويورك من سرطان غير خبيث في معدته. وتحول «الرجل ذي السحنة الكئيبة» إلى رجل نافر من الحكم. فلما عرض عليه أن يكون ملكا بدلا من أخيه تمنّع. بيد أنه بعد أن رأى إجماع إخوته عليه، قبل المهمة، مشترطا أن يظلّ سعود ملكا صوريا لكي لا يحدث عزله انشقاقا في وحدة الأسرة المالكة، وأن توكل كل سلطات الحكم الفعلية له وحده.
وفي ليلة 24 آذار/ مارس 1958، وكانت إحدى ليالي رمضان، جاء آل سعود إلى أخيهم يحملون إليه نبأ نزع سلطاته، وإبقائه صورة بلا وظيفة. غضب سعود، وقال لهم إنه ليس ملكة بريطانيا. وأجابه محمد ذو الشرّين: «أزين لك تقبل باللي عرضناه عليك، بدل نخلعك من المُلك كله». ساد الصمت المجلس. وجال سعود بعينيه في وجوه عمه وإخوته، فلم ير منهم إلا نفوراً منه. أطرق برأسه، ثم قام من مقعده، وتمتم قائلا إنه يوافق على نقل صلاحياته إلى فيصل. وكان ذلك اعترافاً منه بنهايته.
الهوامش:
(1) أخبر الرئيس عبد الناصر في صباح يوم 5 آذار / مارس 1958، مرافقيه بتفاصيل ما قاله له السرّاج في الليلة الماضية. وكان محمد حسنين هيكل من بين أولئك الرفاق. ورجا هيكل السرّاج أن يسجّل بصوته قصته مع ملك السعودية، على شريط «كاسيت». ولما أراد هيكل، بعد ثلاثين عاما، أن يكتب مؤلفه «سنوات الغليان»، استعان بالشريط القديم الذي سجّله للسرّاج، فاستعاد التفاصيل الدقيقة لحكاية سعود مع رجل الشعبة الثانية. ودوّن هيكل ما ذكره السرّاج، في الصفحات 299 إلى 305، من كتابه المذكور.
(2) أم خالد، واسمها جميلة أسعد إبراهيم مرعي. هي الزوجة التاسعة للملك سعود، من بين أربع وأربعين زوجة للرجل. تزوجها سعود، سنة 1926، بعد أن بلغه جمالها، وكانت ما زالت طفلة لا تتجاوز الثانية عشر من العمر. ودأبت «عيون» سعود وأبيه وإخوته على تصيّد الفتيات السوريات المليحات، دوما. ولعلّ غايتهم كانت تحسين نسلهم وتجويد صورته. وأنجبت جميلة لسعود ثمانية أبناء، أكبرهم خالد الذي تولى رئاسة الحرس الوطني السعودي، في عهد أبيه. وكان أسعد إبراهيم مرعي (والد جميلة) رجلا فقيرا من اللاذقية. وعرفه الناس سارقاً للحمير. و قبض عليه، ذات مرّة، ودخل السجن بسبب سرقة حمار. لكنّ أسعد تبسم له السعد بعدما تزوجت ابنته من الأمير سعود بن عبد العزيز، فصار فجأة من كبار الأثرياء.
(3) من سوء الحظ، أنّ شكري القوتلي، وهو الرئيس السوري الأول بعد الاستقلال، كان رغم وطنيته، موالياً لآل سعود أكثر من اللازم. وكانت علاقته بالملك عبد العزيز وأبنائه وطيدة، فقد عاش في كنفهم، منذ سنة 1926. وظلّ عدد من أفراد أسرة القوتلي يعملون في التجارة داخل المملكة السعودية زمنا طويلا. وبحسب ستيفن لونغريج، مؤلف كتاب «سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي» (ترجمة بيار عقل، دار الحقيقة، ص: 59) فإنّ القوتلي كان يؤيد إعادة النظام الملكي إلى سوريا، في حقبة الثلاثينيات من القرن العشرين. ورشّح القوتلي الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ليكون عاهلا في دمشق. لكنه فشل في تحقيق مساعيه.
وحينما طلب عبد الناصر من السرّاج أن يخبر شكري القوتلي بما رواه له عن تآمر الملك السعودي، خشي الضابط السوري الكتوم أن يفشي «المواطن العربي الأول» - كما لقّبه ناصر- ذلك السر للسعوديين. ولم تكن العلاقة بين السراج والقوتلي طيبة، فقد كان الأول يعلم ارتباطات الرئيس السوري السابق الوثيقة بآل سعود. لكنه مدفوعاً بإلحاح عبد الناصر، حكى قصة غدر الملك السعودي، للقوتلي . وصدقت مخاوف السرّاج فعلا، فقد أفشى القوتلي للسعوديين ما أُبلغ به. وذكر لهم أنّ مساعيهم وخططهم قد انكشفت لعبد الناصر. وأحسّ السرّاج بالحنق لما اعترض ضباطه، بعد سويعات، برقية مشفّرة من السفارة السعودية في دمشق، مرسلة إلى الديوان الملكي، تقول: «تأكد أنّ البناية مغشوشة».

جعفر البكلي
ــــــــــــــــــــ
خطاب #الريس بتاريخ ٥ مارس/اذار ١٩٥٨
والذي كشف في مؤامرة سعود على الوحدة





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء مصر ..جمهورية يوليو الثائرة (الجمهورية الأولى) .. تأسيس النهضة الصناعية من الابرة للصاروخ

المخصيين بالتاريخ المصرى "حكاية حزينة من الماضي"

خيانات حرب يونيو 1967