ملخص مذكرات حرب أكتوبر للفريق سعد الدين الشاذلى
ملخـص مـذكــرات حــرب أكــتــوبــر
للفريق سعد الدين الشاذلى
امكاناتنا الهجومية
يتحدث الشاذلى عندما تم تعيينة رئيس لاركان حرب القوات المسلحة فى مايو 1971 لم تكن هناك خطة هجومية كاملة لحرب حقيقية وانما كانت خطه دفاعية تسمى الخطة 200 وكانت هناك خطه تعرضية اخرى تشمل القيام ببعض الغارات بالقوات على مواقع العدو فى سيناء تسمى جرانيت بدأ الشاذلى بعمل دراسة امكانات القوات المسلحة الفعلية ومقارنتها بالمعلومات المتيسرة عن العدو بهدف الوصول الى خطة هجومه تتمشى مع امكاناتنا الفعلية وقد اوصلت الدراسة الى النقاط الاساسية الاتية :
1- وجود ضعف كبير بالقوات الجوية المصرية اذا ما قورنت بقوات العدو الجوية وانها لا تستطيع تقديم اى غطاء جوى لقواتنا البرية اذا ما قامت بالهجوم عبر اراضى سيناء المكشوفة كما انها لا تستطيع توجية ضربة جوية مركزة ذات تأثير على عمق العدو
2- لدينا دفاع جوى لا بأس به يعتمد على الصواريخ المضادة للطائرات ذات الوزن الثقيل وحجم اكبر ولم يوجد فى هذا التوقيت الصاروخ sam6 الخفيف الحركة والذى يستطيع التحرك ضمن تشكيلات القوات المهاجمه والموجود فقط الصواريخ الثابتة وقد وضعت فى ملاجئ خرسانية تم انشاؤها خلال بضعة اشهر
3- وجود قوات برية تتعادل تقريبا مع قوات العدو –يوجد بعض التفوق فى المدفعية ولكن العدو يختبئ وراء خط منيع هو بارليف والذى كانت مواقعه قادرة ان تتحمل قذائف مدفعيتنا الثقيلة دون ان يتأثر بهذا القصف بالاضافة الى قناة السويس وما اضافة لها العدو من موانع صناعية كثيرة تقف حاجزا منيعا امام قواتنا
4- اما القوات البحرية فمن الممكن ان نعتبر انها اقوى من بحرية اسرائيل ولكن ضعف الغطاء الجوى وقواتنا الجوية قلب الموازين واحال تفوقنا البحرى الى عجز وعدم قدرة على التحرك بحرا حيث كان فى استطاعة العدو التجول فى خليج السويس ببعض الزوارق الصغيرة ذات التسليح البسيط دون ان يكون فى استطاعتنا ان نتحدى تلك الزوارق الصغيرة بقطع بحرية اكبر وافضل تسليحا خوفا من طيران العدو الذى يستطيع اغراق اى قطعة بحرية مصرية تتعرض لها
لقد وزعت امكانات الدفاع الجوى على العمق وجبهة قناة السويس مما جعل منطقة البحر الاحمر شبة عارية من وسائل الدفاع الجوى اللهم بعض المدافع المضادة للطائرات
كانت لتلك الدراسة اساسا فى التخطيط لما هو قادم وهو ليس من الممكن القيام بهجوم واسع النطاق يهدف الى تدمير قوات العدو وارغامه على الانسحاب من سيناء وقطاع غزة وان امكاناتنا الفعلية قد تمكننا اذا احسنا تجهيزها وتنظيمها بعملية هجوميه محدودة تهدف الى عبور قناة السويس وتدمير خط بارلف ثم التحول بعد ذلك للدفاع وبعد اتمام هذة المرحلة يمكننا التحضير الى المرحلة التالية التى تهدف الى احتلال المضايق وقد كان تفكيرى فى القيام بهذا الهجوم المحدود بتأثير العوامل الرئيسية التالية
1- العامل الاول هو ضعف قواتنا الجوية وكنت حريصا على الا نزج بقواتنا الجوية فى معارك جوية غير متكافئة مع العدو لقد دمرت قواتنا الجوية مرتين على الارض الاولى بعدوان 1956 والثانية بيونيو 1967 ومؤخرا تم اقامة ملاجئ خرسانية لطائراتنا وتأمين قواعدنا الجوية بشبكة دفاع جوى بالصواريخ ولذلك اصبح لدينا بعض الضمانات وتبقى المعارك والاشتباكات الجوية ومن خلال الاشتباكات التى حدثت بين قواتنا الجوية وقوات العدو بعد 67 ظهر التفوق للطيران الاسرائيلى فى تلك الاشتباكات نتيجة لنوعية الطائرات وخبرة الطيارين لذلك كان استخدام القوات الجويةيعتمد على مبدأين المبدأ الاول هو تحاشى المجابهه مع العدو فى الوقت والمكان اللذين يختارهما العدو والمبدأ الثانى هو ان نستخدم قواتنا الجوية عندما تشتعل الحرب بتوجية ضربات مفاجئة فى الاوقات والاماكن التى يستبعد فيها اى تدخل من جانب قوات العدو الجوية
2- العامل الثانى هو قدرات صواريخنا المضادة للطائرات sam وحائط الصواريخ ومداها فى المعركة الهجومية لقد اثبتت صواريخنا كفائتها خلال حرب الاستنزاف ما بين 68 و70 وكذلك خلال الاشتباكات مع طيران العدو مما اضطر العدو ان يتفادى المناطق التى يعلم انها تحت مظلة صواريخ sam وقد كان ذلك فى حد ذاته شهاده رسمية من العدو بخوفة وخشيتة من صواريخنا وقد كان احد اهم دروس حرب الاستنزاف هو ان القوات الجوية المعادية تكون ذات تأثير ضئيل ضد القوات المتخندقة وذات تأثير كبير ضد القوات الارضية اذا ما هوجمت فى العراء وهى خارج مظله الدفاع الجوى لصواريخ sam ومن هنا كان علينا ان نقيد حركتنا شرق القناة فى اى عملية هجومية وان نربط هذة الحركة بقدرة دفاعانا الجوى على مدى الوقاية التى تستطيع تحقيقها لقواتنا البرية وقد كانت امكانات الدفاع الجوى بعد القيام ببعض الاجراءات الخاصة قادرة على تحقيق دفاع جوى مؤثر شرق القناة بمسافة تتراوح ما بين 10و12 كيلو متر وان اى هجوم برى يتجاوز هذة المسافة قد تؤدى الى عواقب وخيمة
3- العامل الثالث هو الرغبة فى ان نرغم اسرائيل على قتالنا تحت ظروف ليست مواتية لها ان اسرائيل ذات الثلاث ملايين نسمة تعبئ وقت الحرب حوالى 20% من قوتها البشرية للانضمام الى القوات المسلحة وقوات الدفاع الاقليمى فهى لا تستطيع ان تتحمل مثل هذه التعبئة لمده طويلة لانها ترهق اقتصادها وتضع خدماتها وجميع نشاطاتها للشلل الكامل ونتيجة لذلك فان لاسرائيل مقتلين المقتل الاول الخسائر فى الافراد والمقتل الثانى هو اطالة مده الحرب هذا هو السم الذى يضعف مقاومة اسرائيل يوما بعد يوم فكيف يمكن لهذه الدولة ان تعيش لو امتدت الحرب سته اشهر فقط وما اكثر من ذلك لقد كانت اسرائيل فى جميع حروبها السابقة تفرض اسلوب الحرب الخاطفة لذلك فان من صالحنا ان نفرض عليها حربا باسلوب ليس فى صالحها فلو اننا توقفنا شرق القناة بمسافة تتراوح ما بين 10و12 كيلو متر فاننا سنخلق لها موقفا صعبا واذ هى قامت بالهجوم على مواقعنا شرق القناة فسيكون لدينا الفرصة لان نحدث فى قواتها المهاجمه خسائر فادحة سواء فى القوات البرية او الجوية التى تهاجمنا نظرا لوجود تلك المنطقة تحت مظله دفاعنا الجوى واذا هى عزفت عن الهجوم فسوف تضطر الى الاستمرار فى تعبئة قواتها المسلحة واستنزاف قوتها الاقتصادية
4- العامل الرابع فى تفكيرى هو تعلم الحرب بواسطة الحرب لقد تعلمت من خدمتى فى القوات المسلحة واشتراكى فى خمس حروب ان ميدان المعركة هو انسب الاماكن لتدريب الرجال على فنون القتال فلن تستطيع اى تدريبات او مشاريع ان تخلق المناخ الذى يتشابة مع مناخ الحرب فاننا لن نستطيع ان نخلق الاثر النفسانى الذى تولده الحرب فى الجنود والذى هو خليط من الخوف والشجاعة خليط من الكبرياء وحب البقاء لقد كنت اتوقع ان يلعب نجاحنا فى هذه الحرب المحدودة دورا مهما فى رفع معنويات قواتنا بعد ان انكسرت ثلاث مرات امام اسرائيل فيجب ان تكون الحرب القادمة مخاطرة محسوبة بكل دقة
يتحدث الشاذلى عندما تم تعيينة رئيس لاركان حرب القوات المسلحة فى مايو 1971 لم تكن هناك خطة هجومية كاملة لحرب حقيقية وانما كانت خطه دفاعية تسمى الخطة 200 وكانت هناك خطه تعرضية اخرى تشمل القيام ببعض الغارات بالقوات على مواقع العدو فى سيناء تسمى جرانيت بدأ الشاذلى بعمل دراسة امكانات القوات المسلحة الفعلية ومقارنتها بالمعلومات المتيسرة عن العدو بهدف الوصول الى خطة هجومه تتمشى مع امكاناتنا الفعلية وقد اوصلت الدراسة الى النقاط الاساسية الاتية :
1- وجود ضعف كبير بالقوات الجوية المصرية اذا ما قورنت بقوات العدو الجوية وانها لا تستطيع تقديم اى غطاء جوى لقواتنا البرية اذا ما قامت بالهجوم عبر اراضى سيناء المكشوفة كما انها لا تستطيع توجية ضربة جوية مركزة ذات تأثير على عمق العدو
2- لدينا دفاع جوى لا بأس به يعتمد على الصواريخ المضادة للطائرات ذات الوزن الثقيل وحجم اكبر ولم يوجد فى هذا التوقيت الصاروخ sam6 الخفيف الحركة والذى يستطيع التحرك ضمن تشكيلات القوات المهاجمه والموجود فقط الصواريخ الثابتة وقد وضعت فى ملاجئ خرسانية تم انشاؤها خلال بضعة اشهر
3- وجود قوات برية تتعادل تقريبا مع قوات العدو –يوجد بعض التفوق فى المدفعية ولكن العدو يختبئ وراء خط منيع هو بارليف والذى كانت مواقعه قادرة ان تتحمل قذائف مدفعيتنا الثقيلة دون ان يتأثر بهذا القصف بالاضافة الى قناة السويس وما اضافة لها العدو من موانع صناعية كثيرة تقف حاجزا منيعا امام قواتنا
4- اما القوات البحرية فمن الممكن ان نعتبر انها اقوى من بحرية اسرائيل ولكن ضعف الغطاء الجوى وقواتنا الجوية قلب الموازين واحال تفوقنا البحرى الى عجز وعدم قدرة على التحرك بحرا حيث كان فى استطاعة العدو التجول فى خليج السويس ببعض الزوارق الصغيرة ذات التسليح البسيط دون ان يكون فى استطاعتنا ان نتحدى تلك الزوارق الصغيرة بقطع بحرية اكبر وافضل تسليحا خوفا من طيران العدو الذى يستطيع اغراق اى قطعة بحرية مصرية تتعرض لها
لقد وزعت امكانات الدفاع الجوى على العمق وجبهة قناة السويس مما جعل منطقة البحر الاحمر شبة عارية من وسائل الدفاع الجوى اللهم بعض المدافع المضادة للطائرات
كانت لتلك الدراسة اساسا فى التخطيط لما هو قادم وهو ليس من الممكن القيام بهجوم واسع النطاق يهدف الى تدمير قوات العدو وارغامه على الانسحاب من سيناء وقطاع غزة وان امكاناتنا الفعلية قد تمكننا اذا احسنا تجهيزها وتنظيمها بعملية هجوميه محدودة تهدف الى عبور قناة السويس وتدمير خط بارلف ثم التحول بعد ذلك للدفاع وبعد اتمام هذة المرحلة يمكننا التحضير الى المرحلة التالية التى تهدف الى احتلال المضايق وقد كان تفكيرى فى القيام بهذا الهجوم المحدود بتأثير العوامل الرئيسية التالية
1- العامل الاول هو ضعف قواتنا الجوية وكنت حريصا على الا نزج بقواتنا الجوية فى معارك جوية غير متكافئة مع العدو لقد دمرت قواتنا الجوية مرتين على الارض الاولى بعدوان 1956 والثانية بيونيو 1967 ومؤخرا تم اقامة ملاجئ خرسانية لطائراتنا وتأمين قواعدنا الجوية بشبكة دفاع جوى بالصواريخ ولذلك اصبح لدينا بعض الضمانات وتبقى المعارك والاشتباكات الجوية ومن خلال الاشتباكات التى حدثت بين قواتنا الجوية وقوات العدو بعد 67 ظهر التفوق للطيران الاسرائيلى فى تلك الاشتباكات نتيجة لنوعية الطائرات وخبرة الطيارين لذلك كان استخدام القوات الجويةيعتمد على مبدأين المبدأ الاول هو تحاشى المجابهه مع العدو فى الوقت والمكان اللذين يختارهما العدو والمبدأ الثانى هو ان نستخدم قواتنا الجوية عندما تشتعل الحرب بتوجية ضربات مفاجئة فى الاوقات والاماكن التى يستبعد فيها اى تدخل من جانب قوات العدو الجوية
2- العامل الثانى هو قدرات صواريخنا المضادة للطائرات sam وحائط الصواريخ ومداها فى المعركة الهجومية لقد اثبتت صواريخنا كفائتها خلال حرب الاستنزاف ما بين 68 و70 وكذلك خلال الاشتباكات مع طيران العدو مما اضطر العدو ان يتفادى المناطق التى يعلم انها تحت مظلة صواريخ sam وقد كان ذلك فى حد ذاته شهاده رسمية من العدو بخوفة وخشيتة من صواريخنا وقد كان احد اهم دروس حرب الاستنزاف هو ان القوات الجوية المعادية تكون ذات تأثير ضئيل ضد القوات المتخندقة وذات تأثير كبير ضد القوات الارضية اذا ما هوجمت فى العراء وهى خارج مظله الدفاع الجوى لصواريخ sam ومن هنا كان علينا ان نقيد حركتنا شرق القناة فى اى عملية هجومية وان نربط هذة الحركة بقدرة دفاعانا الجوى على مدى الوقاية التى تستطيع تحقيقها لقواتنا البرية وقد كانت امكانات الدفاع الجوى بعد القيام ببعض الاجراءات الخاصة قادرة على تحقيق دفاع جوى مؤثر شرق القناة بمسافة تتراوح ما بين 10و12 كيلو متر وان اى هجوم برى يتجاوز هذة المسافة قد تؤدى الى عواقب وخيمة
3- العامل الثالث هو الرغبة فى ان نرغم اسرائيل على قتالنا تحت ظروف ليست مواتية لها ان اسرائيل ذات الثلاث ملايين نسمة تعبئ وقت الحرب حوالى 20% من قوتها البشرية للانضمام الى القوات المسلحة وقوات الدفاع الاقليمى فهى لا تستطيع ان تتحمل مثل هذه التعبئة لمده طويلة لانها ترهق اقتصادها وتضع خدماتها وجميع نشاطاتها للشلل الكامل ونتيجة لذلك فان لاسرائيل مقتلين المقتل الاول الخسائر فى الافراد والمقتل الثانى هو اطالة مده الحرب هذا هو السم الذى يضعف مقاومة اسرائيل يوما بعد يوم فكيف يمكن لهذه الدولة ان تعيش لو امتدت الحرب سته اشهر فقط وما اكثر من ذلك لقد كانت اسرائيل فى جميع حروبها السابقة تفرض اسلوب الحرب الخاطفة لذلك فان من صالحنا ان نفرض عليها حربا باسلوب ليس فى صالحها فلو اننا توقفنا شرق القناة بمسافة تتراوح ما بين 10و12 كيلو متر فاننا سنخلق لها موقفا صعبا واذ هى قامت بالهجوم على مواقعنا شرق القناة فسيكون لدينا الفرصة لان نحدث فى قواتها المهاجمه خسائر فادحة سواء فى القوات البرية او الجوية التى تهاجمنا نظرا لوجود تلك المنطقة تحت مظله دفاعنا الجوى واذا هى عزفت عن الهجوم فسوف تضطر الى الاستمرار فى تعبئة قواتها المسلحة واستنزاف قوتها الاقتصادية
4- العامل الرابع فى تفكيرى هو تعلم الحرب بواسطة الحرب لقد تعلمت من خدمتى فى القوات المسلحة واشتراكى فى خمس حروب ان ميدان المعركة هو انسب الاماكن لتدريب الرجال على فنون القتال فلن تستطيع اى تدريبات او مشاريع ان تخلق المناخ الذى يتشابة مع مناخ الحرب فاننا لن نستطيع ان نخلق الاثر النفسانى الذى تولده الحرب فى الجنود والذى هو خليط من الخوف والشجاعة خليط من الكبرياء وحب البقاء لقد كنت اتوقع ان يلعب نجاحنا فى هذه الحرب المحدودة دورا مهما فى رفع معنويات قواتنا بعد ان انكسرت ثلاث مرات امام اسرائيل فيجب ان تكون الحرب القادمة مخاطرة محسوبة بكل دقة
تطور الخطة الهجومية
قبل مرور شهرين على تعيينى رئيس للاركان العامه كنت قد اصبحت مقتنعا بأن معركتنا القادمه يجب أن تكون محدودة ويجب ان يكون هدفها هو عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واحتلالة ثم اتخاذ اوضاع دفاعية بمسافة بما يتراوح ما بين 10و12 كيلو متر شرق القناه وان نبقى فى هذة الاوضاع الجديدة الى ان يتم تجهيز القوات وتدريبها للقيام بالمرحلة التالية من تحرير الارض عرضت الفكرة على الفريق اول محمد احمد صادق وزير الحربية وقائد عام القوات المسلحة عارض الفكرة بشده وقال انها لن تحقق اى هدف سياسى او عسكرى فسوف يتبقى 60 الف كيلو متر من سيناء تحت الاحتلال بالاضافة الى قطاع غزة وان خطنا الدفاعى الجديد سوف يكون فى العراء واجنابة معرضة للتطويق وكانت فكرتة فى العملية الهجومية هى ان نقوم بتدمير جميع قوات العدو فى سيناء والتقدم السريع لتحريرها وقطاع غزة فى عملية واحده ومستمرة قلت له كم اتمنى تنفيذ ذلك ولكن ليس لدينا الامكانات الفعلية للقيام بذلك رد قائلا لو ان السوفيت اعطونا الاسلحة التى نطلبها لنفذنا ذلك فى وقت قريب
بعد كثير من المناقشات والجلسات المطولة تم تجهيز خطتين الاولى تهدف الى الاستيلاء على المضايق سميت بالخطة 41 والثانية العبور والاستيلاء على خط بارليف سميت بالمآذن العالية حدث تغيير طفيف على كل من الخطة41 والمآذن العالية مع التغير المستمر فى حجم وتسليح القوات المسلحة وتغيرت اسم الخطة 41 الى جرانيت 2 وبنهاية عام 1972 بقيت خطة المآذن العالية هى الخطة الوحيدة الممكنه للتطبيق وجرانيت 2 هى خطة المستقبل والمتعلق تنفيذها بتوافر وحدوث تغيرات اساسية فى امكانات قواتنا المسلحة فى اثناء المناقشات حول الخطط المعدة للمعركة برز سؤال هام متى وكيف سيقوم العدو بهجومة المضاد فى جميع المشاريع الاستراتيجية السابقة كنا نفترض ان العدو سيقوم بهجومة المضاد التعبوى بواسطة لواءاتة المدرعة والميكانيكية ضد رؤوس الكبارى بعد فترة تتراوح بين 36و48 ساعة من بدء الهجوم تفاوتت الردود وكان اكثرها حذرا رد وتقرير مدير المخابرات الحربية حيث قدر ان خططنا الخداعية غير قادرة على خداع العدو وانه يتوقع ان يقوم العدو بتوجة هجومة المضاد فى خلال 6-8 ساعات من بدء الهجوم – فلقد كان واضحا ان مدير المخابرات الحربية يبالغ فى قدرات العدو حتى يؤمن نفسة فيما لو استطاع العدو ان يقوم بهذا الاحتمال اما اذا لم يستطع العدو تنفيذ هجومه المضاد خلال 8 ساعات فلم يتوجة احد باللوم لمدير المخابرات الحربية وقد كانت خططنا تتخلص فى ان تكون الكبارى جاهزة فى حوالى 7-9 ساعة وان الدبابات والاسلحة الثقيلة الضرورية تحتاج الى حوالى 3 ساعات على الاقل للعبور والانضمام الى المشاة اى ان قواتنا العابرة لن تكتمل امكاناتها الدفاعية وكى تصبح قادرة على صد هجوم العدو المضاد قبل 12 ساعة وفى احسن الظروف 10 ساعة
واذا قام العدو بهجومة المضاد ما بين 6-8 ساعة كما جاء بتقرير مدير المخابرات الحربية فمعنى ذلك انه يسبقنا بحوالى 4 ساعات وتكون لدية الفرصة لتدمير مشاتنا ولمواجهة هذا الاحتمال اتخذنا الاجراءات التالية
- قمنا بزيادة عدد الصواريخ المضادة للدبابات التى يحملها المشاه معهم اثناء العبور وقد تم ذلك على حساب التشكيلات غير المشتركة اشتراكا فعليا فى عملية العبور وجردت هذة التشكيلات التى كانت فى احتياطات الجيوش الميدانية كما جرد احتياطنا الاستراتيجى من جميع الصواريخ المضادة للدبابات مالوتكا بأطقمها حتى يمكن دعم قواتنا المعده للعبور
- قررنا ذياده عدد القوات المكلفة بالعمل فى عمق العدو بهدف تأخير وصول قواته الاحتياطية المكلفة بالهجوم المضاد الى اطول اجل ممكن
- فرضنا على وحدات المشاه المترجلين الذين يعبرون القناه الا يتجاوز تقدمهم 5 كيلو مترات شرق القناه
الخطه بدر
كانت الخطوط العريضة للخطة الهجومية بعد ان اخذت صورها النهائية تغيرت من المآذن العالية الى بدر تتخلص فى
- تقوم خمس فروق مشاة بعد تدعيم كل منها بلواء مدرع وعدد اضافى من الصواريخ مالوتكا المضادة للدبابات والتى سحبت من التشكيلات الاخرى غير المشاركة فى عملية العبور
- تقوم هذة الفرق بتدمير خط بارليف ثم تقوم بصد الهجوم المضاد المتوقع من العدو
- ما بين 18 ساعة و24 ساعة تكون كل فرقة قد عمقت ووسعت رأس كوبرى الخاص بها لتصبح قاعدته حوالى 16 كم وعمقه حوالى 8 كم
- بحلول48 ساعة تكون فرق المشاه داخل كل جيش ميدانى قد سدت الثغرات الموجودة بينها وبحلول 72 ساعة تكون كل من الجيش الثانى والثالث قد وسع رأس الكوبرى الخاص به بحيث يصبح الاثنان فى رأس كوبرى واحد يمتد شرق القناه على مسافه تتراوح ما بين 10و15 كم
- بعد الوصول الى هذا الخط تقوم الوحدات بالحفر واتخاذ اوضاع الدفاع
- يبدا عمل وحدات الابرار الجوى والبحرى على نطاق واسع لعرقله تقدم احتياطات العدو من العمق وشل مراكز قيادته
فى ابريل 1973 اخبرنى وزير الحربية احمد اسماعيل بانة يرغب فى تطوير هجومنا فى الخطة لكى يشمل الاستيلاء على المضايق فكررت ذكر المشكلات المتعلقة بهذا الموضوع ولم يطرأ اى تغيير على الموقف منذ ان ناقشنا هذة المشكلات معا فى نوفمبر1972 وبعد نقاش طويل اخبرنى بانه اذا علم السوريون بان خططنا هى احتلال 10-15 كم شرق القناه فانهم لن يوافقوا على دخول الحرب معنا فأخبرتة باننا بأمكاننا ان نقوم بهذة المرحلة وحدنا وان نجاحنا سوف يشجع السوريون على الانضمام الينا فى المراحل التالية ولكنة قال ان هذا الرأى مرفوض سياسيا وبعد نقاش طويل طلب الى تجهيز خطة اخرى تشمل تطوير الهجوم بعد العبور الى المضايق واخبرنى ان هذه الخطة سوف تعرض على السوريين لاقناعهم بدخول الحرب ولكنها لن تنفذ الا فى ظل ظروف مناسبة ثم اضاف قائلا فلنتصور مثلا ان العدو تحمل خسائر جسيمة فى قواتة الجوية وهو عنصر التهديد الاساسى وانة قرر سحب قواتة من سيناء فهل سنتوقف نحن على مسافه 10-15 كم شرق القناه لانه ليس لدينا خطه لمثل هذا الموقف
لقد كنت اشعر بالاشمئزاز من هذا الاسلوب الذى يتعامل بة السياسيون المصريون مع اخواننا السوريين ولكن لم اكن لاستطيع ان ابلغ بذلك للسوريين وقد ترددت كثيرا وانا اكتب مذكراتى هذة هل احكى هذة القصة او لا وبعد صراع عنيف بينى وبين نفسى قررت ان اقولها كلمة حق لوجة الله والوطن وان الشعوب تتعلم من اخطائها ومن حق الاجيال العربية والقادة ان تعرف الحقائق مهما كانت هذة الحقائق مخجلة
قمنا بتجهيز الخطة والتى هى جرانيت 2 بعد اجراء تعديلات طفيفة دمجت فى الخطة بدر وفى خلال سبتمبر 1973 قال لى احمد اسماعيل "اننا سوف نقوم بالحرب فاذا سارت الامور على ما يرام فلا احد لن يهتم بتوجية كلمة شكر لنا اما اذا تطورت الامور الى موقف سئ فانهم سيبحثون عن شخص يلقون علية التبعة " لقد كان احمد اسماعيل منزعجا وكان يخشى وقوع الهزيمة ويريد ان يؤمن نفسة ضد هذا الاحتمال فلقد طرد من القوات المسلحة من قبل الرئيس عبد الناصر مرتين المرة الاولى عقب حرب 67 حيث كان يشغل منصب رئيس اركان جبهة سيناء والمرة الثانية فى سبتمبر 1969 وكان يشغل حينها منصب رئيس اركان حرب القوات المسلحة عقب هجوم اسرائيل على وحدة دفاع جوى بالبحر الاحمر وقد اثرت هاتان الحادثتين على نفسة تأثيرا كبيرا لقد اصبح احمد اسماعيل رجلا يخشى المسؤلية ويفضل ان يتلقى الاوامر ويخشى ان يصدرها يفكر فى احتمالات الهزيمة قبل ان يفكر فى احتمالات النصر لذلك طلب من السادات ان يصدر توجيها رسميا يحدد فية واجب القوات المسلحة
انشاء خطوط جديدة للقيادة والسيطرة
وصلت القوات المسلحة قبل حرب اكتوبر حوالى المليون ومائتى الف جندى وظابط وقد تعودت فى الماضى ان اخلق نوعا من الاتصال المباشر بينى وبين الرجال الذين اقودهم فلم اكن قط من ذلك الطراز من القاده الذين يستمعون الى تقارير مرؤوسية المباشرين ويعتمدون عليها اعتمادا كليا فى اتخاذ قراراتهم فعندما كنت قائد لكتيبة مظلات كنت ارى الضباط والجنود بشكل يومى وعندما اصبحت قائد لواء مشاه كنت ازور الوحدات الصغيرة فى كل اسبوع مرة على الاقل وعندا اصبحت قائدا للقوات الخاصة (المظلات والصاعقة ) كنت ازور كل وحدة فرعية بمعدل مرة كل اسبوع تقريبا وعندما عينت قائدا لمنطقة البحر الاحمر العسكرية مترامية الاطراف والتى كانت مواجهتها حوالى 1000 كيلو متر كنت ازور جميع رجالها بمعدل مرة كل شهر تقريبا وكنت استطيع ان اعالج نقاط الضعف التى اكتشفها وكنت احقنهم بافكارى وتعليماتى وهاأنذا الان (ر أ ح ق م ) فلكى احافظ على هذا الرباط الذى يربطنى دائما بجنودى فزيارة جميع وحدات التابعة لى كما اعتدت اصبح شئ من المحال ولكى اتغلب على هذة المشكلة وبعد تفكير طويل ولكى اخلق اتصالا مباشرا بينى وبين الضباط والجنود يتناسب مع ظروف قواتنا المسلحة كانت الوسيلة الاولى هى عقد مؤتمر شهرى تحت رئلستى وكان يحضر المؤتمر جميع مساعدى (40 ضابط برتبة لواء ) وجميع القادة الرئيسيين (14 قائدا وكل القادة المرؤوسيين لة مباشرة وبذلك يتحقق اتصالا مباشرا بينى وبين مستويين قياديين
الوسيلة الثانية اصدار توجيهات مكتوبة تصل الى مستوى قائد السرية وعن طريق التوجيهات اصبح باستطاعتى ان اسمع صوتى الى ثلاث مستويات قيادية اخرى فقد اصدرت 48 توجيها بين عامى 1971حتى سبتمبر 1973 بالاضافة الى اصدار كتيبات صغيرة توزع على كل جندى تعالج بعض الامور فتم اصدار 8 كتيبات ستة منها قبل الحرب واثنان اثناء الحرب وبعد وقف اطلاق النار ( دليل الجندى –دليل السائق- دليل نقاط المراقبة الجوية –التقاليد العسكرية –دليل التائهين فى الصحراء-عقيدتنا الدينية طريقنا للنصر )
مشكلات العبور وكيف تم التغلب عليها
1- قناة السويس كمانع مائى مانع صناعى مائى يتراوح عرضة بين 180-200 متر اجنابها حاده الميل مكسوة بالدبش والحجارة لمنع انهيار الاتربة والرمال الى القاع وهذا يجعل من الصعب على اى دبابة برمائية ان تعبرها الا اذا تم نسف اكتاف الشاطئ وتجهيز منزل ومطلع تستطيع المركبة البرمائية ان تتحرك فى النزول الى الماء والخروج منة
2- قيام العدو بانشاء ساتر ترابى على الضفة الشرقية للقناة بارتافع يصل فى بعض الاتجاهات الى 20 متر
3- قام العدو على طول الساتر الترابى خطا دفاعيا قويا (خط بارليف ) يتكون من 35 حصنا يتراوح المسافة بينهما تقريبا كيلومتر بالاضافة الى مساطب دبابات باماكن محددة
4- اضاف العدو الى هذة العقبات عقبة جديدة وهو مستودعات النيران المشتعلة لسطح مياه قناة السويس
فتح الثغرات فى الساتر الترابى
توصل سلاح المشاة الى فكرة فتح ثغرات بالساتر الترابى بواسطة مضخات المياة وتم شرائها بالفعل من بريطانيا والمانيا فى عام 1971 وغيرها من المشكلات التى تم حلها
خلال شهر يوليو 1969 دفع العدو بقواتة الجوية فى معارك الاستنزاف وقام بتدمير دفاعنا الجوى فى القطاع الشمالى من القناة ففتح ثغرة واسعة فى وسط الدفاع الجوى ما بين بور سعيد شمالا والاسماعيلية جنوبا واصبح فى استطاعته ان يعبر بطيرانه من خلال هذة الثغرة الى قلب الدلتا وفى صباح 9 سبتمبر عبرت قوات اسرائيلية خليج السويس وانزلت 9 دبابات وعدد من عربات القتال الاخرى فى منطقة الزعفرانة وقد بلغت مشكلة الدفاع الجوى فى مصر اقصاها عندما كثف العدو غاراتة فى العمق فدمر دفاعنا الجوى ثم بدأ يوجة غاراته على الاهداف المدنية من مصانع ومشاريع وكبارى ولكى يستعرض العدو امكاناتة وسيطرتة الجوية قام بعملية فريدة من نوعها غريبة فى طبيعتها اذ قام بعملية اغارة على محطة رادار فى منطقة البحر الاحمر ثم قام بفك الجهاز وتحميلة فى احدى طائرات الهليكوبتر وعاد به من حيث اتى وبنهاية عام 1969 كان دفاعنا الجوى قد انهار تماما واصبحت سماء مصر مفتوحة امام الطائرات الاسرائيلية تمرح فيها مثلما تشاء وبنهاية ديسمبر 1969 استطاع الرئيس جمال عبد الناصر بواقعيتة ان يلم بحقائق الدفاع الجوى حيث ادرك ان الدفاع الجوى يخوض معركة غير متكافئة ضد عدو متفوق تفوقا ساحقا فى امكاناتة الجوية ولذلك سافر الى موسكو يناير 1970لكى يطلب من الروس ان يشاركوةا بقواتهم فى الدفاع الجوى عن العمق المصرى وقد استجاب الاتحاد السوفيتى لطلب عبد الناصر وبدأت الامدادات الروسية تصل الى مصر خلال فبراير ومارس فى سرية تامة وبحلول ابريل كانت الوحدات السوفيتية قد اصبحت جاهزة للقيام بمهامها القتالية وكانت هذه الوحدات تشتمل جميع العناصر الرئيسية فى الدفاع الجوى وكان معها معدات حديثة لم يسبق لمصر ان حصلت عليها كان معها الرادارات والطائرات والصواريخ المضادة للطائرات منها sam6 والوحدات الالكترونية وفى 18 ابريل 1970 عرف العالم بوجود قوات سوفيتية فى مصر بعد ان قام طيارين سوفيت بمطاردة بعض الطائرات الاسرائيلية المغيرة حتى خارج الحدود
تطور الدفاع الجوى بمصر وصولا الى اسبوع تساقط الفانتوم خلال الاسبوع الاول من شهر يولية 1970حىث تمكننا من اسقاط 10 طائرات معادية واصبح عيدا سنويا لوحدات الدفاع الجوى
كان ضمن الوحدات السوفيتية الموجودة بمصر طيارين سوفيت يقومون بتشغيل 30% من الطائرات الميج 21 حوالى 80 طائرة فى اعمال الدفاع الجوى عن العمق وكان لقرار طرد الوحدات السوفيتية فى يوليو 1972 اثرا على الدفاع الجوى
استبدل الطيارين السوفيت بطيارين من كوريا الشمالية بعد عده اتصالات بين الجانبين وبدأ وصول الطيارين الكوريين من يوليو 1972 وفى 15 اغسطس اذاع راديو اسرائيل ان هناك طيارين كوريين بمصر
خلفيات الخلاف بين الفريق سعد الشاذلى والمشير احمد اسماعيل
لم اكن قط على علاقة طيبة مع احمد اسماعيل لقد كنا شخصيتين مختلفتين تماما فقد بدأ أول خلاف بيننا عندما كنت اقود الكتيبة العربية التى ارسلت الى الكونجو 1960 ضمن قوات الامم المتحدة وكان احمد اسماعيل حينها ارسلتة مصر على راس بعثة عسكرية لدراسة ما يمكن لمصر ان تقدمه للنهوض بالجيش الكونجولى وقبل وصول البعثة بعده ايام سقطت حكومة لومومبا التى كانت تؤيدها مصر بعد نجاح انقلاب عسكرى دبرة الكولونيل موبوتو والحكومة الجديدة تتعارض تماما مع مصر وهكذا وجدت البعثة نفسها دون اى عمل منذ اليوم الاول لحضورها وبدلا من ان تعود الى مصر اخذ احمد اسماعيل يخلق لنفسة مبررا للبقاء على اساس ان يقوم باعداد تقرير عن الموقف وبقى مع اللجنة شهرا خلال تلك الفترة حاول ان يفرض على سلطتة باعتبار انة ضابط برتبة عميد بينما انا وقتئذ برتية عقيد وبالتالى تصور ان من حقة ان يصدر الى التعليمات والتوجيهات رفضت هذا المنطق رفضا باتا وقلت له اننى لا اعترف باية سلطة على او على قواتى وقد تبادلنا الكلمات الخشنة حتى كدنا نشتبك بالايدى وبعد ان علمت القاهرة استدعت اللجنة وانتهى الصراع فى ليوبولدقيل ولكن اثارة بقيت فى اعماق كل منا
وحينما عين الرئيس عبد الناصر احمد اسماعيل بمنصب رئيس اركان حرب القوات المسلحة فى مارس 1969 لم يعد ممكنا ان اتحاشى لقاءة او ان يكون هناك اى اتصال بينى وبيبنة لذا قررت ان استقيل بمجرد سماعى نبأ تعيين احمد اسماعيل رئيس اركان حرب تركت قيادتى فى انشاص وتوجهت الى مكتب وزير الحربية وقدمت استقالتى لكن الرئيس جمال عبد الناصر ارسل الى مطمئنا ان احمد اسماعيل لن يحتك به مطلقا
وبعد ان قام الرئيس عبد الناصر بعزلة من منصب رئيس اركان القوات المسلحة بعد حادث البحر الاحمر لم ارة قط الى ان قام انور السادات باستدعائة من التقاعد فى مايو 1971 لكى يعينة رئيس المخابرات العامه
تعيين احمد اسماعيل وزيرا للحربية
عين السادات احمد اسماعيل بالرغم من علمة التام بالخلافات التى بينى وبينة ومعرفتة التامة بصعوبة التفاهم بيننا فلماذا اختار السادات احمد اسماعيل وزيرا للحربية ؟
- كراهيتة الشديدة للزعيم جمال عبد الناصر
كان احمد اسماعيل يكره الزعيم عبد الناصر كراهية شديدة لانة قام بعزلة من القوات المسلحة مرتين لتواضع خبرتة العسكرية كانت المرة الاولى فى اعقاب هزيمة يونيو 1967 حيث كان احمد اسماعيل يشغل منصب رئيس اركان جبهة سيناء ولكن عبد الناصر اعادة الى الخدمة فى مارس 1969 بعد تدخل بعض الاصدقاء واعادة ترتيب القوات المسلحة واعطاءة فرصة اخرى وعاد بمنصب رئيس اركان حرب القوات المسلحة وبعد ستة اشهر فقط طرد للمرة الثانية فى سبتمبر 1969 فى اعقاب عملية اغارة ناجحة قام بها العدو فى منطقة البحر الاحمر ففى صباح يوم 9 سبتمبر 1969 عبر العدو خليج السويس بقوة بحرية برمائية وانزل فى منطقة الزعفرانة قوة تتكون من 10 دبابات وعدة عربات قتال وقامت القوة بمهاجمة عده اهداف فى المنطقة ثم انسحبت بعد حوالى عشر ساعات من نزولها دون اى تدخل من القيادة العامة للقوات المسلحة بل حتى دون ان يعلم احمد اسماعيل رئيس اركان القوات المسلحة بهذة الاغارة الا بعد انسحابها وكان العدو قد قام بعملية اغارة فى الليلة السابقة دمر لنا خلالها قاربين من قوارب الطوربيد التى كانت تتمركز فى المنطقة وهكذا قام العدو بتنفيذ اغارتة دون اى تدخل من قواتنا البرية اوالبحرية
- ولاءة المطلق للسادات
بعد ان بقى متقاعدا لمدة تزيد على عشرين شهرا قام السادات باستدعائه الى الخدمة وعينة رئيس لهيئة المخابرات العامة وها هو ذا بعد ثمانية اشهر يعينة وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة لقد كان ذلك اكثر مما يستطيع احمد اسماعيل ان يحلم به لقد كان يعتقد ان حياته العملية قد انتهت فى سبتمبر 1969 ولكن هاهوذا السادات يعيدة الى الحياة مرة اخرى لقد كان ينظر الى السادات على انه سيده وولى نعمتة وبالتالى لا يجوز ان يعارضة فى امرا من اوامره
- شخصيته الضعيفة
لقد كان لطرد احمد اسماعيل مرتين من الخدمة بالقوات المسلحة اثرا كبيرا على اخلاقة حيث اصبح بعد ذلك يخشى المسئولية واتخاذ القرارات واصبح يفضل ان يتلقى الاوامر وينفذها على ان يصدرها وقد زاد فى ترسيخ هذة الصفات الحادث الذى يتعلق بقيام العدو بسرقة محطة رادار كاملة من منطقة البحر الاحمر فى ديسمبر 1969 مع ان هذة الواقعة حدثت بعد عزلة فى سبتمبر بثلاث اشهر الا ان اسمة قد ذكر اثناء التحقيق فى هذا الحادث على اساس انه اتخذ قرارا نتج عنه اعطاء الفرصة للعدو بتنفيذ هذة العملية - لقد وقع حادث سرقة الرادار خلال حرب الاستنزاف وكان العدو خلال النصف الثانى من 1969 استخدم قواتة الجوية فى قصف وتدمير اهدافنا الحيوية بصفة عامة ومواقع الدفاع الجوى بصفة خاصة ورغبة منا فى تلافى وامتصاص بعض هجمات العدو الجوية فقد انشئ بعض المواقع الهيكلية لمواقع الرادار ولكن هذة المواقع الهيكلية لن تخدع العدو ولم يحدث قط ان قام بقصفها واستمر فى قصف مواقعنا الاصلية فلقد كان اهم ما ينقص المواقع الهيكلية هو مظاهر الحياة التى لا يمكن توفيرها الا بالرجال كان الموقع الرادار الاصلى يتكون من حوالى 300 رجل (فنيون اطقم رشاشات مدافع مضادة للطائرات عناصر ادارية اخرة الخ ) بينما كان الموقع الهيكلى ليس بة فرد واحد هنا فكر احد القادة الفرعيين فى منطقة البحر الاحمر لماذا لا ينقل الرادار الاصلى ومعة عشرة افراد فقط لتشغيلة فى الموقع الهيكلى بينما ينتقل الرادار الهيكلى الى الموقع الاصلى لقد اعتقد الضابط انه بفكرتة هذة سوف ينجح فى خداع وسائل استطلاع العدو الالكترونية التى تحدد مواقع راداراتنا نتيجة النبضات التى ترسلها اثناء التشغيل اعتمادا على المسافةالتى بين الرادار الاصلى والرادار الهيكلى (حوالى كيلو متر واحد ) وان هذة المسافة التى تعتبر قصيرة نسبيا يمكن ان تنخدع بها وسائل استطلاع العدو الالكترونى ولا سيما انها كانت نتائجها تتعارض مع ظواهر الحياة الاخرى التى يحصل عليها العدو نتيجة التصوير الجوى وكأية افكار جديدة فقد ارسلت الفكرة للقيادة العامة للحصول على موافقة رئيس اركان حرب القوات المسلحة احمد اسماعيل فوافق على الفكرة - لم ينخدع العدو بهذة الاجراءات وقام بعملية اغارة ليلية على الرادارات المنعزلة الذى كان هدفا مثاليا لعملية اغارة ناجحة فطبقا لنظام الخدمة الليلية لم يكن مستيقظا لحراسة الرادار سوى فردين فقط بينما كان الثمانية الاخرون نائمين قام العدو بهجوم ليلى مفاجئ اشترك فية 60 رجلا فقتل الحارسان وقتل واسر باقى افراد الطاقم ثم سيق الرادار بكاملة وعاد بة من حيث اتى وقد حدث ذلك كلة فى سكون وهدوء لم ينتبة لة الموقع الاصلى الذى كان يبعد عن موقعه كيلو متر واحد
- كان رجلا مريضا
ففى احدى خطب السادات عام 1977 اعترف بانة كان يعلم بمرض احمد اسماعيل قبل واثناء حرب اكتوبر 1973 وان الاطباء اخبروة بان حالتة الصحية لا تسمح لة باتخاذ القرارات ويذكر ان احمد اسماعيل توفى فى مستشفى ولنجتون بلندن عام 1974
- شخصية غير محبوبة
فقد كان يتسم بالخشونة والغلظة فى الحديث مع ضباطة وجنودة وكان لا يعير اهتماما للعوامل النفسية والاجتماعية للعائلة والافراد
- كان على خلاف مع الشاذلى رئيس الاركان
احد اسباب تعيين احمد اسماعيل هو تطبيق السادات سياسة فرق تسد ولذلك فانى اقول ان قرار تعيين احمد اسماعيل وزيرا للحربية قرارا خاطئا كان قرار لا يخدم مصالح مصر بل يخدم مصالح السادات وطموحة فقط لقد كان فى استطاعتنا ان نحقق خلال حرب اكتوبر نتائج افضل بكثير مما حققناها فى هذة الحرب لو ان هناك قائدا عاما اكثر قوة واقوى شخصية من احمد اسماعيل لو تيسر هذا لما كان فى استطاعة العدو احداث ثغرة الدفرسوار ولو حدثت الثغرة لكان فى استطاعتنا ان نقضى عليها فور وقوعها
- احمد اسماعيل والمحسوبية
بعد تعيينى رئيسا لاركان حرب القوات المسلحة وجدت نفسى هدفا لكثير من الوساطات ولكن حيث اننى لم اكن انتظر اية وساطة من احد فقد كنت ارفض كل وساطه غير قانونية كنت ادرس كل موضوع على حدة واتخذ فية القرار الذى يرضى ضميرى كان من بين الحالات التى رفضتها ابن اسماعيل فهمى وزير السياحة وقتئذ وزير الخارجية بعد ذلك حيث كان ابن اسماعيل فهمى جنديا بالقوات المسلحة وفى احد الايام عرضت على مذكرة من هيئة التنظيم والادارة تقترح انهاء خدمه المذكور حيث انه مطلوب للعمل فى هيئة المخابرات العامة فرفضت فقيل لى انة ابن اسماعيل فهمى فقلت لهم حتى ولو كان ابن السادات نفسة فانى لا اخالف القانون حاول رئيس هيئة التنظيم ان يقنعنى بان هذة الحالة فى حدود القانون اعتمادا على مادة فى قانون التجنيد تعطى لوزير الحربية الحق فى اعفاء اى فرد او مجموعة افراد بالخدمة اذا كان يقوم بعمل من الاعمال المهمة التى تساعد المجهود الحربى وحيث ان المخابرات العامه تعتبر من الاجهزة المهمة التى تساعد المجهود الحربى فان فى هذة الحالة يعتبر هذا الجندى فى حدود القانون لم اقتنع بهذا التفسير وقلت لة هذا اسراف فى التفسير ولا يتمشى مع روح القانون ما هو الدور المهم الذى سوف يلعبة ابن اسماعيل فهمى فى المجهود الحربى لماذا لم نوافق على التماس وزير الكهرباء باعفاء مهندسى الكهرباء على الرغم من انه لم يحدد اسما معينا وعلى الرغم من اهمية انهم مطلوبون لادارة شبكات الكهرباء التى فى الواقع جزء مهم من المجهود الحربى وبالنهاية اشرت على المذكرة لا اوافق ووقعت على ذلك وبعد يومين اتصل بى اللواء احمد ذكى وكيل وزارة السياحة ورئيس سابق لهيئة التنظيم والادارة وزميل سابق طلب منى نفس الطلب موضحا انه لا يخالف قانون التجنيد وطلب منى ان اترك القرار لوزير الحربية واقترح ان تعاد المذكرة ثانية واقوم بتفويض الوزير بالامر واترك الباب مفتوحا فرفضت هذا الاقتراح ايضا وقد علمت فيما بعد ان مذكرة اخرى عرضت على الوزير مباشرة دون ان تمر على وصدق على انهاء خدمة الجندى ابن الوزير اسماعيل فهمى حيث ان بقاءة فى الخدمة وعدم نقله الى المخابرات العامه سوف يؤثران على المجهود الحربى للدولة وبعد فترة من نقل ابن اسماعيل فهمى الى المخابرات العامه قامت المخابرات بانهاء خدمتة بها وتمكن والدة من ان يجد لة وظيفة فى نيويورك وغيرها من المدن الامريكية لم يكن احمد اسماعيل ليقدم هذة الخدمة دون مقابل لقد كانت صفقة مشتركة كانت نتيجتها ان عين ابن احمد اسماعيل ايضا ضمن وفد مصر فى الامم المتحدة فى نيويورك –لم اخلق من مسالة انهاء خدمة ابن اسماعيل فهمى موضوع خلاف بينى وبين احمد اسماعيل فقد كانت البلاد فى مرحلة هامه واشد خطورة تستحوذ على فكرى ومجهودى
علاقتى باحمد اسماعيل اثناء الحرب -- فى اثناء الحرب قاسيت من كلا من السادات واحمد اسماعيل بخبرتهم العسكرية المتواضعة لقد كان يعترضان على اى اقتراح اتقدم به وعندما يكتشفا بعد يومين او ثلاثة ان وجهه نظرى كانت سليمة يكون الوقت قد فااااااااات
عين السادات احمد اسماعيل بالرغم من علمة التام بالخلافات التى بينى وبينة ومعرفتة التامة بصعوبة التفاهم بيننا فلماذا اختار السادات احمد اسماعيل وزيرا للحربية ؟
- كراهيتة الشديدة للزعيم جمال عبد الناصر
كان احمد اسماعيل يكره الزعيم عبد الناصر كراهية شديدة لانة قام بعزلة من القوات المسلحة مرتين لتواضع خبرتة العسكرية كانت المرة الاولى فى اعقاب هزيمة يونيو 1967 حيث كان احمد اسماعيل يشغل منصب رئيس اركان جبهة سيناء ولكن عبد الناصر اعادة الى الخدمة فى مارس 1969 بعد تدخل بعض الاصدقاء واعادة ترتيب القوات المسلحة واعطاءة فرصة اخرى وعاد بمنصب رئيس اركان حرب القوات المسلحة وبعد ستة اشهر فقط طرد للمرة الثانية فى سبتمبر 1969 فى اعقاب عملية اغارة ناجحة قام بها العدو فى منطقة البحر الاحمر ففى صباح يوم 9 سبتمبر 1969 عبر العدو خليج السويس بقوة بحرية برمائية وانزل فى منطقة الزعفرانة قوة تتكون من 10 دبابات وعدة عربات قتال وقامت القوة بمهاجمة عده اهداف فى المنطقة ثم انسحبت بعد حوالى عشر ساعات من نزولها دون اى تدخل من القيادة العامة للقوات المسلحة بل حتى دون ان يعلم احمد اسماعيل رئيس اركان القوات المسلحة بهذة الاغارة الا بعد انسحابها وكان العدو قد قام بعملية اغارة فى الليلة السابقة دمر لنا خلالها قاربين من قوارب الطوربيد التى كانت تتمركز فى المنطقة وهكذا قام العدو بتنفيذ اغارتة دون اى تدخل من قواتنا البرية اوالبحرية
- ولاءة المطلق للسادات
بعد ان بقى متقاعدا لمدة تزيد على عشرين شهرا قام السادات باستدعائه الى الخدمة وعينة رئيس لهيئة المخابرات العامة وها هو ذا بعد ثمانية اشهر يعينة وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة لقد كان ذلك اكثر مما يستطيع احمد اسماعيل ان يحلم به لقد كان يعتقد ان حياته العملية قد انتهت فى سبتمبر 1969 ولكن هاهوذا السادات يعيدة الى الحياة مرة اخرى لقد كان ينظر الى السادات على انه سيده وولى نعمتة وبالتالى لا يجوز ان يعارضة فى امرا من اوامره
- شخصيته الضعيفة
لقد كان لطرد احمد اسماعيل مرتين من الخدمة بالقوات المسلحة اثرا كبيرا على اخلاقة حيث اصبح بعد ذلك يخشى المسئولية واتخاذ القرارات واصبح يفضل ان يتلقى الاوامر وينفذها على ان يصدرها وقد زاد فى ترسيخ هذة الصفات الحادث الذى يتعلق بقيام العدو بسرقة محطة رادار كاملة من منطقة البحر الاحمر فى ديسمبر 1969 مع ان هذة الواقعة حدثت بعد عزلة فى سبتمبر بثلاث اشهر الا ان اسمة قد ذكر اثناء التحقيق فى هذا الحادث على اساس انه اتخذ قرارا نتج عنه اعطاء الفرصة للعدو بتنفيذ هذة العملية - لقد وقع حادث سرقة الرادار خلال حرب الاستنزاف وكان العدو خلال النصف الثانى من 1969 استخدم قواتة الجوية فى قصف وتدمير اهدافنا الحيوية بصفة عامة ومواقع الدفاع الجوى بصفة خاصة ورغبة منا فى تلافى وامتصاص بعض هجمات العدو الجوية فقد انشئ بعض المواقع الهيكلية لمواقع الرادار ولكن هذة المواقع الهيكلية لن تخدع العدو ولم يحدث قط ان قام بقصفها واستمر فى قصف مواقعنا الاصلية فلقد كان اهم ما ينقص المواقع الهيكلية هو مظاهر الحياة التى لا يمكن توفيرها الا بالرجال كان الموقع الرادار الاصلى يتكون من حوالى 300 رجل (فنيون اطقم رشاشات مدافع مضادة للطائرات عناصر ادارية اخرة الخ ) بينما كان الموقع الهيكلى ليس بة فرد واحد هنا فكر احد القادة الفرعيين فى منطقة البحر الاحمر لماذا لا ينقل الرادار الاصلى ومعة عشرة افراد فقط لتشغيلة فى الموقع الهيكلى بينما ينتقل الرادار الهيكلى الى الموقع الاصلى لقد اعتقد الضابط انه بفكرتة هذة سوف ينجح فى خداع وسائل استطلاع العدو الالكترونية التى تحدد مواقع راداراتنا نتيجة النبضات التى ترسلها اثناء التشغيل اعتمادا على المسافةالتى بين الرادار الاصلى والرادار الهيكلى (حوالى كيلو متر واحد ) وان هذة المسافة التى تعتبر قصيرة نسبيا يمكن ان تنخدع بها وسائل استطلاع العدو الالكترونى ولا سيما انها كانت نتائجها تتعارض مع ظواهر الحياة الاخرى التى يحصل عليها العدو نتيجة التصوير الجوى وكأية افكار جديدة فقد ارسلت الفكرة للقيادة العامة للحصول على موافقة رئيس اركان حرب القوات المسلحة احمد اسماعيل فوافق على الفكرة - لم ينخدع العدو بهذة الاجراءات وقام بعملية اغارة ليلية على الرادارات المنعزلة الذى كان هدفا مثاليا لعملية اغارة ناجحة فطبقا لنظام الخدمة الليلية لم يكن مستيقظا لحراسة الرادار سوى فردين فقط بينما كان الثمانية الاخرون نائمين قام العدو بهجوم ليلى مفاجئ اشترك فية 60 رجلا فقتل الحارسان وقتل واسر باقى افراد الطاقم ثم سيق الرادار بكاملة وعاد بة من حيث اتى وقد حدث ذلك كلة فى سكون وهدوء لم ينتبة لة الموقع الاصلى الذى كان يبعد عن موقعه كيلو متر واحد
- كان رجلا مريضا
ففى احدى خطب السادات عام 1977 اعترف بانة كان يعلم بمرض احمد اسماعيل قبل واثناء حرب اكتوبر 1973 وان الاطباء اخبروة بان حالتة الصحية لا تسمح لة باتخاذ القرارات ويذكر ان احمد اسماعيل توفى فى مستشفى ولنجتون بلندن عام 1974
- شخصية غير محبوبة
فقد كان يتسم بالخشونة والغلظة فى الحديث مع ضباطة وجنودة وكان لا يعير اهتماما للعوامل النفسية والاجتماعية للعائلة والافراد
- كان على خلاف مع الشاذلى رئيس الاركان
احد اسباب تعيين احمد اسماعيل هو تطبيق السادات سياسة فرق تسد ولذلك فانى اقول ان قرار تعيين احمد اسماعيل وزيرا للحربية قرارا خاطئا كان قرار لا يخدم مصالح مصر بل يخدم مصالح السادات وطموحة فقط لقد كان فى استطاعتنا ان نحقق خلال حرب اكتوبر نتائج افضل بكثير مما حققناها فى هذة الحرب لو ان هناك قائدا عاما اكثر قوة واقوى شخصية من احمد اسماعيل لو تيسر هذا لما كان فى استطاعة العدو احداث ثغرة الدفرسوار ولو حدثت الثغرة لكان فى استطاعتنا ان نقضى عليها فور وقوعها
- احمد اسماعيل والمحسوبية
بعد تعيينى رئيسا لاركان حرب القوات المسلحة وجدت نفسى هدفا لكثير من الوساطات ولكن حيث اننى لم اكن انتظر اية وساطة من احد فقد كنت ارفض كل وساطه غير قانونية كنت ادرس كل موضوع على حدة واتخذ فية القرار الذى يرضى ضميرى كان من بين الحالات التى رفضتها ابن اسماعيل فهمى وزير السياحة وقتئذ وزير الخارجية بعد ذلك حيث كان ابن اسماعيل فهمى جنديا بالقوات المسلحة وفى احد الايام عرضت على مذكرة من هيئة التنظيم والادارة تقترح انهاء خدمه المذكور حيث انه مطلوب للعمل فى هيئة المخابرات العامة فرفضت فقيل لى انة ابن اسماعيل فهمى فقلت لهم حتى ولو كان ابن السادات نفسة فانى لا اخالف القانون حاول رئيس هيئة التنظيم ان يقنعنى بان هذة الحالة فى حدود القانون اعتمادا على مادة فى قانون التجنيد تعطى لوزير الحربية الحق فى اعفاء اى فرد او مجموعة افراد بالخدمة اذا كان يقوم بعمل من الاعمال المهمة التى تساعد المجهود الحربى وحيث ان المخابرات العامه تعتبر من الاجهزة المهمة التى تساعد المجهود الحربى فان فى هذة الحالة يعتبر هذا الجندى فى حدود القانون لم اقتنع بهذا التفسير وقلت لة هذا اسراف فى التفسير ولا يتمشى مع روح القانون ما هو الدور المهم الذى سوف يلعبة ابن اسماعيل فهمى فى المجهود الحربى لماذا لم نوافق على التماس وزير الكهرباء باعفاء مهندسى الكهرباء على الرغم من انه لم يحدد اسما معينا وعلى الرغم من اهمية انهم مطلوبون لادارة شبكات الكهرباء التى فى الواقع جزء مهم من المجهود الحربى وبالنهاية اشرت على المذكرة لا اوافق ووقعت على ذلك وبعد يومين اتصل بى اللواء احمد ذكى وكيل وزارة السياحة ورئيس سابق لهيئة التنظيم والادارة وزميل سابق طلب منى نفس الطلب موضحا انه لا يخالف قانون التجنيد وطلب منى ان اترك القرار لوزير الحربية واقترح ان تعاد المذكرة ثانية واقوم بتفويض الوزير بالامر واترك الباب مفتوحا فرفضت هذا الاقتراح ايضا وقد علمت فيما بعد ان مذكرة اخرى عرضت على الوزير مباشرة دون ان تمر على وصدق على انهاء خدمة الجندى ابن الوزير اسماعيل فهمى حيث ان بقاءة فى الخدمة وعدم نقله الى المخابرات العامه سوف يؤثران على المجهود الحربى للدولة وبعد فترة من نقل ابن اسماعيل فهمى الى المخابرات العامه قامت المخابرات بانهاء خدمتة بها وتمكن والدة من ان يجد لة وظيفة فى نيويورك وغيرها من المدن الامريكية لم يكن احمد اسماعيل ليقدم هذة الخدمة دون مقابل لقد كانت صفقة مشتركة كانت نتيجتها ان عين ابن احمد اسماعيل ايضا ضمن وفد مصر فى الامم المتحدة فى نيويورك –لم اخلق من مسالة انهاء خدمة ابن اسماعيل فهمى موضوع خلاف بينى وبين احمد اسماعيل فقد كانت البلاد فى مرحلة هامه واشد خطورة تستحوذ على فكرى ومجهودى
علاقتى باحمد اسماعيل اثناء الحرب -- فى اثناء الحرب قاسيت من كلا من السادات واحمد اسماعيل بخبرتهم العسكرية المتواضعة لقد كان يعترضان على اى اقتراح اتقدم به وعندما يكتشفا بعد يومين او ثلاثة ان وجهه نظرى كانت سليمة يكون الوقت قد فااااااااات
:-: الدعم العسكرى العربى لدول المواجهة (مقررات مؤتمر الخرطوم 1967)
اذا نحن حسبنا اجمالى الدعم العسكرى الذى قدمتة الدول العربية الى دول المواجهه اثناء وقبل حرب اكتوبر 73 ام بعدها يتضح لنا ان اجمالى القوات كان كما يلى :-
الجبهه المصرية
سرب ميج 21 جزائرى - سرب سوخوى جزائرى - سرب ميج17 جزائرى – سربى ميراج ليبيين واحد يقودة طيارون ليبيين واخر يقودة طيارون مصريون – سرب هوكرهنتر عراقى – لواء مدرع جزائرى –لواء مدرع ليبى –لواء مشاة مغربى –لواء مشاة سودانى – كتيبة مشاة كويتية –كتيبة مشاة تونسية
الجبهه السورية
ثلاث اسراب ميج 21 عراقية –سرب ميج 17 عراقى –فرقة مدرعة عراقية –فرقة مشاة عراقية –لواءين مدرعين اردنيين –لواء مدرع مغربى
الجبهه الاردنية
لواء مشاة سعودى
لقد قامت تسع دول عربية بتقديم الدعم العسكرى لدول المواجهه واذا رغبنا فى تقييم هذا الدعم من ناحية قوة التأثير فانة يمكن ترتيب هذة الدول تبعا للاسبقية التالية
المركز الاول الجمهورية العراقية
المركز الثانى الجمهورية الجزائرية
المركز الثالث الجمهورية العربية الليبية
المركز الرابع المملكة الاردنية
المركز الخامس المملكة المغربية
المركز السادس المملكة العربية السعودية
المركز السابع جمهورية السودان
المركز الثامن مملكة الكويت
المركز التاسع الجمهورية التونسية
: - : اللمسات الاخيرة قبل المعركة ( نداء الله اكبر الله اكبر )
فى صباح يوم الجمعة تحركت الى الجبهه لكى اتاكد من ان كل شئ يسير على ما يرام دخلت على اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث فى مركز قيادته فوجدتة يراجع الكلمة التى سوف يلقيها على جنودة عند بدء القتال فعرضها على وطلب رايى فيها كانت كلمة قوية ومشجعة حقا قلت له انها ممتازة ولكن لا اتصور ان احدا سوف يسمعها ان هدير المدافع والرشاشات وتساقط القتلى والجرحى لن يسمح لاحد بان يستمع او ينصت لاحد فما بالك بهذة الخطبة الطويلة ثم لمعت فى ذهنى فكرة بعثها الله تعالى لتوها ولحظتها ان افضل شئ ممكن ان يبعث الهمم فى النفوس هو نداء الله اكبر الله اكبر لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات الصوت على طول الجبهه تنادى فيها الله اكبر سوف يردد الجنود بطريقة آلية هذا النداء وسوف تشتعل الجبهه كلها به ان هذة اقصر خطبه واقواها وافق على الفور ولكنه اشار بانه ليس لدية العدد الكافى من مكبرات الصوت التى تستطيع ان تغطى مواجهه الجيش الثالث ومن مكتب اللواء عبد المنعم واصل اتصلت بمدير ادارة الشئون العامه وقلت له اريد ان تدبر 50 مكبر صوت ترانزستور وان توزع 20 منها الى الجيش الثالث و30 للجيش الثانى على ان يتم ذلك قبل العاشرة من صباح الغد حتى لو تطلب تنفيذ هذا الامر سحب مكبرات الصوت جميعها من وحدات القوات المسلحة التى ليست فى المواجههه
بدء العمليات الحربية
فى الساعة 1300 يوم 6 اكتوبر وصل رئيس الجمهورية برفقة وزير الحربية الى المركز 10 ودخلا غرفة العمليات وفى الوقت المحدد بدأت القوات الجوية بالمرور على خط قناة السويس وبمجرد مرورها بدأت مدفعيتنا عملية القصف التحضيرى المكثف على مواقع العدو شرق القناة اكتملت عملية العبور حسب الخطة والاوقات المحددة حيث اشترك فى عملية العبور 100000 رجل توزيعهم كما يلى : تقريبا 32000فى قوارب مطاطية 1000 فى دبابات ومركبات برمائية عبر المسطحات المائية فى البحيرات المرة وبحيرة التمساح 4500 فوق المعديات 9500 فوق الكبارى الخفيفة 61000 فوق الكبارى الثقيلة وبحلول الساعة التاسعة صباح الاحد 7 اكتوبر كانت قواتنا قد حققت نجاحا حاسما فى معركة القناة فقد عبرت اصعب مانع مائى فى العالم وحطمت خط بارليف كل ذلك فى حوالى 18 ساعه وهو رقم قياسى لم تحققة اى عملية عبور فى تاريخ البشرية وقد تم ذلك بأقل خسائر ممكنة فقد بلغت خسائرنا 5طائرات و20 دبابة و280 شهيدا ويمثل ذلك 2.5% من الطائرات و2% من الدبابات و0.3%فى الرجال اما العدو فقد فقد 30 طائرة و300 دبابة وعدة الالف من القتلى والجرحى وخسر معهم خط بارليف بكاملة لقد تم سحق ثلاث ألوية مدرعه ولواء مشاه كانت تدافع عن القناه واصبحت اسطورة خط بارليف التى كانت يتغنى بها الاسرائيليون فى خبر كان
:-: الهجوم المضاد الرئيسى للعدو
لقد كان يوم الاحد 7 اكتوبر يوم فرح وبهجة بالنسبه لنا لقد انتصرنا فى معركة العبور واصبح لنا على الشاطئ الشرقى خمس فرق مشاة بكامل اسلحتها الثقيله ومعها حوالى 1000 دبابة وبحلول صباح يوم 8 اكتوبر كان العدو قد حشد امامنا ثمانية ألوية مدرعه منتظمة فى ثلاث فرق فرقة من ثلاث الوية مدرعه فى القطاع الشمالى بقيادة الجنرال برن ادان فرقة من ثلاث الوية مدرعه فى القطاع الاوسط بقيادة الجنرال شارون فرقة بها لواءين مدرعين فى القطاع الجنوبى بقيادة الجنرال البرت ماندلر
:- مقارنة بين قواتنا والقوات المعادية يوم 8 اكتوبر
اذا قارنا بين حجم القوات البرية المصرية والاسرائيلية فى جبهه القناه صباح يوم 8 اكتوبر نجد انها تكاد تكون متساوية لقد كان لدى العدو 8 الوية مدرعه قوامها 960 دبابة ما بين سنتوريان م48 م60 اما قواتنا كان لدينا حوالى 1000 دبابة ما بين ت 62 و ت55 وت34 وت76 مع ان عدد الدبابات كاد يكون متساويا فقد كان هناك عاملان مهمان يمكن ان يكون لهما تأثير حاسم فى المعركة اذا حدثت المجابهه بين الدبابات وحدها دون ادخال الاسلحة الاخرى فى المعركة العامل الاول هو التسليح والاخر هو تجميع الدبابات حيث كانت دبابات العدو كلها مسلحة بالمدفع 105 مليمتر وكانت مجهزة بوسائل جيدة لتقدير المسافه والتسديد اما دباباتنا كان تسليحها كالاتى 200 دبابة ت62 مجهزة بالمدفع 115 مم و500دبابة ت 54 وت55 مجهزة بالمدفع 100 مم و280دبابة ت 34 مجهزة بالمدفع 85 مم و20 دبابة ت76 مجهزة بالمدفع 76 مم ومن هنا فان تسليح دبابات العدو تتفوق على تسليح دباباتنا والعامل الاخر هو اسلوب الطرفين فى تجميع واستخدام دباباته حيث كانت دباباتنا مربوطة بالارض كاجراء دفاعى كان نصفها ضمن الهيكل التنظيمى لالوية المشاه على شكل كتائب دبابات وكان تدريبها مقصورا على معاونه المشاه فى الهجوم والدفاع لكنها لم تكن مدربه على القيام بالدخول فى معارك الدبابات الواسعه فى ارض مفتوحه حيث يكون عنصر القتال هو دبابة ضد دبابة اما النصف الاخر من دباباتنا فقد كان موزعا على فرق المشاه بمعدل لواء مدرع لكل فرقة وذلك لرفع قدراتها القتالية فى صد هجمات العدو المركزة بواسطة الدبابات لم تكن لدينا الفرصه اذن فى ان نناور بدباباتنا من مكان لاخر فى الجبهه الا فى حدود ضيقة جدا اما العدو فقد كانت ظروفه افضل منا بكثير فلم تكن دباباتة ملزمة بان ترتبط بالارض للدفاع عن المشاه كما فى حالتنا وكان لديه العمق الكافى الذى يسمح له بالمناوره وتحريك ألويته المدرعه من قطاع الى قطاع بحريه تامه فالخلاصه فقد كان العدو يستخدم دباباتة الاستخدام الصحيح اى انه كان يستخدمها كدبابات اما نحن فقد كنا نستخدمها كمدافع مضادة للدبابات ذاتيه الحركه اكثر من استخدامها كدبابات ولك يكن ذلك جهلا منا بأصول استخدام الدبابة بل كان بسبب الظروف التى فرضت نفسها علينا اذ ان ضعف تسليح دباباتنا فى ظل ضعف قواتنا الجوية كان يفرضان علينا ان نستخدم دباباتنا بأسلوب دفاعى ويدعو اننا الى تحاشى الدخول فى معارك دبابات بحتة وقد اثبتت الايام التالية اننا كنا على صواب عند اتباع هذا الاسلوب وان استخدامنا للدبابات ضمن تشكيلات المشاه قد حقق نتائج مبهره وعندما قمنا بتغيير هذا الاسلوب فى 14 اكتوبر بناء على قرار سياسى وهو تطوير الهجوم تمكن العدو ان يدمر لنا 250 دبابه فى اقل من ساعتين بعد زياره الفريق الشاذلى للجبهه يوم8 اكتوبر لقد كان اكثر ما اقلقنى خلال تلك الزياره هو موقف الكبارى لقد بلغت خسائرنا ما يعادل فى مجموعه ثلاث كبارى ثقيله بما يمثل حوالى 25% من مجموع الكبارى التى بدأنا بها الحرب ولكن ماذا يحدث لو ان العدو ركز مجهودة الجوى ومدفعيته البعيدة المدى على الكبارى سوف يخلق لنا موقف صعبا وهنا برزت فكرة بناء كبارى صماء من الرمل والحجارة بدلا من الكبارى العائمة التى نستخدمها اخذت اقلب الفكرة فى ذهنى وبعد سؤال لمدير مهندسى الجيش الثالث تحدث عن امكانية تنفيذ الفكرة فى وقت قياسى اسبوع لو تضافرت كافه امكانات الدولة
اجتمع الشاذلى مع مشهور احمد مشهور رئيس قناة السويس وغثمان احمد عثمان رئيس المقاولون العرب والدكتور بدران وزير الاصلاح الزراعى فى مركز العمليات ايد الفكرة عثمان احمد عثمان وشجعها بينما استغرب مشهور احمد مشهور رئيس قناة السويس قائلا كيف تفكر فى ردم القناة علما بان الرئيس اتصل بى اليوم واخبرنى بان اعد العده والخطة لتطهير القناه واعاده فتحها للملاحه قام المهندس عثمان احمد عثمان بطمأنه المهندس مشهور قائلا له انه يستطيع ان يرفع هذة الكبارى من مجرى القناه فى خلال ايام قليله بعد انتهاء الحرب وبنهاية الاجتماع كلف عثمان احمد عثمان باجراء الدراسات الخاصة بالمشروع وفى مساء 9 اكتوبر كانت فرق العمل قد انتهت من دراسة المشروع وتقدم المهندس عثمان احمد عثمان بتقرير وقد انتهت الدراسات بتحديد ثلاث اماكن مناسبة لبناء الكبارى حسب سرعه التيار بالقناه وهى منطقة الفردان – الدفرسوار – القنطرة وبعد ان حصلنا على موافقة رئيس الجمهورية على التنفبذ مساء 10 اكتوبر شرعت فورا فى اتخاذ الخطوات التنفيذية لكن نجاح العدو فى اختراق مواقعنا عند الدفرسوار يوم 16 اكتوبر سبب اسقاط مشروع بناء الكربى بتلك المنطقة استمر العمل فى بناء كوبرى الفردان واخر فى منطقة القنطرة بعد سلسله من المتاعب والمشكلات الهندسية تم بناء الاول فى الاول من ديسمبر والثانى فى 9 ديسمبر 73 والغريب حقا ان يتبنى العدو الفكرة نفسها التى جالت بخاطرى وان يقوم ببناء كوبرى اصم فى المكان نفسة الذى حددناه بالدفرسوار وقد انتهى العدو من انشاء هذا الكوبرى وافتتحه فى 19 ديسمبر 73
:- فشل الهجمات المضاده التى قام بها العدو
نشير الى هجوم العدو المضاد الذى كنا نتوقعه يوم 8 اكتوبر فقد كنا نتوقع ان يقوم العدو باستغلال حريه المناورة التى يتمتع بها ويقوم بحشد دباباته فى اتجاه واحد احد القطاعات ويوجه له ضربه قويه تمكنه من الحصول على نتائج حاسمه لكننا فوجئنا بأنه يتصرف عكس ما توقعناه تماما فقد استخدام دباباته فى توجيه ضربات متفرقة وفى عده اتجاهات مما ترتب عليه فشل هذه الهجمات جميعا ففى صباح 8 اكتوبر هاجم العدو الفرقة 18 مشاه باحد ألويته المدرعه فى اتجاه القنطرة وفى نفس الوقت قد هاجم لواء مدرع اخر الفرقة الثانية مساء فى اتجاه الفردان وتمكنت قواتنا من صد الهجومين وبعد ظهر اليوم نفسه قام العدو بهجوم اخر اشترك فيه ثلاث الوية مدرعه اثنان هاجما الفرقه الثانيه مشاه فى اتجاه الفردان واللواء الثالث هاجم الفرقه 16 مشاه فى اتجاه الاسماعيليه وقد نجحت الفرقه الثانية مشاه من اباده احد الالويه اباده تامه بينما انسحب اللواء الاخر بعد ان تكبد خسائر كبيرة كذلك نجحت الفرقة 16 مشاه واجبرت العدو على الانسحاب وبالتالى فأن الهجوم المضاد الرئيسى للعدو نجحت قواتنا فى صده وتكبد العدو خسائر بالغ واجبرناه على الانسحاب
الطيران المعادى يشتت لواء المشاه الاول
خلال يوم 10 اكتوبر قامت عناصر من اللواء الاول مشاه بالتقدم جنوبا واحتلت مواقع عيون موسى وفى خلال ليلي 10/11 اكتوبر تلقينا اشاره خطر اثارت القلق والانزعاج "لقد فقد اللواء الاول مشاه 90% من رجل واسلحته ومعداته " فقلد كان اللواء الاول مكلف بالتحرك ليلا الى الجنوب واحتلال منطقه سدر ولكن قائد اللواء فكر فى ان يبدأ تحركه قبل غروب الشمس ببضع ساعات وقد كانت القوات الجوية الاسرائيلية تراقبه عن كثب فتركته يتقدم جنوبا الى ان خرج تماما عن مظله دفاعنا الجوى واصبح يعبر ارضا ضيقه لا تسمح له بالانتشار اذا ما هوجم من الجو وهنا انطلقت القوات الجويه الاسرائيليه فى هجوم شرس على اللواء الاول ولم يكن له اى وسيله فعاله للدفاع ضد هذا الهجوم فان هذه المعركه مثالا لما يمكن ان تحققه القوات الجويه المجهزه بصواريخ جو ارض ضد قوات بريه لا تملك دفاعا جويا مؤثرا وحفيف الحركه ولذلك نجح العدو فى تشتيت اللواء الاول مشاه . وهذا يوضح لنا عدم فعاليه القوات المصريه التى تحتل سيناء طبقا لاتفاقيه كامب ديفيد حيث ان تلك المعاهده تحرم مصر من اقامه اى دفاع جوى صاروخى مضاد للطائرات فى سيناء
زيارتى الثانيه للجبهه
لقد كان واضحا للجميع نجاح قواتنا فى صد الهجوم المضاد الرئيسى للعدو يومى 8و9 اكتوبر
فى الخميس 11 اكتوبر تحركت للمره الثانيه للجبهه فوجدت الموقف مطمئنا وكنا جميعا مقتنعين بأن قواتنا قادره على صد اى هجوم مدرع أخر ولتعزيز دفاعاتنا ضد ايه هجمات اخرى قررت صرف 10000 لغم مضاد للدبابات فورا لتعزيز قدراتنا الدفاعيه
القرار السياسى الخاطئ
بعد عودتى من الجبهه الخميس 11 اكتوبر فاتحنى الوزير فى موضوع تطوير الهجوم نحو المضايق ولكنى عارضت الفكره لنفس الاسباب المذكوره من قبل وقلت " ما زالت القوات الجويه الاسرائيليه قويه وتشكل تهديدا خطيرا لأيه قوات بريه تتحرك فى العراء دون غطاء جوى ويجب ان نأخذ درسا من التجربه القاسيه التى مر بها اللواء الاول مشاه امس " وبدا لى وكأنه اقتنع بهذا واغلق الموضوع ولكنه عاد وفاتحنى فى الموضوع مره اخرى صباح اليوم التالى مدعيا هذه المره ان الهدف من هجومنا هو تخفيف الضغط على الجبهه السوريه عارضت الفكره مره اخرى على اساس ان هجومنا لن ينجح ولن يخفف اى ضغط على الجبهه السوريه واضفت قائلا "ان العدو لديه 8 الويه مدرعه امامنا ولن يحتاج الى سحب قوات اضافيه من الجبهه السوريه حيث ان هذه القوات قادره على صد اى هجوم نقوم به وليس لدينا دفاع جوى متحرك الا باعداد قليله جدا من sam6 لا تكفى لحمايه قواتنا البريه وقواتنا الجويه ضعيفه لا تستطيع تحدى القوات الجويه الاسرائيليه فى معارك جويه وبالتالى ستقع قواتنا البريه فريسه سائغه للقوات الجويه الاسرائيليه بمجرد خروجها من مظله الدفاع الجوى اى بعد حوالى 15 كيلومتر شرق القناه - واذا نحن قمنا بهذه العمليه تطوير الهجوم فاننا سوف ندمر قواتنا دون ان نقدم ايه مساعده لتخفيف الضغط على الجبهه السوريه " وفى ظهر نفس اليوم تطرق الوزير لهذا الموضوع للمره الثالثه وقال هذه المره القرار السياسى يحتم علينا ضروره تطوير الهجوم نحو المضايق ويجب ان يبدأ ذلك صباح غد 13 اكتوبر – تحرك اللواء غنيم الى الجيش الثانى واللواء طه المجدوب الى الجيش الثالث حاملين معهم اوامر القرار السياسى بتطوير الهجوم الى قاده الجيش - رفضا كلا من اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث تلك الاوامر وابدوا معارضه شديده ولم اخف عنهم اننى ايضا قد عارضت هذه التعليمات ولكنى اجبرت عليها تقرر استدعاء سعد مأمون وعبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقياده كرر كلا منهما اعتراضه ولكن الوزير احمد اسماعيل اصر على تنفيذ تطوير الهجوم قائلا " انه قرار سياسى ويجب ان نلترم به " وكل ما امكن عمله هو تأجيل الهجوم الى فجر يوم14 اكتوبر بدلا من فجر 13
لقد كان هذا القرار هو اول غلطه كبيره ترتكبها القياده المصريه خلال الحرب وقد جرتنا هذه الغلطه الى سلسه اخرى من الاخطاء التى كان لها اثرا كبيرا على سير الحرب ونتائجها
كانت خطه تطوير الهجوم دفع الفرقتين المدرعه 21 والفرقه المدرع الرابعه و استخدام ألويتهم 4 الويه مدرعه ولواء مشاه ميكانيكا فى اربعه اتجاهات مختلفه لواء مدرع فى اتجاه ممر متلا (القطاع الجنوبى ) لواء مشاه ميكانيكى فى اتجاه ممر الجدى (القطاع الجنوبى ) لواءان مدرعان فى اتجاه الطاسه (القطاع الاوسط) لواء مدرع فى اتجاه بالوظه (القطاع الشمالى )
لقد خسر العدو خلال قتال يوم 8و9 اكتوبر حوالى 260 دبابه وكان خلال هذين اليومين يستخدم دباباته فى اقتحام مواقع المشاه بالاسلوب القديم نفسه الذى كان يعتمد على سرعه التحرك واحداث الصدمات النفسيه لجنود المشاه نتيجه اقتحام المدرعات ولكنه سرعان ما اكتشف ان المشاه المصريين بما لديهم من اسلحه مضاده للدبابات وما يتمتعون به من روح معنويه عاليه قادرون على سحق المدرعات التى تستخدم هذا الاسلوب
واعتبارا من يوم 10 اكتوبر بدأ العدو يستخدم دباباته بأسلوب حذر يعتمد على التحرك البطئ والاستفادهمن الارض والسواتر الطبيعيه ونتيجه لذلك انخفضت خسائره انخفاضا ملحوظا وقام العدو بتعويض الجزء الاكبر من خسائره فى الدبابات بحيث وصل عدد الدبابات فى الويته المدرعه الثمانيه التى امامنا يوم 13 اكتوبر الى 900 دبابه
- لقد كان علينا يوم 14 اكتوبر ان نهاجم 900 دبابه معاديه فى المكان الذى يختاره العدو لهذا اللقاء وتحت سيطره جويه معاديه كل ذلك بقوه 400 دبابه مصريه فقط واقل تسليحا هل كان هذا القرار السياسى (تطوير الهجوم ) نتيجه الجهل ام المقامره ام الخيانه ؟؟؟ ما زال هناك كثير من الغموض يحيط ذلك
نجح العدو فى استدراج ألويتنا المهاجمه الى مناطق قتال اختارها بعنايه ونجح فى تدمير معظم دباباتنا لقد فقدنا فى هذا اليوم الاسود 250 دبابه وهو رقم يزيد على مجموع خسائرنا منذ الايام الاولى للحرب وحول ظهر يوم 14 انسحبت قواتنا مره اخرى الى داخل رؤوس الكبارى شرق القناه
تعرض اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى لأزمه صحيه نتيجه الانهيار بسماع اخبار تدمير قواته صباح ذلك اليوم
تبرير السادات خطئه
يبرر السادات خطئه بقرار تطوير الهجوم نحو المضايق انه كان يهدف الى تخفيف الضغط على الجبهه السوريه وهو ادعاء باطل الهدف منه تسويغ الخطأ الذى ارتكبه وذلك للاسباب التاليه .
- كان بعد القوات المصريه فى جبهه قناه السويس عن قلب اسرائيل حوالى 200 كيلومتر من ارض سيناء المفتوحه وكانت السياده الجويه لاسرائيل وافوقها الساحق يجعل اسرائيل قادره على احتواء الجبهه المصريه بالقليل من القوات مع حشد الجزء الاكبر من قواتها ضد الجبه السوريه وقد حذرت من هذا الموقف فى اجتماعات رؤساء اركان حرب القوات المسلحه العربيه وبالاخص مجلس الدفاع المشترك فى دورته الثانيه عشر المنعقد فى نوفمبر 1971 وقلت ان الجبهه المصريه لا تستطيع ان تمنع اسرائيل فى حسم المعركه ضد الجبهه السوريه
- ولقد كان امام الجبهه المصريه 8 ألويه مدرعه وقد كانت اكثر من كافيه لصد اى هجوم مصرى فى اتجاه الشرق وبالتالى فان قيامنا بالهجوم لن يرغم اسرائيل على سحب جزء من قواتها من الجبهه السوريه الى الجبهه المصريه
- استقر الوضع فى الجبهه السوريه يوم 12 اكتوبر فقد وصلت العناصر المتقدمه من فرقتين عراقيتين (فرقه مدرعه فرقه مشاه ) واشتركت فى القتال يوم11 اكتوبر فلم يكن الموقف على الجبهه السوريه بالصوره التى يحاول السادات ان يصورها لكى يجد لنفسه مخرجا من تبعات قراره السياسى الخاطئ
- اذا كان دفع الفرقه المدرعه 21 والفرقه المدرعه الرابعه قد تم لتخفيف الضغط على سوريا فلماذا لم تنسحب الفرقتان الى مواقعهم بالغرب ثانيه بعد فشل الهجوم وصرف النظر نهائيا عن موضوع تطوير الهجوم نحو الشرق ؟
اهميه الاحتفاظ باحتياطى استراتيجى والمناوره بالقوات
ان نجاح اى قوه مهاجمه فى اختراق الخط الدفاعى للخصم والنفاذ الى مؤخرته هى حلم كل قائد مهاجم لان الوصول الى مؤخره الخصم سوف تمكن المهاجم من تدمير النظام الادارى للقوات المدافعه وتدمير وسائل القياده والسيطره وعزل القوات المدافعه عن مناطق اعاشتها وبالتالى تجعل مهمه تدمير تلك القوات المحاصره مسأله وقت فقط ويمكن للمدافع لن يمنع عدوه المهاجم من تحقيق هذا الهدف بطريقتين الاختفاظ بقوات احتياطيه والمناورة بالقوات
وبينما كنا نخطط لعبور القناه فاننا لم نستبعد مطلقا ان يقوم العدو باختراف مواقعنا سواء فى مراحل ما قبل العبور او بعد نجاحه بل تصورنا المناطق التى يحتمل ان يعبر منها وحددنا ثلاث نقاط محتمله كانت الدفرسوار احداها ووضعنا الخطط اللازمه لضرب هذه الاختراقات فى حينها وحددنا القوات التى تقوم بها ودربنا هذه القوات على تنفيذ هذه الواجبات
وضعت الفرقه المدرعه 21 والتى كانت تحمى ظهر الجيش الثانى والفرق الرابعه المدرع والتى كانت تحمى ظهر الجيش الثالث غرب القناه وكان وضعهما كفيل بأن يسحق اى اختراق يقوم به العدو على طول الجبهه
كان قرار تطوير الهجوم وما ترتب عليه من دفع الفرقتين 21 والرابعه المدرعه عدا لواء مدرع شرق القناه خطأ كبيرا وما ترتب على ذلك اعتبارامن فجر يوم 14 اكتوبر لم يكن لدينا غرب القناه فى منطقه الجيش الثانى والثالث سوي لواء مدرع واحد وهنا اختلت الموازين واصبح الموقف مثاليا لكى يقوم العدو بأختراق مواقعنا
طائرة استطلاع امريكية فوق مواقعنا
حوالى الساعه 1330 يوم 13 اكتوبر ظهرت طائره استطلاع امريكيه فوق منطقه القتال ولم تكتفى بمنطقه الجبهه بالكامل بل طارت فوق الدلتا قبل ان تخرج من مجالنا الجوى دون ان تصاب بأى أذى حيث كانت خارج نطاق مدى صواريخنا ( اى انها صورت مواقعنا واماكن انتشار قواتنا قبل تطوير الهجوم )
وفى يوم 15 اكتوبر قامت طائرة الاستطلاع الامريكيه بطلعه استطلاعيه اخرى فوق الجبهه والمناطق المحيطه وبذلك تمكنت من تصوير مواقعنا واماكن انتشار قواتنا قبل تطوير الهجوم 13 اكتوبر وبعده 15 اكتوبر وتحقق لللعدو خلو المنطقه غرب القناه من الدبابات فكان من الممكن ان تكون هذه العمليه الاستطلاعيه انذارا للقياده السياسيه المصريه بان العدو يمكنه ان يقوم باختراق الجبهه وهو مطمئن تماما
طالبت فى صباح ذلك اليوم بأعاده تجميع الفرقتين 21 والرابعه المدرعه بمواقعهم غرب القناه ورجوع الاتزان لاوضاعنا الدفاعيه رفض الوزير احمد اسماعيل بشده وقال ان سحب هذه القوات قد يؤثر على الروح المعنويه للجنود ويتحول الانسحاب الى ذعر
لم يضيع العدو الوقت وبدأعمليه اختراق مواقعنا ليله 15/16 اكتوبر
اختراق العدو ليله 15/16 اكتوبر
وصلت الاخبار للقياده لعامه للقوات المسلحه صباح يوم 16 اكتوبر باختراق العدو وفى ظهر ذلك اليوم وصلت اخبار هجوم العدو غلى مواقع كتائب الصواريخ المضاده للطائرات وكانت هذه الكتائب تقع على عمق حوالى 15 كيلومتر غرب القناه فلقد كانت تظهر فجأه بقوه 9-10 دبابات بالقرب من احد مواقع تلك الكتائب ثن تشتبك مع الموقع من مسافه 1500 -2000 متر فيقوم بتدميره او اسكاته ثم تنسحب فجأه لتظهر فى مكان أخر وهكذا ولم تكن كتائب الصواريخ المضاده لطائرات لديها الاسلحه التى تستطيع ان ترد بها على مثل هذا الهجوم
الصدام بين الشاذلى والسادات بغرفه العمليات حول تصفيه الثغره
عقد مؤتمر بالقياده بعد ظهر يوم 16 اكتوبر لبحث الموقف لقد كانت نظريتى فى ضرور اعاده الاتزان الى مواقعنا الدفاعيه سحب وإعاده الفرقه المدرعه 21 والفرق المدرع 4 الى مواقعهم غرب القناه كان ذلك ممكنا يوم 15 اكتوبر اما اليوم وقد تم اختراق العدو لغرب القناه فلابد من تعديل فى الأسلوب طبقا للموقف الجديد فلم يعد من السهل ان نقوم بسحب الفرق 21 فى الوقت الذى تتعرض فيه لضغط العدو لذلك اقترحت ان نقوم بسحب الفرقع الرابعه المدرعه واللواء 25 من قطاع الجيش الثالث خلال الليل وان نقوم فجر باكر بتوجيه الضربه الرئيسي ضد قطاع الاختراق بقوه لواءين مدرعين من غربالقناه وفى اتجاه شمال شرق وفو الوقت نفسه يقوم اللواء 116 مشاه بتوجيه ضربه ثانونيه من الغرب الى الشرق بينما تقوم الفرقه 21 المدرعه بتوجيه ضربه من مواقع شرق القناه فى اتجاه جنوبى بهدف اغلاق الطريق المؤدى للتغره من الشرق
خلال يوم 10 اكتوبر قامت عناصر من اللواء الاول مشاه بالتقدم جنوبا واحتلت مواقع عيون موسى وفى خلال ليلي 10/11 اكتوبر تلقينا اشاره خطر اثارت القلق والانزعاج "لقد فقد اللواء الاول مشاه 90% من رجل واسلحته ومعداته " فقلد كان اللواء الاول مكلف بالتحرك ليلا الى الجنوب واحتلال منطقه سدر ولكن قائد اللواء فكر فى ان يبدأ تحركه قبل غروب الشمس ببضع ساعات وقد كانت القوات الجوية الاسرائيلية تراقبه عن كثب فتركته يتقدم جنوبا الى ان خرج تماما عن مظله دفاعنا الجوى واصبح يعبر ارضا ضيقه لا تسمح له بالانتشار اذا ما هوجم من الجو وهنا انطلقت القوات الجويه الاسرائيليه فى هجوم شرس على اللواء الاول ولم يكن له اى وسيله فعاله للدفاع ضد هذا الهجوم فان هذه المعركه مثالا لما يمكن ان تحققه القوات الجويه المجهزه بصواريخ جو ارض ضد قوات بريه لا تملك دفاعا جويا مؤثرا وحفيف الحركه ولذلك نجح العدو فى تشتيت اللواء الاول مشاه . وهذا يوضح لنا عدم فعاليه القوات المصريه التى تحتل سيناء طبقا لاتفاقيه كامب ديفيد حيث ان تلك المعاهده تحرم مصر من اقامه اى دفاع جوى صاروخى مضاد للطائرات فى سيناء
زيارتى الثانيه للجبهه
لقد كان واضحا للجميع نجاح قواتنا فى صد الهجوم المضاد الرئيسى للعدو يومى 8و9 اكتوبر
فى الخميس 11 اكتوبر تحركت للمره الثانيه للجبهه فوجدت الموقف مطمئنا وكنا جميعا مقتنعين بأن قواتنا قادره على صد اى هجوم مدرع أخر ولتعزيز دفاعاتنا ضد ايه هجمات اخرى قررت صرف 10000 لغم مضاد للدبابات فورا لتعزيز قدراتنا الدفاعيه
القرار السياسى الخاطئ
بعد عودتى من الجبهه الخميس 11 اكتوبر فاتحنى الوزير فى موضوع تطوير الهجوم نحو المضايق ولكنى عارضت الفكره لنفس الاسباب المذكوره من قبل وقلت " ما زالت القوات الجويه الاسرائيليه قويه وتشكل تهديدا خطيرا لأيه قوات بريه تتحرك فى العراء دون غطاء جوى ويجب ان نأخذ درسا من التجربه القاسيه التى مر بها اللواء الاول مشاه امس " وبدا لى وكأنه اقتنع بهذا واغلق الموضوع ولكنه عاد وفاتحنى فى الموضوع مره اخرى صباح اليوم التالى مدعيا هذه المره ان الهدف من هجومنا هو تخفيف الضغط على الجبهه السوريه عارضت الفكره مره اخرى على اساس ان هجومنا لن ينجح ولن يخفف اى ضغط على الجبهه السوريه واضفت قائلا "ان العدو لديه 8 الويه مدرعه امامنا ولن يحتاج الى سحب قوات اضافيه من الجبهه السوريه حيث ان هذه القوات قادره على صد اى هجوم نقوم به وليس لدينا دفاع جوى متحرك الا باعداد قليله جدا من sam6 لا تكفى لحمايه قواتنا البريه وقواتنا الجويه ضعيفه لا تستطيع تحدى القوات الجويه الاسرائيليه فى معارك جويه وبالتالى ستقع قواتنا البريه فريسه سائغه للقوات الجويه الاسرائيليه بمجرد خروجها من مظله الدفاع الجوى اى بعد حوالى 15 كيلومتر شرق القناه - واذا نحن قمنا بهذه العمليه تطوير الهجوم فاننا سوف ندمر قواتنا دون ان نقدم ايه مساعده لتخفيف الضغط على الجبهه السوريه " وفى ظهر نفس اليوم تطرق الوزير لهذا الموضوع للمره الثالثه وقال هذه المره القرار السياسى يحتم علينا ضروره تطوير الهجوم نحو المضايق ويجب ان يبدأ ذلك صباح غد 13 اكتوبر – تحرك اللواء غنيم الى الجيش الثانى واللواء طه المجدوب الى الجيش الثالث حاملين معهم اوامر القرار السياسى بتطوير الهجوم الى قاده الجيش - رفضا كلا من اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث تلك الاوامر وابدوا معارضه شديده ولم اخف عنهم اننى ايضا قد عارضت هذه التعليمات ولكنى اجبرت عليها تقرر استدعاء سعد مأمون وعبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقياده كرر كلا منهما اعتراضه ولكن الوزير احمد اسماعيل اصر على تنفيذ تطوير الهجوم قائلا " انه قرار سياسى ويجب ان نلترم به " وكل ما امكن عمله هو تأجيل الهجوم الى فجر يوم14 اكتوبر بدلا من فجر 13
لقد كان هذا القرار هو اول غلطه كبيره ترتكبها القياده المصريه خلال الحرب وقد جرتنا هذه الغلطه الى سلسه اخرى من الاخطاء التى كان لها اثرا كبيرا على سير الحرب ونتائجها
كانت خطه تطوير الهجوم دفع الفرقتين المدرعه 21 والفرقه المدرع الرابعه و استخدام ألويتهم 4 الويه مدرعه ولواء مشاه ميكانيكا فى اربعه اتجاهات مختلفه لواء مدرع فى اتجاه ممر متلا (القطاع الجنوبى ) لواء مشاه ميكانيكى فى اتجاه ممر الجدى (القطاع الجنوبى ) لواءان مدرعان فى اتجاه الطاسه (القطاع الاوسط) لواء مدرع فى اتجاه بالوظه (القطاع الشمالى )
لقد خسر العدو خلال قتال يوم 8و9 اكتوبر حوالى 260 دبابه وكان خلال هذين اليومين يستخدم دباباته فى اقتحام مواقع المشاه بالاسلوب القديم نفسه الذى كان يعتمد على سرعه التحرك واحداث الصدمات النفسيه لجنود المشاه نتيجه اقتحام المدرعات ولكنه سرعان ما اكتشف ان المشاه المصريين بما لديهم من اسلحه مضاده للدبابات وما يتمتعون به من روح معنويه عاليه قادرون على سحق المدرعات التى تستخدم هذا الاسلوب
واعتبارا من يوم 10 اكتوبر بدأ العدو يستخدم دباباته بأسلوب حذر يعتمد على التحرك البطئ والاستفادهمن الارض والسواتر الطبيعيه ونتيجه لذلك انخفضت خسائره انخفاضا ملحوظا وقام العدو بتعويض الجزء الاكبر من خسائره فى الدبابات بحيث وصل عدد الدبابات فى الويته المدرعه الثمانيه التى امامنا يوم 13 اكتوبر الى 900 دبابه
- لقد كان علينا يوم 14 اكتوبر ان نهاجم 900 دبابه معاديه فى المكان الذى يختاره العدو لهذا اللقاء وتحت سيطره جويه معاديه كل ذلك بقوه 400 دبابه مصريه فقط واقل تسليحا هل كان هذا القرار السياسى (تطوير الهجوم ) نتيجه الجهل ام المقامره ام الخيانه ؟؟؟ ما زال هناك كثير من الغموض يحيط ذلك
نجح العدو فى استدراج ألويتنا المهاجمه الى مناطق قتال اختارها بعنايه ونجح فى تدمير معظم دباباتنا لقد فقدنا فى هذا اليوم الاسود 250 دبابه وهو رقم يزيد على مجموع خسائرنا منذ الايام الاولى للحرب وحول ظهر يوم 14 انسحبت قواتنا مره اخرى الى داخل رؤوس الكبارى شرق القناه
تعرض اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى لأزمه صحيه نتيجه الانهيار بسماع اخبار تدمير قواته صباح ذلك اليوم
تبرير السادات خطئه
يبرر السادات خطئه بقرار تطوير الهجوم نحو المضايق انه كان يهدف الى تخفيف الضغط على الجبهه السوريه وهو ادعاء باطل الهدف منه تسويغ الخطأ الذى ارتكبه وذلك للاسباب التاليه .
- كان بعد القوات المصريه فى جبهه قناه السويس عن قلب اسرائيل حوالى 200 كيلومتر من ارض سيناء المفتوحه وكانت السياده الجويه لاسرائيل وافوقها الساحق يجعل اسرائيل قادره على احتواء الجبهه المصريه بالقليل من القوات مع حشد الجزء الاكبر من قواتها ضد الجبه السوريه وقد حذرت من هذا الموقف فى اجتماعات رؤساء اركان حرب القوات المسلحه العربيه وبالاخص مجلس الدفاع المشترك فى دورته الثانيه عشر المنعقد فى نوفمبر 1971 وقلت ان الجبهه المصريه لا تستطيع ان تمنع اسرائيل فى حسم المعركه ضد الجبهه السوريه
- ولقد كان امام الجبهه المصريه 8 ألويه مدرعه وقد كانت اكثر من كافيه لصد اى هجوم مصرى فى اتجاه الشرق وبالتالى فان قيامنا بالهجوم لن يرغم اسرائيل على سحب جزء من قواتها من الجبهه السوريه الى الجبهه المصريه
- استقر الوضع فى الجبهه السوريه يوم 12 اكتوبر فقد وصلت العناصر المتقدمه من فرقتين عراقيتين (فرقه مدرعه فرقه مشاه ) واشتركت فى القتال يوم11 اكتوبر فلم يكن الموقف على الجبهه السوريه بالصوره التى يحاول السادات ان يصورها لكى يجد لنفسه مخرجا من تبعات قراره السياسى الخاطئ
- اذا كان دفع الفرقه المدرعه 21 والفرقه المدرعه الرابعه قد تم لتخفيف الضغط على سوريا فلماذا لم تنسحب الفرقتان الى مواقعهم بالغرب ثانيه بعد فشل الهجوم وصرف النظر نهائيا عن موضوع تطوير الهجوم نحو الشرق ؟
اهميه الاحتفاظ باحتياطى استراتيجى والمناوره بالقوات
ان نجاح اى قوه مهاجمه فى اختراق الخط الدفاعى للخصم والنفاذ الى مؤخرته هى حلم كل قائد مهاجم لان الوصول الى مؤخره الخصم سوف تمكن المهاجم من تدمير النظام الادارى للقوات المدافعه وتدمير وسائل القياده والسيطره وعزل القوات المدافعه عن مناطق اعاشتها وبالتالى تجعل مهمه تدمير تلك القوات المحاصره مسأله وقت فقط ويمكن للمدافع لن يمنع عدوه المهاجم من تحقيق هذا الهدف بطريقتين الاختفاظ بقوات احتياطيه والمناورة بالقوات
وبينما كنا نخطط لعبور القناه فاننا لم نستبعد مطلقا ان يقوم العدو باختراف مواقعنا سواء فى مراحل ما قبل العبور او بعد نجاحه بل تصورنا المناطق التى يحتمل ان يعبر منها وحددنا ثلاث نقاط محتمله كانت الدفرسوار احداها ووضعنا الخطط اللازمه لضرب هذه الاختراقات فى حينها وحددنا القوات التى تقوم بها ودربنا هذه القوات على تنفيذ هذه الواجبات
وضعت الفرقه المدرعه 21 والتى كانت تحمى ظهر الجيش الثانى والفرق الرابعه المدرع والتى كانت تحمى ظهر الجيش الثالث غرب القناه وكان وضعهما كفيل بأن يسحق اى اختراق يقوم به العدو على طول الجبهه
كان قرار تطوير الهجوم وما ترتب عليه من دفع الفرقتين 21 والرابعه المدرعه عدا لواء مدرع شرق القناه خطأ كبيرا وما ترتب على ذلك اعتبارامن فجر يوم 14 اكتوبر لم يكن لدينا غرب القناه فى منطقه الجيش الثانى والثالث سوي لواء مدرع واحد وهنا اختلت الموازين واصبح الموقف مثاليا لكى يقوم العدو بأختراق مواقعنا
طائرة استطلاع امريكية فوق مواقعنا
حوالى الساعه 1330 يوم 13 اكتوبر ظهرت طائره استطلاع امريكيه فوق منطقه القتال ولم تكتفى بمنطقه الجبهه بالكامل بل طارت فوق الدلتا قبل ان تخرج من مجالنا الجوى دون ان تصاب بأى أذى حيث كانت خارج نطاق مدى صواريخنا ( اى انها صورت مواقعنا واماكن انتشار قواتنا قبل تطوير الهجوم )
وفى يوم 15 اكتوبر قامت طائرة الاستطلاع الامريكيه بطلعه استطلاعيه اخرى فوق الجبهه والمناطق المحيطه وبذلك تمكنت من تصوير مواقعنا واماكن انتشار قواتنا قبل تطوير الهجوم 13 اكتوبر وبعده 15 اكتوبر وتحقق لللعدو خلو المنطقه غرب القناه من الدبابات فكان من الممكن ان تكون هذه العمليه الاستطلاعيه انذارا للقياده السياسيه المصريه بان العدو يمكنه ان يقوم باختراق الجبهه وهو مطمئن تماما
طالبت فى صباح ذلك اليوم بأعاده تجميع الفرقتين 21 والرابعه المدرعه بمواقعهم غرب القناه ورجوع الاتزان لاوضاعنا الدفاعيه رفض الوزير احمد اسماعيل بشده وقال ان سحب هذه القوات قد يؤثر على الروح المعنويه للجنود ويتحول الانسحاب الى ذعر
لم يضيع العدو الوقت وبدأعمليه اختراق مواقعنا ليله 15/16 اكتوبر
اختراق العدو ليله 15/16 اكتوبر
وصلت الاخبار للقياده لعامه للقوات المسلحه صباح يوم 16 اكتوبر باختراق العدو وفى ظهر ذلك اليوم وصلت اخبار هجوم العدو غلى مواقع كتائب الصواريخ المضاده للطائرات وكانت هذه الكتائب تقع على عمق حوالى 15 كيلومتر غرب القناه فلقد كانت تظهر فجأه بقوه 9-10 دبابات بالقرب من احد مواقع تلك الكتائب ثن تشتبك مع الموقع من مسافه 1500 -2000 متر فيقوم بتدميره او اسكاته ثم تنسحب فجأه لتظهر فى مكان أخر وهكذا ولم تكن كتائب الصواريخ المضاده لطائرات لديها الاسلحه التى تستطيع ان ترد بها على مثل هذا الهجوم
الصدام بين الشاذلى والسادات بغرفه العمليات حول تصفيه الثغره
عقد مؤتمر بالقياده بعد ظهر يوم 16 اكتوبر لبحث الموقف لقد كانت نظريتى فى ضرور اعاده الاتزان الى مواقعنا الدفاعيه سحب وإعاده الفرقه المدرعه 21 والفرق المدرع 4 الى مواقعهم غرب القناه كان ذلك ممكنا يوم 15 اكتوبر اما اليوم وقد تم اختراق العدو لغرب القناه فلابد من تعديل فى الأسلوب طبقا للموقف الجديد فلم يعد من السهل ان نقوم بسحب الفرق 21 فى الوقت الذى تتعرض فيه لضغط العدو لذلك اقترحت ان نقوم بسحب الفرقع الرابعه المدرعه واللواء 25 من قطاع الجيش الثالث خلال الليل وان نقوم فجر باكر بتوجيه الضربه الرئيسي ضد قطاع الاختراق بقوه لواءين مدرعين من غربالقناه وفى اتجاه شمال شرق وفو الوقت نفسه يقوم اللواء 116 مشاه بتوجيه ضربه ثانونيه من الغرب الى الشرق بينما تقوم الفرقه 21 المدرعه بتوجيه ضربه من مواقع شرق القناه فى اتجاه جنوبى بهدف اغلاق الطريق المؤدى للتغره من الشرق
وبالرغم من تأييد اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث وقائد اللواء 25 المدرع على اقتراحى عارض الوزير احمد اسماعيل انسحاب اى قوه الى غرب القناه رغم وضوح نقاط قوه الاقتراح بشكل صارخ لاى قائد عسكرى وبعد ساعات قليله وصل الرئيس الى المركز 10 لقد كان هناك متسع من الوقت وفكرت استعين برئيس الجمهوريه لكى ينقض قرار الوزير ويوافق على وجهه نظرى فيما يتعلق بسحب بعض القوات من الشرق وان نقوم بتوجيه ضربتنا الرئيسيه ضدالثغره من الغرب وشرحت الاقتراح لكن الرئيس لم يمهلنى وثار ثوره عارمه وفقد اعصابه قائلا " اذا اثرت هذا الموضوع مره اخرى فانى سوف احاكمك " حاولت ان اشرح له بأن اقتراحى مناورة بالقوات وان المناورة بالقوات شئ والانسحاب شئ اخر ولكنه كان فى ثوره عارمه لا يريد ان يسمع ولا يريد ان استرسل فى الكلام لقد اصابنى السادات بجرح عميق جال بخاطرى حينها ان استقيل ولكن سرعان ما استبعدت هذا الخاطر كيف اترك القوات المسلحه فى اوقات المحنه ماذا سيقول عنى الخصوم هرب عند وقوع اول ازمه لقد عشت مع القوات المسلحه فتره مجد ويجب ان اقف معها وقت الشده
كانت قوات العدو امام الجبهه اعتبار من فجر 17 اكتوبر هى 8 ألويه مدرعه ولواء مشاه غرب القناه وتحيط لواء مدرع اخر لتأمين الثغره من الشرق – لواء مدرع ولواء مشاه يقومان باحتواء الفرقه 21 المدرعه التى تؤمن لجناح الايمن للجيش الثانى ( الفرقه 18 الفرقه 2 الفرقه 16 معها لواء مدرعات 12 كتيبه دبابات ) ولواء مدرع يحتوى مواجهه الجيش الثالث بكامله (فرقه 197 فرقه 19 لواء مشاه الاول الفرقه الرابعه المدرعه عدا لواء مدرع 25) فرقه من ثلاث ألوية مدرعه تتجمع شرق القناه بحوالى 20 كيلومتر مستعده للعبور الى الغرب بمجرد ان يتم تركيب الكوبرى لعبور القناه فى منطقه الدفرسوار
اما اوضاع قواتنا صباح يوم 17 اكتوبر يدعو الى الرثاء كما يلى
4 ألوية مدرعه لا تقوم باى عمل وهى مربوطه بالارض فى مناطق الفرقه 18 مشاه الفرقه 2 مشاه الفرقه 19 مشاه اللواءالمدرع 25 يتحرك داخل رأس كوبرى الجيش الثالث شرق القناه فى اتجاه الشمال ولمسافه تصل الى حوالى 30 كيلو متر خارج مظله الدفاع الجوى وخارج مظلة الدفاع لجوى وخارج مدى اية معاونة من مدفعيتنا وفى منطقه تتواجد يها 4 ألويه مدرعه للعدو ويسيطر فيعا العدو سيطر جويه كامله
يقوم لواءان من الفرقه 21 المدرعه والتى انهكت فى القتال خلال الايام الثلاثه الماضيه بالمجهود جنوبا بهدف اغلاق الطريق المؤدى الى الثغره من الشرق – لواء اخر يحرس المنطقه الخلفيه للجيش الثانى والثالث
ومعنى ذلك ان القياده العامه للقوات المسلحه تحشد لمعركه الدفرسوار 3 ألويه بما فيها اللواء 25 المدرع والذى كانت هناك شكوك فى امكان وصوله الى منطقه المعركه ولواء مشاه فى حين ان العدو كان يحتفظ فى المنطقه بقوة 6 ألويه مدرعه ولوائى مشاه هكذا كان للعدو تفوقا ساحقا فى منطقه المعركه
كيف سارت معركه الدفرسوار يوم 17 اكتوبر
- تحرك اللواء 116 مشاه من الغرب الى الشرق فى اتجاه رأس الكوبره الذى كانت قاعدته حوالى 5 كيلومتلا ونجح فى تدمير عدد من الدبابات اثناء تقدمه وعندما وصل الى بعد حوالى كيلومتر من القناه وقع تحت نيرلاان كثيفه من العدو اضطرته الى التقهقر بعد ان اصيب بخسائر كبيره
- نجحت الفرقه 21 المدرعه بقطع لطريق المؤدى الى ثغره الدفرسوار من الشرق ولكنها عجزت من احراز اى تقدم جنوب هذا الطريق وبالتالى ظل الطريق الذى يقود الى الثغره من لجنوب والجنوب الشرقى مفتوحا
- كان الوزير احمد اسماعيل قد قرر ان يقوم اللواء 25 المدرع بتوجيه ضربه من شرق القناه فى اتجاه من الجنوب الى الشمال لكى يلتقى مع الفرقه 21 المدرعه - تقدم اللواء 25 ونظرا لما يتمتع به العدو من تفوق ساحق فى المدرعات فى تلك المنطقه فقد وجه العدو فرقه مدرعه من ثلاث ألويه مدرعه لمواجهه هذا اللواء كانت هذه الفرقه تتمركز فى الاحتياط على بعد 20 كيلومتر شرق القناه قامت فرقه العدو المدرعه يتخصيص احد أويته لكى يسد طريق اللواء تقدم اللواء 25 الى الشمال بينما تحرك اللواءان الثانى والثالث ليتخدا مواقع اليمين والى المؤخره بالنسبه لاتجاه تقدم اللواء المدرع 25 وعندما دخل اللواء 25 منطقه الكمين هوجم بالنيران من ثلاثه اتجاهات وتم تدميره تدميرا تاما كما سبق ان توقعت انا واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث وقائد اللواء 25 المدرع
تدفق قوات العدو الى الغرب
خلال ليله 17/18 اكتوبر نجح العدو فى بناء اول كوبرى له فى منطقه الدفرسوار وعبر عليه لواءان مدرعان من فرقه برن وبحلول فجر يوم 18 اكتوبر كان للعدو غرب القناه فرقتان مدرعتان كانت احداهما بقياده الجنرال شارون تتكون من لواء مدرع ولواء مشاه وكانت الثانيه بقياده الجنرال برن وتتكون من لواءان مدرعان وضد هذه القوات كلها وجهت القياده لعامه للقوات المسلحه اللواء المدرع 23 ليوجه ضربه الى العدو غرب القناه وكانت النتيجه متوقعه هى فشل الهجوم وخسران اللواء عددا كبيرا من دباباته وبتدمير اللواء المدرع 23 الذى كان يمثل الاحتياطى الاستراتيجى اصبحت الضفه الغربيه عاريه من الدبابات اللهم من لواء مدرع خلف الجيش الثانى والثالث ولواء الحرس الجمهورى فى القاهره وبحلول ظهر يوم 18 عبر لوار مدرع اخر للعدو وانظم الى فرقه برن واصبح للعدو غرب القناه 4 ألويه مدرعه ولواء مشاه ( فرقه برن 3 ألوية وفرقه شارون لواء مدرع ولواء مشاه)
لم يدرك السادات رئيس الجمهوريه ووزير حربيته احمد اسماعيل أهميه المناوره بالقوات الا بعد ظهر يوم 18 اكتوبر وبعد ان اصبحت قواتنا مهدده بالتطويق وبعد ان دمر العدو الكثير من مواقع صواريخ سام واصبحت القوات الجويه المعاديه قادره على العمل بحريه من خلال الثغره التى احدثها فى دفاعنا الجوى وحتى عندما فهما اننى كنت على حق فى المطالبه بسحب حزء من قواتنا من الشرق فانهما لم يكن لديهما المقدره على تصور ما يمكن ان يحدث بعد يومين او ثلاثه كانا يفكران فيما سوف يفعله غدا مفترضان ان العدو سيبقى كما هو خلال تلك الفتره – لقد اتخذ قرارا اخر بسحب الفرقه الرابعه المدرعه ليله 18/19 اكتوبر وقد كنت اريد ان اسحب هذه الفرقه واللواء 25 قبل تدميره ليله16/17 ولو تم ذلك لتغير الموقف اما الان فان سحب الفرقه المدرعه وحدها لن يجعلنا قادرون على استعاده الموقف لقد اصبح للعدو فرقتان مدرعتان غرب القناه وقد تصبح ثلاث فرق قبل فجر الغد 19 اكتوبر
القتال غرب القناه
لقد كان لستار السريه لذى فرضته القياده السياسيه على الموقف غرب القناه اثارا سيئه للغايه حيث انه لم يخدع الشعب المصرى وحده بل خدع ايضا افراد القوات المسلحه لقد كانت الوحدات الاداريه ووحدات الدفاع الجوى ومراكز القياده غرب القناه تفاجأ بظهور دبابات تطلق النار عليها دون ان تدرى هويه هذه الدبابات وفى الوقت نفسه التى تكتشف فيه حقيقه الموقف تكون هذه الوحدات قد تم تدميرها او اسرها وقد كان لتدمير العديد من كتائب صواريخ سام اثرا كبيرا على سير المعركه فى الضفه الغربيه فقد دخلت القوات الجويه المعاديه المعركه واصبحت تقدم المعاونه الارضيه للقوات المهاجمه بينما كانت قواتنا الجويه عاجزه عن التدخل ضد القوات البريه المعاديه لصعوبه التميز بين الصديق والعدو نظرا لميوعه الموقف ومما زاد من صعوبه الموقف ضعف امكانات الدفاع المضاد للدبابات بالنسبه للتشكيلات والوحدات التى فى غرب القناه حيث قد تم سحب وحدات الصواريخ المضاده للدبابات الموجهه مالوتكا من تلك التشكيلات التى لا تشترك فى العبور لتلك التشكيلات المشاركه لعبور القناه وهكذا فقد كانت هناك كتيبتان مالوتكا فى الشرق واحده بالفرقه الثالثه مشاه ميكانيكيه والاخرى كانت بفرق المظلات ولان الرئيس والوزير كانا يعارضان سحب اى سلاح من الشرق فقد قررت ان اسحب هاتين الكتيبتين المالوتكا دون ان اخطرهما بذلك وباتفاق بينى وبين اللواء سعيد الماحى قائد المدفعيه قررت سحب تلك الكتيبتين وتم فعلا سحب بعض منهما يومى 17و18 دون علم الوزير على الرغم من معارضه قاده التشكيلات التى كان قد تم تدعيمهما بهما
زيارتى الرابعه للجبهه
وصل رئيس الجمهوري الى المركز10 يوم 18 اكتوبر واستمع الى تقرير عن الموقف من الوزير ولم يسألنى عن الموقف بل طلب منى ان اتحرك الى الجيش الثانى لكى اعمل على رفع الروح المعنوي وابذل ما استطيع لمنع تدهور الموقف
معارك الجيش الثانى 18-20
كان للعدو فى منطقه فى منطقه الدفرسوار فى تلك اللليله فرقتان مدرعتان كانت فرقه شارون تضغط على قواتنا فى اتجاه الشمال بهدف الوصول الى الاسماعيليه وتطويق الجيش الثانى ولم يكن لدينا للتصدى لها سوى اللواء 150 مظلات لم يكن قائد الجيش الثانى ينتظر المعجزات من لواء مظلات لذلك امر بنسف الكبارى التى على ترعه الاسماعيليه جميعها لكى يمنع العدو من عبور هذه الترعه فيما لو تجحت قواته فى التغلب على مقاومه لواء المظلات لذلك صدقت على قرار قائد الجيش - بدأ لواء المظلات يتقدم جنوبا ليله 18/19 واحتل عددا من المصاطب التى ان وصلت عناصر منه الى مكان تستطيع منه ان ترى الكوبرى الذى اقامه العدو فى الدفرسوار وقد ساعدنا فى تصحيح نيران المدفعيه الى ان حددنا مكان الكوبرى بدقه ومنذ ذلك الوقت اخذت مدفعيتنا تصب عليه النيران دون هواده طوال الليل ونهار اليوم التالى لقد كانت مهمه فرقه شارون هى احتلال الاسماعيليه ولكن مقاومه لواء المظلات اوقف تقدمه
الموقف مساء يوم 20 اكتوبر بعد عودتى من الجبهه
عدت الى المركز 10 مساء يوم 20 اكتوبر بعد ان قضيت 44 ساعه مع الجيش الثانى اطلعت على كافه تقارير المخابرات والاستطلاع وكان الموقف امامى كالتالى
- موقف العدو كان له 5 ألويه مدرعه ولواء مظلى وكانت هذه القوه مشكله فى فرقتين مدرعتين فرقه بقياده شارون وتتكون من لواءين ولواء مظلى ويضغط فى اتجاه مؤخره الجيش الثانى هدفها تطويق الجيش الثانى احتلال الاسماعيليه وفرقه مدرعه اخرى بقياده برن تتكون من ثلاث ألويه مدرعه تضغط فى اتجاه مؤخره الجيش الثالث بهدف تطويقه ومحاصرته واحتلال السويس
- كان للعدو فرقتان مدرعتان شرقى القناه تتكون كل منهما من لواءين مدرعين ولواء مشاه ميكانيكى يقوم بتثبيت قواتنا شرق القناه
- بعد نجاح العدو فى تدمير واسكات كتائب صواريخ سام التى تتمركز غرب القناه حتى عمق 15 كيلو متر اصبح بامكانه ولاول مره ومنذ بدء القتال ان يستخدم قواته الجويه فى تقديم المعاونه الجويه لقواته البريه فى اثناء قيامها بعمليات تعرضيه
- موقف قواتنا الجيش الثانى فى الشرق توجد 3 فرق مشاه وفرقه مدرعه ولواء مدرع وفى الغرب وجنوب ترعه الاسماعيليه يوجد لواء مظلى وكتيبتا صاعقه
- موقف الجيش الثالث فى الشرق فرقتا مشاه ولواء مدرع ولواء مشاه ولواء برمائى وفى الغرب لواء مشاه ميكانيكى
المطالبه بسحب اربعه ألويه من الشرق
كان من الواضح ان توزيع قواتنا لا يتماشى مع متطلبات المعركه وان مسؤليه كل قائد هو حشد قواته وامكاناته فى المعركه لا ان يترك جزءا من قواته تقاتل تحت ظروف سيئه بينما تقف باقى القوات موقف المتفرج واللامبالاه لقد اصبحت خطه العدو واضحه وضوح الشمس انه يهدف الى تطويق الجيشين الثانى والثالث بقرقتى شارون وبرن حيث يقوم بتوسيع ثغره الدفرسوار كل يوم ويجب الا ننتظر المعجزات من قواتنا التى تقاتل غرب القناه فان لواءا مظليا مصريا يخوض معركه مريره ضد فرقه مدرعه ولواء مظلى اسرائيلى قد يستطيع القتال 3 او 4 ايام اخرى ولكن لا يمكن ان يستمر القتال الى الابد ان نظره واحده من رجل مدنى لا يفهم فى الشئون العسكريه بكفيله بان تقنعه بان توزيع قواتنا خاطئ وانه اذا لم يتم اصلاحه فورا فقد تحدث الكارثه ومع ذلك فانى لم استطع ان اقنع لا وزير الحربيه احمد اسماعيل ولا الرئيس السادات بتعديل هذه الاوضاع
بحثت الموقف مع احمد اسماعيل وقلت له اذا ما لم نعد توزيع قواتنا لمقابله التهديد فقد يحدث كارثه فى خلال ثلاثه ايام او اربعه وان العدو يستطيع ان يدفع بفرقه مدرعه جديده هذه الليله الى الغرب دون ان تكون هناك اى خطوره على مواقعه فى الشرق وانه ليست هناك خطوره كبيره من امكان تطويق الجيش الثانى نظرا لوجود ترعه الاسماعيليه واللواء المدرع 15 شمال الترعه واللواء 150 مظلات الذى يمكنه ان يقاتل لمده 3 او 4 ايام اخرى ولكن الخطوره الكبرى تقع فى الجنوب بالنسبه للجيش الثالث حيث ان الارض مناسبه لعمل المدرعات وقد اصبح فى امكان العدو ان يستخدم قواته الجويه ضد قواتنا البريه اليوم ولاول مره منذ بدء القتال واذا قام العدو بنقل فرقه مدرعه اخرى الى الغرب فسوف يصبح له فى القطاع الجنوبى غرب القناه فرقتان مدرعتان تدعمهما القوات الجويه مقابل فرقه مدرعه واحده من جانبنا ولهذ الموقف يجب ان نسحب الويتنا المدرعه من الشرق لمقابله التهديد فى الغرب كان فى رأىى ان سحب هذه الالوي الاربعه من الشرق الى الغرب فى خلال 24 ساعه التاليه لن يؤثر على سلامه خطوطنا ومواقعنا فى الشرق وسوف يزيد من قدرتنا على مقابله تهديد العدو لنا فى الغرب
استدعاء رئيس الجمهوريه الى المركز 10
بعد ان فشلت فى اقناع وزير الحربيه احمد اسماعيل بوجهه نظرى اقترح اللواء سعيد الماحى قائد المدفعيه دعوه رئيس الجمهوريه وشرح الموقف له لم اتحمس لاول الامر لانى اعرف وجهه نظر السادات مقدما منذ وقوع الخلاف بينى وبينه فى غرفه العمليات يوم 16 اكتوبر ولكنى لدقه وخطوره الموقف ولانها مسئوليه تاريخيه يجب ان يستمع الرئيس الى الموقف العسكرى بأمانه وبعد حضور الرئيس طلب الكلمه من المجتمعين واحدا بعد الاخر وقام كل منهم بشرح الموقف العسكرى بأمانه تامه وبعد ان استمع اليهم جميعا لم يطلب منى الكلمه بل علق قائلا " لن نقوم بسحب اى جندى من الشرق "
ان شرف العسكريه المصريه وتاريخها الرائع الذى كتبته بدمائها فى اكتوبر 73 يتطلب منا ان نحدد من هو المسئول الحقيقى عن حدوث الثغره ولماذا لم تدرك فى حينها ومن هو المسئول الحقيقى عن حصار الجيش الثالث ان حصار الجيش الثالث جريمه لا تغتفر وانى لاتهم السادات بأنه هو المسئول الاول عنها يقول السادات فى مذكراته صفحه 353 انه امر قائد الجيش بالا يسمح للعدو بتحقيق اى تقدم نحو الجنوب وان قائد الجيش الثالث اهمل تنفيذ ذلك هذا كلام غريب لا يعتمد على المنطق والعلم العسكرى كيف يستطيع قائد الجيش ان يمنع العدو من التقدم جنوبا فى الوقت الذى لا يستطيع فيه ان يسحب جنديا او ايه بندقيه من الشرق ولا يكن فى الغرب سوى لواء مشاه مقابل فرقتين مدرعتين للعدو لا اعتقد ان عاقلا يمكنه ان يلوم قائد الجيش الثالث على ذلك
حصار الجيش الثالث ومدينه السويس
خلال ليله 20/21 اكتوبر والليله التاليه دفع العدو فرقه مدرعه ثالثه الى الغرب بقياده الجنرال ماجن وهو ما حذرت منه وزير الحربيه قبل ذلك ومن ثم كانت فرقه شارون تضغط شمالا فى اتجاه الاسماعيليه وفى مواجهتها اللواء المظلى 150 والى الغرب والجنوب كانت فرقتا برن وماجن تضغطان على الفرقه الرابعه المدرعه بقياده قابيل كان قابيل يقاتل تحت ظروف سيئه جدا حيث كانت المواجهه واسعه جدا والارض مناسبه للمدرعات مما سمح لمدرعات العدو بالتسرب وتفادى المواقع التى يريد ان يتفاداها مع وجود الدعم الجوى الاسرائيلى لاول مره منذ بدايه القتال وعندما دفعنا بقواتنا الجويه لاعتراض طائرات العدو فى منطقه المعارك غرب القناه يوم 20 اكتوبر قامت القوات الجويه الاسرائيليه باسقاط تسع عشر ه طائره لنا فى معركه جويه واحده وبالاضافه الى هذا التفوق الجوى الساحق فقد كان العدو يتفوق ايضا فى المدرعات بنسبه 2:1 وعلى الرغم من تلك الظروف السيئه كلها الا ان العدو لم يكسب الكثير من الارض خلال قتاله ايام 20 و21 و22 ففى الشمال لم تستطع فرقه شارون الى الوصول الى ترعه الاسماعيليه وفى الجنوب توقفت فرقه برن عند جنيفه والى الغرب والشمال فرقه ماجن والى الغرب وصلت دبابات العدو الى حوالى 15 كيلو متر غرب القناه لم يكن العدو يسيطر على هذه المنطقه وكان ما يزال بداخلها بعض وحدات المشاه وكتائب سام التى تفادتها القوات المدرعه وبالتالى فلم تكن هناك خطوط دفاعيه ان وحداتنا التى تركها العدو خلفه تتحكم فى خطوط مواصلات دباباته وفى الوقت نفسه قامت دبابات العدو اصبحت تتحكم فى خوط مواصلات وحداتنا التى تركتها الدبابات المعاديه فى الخلف كان هذا هو الموقف عندما اصبح وقف اطلاق النار نافذ المفعول الساعه 1852 يوم 22 اكتوبر 1973
ولكى يفاوض الاسرائيليين من موقف قوه ولكى يملوا شروطهم على السادات استأنفوا القتال صباح يوم 23 اكتوبر بهدف اتمام حصار الجيش الثالث مدعين ان الجيش الثالث انتهك قرار وقف اطلاق النار لقد اعتمدت عملياتهم يوم 23 اكتوبر على عنصر المفاجاه والعامل النفسى الذى يدفع الفرد الى التراخى بعد فتره مرهقه من القتال المستمر لعده ايام متتاليه بالاضافه الى تفوق واضح فى المدرعات وفى الطيران فى المنطقه التى اختاروها لقتالهم ولقد ثبتوا الفرقه الرابعه المدرعه بأحد ألويتهم المدرعه واندفعوا جنوبا بثلاث ألويه مدرعه ضد لا شئ ضد وحداتاداريه ومعسكرات نقاهه الخ قاموا بتطويق مدينه السويس واستمروا فى اتدفاعهم جنوبا على خليج السويس حتى وصلوا الى ميناء الادبيه التى تقع جنوب مدينه السويس ب15 كيلومتر فوصلوها منتصف الليل
- وبحلول يوم 24 اكتوبر اصبح الموقف سيئا للغايه فقد اتم العدو حصار الجيش الثالث الموجود شوق القناه وعزله عن مركز قياده الجيش الثالث غرب القناه وقد هاجمت دبابات العدو مركز قياده عبد المنعم واصل ودمرته ونجا هو بأعجوبه لقد اصبحت فرقتان مشاه مدعمتان قواممهما 45000 ضابط وجندى ومعهم حوالى 250 دبابه ومن خلفهم مدينه السويس اصبح كل هؤلاء محاصرين حصارا تاما وقد اصبحت هذه القوه كلها خارج امكانات شبكه الدفاع الجوى سام وبالتالى اصبحت مهدده بالقصف الجوى المعادى دون ايه فرصه لردع الطائرات المهاجمه ولم يكن لدينا فى الغرب القوات الكافيه التى تسمح لنا بفك الحصار كان العدو يعلم بهذه الحقائق كلها فقامت قواته الجويه يوم 24 اكتوبر بهجوم مركز على الجيش الثالث قامت خلاله بتدمير وسائل العبور جميعا من كبارى ومعديات وبذلك قضت نهائيا على ايه فرصه لانسحاب هذه القوات
لقد كان القضاء على الثغره يوم 16 اكتوبر سهلا ميسورا لو لم يثور السادات فى وجهى وفى يوم 20 اكتوبر كان الموقف ما يزال تحت سيطرتنا ويمكن القضاء على الثغره لو ان السادات اخذ برأى ولم يرفض سحب جزء من قواتنا من الشرق ان فى ذلك لعبره ودرسا لمصر وابنائها انه درس قاس دفعت مصر والعرب ثمنا غاليا له ان السادات هو احد مئات من حكام مصر الذين حكموا هذه البلاد عبر 7000 الاف عام سيذهب ويجئ ما بعده مئات اخرون وستبقى مصر شامخه عزيزه الجانب وسيشهد التاريخ ان حرب اكتوبر 1973 قد ابلى فيها الجندى المصرى احسن بلاء وان الضابط والجنود جميعا قد ابلو جهدهم وادوا أروع الأداء الا ان حاكم مصر فى ذلك الوقت المتعطش الى السلطه وحب الظهور قد اجهض انتصارهم
الانذار السوفيتى
امام صعوبه الموقف لم يجد السادات مفرا من الاتصال بالسوفيت – وعلى الرغم من اعلان اسرائيل قبولها وقف اطلاق النار الثانى الذى اصبح سارى المفعول من مساء 24 اكتوبر الا انها استمرت فى عملياتها ضد قوات الجيش الثالث ومدينه السويس طوال ايام 25و26و27 اكتوبر كان الاسرائيليون يأملون بذلك ان يستسلم الجيش الثالث المحاصر وان يدخلوا مدينه السويس قبل ان تصل قوات الامم المتحده حاول العدو احتلال مدينه السويس يوم 24 اكتوبر مستخدما فى ذلك 3 ألويه مدرعه ولواء مظلى الا ان العمليات الفدائيه من اهل السويس وبعض الجنود الشاردين من القتال الذى دار يوم23 توافدوا الى المدينه مسلحين باسلحه حفيفه وار بى جى استطاعوا ان يكبدوا العدو خسائر كبيره فى مدرعاته وافراده مما اجبرهم على الانسحاب فاطلق قواته الجويه بقصفها طوال ايام 25و26و27 اكتوبر
كانت قوات العدو امام الجبهه اعتبار من فجر 17 اكتوبر هى 8 ألويه مدرعه ولواء مشاه غرب القناه وتحيط لواء مدرع اخر لتأمين الثغره من الشرق – لواء مدرع ولواء مشاه يقومان باحتواء الفرقه 21 المدرعه التى تؤمن لجناح الايمن للجيش الثانى ( الفرقه 18 الفرقه 2 الفرقه 16 معها لواء مدرعات 12 كتيبه دبابات ) ولواء مدرع يحتوى مواجهه الجيش الثالث بكامله (فرقه 197 فرقه 19 لواء مشاه الاول الفرقه الرابعه المدرعه عدا لواء مدرع 25) فرقه من ثلاث ألوية مدرعه تتجمع شرق القناه بحوالى 20 كيلومتر مستعده للعبور الى الغرب بمجرد ان يتم تركيب الكوبرى لعبور القناه فى منطقه الدفرسوار
اما اوضاع قواتنا صباح يوم 17 اكتوبر يدعو الى الرثاء كما يلى
4 ألوية مدرعه لا تقوم باى عمل وهى مربوطه بالارض فى مناطق الفرقه 18 مشاه الفرقه 2 مشاه الفرقه 19 مشاه اللواءالمدرع 25 يتحرك داخل رأس كوبرى الجيش الثالث شرق القناه فى اتجاه الشمال ولمسافه تصل الى حوالى 30 كيلو متر خارج مظله الدفاع الجوى وخارج مظلة الدفاع لجوى وخارج مدى اية معاونة من مدفعيتنا وفى منطقه تتواجد يها 4 ألويه مدرعه للعدو ويسيطر فيعا العدو سيطر جويه كامله
يقوم لواءان من الفرقه 21 المدرعه والتى انهكت فى القتال خلال الايام الثلاثه الماضيه بالمجهود جنوبا بهدف اغلاق الطريق المؤدى الى الثغره من الشرق – لواء اخر يحرس المنطقه الخلفيه للجيش الثانى والثالث
ومعنى ذلك ان القياده العامه للقوات المسلحه تحشد لمعركه الدفرسوار 3 ألويه بما فيها اللواء 25 المدرع والذى كانت هناك شكوك فى امكان وصوله الى منطقه المعركه ولواء مشاه فى حين ان العدو كان يحتفظ فى المنطقه بقوة 6 ألويه مدرعه ولوائى مشاه هكذا كان للعدو تفوقا ساحقا فى منطقه المعركه
كيف سارت معركه الدفرسوار يوم 17 اكتوبر
- تحرك اللواء 116 مشاه من الغرب الى الشرق فى اتجاه رأس الكوبره الذى كانت قاعدته حوالى 5 كيلومتلا ونجح فى تدمير عدد من الدبابات اثناء تقدمه وعندما وصل الى بعد حوالى كيلومتر من القناه وقع تحت نيرلاان كثيفه من العدو اضطرته الى التقهقر بعد ان اصيب بخسائر كبيره
- نجحت الفرقه 21 المدرعه بقطع لطريق المؤدى الى ثغره الدفرسوار من الشرق ولكنها عجزت من احراز اى تقدم جنوب هذا الطريق وبالتالى ظل الطريق الذى يقود الى الثغره من لجنوب والجنوب الشرقى مفتوحا
- كان الوزير احمد اسماعيل قد قرر ان يقوم اللواء 25 المدرع بتوجيه ضربه من شرق القناه فى اتجاه من الجنوب الى الشمال لكى يلتقى مع الفرقه 21 المدرعه - تقدم اللواء 25 ونظرا لما يتمتع به العدو من تفوق ساحق فى المدرعات فى تلك المنطقه فقد وجه العدو فرقه مدرعه من ثلاث ألويه مدرعه لمواجهه هذا اللواء كانت هذه الفرقه تتمركز فى الاحتياط على بعد 20 كيلومتر شرق القناه قامت فرقه العدو المدرعه يتخصيص احد أويته لكى يسد طريق اللواء تقدم اللواء 25 الى الشمال بينما تحرك اللواءان الثانى والثالث ليتخدا مواقع اليمين والى المؤخره بالنسبه لاتجاه تقدم اللواء المدرع 25 وعندما دخل اللواء 25 منطقه الكمين هوجم بالنيران من ثلاثه اتجاهات وتم تدميره تدميرا تاما كما سبق ان توقعت انا واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث وقائد اللواء 25 المدرع
تدفق قوات العدو الى الغرب
خلال ليله 17/18 اكتوبر نجح العدو فى بناء اول كوبرى له فى منطقه الدفرسوار وعبر عليه لواءان مدرعان من فرقه برن وبحلول فجر يوم 18 اكتوبر كان للعدو غرب القناه فرقتان مدرعتان كانت احداهما بقياده الجنرال شارون تتكون من لواء مدرع ولواء مشاه وكانت الثانيه بقياده الجنرال برن وتتكون من لواءان مدرعان وضد هذه القوات كلها وجهت القياده لعامه للقوات المسلحه اللواء المدرع 23 ليوجه ضربه الى العدو غرب القناه وكانت النتيجه متوقعه هى فشل الهجوم وخسران اللواء عددا كبيرا من دباباته وبتدمير اللواء المدرع 23 الذى كان يمثل الاحتياطى الاستراتيجى اصبحت الضفه الغربيه عاريه من الدبابات اللهم من لواء مدرع خلف الجيش الثانى والثالث ولواء الحرس الجمهورى فى القاهره وبحلول ظهر يوم 18 عبر لوار مدرع اخر للعدو وانظم الى فرقه برن واصبح للعدو غرب القناه 4 ألويه مدرعه ولواء مشاه ( فرقه برن 3 ألوية وفرقه شارون لواء مدرع ولواء مشاه)
لم يدرك السادات رئيس الجمهوريه ووزير حربيته احمد اسماعيل أهميه المناوره بالقوات الا بعد ظهر يوم 18 اكتوبر وبعد ان اصبحت قواتنا مهدده بالتطويق وبعد ان دمر العدو الكثير من مواقع صواريخ سام واصبحت القوات الجويه المعاديه قادره على العمل بحريه من خلال الثغره التى احدثها فى دفاعنا الجوى وحتى عندما فهما اننى كنت على حق فى المطالبه بسحب حزء من قواتنا من الشرق فانهما لم يكن لديهما المقدره على تصور ما يمكن ان يحدث بعد يومين او ثلاثه كانا يفكران فيما سوف يفعله غدا مفترضان ان العدو سيبقى كما هو خلال تلك الفتره – لقد اتخذ قرارا اخر بسحب الفرقه الرابعه المدرعه ليله 18/19 اكتوبر وقد كنت اريد ان اسحب هذه الفرقه واللواء 25 قبل تدميره ليله16/17 ولو تم ذلك لتغير الموقف اما الان فان سحب الفرقه المدرعه وحدها لن يجعلنا قادرون على استعاده الموقف لقد اصبح للعدو فرقتان مدرعتان غرب القناه وقد تصبح ثلاث فرق قبل فجر الغد 19 اكتوبر
القتال غرب القناه
لقد كان لستار السريه لذى فرضته القياده السياسيه على الموقف غرب القناه اثارا سيئه للغايه حيث انه لم يخدع الشعب المصرى وحده بل خدع ايضا افراد القوات المسلحه لقد كانت الوحدات الاداريه ووحدات الدفاع الجوى ومراكز القياده غرب القناه تفاجأ بظهور دبابات تطلق النار عليها دون ان تدرى هويه هذه الدبابات وفى الوقت نفسه التى تكتشف فيه حقيقه الموقف تكون هذه الوحدات قد تم تدميرها او اسرها وقد كان لتدمير العديد من كتائب صواريخ سام اثرا كبيرا على سير المعركه فى الضفه الغربيه فقد دخلت القوات الجويه المعاديه المعركه واصبحت تقدم المعاونه الارضيه للقوات المهاجمه بينما كانت قواتنا الجويه عاجزه عن التدخل ضد القوات البريه المعاديه لصعوبه التميز بين الصديق والعدو نظرا لميوعه الموقف ومما زاد من صعوبه الموقف ضعف امكانات الدفاع المضاد للدبابات بالنسبه للتشكيلات والوحدات التى فى غرب القناه حيث قد تم سحب وحدات الصواريخ المضاده للدبابات الموجهه مالوتكا من تلك التشكيلات التى لا تشترك فى العبور لتلك التشكيلات المشاركه لعبور القناه وهكذا فقد كانت هناك كتيبتان مالوتكا فى الشرق واحده بالفرقه الثالثه مشاه ميكانيكيه والاخرى كانت بفرق المظلات ولان الرئيس والوزير كانا يعارضان سحب اى سلاح من الشرق فقد قررت ان اسحب هاتين الكتيبتين المالوتكا دون ان اخطرهما بذلك وباتفاق بينى وبين اللواء سعيد الماحى قائد المدفعيه قررت سحب تلك الكتيبتين وتم فعلا سحب بعض منهما يومى 17و18 دون علم الوزير على الرغم من معارضه قاده التشكيلات التى كان قد تم تدعيمهما بهما
زيارتى الرابعه للجبهه
وصل رئيس الجمهوري الى المركز10 يوم 18 اكتوبر واستمع الى تقرير عن الموقف من الوزير ولم يسألنى عن الموقف بل طلب منى ان اتحرك الى الجيش الثانى لكى اعمل على رفع الروح المعنوي وابذل ما استطيع لمنع تدهور الموقف
معارك الجيش الثانى 18-20
كان للعدو فى منطقه فى منطقه الدفرسوار فى تلك اللليله فرقتان مدرعتان كانت فرقه شارون تضغط على قواتنا فى اتجاه الشمال بهدف الوصول الى الاسماعيليه وتطويق الجيش الثانى ولم يكن لدينا للتصدى لها سوى اللواء 150 مظلات لم يكن قائد الجيش الثانى ينتظر المعجزات من لواء مظلات لذلك امر بنسف الكبارى التى على ترعه الاسماعيليه جميعها لكى يمنع العدو من عبور هذه الترعه فيما لو تجحت قواته فى التغلب على مقاومه لواء المظلات لذلك صدقت على قرار قائد الجيش - بدأ لواء المظلات يتقدم جنوبا ليله 18/19 واحتل عددا من المصاطب التى ان وصلت عناصر منه الى مكان تستطيع منه ان ترى الكوبرى الذى اقامه العدو فى الدفرسوار وقد ساعدنا فى تصحيح نيران المدفعيه الى ان حددنا مكان الكوبرى بدقه ومنذ ذلك الوقت اخذت مدفعيتنا تصب عليه النيران دون هواده طوال الليل ونهار اليوم التالى لقد كانت مهمه فرقه شارون هى احتلال الاسماعيليه ولكن مقاومه لواء المظلات اوقف تقدمه
الموقف مساء يوم 20 اكتوبر بعد عودتى من الجبهه
عدت الى المركز 10 مساء يوم 20 اكتوبر بعد ان قضيت 44 ساعه مع الجيش الثانى اطلعت على كافه تقارير المخابرات والاستطلاع وكان الموقف امامى كالتالى
- موقف العدو كان له 5 ألويه مدرعه ولواء مظلى وكانت هذه القوه مشكله فى فرقتين مدرعتين فرقه بقياده شارون وتتكون من لواءين ولواء مظلى ويضغط فى اتجاه مؤخره الجيش الثانى هدفها تطويق الجيش الثانى احتلال الاسماعيليه وفرقه مدرعه اخرى بقياده برن تتكون من ثلاث ألويه مدرعه تضغط فى اتجاه مؤخره الجيش الثالث بهدف تطويقه ومحاصرته واحتلال السويس
- كان للعدو فرقتان مدرعتان شرقى القناه تتكون كل منهما من لواءين مدرعين ولواء مشاه ميكانيكى يقوم بتثبيت قواتنا شرق القناه
- بعد نجاح العدو فى تدمير واسكات كتائب صواريخ سام التى تتمركز غرب القناه حتى عمق 15 كيلو متر اصبح بامكانه ولاول مره ومنذ بدء القتال ان يستخدم قواته الجويه فى تقديم المعاونه الجويه لقواته البريه فى اثناء قيامها بعمليات تعرضيه
- موقف قواتنا الجيش الثانى فى الشرق توجد 3 فرق مشاه وفرقه مدرعه ولواء مدرع وفى الغرب وجنوب ترعه الاسماعيليه يوجد لواء مظلى وكتيبتا صاعقه
- موقف الجيش الثالث فى الشرق فرقتا مشاه ولواء مدرع ولواء مشاه ولواء برمائى وفى الغرب لواء مشاه ميكانيكى
المطالبه بسحب اربعه ألويه من الشرق
كان من الواضح ان توزيع قواتنا لا يتماشى مع متطلبات المعركه وان مسؤليه كل قائد هو حشد قواته وامكاناته فى المعركه لا ان يترك جزءا من قواته تقاتل تحت ظروف سيئه بينما تقف باقى القوات موقف المتفرج واللامبالاه لقد اصبحت خطه العدو واضحه وضوح الشمس انه يهدف الى تطويق الجيشين الثانى والثالث بقرقتى شارون وبرن حيث يقوم بتوسيع ثغره الدفرسوار كل يوم ويجب الا ننتظر المعجزات من قواتنا التى تقاتل غرب القناه فان لواءا مظليا مصريا يخوض معركه مريره ضد فرقه مدرعه ولواء مظلى اسرائيلى قد يستطيع القتال 3 او 4 ايام اخرى ولكن لا يمكن ان يستمر القتال الى الابد ان نظره واحده من رجل مدنى لا يفهم فى الشئون العسكريه بكفيله بان تقنعه بان توزيع قواتنا خاطئ وانه اذا لم يتم اصلاحه فورا فقد تحدث الكارثه ومع ذلك فانى لم استطع ان اقنع لا وزير الحربيه احمد اسماعيل ولا الرئيس السادات بتعديل هذه الاوضاع
بحثت الموقف مع احمد اسماعيل وقلت له اذا ما لم نعد توزيع قواتنا لمقابله التهديد فقد يحدث كارثه فى خلال ثلاثه ايام او اربعه وان العدو يستطيع ان يدفع بفرقه مدرعه جديده هذه الليله الى الغرب دون ان تكون هناك اى خطوره على مواقعه فى الشرق وانه ليست هناك خطوره كبيره من امكان تطويق الجيش الثانى نظرا لوجود ترعه الاسماعيليه واللواء المدرع 15 شمال الترعه واللواء 150 مظلات الذى يمكنه ان يقاتل لمده 3 او 4 ايام اخرى ولكن الخطوره الكبرى تقع فى الجنوب بالنسبه للجيش الثالث حيث ان الارض مناسبه لعمل المدرعات وقد اصبح فى امكان العدو ان يستخدم قواته الجويه ضد قواتنا البريه اليوم ولاول مره منذ بدء القتال واذا قام العدو بنقل فرقه مدرعه اخرى الى الغرب فسوف يصبح له فى القطاع الجنوبى غرب القناه فرقتان مدرعتان تدعمهما القوات الجويه مقابل فرقه مدرعه واحده من جانبنا ولهذ الموقف يجب ان نسحب الويتنا المدرعه من الشرق لمقابله التهديد فى الغرب كان فى رأىى ان سحب هذه الالوي الاربعه من الشرق الى الغرب فى خلال 24 ساعه التاليه لن يؤثر على سلامه خطوطنا ومواقعنا فى الشرق وسوف يزيد من قدرتنا على مقابله تهديد العدو لنا فى الغرب
استدعاء رئيس الجمهوريه الى المركز 10
بعد ان فشلت فى اقناع وزير الحربيه احمد اسماعيل بوجهه نظرى اقترح اللواء سعيد الماحى قائد المدفعيه دعوه رئيس الجمهوريه وشرح الموقف له لم اتحمس لاول الامر لانى اعرف وجهه نظر السادات مقدما منذ وقوع الخلاف بينى وبينه فى غرفه العمليات يوم 16 اكتوبر ولكنى لدقه وخطوره الموقف ولانها مسئوليه تاريخيه يجب ان يستمع الرئيس الى الموقف العسكرى بأمانه وبعد حضور الرئيس طلب الكلمه من المجتمعين واحدا بعد الاخر وقام كل منهم بشرح الموقف العسكرى بأمانه تامه وبعد ان استمع اليهم جميعا لم يطلب منى الكلمه بل علق قائلا " لن نقوم بسحب اى جندى من الشرق "
ان شرف العسكريه المصريه وتاريخها الرائع الذى كتبته بدمائها فى اكتوبر 73 يتطلب منا ان نحدد من هو المسئول الحقيقى عن حدوث الثغره ولماذا لم تدرك فى حينها ومن هو المسئول الحقيقى عن حصار الجيش الثالث ان حصار الجيش الثالث جريمه لا تغتفر وانى لاتهم السادات بأنه هو المسئول الاول عنها يقول السادات فى مذكراته صفحه 353 انه امر قائد الجيش بالا يسمح للعدو بتحقيق اى تقدم نحو الجنوب وان قائد الجيش الثالث اهمل تنفيذ ذلك هذا كلام غريب لا يعتمد على المنطق والعلم العسكرى كيف يستطيع قائد الجيش ان يمنع العدو من التقدم جنوبا فى الوقت الذى لا يستطيع فيه ان يسحب جنديا او ايه بندقيه من الشرق ولا يكن فى الغرب سوى لواء مشاه مقابل فرقتين مدرعتين للعدو لا اعتقد ان عاقلا يمكنه ان يلوم قائد الجيش الثالث على ذلك
حصار الجيش الثالث ومدينه السويس
خلال ليله 20/21 اكتوبر والليله التاليه دفع العدو فرقه مدرعه ثالثه الى الغرب بقياده الجنرال ماجن وهو ما حذرت منه وزير الحربيه قبل ذلك ومن ثم كانت فرقه شارون تضغط شمالا فى اتجاه الاسماعيليه وفى مواجهتها اللواء المظلى 150 والى الغرب والجنوب كانت فرقتا برن وماجن تضغطان على الفرقه الرابعه المدرعه بقياده قابيل كان قابيل يقاتل تحت ظروف سيئه جدا حيث كانت المواجهه واسعه جدا والارض مناسبه للمدرعات مما سمح لمدرعات العدو بالتسرب وتفادى المواقع التى يريد ان يتفاداها مع وجود الدعم الجوى الاسرائيلى لاول مره منذ بدايه القتال وعندما دفعنا بقواتنا الجويه لاعتراض طائرات العدو فى منطقه المعارك غرب القناه يوم 20 اكتوبر قامت القوات الجويه الاسرائيليه باسقاط تسع عشر ه طائره لنا فى معركه جويه واحده وبالاضافه الى هذا التفوق الجوى الساحق فقد كان العدو يتفوق ايضا فى المدرعات بنسبه 2:1 وعلى الرغم من تلك الظروف السيئه كلها الا ان العدو لم يكسب الكثير من الارض خلال قتاله ايام 20 و21 و22 ففى الشمال لم تستطع فرقه شارون الى الوصول الى ترعه الاسماعيليه وفى الجنوب توقفت فرقه برن عند جنيفه والى الغرب والشمال فرقه ماجن والى الغرب وصلت دبابات العدو الى حوالى 15 كيلو متر غرب القناه لم يكن العدو يسيطر على هذه المنطقه وكان ما يزال بداخلها بعض وحدات المشاه وكتائب سام التى تفادتها القوات المدرعه وبالتالى فلم تكن هناك خطوط دفاعيه ان وحداتنا التى تركها العدو خلفه تتحكم فى خطوط مواصلات دباباته وفى الوقت نفسه قامت دبابات العدو اصبحت تتحكم فى خوط مواصلات وحداتنا التى تركتها الدبابات المعاديه فى الخلف كان هذا هو الموقف عندما اصبح وقف اطلاق النار نافذ المفعول الساعه 1852 يوم 22 اكتوبر 1973
ولكى يفاوض الاسرائيليين من موقف قوه ولكى يملوا شروطهم على السادات استأنفوا القتال صباح يوم 23 اكتوبر بهدف اتمام حصار الجيش الثالث مدعين ان الجيش الثالث انتهك قرار وقف اطلاق النار لقد اعتمدت عملياتهم يوم 23 اكتوبر على عنصر المفاجاه والعامل النفسى الذى يدفع الفرد الى التراخى بعد فتره مرهقه من القتال المستمر لعده ايام متتاليه بالاضافه الى تفوق واضح فى المدرعات وفى الطيران فى المنطقه التى اختاروها لقتالهم ولقد ثبتوا الفرقه الرابعه المدرعه بأحد ألويتهم المدرعه واندفعوا جنوبا بثلاث ألويه مدرعه ضد لا شئ ضد وحداتاداريه ومعسكرات نقاهه الخ قاموا بتطويق مدينه السويس واستمروا فى اتدفاعهم جنوبا على خليج السويس حتى وصلوا الى ميناء الادبيه التى تقع جنوب مدينه السويس ب15 كيلومتر فوصلوها منتصف الليل
- وبحلول يوم 24 اكتوبر اصبح الموقف سيئا للغايه فقد اتم العدو حصار الجيش الثالث الموجود شوق القناه وعزله عن مركز قياده الجيش الثالث غرب القناه وقد هاجمت دبابات العدو مركز قياده عبد المنعم واصل ودمرته ونجا هو بأعجوبه لقد اصبحت فرقتان مشاه مدعمتان قواممهما 45000 ضابط وجندى ومعهم حوالى 250 دبابه ومن خلفهم مدينه السويس اصبح كل هؤلاء محاصرين حصارا تاما وقد اصبحت هذه القوه كلها خارج امكانات شبكه الدفاع الجوى سام وبالتالى اصبحت مهدده بالقصف الجوى المعادى دون ايه فرصه لردع الطائرات المهاجمه ولم يكن لدينا فى الغرب القوات الكافيه التى تسمح لنا بفك الحصار كان العدو يعلم بهذه الحقائق كلها فقامت قواته الجويه يوم 24 اكتوبر بهجوم مركز على الجيش الثالث قامت خلاله بتدمير وسائل العبور جميعا من كبارى ومعديات وبذلك قضت نهائيا على ايه فرصه لانسحاب هذه القوات
لقد كان القضاء على الثغره يوم 16 اكتوبر سهلا ميسورا لو لم يثور السادات فى وجهى وفى يوم 20 اكتوبر كان الموقف ما يزال تحت سيطرتنا ويمكن القضاء على الثغره لو ان السادات اخذ برأى ولم يرفض سحب جزء من قواتنا من الشرق ان فى ذلك لعبره ودرسا لمصر وابنائها انه درس قاس دفعت مصر والعرب ثمنا غاليا له ان السادات هو احد مئات من حكام مصر الذين حكموا هذه البلاد عبر 7000 الاف عام سيذهب ويجئ ما بعده مئات اخرون وستبقى مصر شامخه عزيزه الجانب وسيشهد التاريخ ان حرب اكتوبر 1973 قد ابلى فيها الجندى المصرى احسن بلاء وان الضابط والجنود جميعا قد ابلو جهدهم وادوا أروع الأداء الا ان حاكم مصر فى ذلك الوقت المتعطش الى السلطه وحب الظهور قد اجهض انتصارهم
الانذار السوفيتى
امام صعوبه الموقف لم يجد السادات مفرا من الاتصال بالسوفيت – وعلى الرغم من اعلان اسرائيل قبولها وقف اطلاق النار الثانى الذى اصبح سارى المفعول من مساء 24 اكتوبر الا انها استمرت فى عملياتها ضد قوات الجيش الثالث ومدينه السويس طوال ايام 25و26و27 اكتوبر كان الاسرائيليون يأملون بذلك ان يستسلم الجيش الثالث المحاصر وان يدخلوا مدينه السويس قبل ان تصل قوات الامم المتحده حاول العدو احتلال مدينه السويس يوم 24 اكتوبر مستخدما فى ذلك 3 ألويه مدرعه ولواء مظلى الا ان العمليات الفدائيه من اهل السويس وبعض الجنود الشاردين من القتال الذى دار يوم23 توافدوا الى المدينه مسلحين باسلحه حفيفه وار بى جى استطاعوا ان يكبدوا العدو خسائر كبيره فى مدرعاته وافراده مما اجبرهم على الانسحاب فاطلق قواته الجويه بقصفها طوال ايام 25و26و27 اكتوبر
مأساه الجيش الثالث
صدام اخر بين احمد اسماعيل والشاذلى
فى الساعه 1100 يوم 25 اكتوبر اجتمع المجلس الاعلى للقوات المسلحه برئاسه الوزير وكان الموضوع الرئيسى هو كيف يمكن اعاده فتح الطريق الى الجيش الثالث المحاصر وقد تكلم المجتمعين كلهم بأخلاص تام ولكن لم نستطع الوصول الى اى حل وانقضى الاجتماع على اساس اجراء الدراسات اللازمه حول هذا الموضوع وفى الساعه 1100 يوم 26 اكتوبر حضر العميد قابيل قائد الفرقه الرابعه المدرعه الى المركز 10 يعرض دراسه الموقف وكان تقرير العميد قابيل والذى يؤيده فيه قائد الجيش الثالث اللواء عبد المنعم واصل هو ان الفرقه المدرعه لا تستطيع ان تقوم بتنفيذ هذه المهمه وكان كلام قابيل واللواء واصل كلاما منطقيا يعتمد على قواعد واصول العلم العسكرى ولكن الوزير اخذ يحاور قابيل محاورات غريبه قال قابيل اننى وضباط وجنود الفرقه جميعا مستعدين للقيام بهذه المهمه الانتحاريه ولكنى لا اعتقد اننا سننجح فى فتح الطريق الى القوات المحاصره بعد ذلك كله واذا دمرت الفرقه فسيكون الطريق مفتوح امام العدو الى القاهره
قال الوزير بعدها اذن نعدل المهمه الى حمايه قوات اداريه تتحرك من القاهره الى الجيش الثالث عبر المسالك والطرق الثانويه كدت اصعق وانا استمع الى كلام الوزير احمد اسماعيل حيث انه كلام لا منطقى اطلاقا وكيف يصدر من وزير الحربيه والقائد العام للقوات المسلحه لعده اسباب منها انالعدو يسيطر سيطره جويه كامله ويستطيع ان يكشف ايه تحركات كبيره عبر هذا المسالك ويقوم بتدمرها
- اذا كانت الفرقه المدرعه لا تستطيع ان تفتح الطرق وحدها فكيف تحملها مسئوليه عبئ ثقيل وهو حمايه 700 مركبه تحمل مطالب اداريه للجيش المحاصر بالاضافه الى عده اسباب هامه اخرى
عارضت الوزير فى اصدار قرار بتكليف قائد الفرقه العميد قابيل ولكنه اصر وطلب منى امرا كتابيا الى قائد الفرقه رفضت وقلت له لن اوقع بامضائى على هذه المهمه ينمكنك ان توقع عليها لوحدك ان شئت هددنى بعدها بأخطار الرئيس اجبت بهدوء يمكنك ان تفعل ذلك بكل تأكيد قام الوزير بتوقيع الامر بعد ذلك وسلمه للعميد قابيل ولكن المهمه الغيت بعد ذلك ولم تنفذ ربما لان الوزير لا يستطيع ان يتحمل وحده مسئوليه هذه العمليه الطائشه
السادات فى قبضه كيسنجر
بعد وصول قوات الطوارئ الدوليه الى القاهره يوم 26 اكتوبر واعتبارا من الساعات الاولى يوم 27 اكتوبر ذهب الوزير لمقابله الرئيس فى الساعه الرابعه صباحا وعاد حوالى السادسه وادلى بالتعليمات التاليه
- تلقى السادات رساله من نيكسون تطوق بانه سوف يكون هناك حل مشرف لمشكله الجيش الثالث
- يجب ان توقف النشاطات العسكريه جميعها اعتبارا من الساعة 1300 اليوم
- يدفع اليوم رتل من الحمله يحمل بالمطالب الاداريه للجيش الثالث يتحرك الرتل من الساعة 1300
- تبدأ المفاوضات اليوم الساعه 1500 عند علامه الكيلو 101 طريق مصر السويس ويرأس الوفد المصرى اللواء عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات ومنذ هذه اللحظة من الناحيه الواقعيه منذ 23 اكتوبر اصبح الجيش الثالث رهينه فى يد اسرائيل وكيسنجر وقد استغلت كلا من اسرائيل وامريكا هذه الرهينه احسن استغلال كما سنرى
مفاوضات الكيلو 101
كان المفاوض المصرى يستعجل الامور نتيجه حصار الجيش الثالث وكان الاسرائيليين بعلمون ذلك ويتعمدون تأخير كل شئ وتعطل كل شئ واصبحت المعركه الان معركه سياسيه واصبح من بيده امداد الجيش الثالث بكسره خبز واحده هو كيسنجر كان يعلم بتلك الحقيقه وكان يعلك ايضا ان السادات هو الاخر يعلمها ولكنه كان يريد ان يذكر السادات بهذه الحقيقه باستمرار حتى يستطيع ان يسيطر عليه سيطره تامه كانت الخطه التى وضعها كيسنجر مع اسرائيل تتخلص فيما يلى
- كلما طالت مده حصار الجيش الثالث كان ذلك افضل حيث ان ذلك سيعطى اسرائيل وامريكا فرصه أفضل لتحقيق مطالبهما
- يتم امداد الجيش الثالث فى اضيق حدود بحيث يكون دائما من اليد الي الفم وليس لديه اى احتياطى من التعيينات والاحتياطات ومن هنا يصبح كل يوم عنصر ضغط سياسى
- ان مصر يجب ان تدفع بسخاء لكل من اسرائيل وامريكا ثمنا لانقاذ الجيش الثالث كان الثمن الذى تريده امريكا هو طرد النفوذالسوفيتى من المنطقه والغاء الحظر البترولى الذى تفرضه الدول العربيه على امدادات امريكا والدول الغربيه به اما مطالب اسرائيل فكانت مطالبها كثيره وكان اهم ما فيها هو اتفاقيه يناير 1974 الخاصه بفض الاشباك الاول والذى تعهدت فيه مصر بسحب قوات الجيش الثانى والثالث من المنطقه شرق القناه ماعدا 7000رجل و30دبابه فقط
بدأت عمليه ابتزاز النظام المصرى واستغلال وجود الجيش الثالث كرهينه ففى يوم 27 اكتوبر يتحرك قول ادارى بناءا على اتفاق السادات وواشنطون لامداد الجيش الثالث مكون من 109 عربات تحمل 1000 طن من الاحتياجات من مواد الاعاشه وكن معه 20 عربه اسعاف لاخلاء الجرحى وكان الاسرائيليون رفضوا له بالمرور اما الجمسى ذهب الى الكيلو 101 طريق السويس ولكنه عا لانه لم يجد أحدا يريد استقباله اهتزت اسلاك الهاتف بين القاهره وواشنطون وتل ابيب ثم قيل للجمسى اذهب مره اخرى وميعاد المقابله هو منتصف الليل ذهب الجمسى الى الكيلو 101 مره اخرى ولكنه عاد ايضا دون ان يقابله احد اهتز الهاتف ثانيه بين القاهره وواشنطون وبعد سلسله من التأجيلات وافق الجانب الاسرائيى على استقبال الجمسى عند العلامه 101 الساعه 1200 يوم 29 اكتوبر وبخصوص اداد الجيش الثالث فقد فرض الجانب الاسرائيلى عده قيود قبلها الجانب المصرى بأكملها فلم تكن لديه اى فرصه للمساومه
- لن يتم السماح الا بمرور الامدادات الطبيه فقط وبعد مناقشات مطوله وافقوا على امداد القوات المحاصرون ب30 طن احتياجات (20طن مياه 8 طن تعيينات 2.5 مواد طبيه )
- كانوا يجرون تفتيشا دقيقا ومهينا للعربات التى تحمل تلك الاحتياجات
- رفضوا السماح للسائقين المصريين ان يقودوا تلك العربات واصروا ان يقودها سائقين اسرائيليين او تابعين للامم المتحده وبالرغم من تلك التنازلات المهينه الا ان نسبه كبيره من امداداتنا للقوت المحاصره كان ينهبها الاسرائليون خلال الطريق
طلب الجانب الاسرائيلى بمفاوضات الكيلو 101 تسليم الجواسيس الاسرائيليين لهم وفى اليوم التالى كان الجاسوس افيدان يرافق اللواء الجمسى فى عربتة الى الكيلو 101 لتسليمه بنفسه الى الجانب الاسرائيلى وفى 14 نوفمبر 73 اعلنت جولدا مائير فى الكنيست انه " لن يمر كيلو جرام واحد من الاحياجات الى الجيش الثالث الا بعد ان يصل الينا رجالنا الاسرى الذى فى يد المصريين " واذعن السادات وبدأ تسليم الاسرى اعتبارا من يوم 15 نوفمبر واستمر حتى 22 نوفمبر
كيسنجر يستغل حصار الجيش الثالث
عندما اشتكت القاهره القاهره الى واشنطون التعنت الاسرائيلى وصلت رساله من كيسنجر الى وزير الحربيه المصرى فى 4 ديسمبر 73تتضمن النقلاط التاليه
- يجب ان تستأنف مفاوضات الكيلو 101 على اساس تبادل المصالح
- ان مقترحات ياريف رئيس الوفد الاسرائيلى فى الكيلو 101 يوم 23 نوفمبر يمكن ان تكون اساسا لمؤتمر سلام
- ان عدم رفع قيود حظر البترول لامريكا والدول الغربيه قبل انعقاد مؤتمر السلام قد يجعل امريكا غير قادره على اتخاذ موقف مؤثر
وللاستفاده من حصار الجيش الثالث ارغمتنا اسرائيل على اعلان فك الحصار البحرى عنها حيث الغينا الحصار البحرى عمليا فى اول نوفمبر عندما سمحنا لناقله بيترول تحمل 23000 طن بأن تدخل البحر الاحمر وتتجه شمالا الى اسرائيل تحت نظرنا وهى فى مرمى صواريخنا كان اغراق الباخره يعنى التضحيه بالجيش الثالث المحاصر – لكن هذا لم يكن يكفر غرور اسرائيل التى كانت تستغل حصار الجيش الثالث للقيام باكثر من ذلك ابتزازا ارادت ان يكون الغاء الحصار البحرى بطريقه علنيه يعلم بها العالم اجمع اعلنت ان الباخره بير سبع ستتحدى الحصار البحرى وستدخل من باب المندب يومى2 او 3 ديسمبر وتتجه شمالا الى اسرائيل ودخلت السفينه ومرت امام قطعنا البحريه تتهادى بينما ينظر اليها رجالنا فى غيظ وحنق مكظومين
السادات يكذب على الشعب
بينما كانت الاجراءات المهينه للجانب المصرى تجرى على المستويين السساسى والعسكرى كان الشعب المصرى فى عالم اخر بتأثير البيانات الاعلاميه المتواليه ففى حديث السادات فى فبراير 74 نفى ان يكون الجيش الثالث قد حوصر وفى تمثيليه هزليه اخرجها السادات استدع اللواء احمد بدوى قائد قوه محاصره لاجتماع بمجلس الشعب وقام السادات يوجه له اسئله ويتلقى اجوبه تفيد ان الجيش الثالث لم يكن محاصرا ويذكر ان اللواء بدوى عين رئيس اركان حرب القوات المسلحة ثم وزيرا للحربيه ثت قتل فى 2 مارس 1981 مع 12 قائدا عسكريا فى حادث اصطدام طائرتهم بجسم صلب (عمود اناره)
صدام اخر بين احمد اسماعيل والشاذلى
فى الساعه 1100 يوم 25 اكتوبر اجتمع المجلس الاعلى للقوات المسلحه برئاسه الوزير وكان الموضوع الرئيسى هو كيف يمكن اعاده فتح الطريق الى الجيش الثالث المحاصر وقد تكلم المجتمعين كلهم بأخلاص تام ولكن لم نستطع الوصول الى اى حل وانقضى الاجتماع على اساس اجراء الدراسات اللازمه حول هذا الموضوع وفى الساعه 1100 يوم 26 اكتوبر حضر العميد قابيل قائد الفرقه الرابعه المدرعه الى المركز 10 يعرض دراسه الموقف وكان تقرير العميد قابيل والذى يؤيده فيه قائد الجيش الثالث اللواء عبد المنعم واصل هو ان الفرقه المدرعه لا تستطيع ان تقوم بتنفيذ هذه المهمه وكان كلام قابيل واللواء واصل كلاما منطقيا يعتمد على قواعد واصول العلم العسكرى ولكن الوزير اخذ يحاور قابيل محاورات غريبه قال قابيل اننى وضباط وجنود الفرقه جميعا مستعدين للقيام بهذه المهمه الانتحاريه ولكنى لا اعتقد اننا سننجح فى فتح الطريق الى القوات المحاصره بعد ذلك كله واذا دمرت الفرقه فسيكون الطريق مفتوح امام العدو الى القاهره
قال الوزير بعدها اذن نعدل المهمه الى حمايه قوات اداريه تتحرك من القاهره الى الجيش الثالث عبر المسالك والطرق الثانويه كدت اصعق وانا استمع الى كلام الوزير احمد اسماعيل حيث انه كلام لا منطقى اطلاقا وكيف يصدر من وزير الحربيه والقائد العام للقوات المسلحه لعده اسباب منها انالعدو يسيطر سيطره جويه كامله ويستطيع ان يكشف ايه تحركات كبيره عبر هذا المسالك ويقوم بتدمرها
- اذا كانت الفرقه المدرعه لا تستطيع ان تفتح الطرق وحدها فكيف تحملها مسئوليه عبئ ثقيل وهو حمايه 700 مركبه تحمل مطالب اداريه للجيش المحاصر بالاضافه الى عده اسباب هامه اخرى
عارضت الوزير فى اصدار قرار بتكليف قائد الفرقه العميد قابيل ولكنه اصر وطلب منى امرا كتابيا الى قائد الفرقه رفضت وقلت له لن اوقع بامضائى على هذه المهمه ينمكنك ان توقع عليها لوحدك ان شئت هددنى بعدها بأخطار الرئيس اجبت بهدوء يمكنك ان تفعل ذلك بكل تأكيد قام الوزير بتوقيع الامر بعد ذلك وسلمه للعميد قابيل ولكن المهمه الغيت بعد ذلك ولم تنفذ ربما لان الوزير لا يستطيع ان يتحمل وحده مسئوليه هذه العمليه الطائشه
السادات فى قبضه كيسنجر
بعد وصول قوات الطوارئ الدوليه الى القاهره يوم 26 اكتوبر واعتبارا من الساعات الاولى يوم 27 اكتوبر ذهب الوزير لمقابله الرئيس فى الساعه الرابعه صباحا وعاد حوالى السادسه وادلى بالتعليمات التاليه
- تلقى السادات رساله من نيكسون تطوق بانه سوف يكون هناك حل مشرف لمشكله الجيش الثالث
- يجب ان توقف النشاطات العسكريه جميعها اعتبارا من الساعة 1300 اليوم
- يدفع اليوم رتل من الحمله يحمل بالمطالب الاداريه للجيش الثالث يتحرك الرتل من الساعة 1300
- تبدأ المفاوضات اليوم الساعه 1500 عند علامه الكيلو 101 طريق مصر السويس ويرأس الوفد المصرى اللواء عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات ومنذ هذه اللحظة من الناحيه الواقعيه منذ 23 اكتوبر اصبح الجيش الثالث رهينه فى يد اسرائيل وكيسنجر وقد استغلت كلا من اسرائيل وامريكا هذه الرهينه احسن استغلال كما سنرى
مفاوضات الكيلو 101
كان المفاوض المصرى يستعجل الامور نتيجه حصار الجيش الثالث وكان الاسرائيليين بعلمون ذلك ويتعمدون تأخير كل شئ وتعطل كل شئ واصبحت المعركه الان معركه سياسيه واصبح من بيده امداد الجيش الثالث بكسره خبز واحده هو كيسنجر كان يعلم بتلك الحقيقه وكان يعلك ايضا ان السادات هو الاخر يعلمها ولكنه كان يريد ان يذكر السادات بهذه الحقيقه باستمرار حتى يستطيع ان يسيطر عليه سيطره تامه كانت الخطه التى وضعها كيسنجر مع اسرائيل تتخلص فيما يلى
- كلما طالت مده حصار الجيش الثالث كان ذلك افضل حيث ان ذلك سيعطى اسرائيل وامريكا فرصه أفضل لتحقيق مطالبهما
- يتم امداد الجيش الثالث فى اضيق حدود بحيث يكون دائما من اليد الي الفم وليس لديه اى احتياطى من التعيينات والاحتياطات ومن هنا يصبح كل يوم عنصر ضغط سياسى
- ان مصر يجب ان تدفع بسخاء لكل من اسرائيل وامريكا ثمنا لانقاذ الجيش الثالث كان الثمن الذى تريده امريكا هو طرد النفوذالسوفيتى من المنطقه والغاء الحظر البترولى الذى تفرضه الدول العربيه على امدادات امريكا والدول الغربيه به اما مطالب اسرائيل فكانت مطالبها كثيره وكان اهم ما فيها هو اتفاقيه يناير 1974 الخاصه بفض الاشباك الاول والذى تعهدت فيه مصر بسحب قوات الجيش الثانى والثالث من المنطقه شرق القناه ماعدا 7000رجل و30دبابه فقط
بدأت عمليه ابتزاز النظام المصرى واستغلال وجود الجيش الثالث كرهينه ففى يوم 27 اكتوبر يتحرك قول ادارى بناءا على اتفاق السادات وواشنطون لامداد الجيش الثالث مكون من 109 عربات تحمل 1000 طن من الاحتياجات من مواد الاعاشه وكن معه 20 عربه اسعاف لاخلاء الجرحى وكان الاسرائيليون رفضوا له بالمرور اما الجمسى ذهب الى الكيلو 101 طريق السويس ولكنه عا لانه لم يجد أحدا يريد استقباله اهتزت اسلاك الهاتف بين القاهره وواشنطون وتل ابيب ثم قيل للجمسى اذهب مره اخرى وميعاد المقابله هو منتصف الليل ذهب الجمسى الى الكيلو 101 مره اخرى ولكنه عاد ايضا دون ان يقابله احد اهتز الهاتف ثانيه بين القاهره وواشنطون وبعد سلسله من التأجيلات وافق الجانب الاسرائيى على استقبال الجمسى عند العلامه 101 الساعه 1200 يوم 29 اكتوبر وبخصوص اداد الجيش الثالث فقد فرض الجانب الاسرائيلى عده قيود قبلها الجانب المصرى بأكملها فلم تكن لديه اى فرصه للمساومه
- لن يتم السماح الا بمرور الامدادات الطبيه فقط وبعد مناقشات مطوله وافقوا على امداد القوات المحاصرون ب30 طن احتياجات (20طن مياه 8 طن تعيينات 2.5 مواد طبيه )
- كانوا يجرون تفتيشا دقيقا ومهينا للعربات التى تحمل تلك الاحتياجات
- رفضوا السماح للسائقين المصريين ان يقودوا تلك العربات واصروا ان يقودها سائقين اسرائيليين او تابعين للامم المتحده وبالرغم من تلك التنازلات المهينه الا ان نسبه كبيره من امداداتنا للقوت المحاصره كان ينهبها الاسرائليون خلال الطريق
طلب الجانب الاسرائيلى بمفاوضات الكيلو 101 تسليم الجواسيس الاسرائيليين لهم وفى اليوم التالى كان الجاسوس افيدان يرافق اللواء الجمسى فى عربتة الى الكيلو 101 لتسليمه بنفسه الى الجانب الاسرائيلى وفى 14 نوفمبر 73 اعلنت جولدا مائير فى الكنيست انه " لن يمر كيلو جرام واحد من الاحياجات الى الجيش الثالث الا بعد ان يصل الينا رجالنا الاسرى الذى فى يد المصريين " واذعن السادات وبدأ تسليم الاسرى اعتبارا من يوم 15 نوفمبر واستمر حتى 22 نوفمبر
كيسنجر يستغل حصار الجيش الثالث
عندما اشتكت القاهره القاهره الى واشنطون التعنت الاسرائيلى وصلت رساله من كيسنجر الى وزير الحربيه المصرى فى 4 ديسمبر 73تتضمن النقلاط التاليه
- يجب ان تستأنف مفاوضات الكيلو 101 على اساس تبادل المصالح
- ان مقترحات ياريف رئيس الوفد الاسرائيلى فى الكيلو 101 يوم 23 نوفمبر يمكن ان تكون اساسا لمؤتمر سلام
- ان عدم رفع قيود حظر البترول لامريكا والدول الغربيه قبل انعقاد مؤتمر السلام قد يجعل امريكا غير قادره على اتخاذ موقف مؤثر
وللاستفاده من حصار الجيش الثالث ارغمتنا اسرائيل على اعلان فك الحصار البحرى عنها حيث الغينا الحصار البحرى عمليا فى اول نوفمبر عندما سمحنا لناقله بيترول تحمل 23000 طن بأن تدخل البحر الاحمر وتتجه شمالا الى اسرائيل تحت نظرنا وهى فى مرمى صواريخنا كان اغراق الباخره يعنى التضحيه بالجيش الثالث المحاصر – لكن هذا لم يكن يكفر غرور اسرائيل التى كانت تستغل حصار الجيش الثالث للقيام باكثر من ذلك ابتزازا ارادت ان يكون الغاء الحصار البحرى بطريقه علنيه يعلم بها العالم اجمع اعلنت ان الباخره بير سبع ستتحدى الحصار البحرى وستدخل من باب المندب يومى2 او 3 ديسمبر وتتجه شمالا الى اسرائيل ودخلت السفينه ومرت امام قطعنا البحريه تتهادى بينما ينظر اليها رجالنا فى غيظ وحنق مكظومين
السادات يكذب على الشعب
بينما كانت الاجراءات المهينه للجانب المصرى تجرى على المستويين السساسى والعسكرى كان الشعب المصرى فى عالم اخر بتأثير البيانات الاعلاميه المتواليه ففى حديث السادات فى فبراير 74 نفى ان يكون الجيش الثالث قد حوصر وفى تمثيليه هزليه اخرجها السادات استدع اللواء احمد بدوى قائد قوه محاصره لاجتماع بمجلس الشعب وقام السادات يوجه له اسئله ويتلقى اجوبه تفيد ان الجيش الثالث لم يكن محاصرا ويذكر ان اللواء بدوى عين رئيس اركان حرب القوات المسلحة ثم وزيرا للحربيه ثت قتل فى 2 مارس 1981 مع 12 قائدا عسكريا فى حادث اصطدام طائرتهم بجسم صلب (عمود اناره)
اتفاقيه فض الاشتباك
فى 18 يناير 74 تم توقيع على الاتافقيه الاولى لفض الاشتباك بين مصر واسرائيل وكانت بنودها تتمثل فى ما يلى
-تقوم اسرائيل بسحب قواتها الى خط يقع شرق القناه بحوالى 30 كيلومتر
-تقوم مصر بحسب قواتها من شرق القناه ماعدا قوه لا تزيد عددها على 7000 رجل لا يكون معهم سوى 30 دبابه والا يتجاوز وجودها شرق القناه اكثر من 10 كيلومتر
- تبقى قوات الامم المتحده فى المنطقه العازله بين القوات الاسرائيليه والمصريه وعرضها حوالى 20 كيلومتر
- لا تعتبر هذه الاتفاقيه معاهده سلام ولكنها مجرد خطوه على الطريق للوصول الى معاهده سلام
وبالرغم من الاتفاقيه قام الجانب الاسرائيلى بنهب وسرقه كل ما تقع تحت يديه وقام بتفكيك مصانع تكرير البترول والسماد الواقعه خارج السويس وكثير من انابيب البترول وغيرها
وانى لأتهم
ما اغلى الثمن الذى دفعته مصر نتيجه حصار الجيش الثالث يوم 23 اكتنوبر لقد اجهض حصار الجيس الثالث انتصارات اكتوبر المجيده واجهض سلاح البترول واجهض الحصار البحرى الفعال الذى فرضته مصر على اسرائيل وافقد القياده السياسيه القدره على الحركه والمناوره بجعهل العوبه فى يد اسرائيل وامريكا وفى سبيل انقاذ الجيش الثالث كانت مصر ترى اسرائيل وهى تنهب وتسلب ثرواتها وتقف مكتوفه الايدى لا تستطيع الرد او حتى الاجتماع وهنا يبرز السؤال مره اخرى من هو المسئول عن حصار الجيش الثالث ؟؟
اذا رغبت مصر فى ان تغسل شرفها العسكرى من الشوائب التى اصاباته نتيجه حصار الجيش الثالث فانها يجب ان تبحث عن المسئول عن هذه الكارثه وانى لاتهم السادات بهذه الجريمه ولدى الوثائق التى تؤيد هذا الاتهام (انظر خطاب الفريق الشاذلى الى النائب العام المصرى فى 21 يوليو 1979 والذى طلب فيه تقديم السادات للمحاكمه )
السادات يبحث عن كبش فداء
لابد ان مسئوليه ثغره الدفرسوار وحصار الجيش الثالث كانت تقلق السادات وتدفعه للبحث عن شخص لكى يلقى عليه هذه المسئوليه هذه هى طبيعه السادات دائما ( سعد الدين الشاذلى- محمد ابراهيم كامل –اسماعيل فهمى- الفريق الليثى ناصف- الفريق محمد صادق – المهندس عزيز صدقى وغيرهم )
بدأ السادات يكشف عن نواياه لاول مره فى اجتماع المجلس الأعلى يوم 21 نوفمبر 1973 حيث قال بطريقه عفويه وهو يستعرض احداث الحرب "انها ليليه واحده هى السبب فى المشكلات كلها التى حدثت تلك هى ليله18/19 اكتوبر لو انا عملنا بحسم وقوه خلال تلك الليله لقضينا على الثغره انها تلك الليله التى كنت فيها ياسعد فى الجيش الثانى " لقد فهمت بسرعه ماذا يقصد الرئيس وتعجبت لماذا يختار هذه الليله بالذات وهل يعتقد انه بمجرد ان يقول ان هذا كان ممكنا يوم18 فأن الناس جميعا ان يصدقوا ما يقول –تدخلت بسرعه قائلا " سياده الرئيس لقد بذل كل رجال الجيش الثانى اقصى ما يمكن عمله خلال تلك الليله " فرد قائلا "بعد أن تنتهى الحرب سوف نقوم بتحقيق لتحديد المسئوليه عن عمليه اختراق الدفرسوار " فقلت له بصوت لم استطع ان اخفى ما فيه من ثقه وتحد " فعلا يجب ان نحدد من هو المسئول "
وخلال اجتماع المجلس الاعلى للقوات المسلحه ركز السادات بحديث مطول حول موضوع الجيش والسياسه وابتعاد العسكريين عن السياسه زعمليه الفصل بين القوات وانها عمليه سياسيه وبعد ثلاثه اسابيع من هذا اللقاء تمت اقاله اكثر الناس الماما باسرار حرب اكتوبر وخفاياها لقد اقال السادات كلا من الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس اركان القوات المسلحة واللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثانى واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث وفى وقت لاحق اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى حتى يوم 14 اكتوبر وعرض الرئيس علينا مناصب سياسية الشاذلى منصب سفير فى لندن بدرجه وزير وعبد المنعم واصل محافظا مدنيا بدرجه نائب وزير وعبد المنعم خليل مساعد لوزير الحربيه وسعد مأمون محافظا مدنيا ايضا
تكريم قاده الحرب
عندما ذهب السادات الى مجلس الشعب فى فبراير 1974 لكى يحتفل يتنفيذ الاتفاقيه الاولى للفصل بين القوات اخذ يوزع الاوسمه والانواط والنياشين على القاده الذين حابوا خلال اكتوبر حدثت همهمه بين الناس واخذوا يتبادلون فيما بينهم اين الشاذلى اين عبد المنعم واصل اين سعد مأمون اين عبد المنعم خليل ومن سخريه القدر بينما كان مجلس الشعب يحتفل بانتصار اكتوبر كان سعد الشاذلى يتابع هذا الاحتفال من خلال شاشه التلفزيون فى منزله قامت زوجتة باغلاق التلفزيون وقالت انها تمثيليه سخيفه فكرت فى هذه اللحظه ما سبق ان قاله اللواء سعد مأمون قبل الحرب "اذا فشل العبور فسوف تطير ثلاثه رؤوس فى الهواء " لم يكن يتصور سعد مامون وهو يقول هذا الكلام ان الرؤوس الثلاثه نفسها سوف تطير ايضا لو نجح العبور ولكى يثير السادات الشكوك حول مسئوليه الثغره فان اسمى لم يذكر بين اسماء القاده الذى جرى تكريمهم فى مجلس الشعب وسلمت لهم الانواط والاوسمه وبينما السادات واقول السادات ليس مصر تعمد اسقاط دورى فى حرب اكتوبر فان العرب بصفه عامه وسوريا بصفه خاصه اخذوا يشيدون بالنصر الذى قمت به ودورى فيه ففى الحفل الكبير الذى اقامته سوريا لتكريم ابطال حرب اكتوبر لم ينسى السوريون دور الفريق الشاذلى وانعموا على بأعلى وسام عسكرى سورى كان حفل تكريم ابطال الحرب السوريين يذاع على الهواء وكان الكثير من الاهلين فى مصر يستمعون اليه وعندما ذكر اسمى والوسام الذى منح لى وعلى الرغم من عدم وجودى ضجت القاعه بالتصفيق لمده طويله حتى ظن معظم المستعمين المصريين اننى فى دمشق لقد كان التصرف السورى صفعه شديده للسادات
بدأ السادات يصعد حملته ضدى بعد موقف اجتماع المجلس الاعلى للقوات المسلحه وتكريم مجلس الشعب فى شكل احاديث تلفزيونيه واحاديث صحفيه تركته يتكلم ويناقض نفسه بنفسه شهرا بعد شهر عاما بعد عاما الى ان نشر مذكراته فى مايو 1978 فكانت هذه المذكرات ذات فائده مزدوجه لى كانت الفائده الاولى هى استخدام الاعترافات التى وردت على لسان السادات فى هذه المذكرات كوثيقه اتهام ضده اما الفائده الثانيه فانها اعطت لى المبرر كى انشر مذكرات وارد فيها على تلك الاكاذيب التى ملئت مذكراته
التاريخ الحقيقى لأقالتى
يدعى السادات فى مذكراته بأنه عزلنى فى 19 اكتوبر 73 ولكن الحقيقه اننى مارست عملى حتى 12 ديسمبر 1973 لقد كانت امثل عنصر ضغط حتى لو لم يؤخذ بوجهه نظرى واذا كان وجودى حتى 12 ديسمبر لم يحقق سوى انقاذ الفرقه الرابعه المدرعه من التدمير وابقائها سليمه للدفاع ضد اى هجوم معاد لاحتلال القاهره فان هذا وحده يكفينى ويجعل بقائى وقتئذ فائده لمصر وان رفضى التوقيع على الامر هو الذى ارغنم الوزير على التراجع
مقابله مع مندوب مجله نيوزويك الامريكيه
فى الساعه 1700 5 ديسمبر 73 اجريت مقابله صحفيه مع المستر ارنولد بورشجريف محرر نيوزويك الامريكيه واجبت عن كل اسئلته – والتى عارض الوزير نشرها وقال يجب على ان اعرضها على المخابرات الحربيه قبل ارسالها الى الصحيفه قلت له كيف اطلب من المخابرات الحربيه وهى اداره مرؤوسه لى ان تراجع ما اقول انا اعرف ما هو سر وما هو ليس بسر اكثر من مدير المخابرات الحربيه
جريده الاهرام تنشر خبرا كاذبا
نشرت جريده الاهرام 11 ديسمبر 73 تحت عنوان ضخم " قواتنا فى الشرق والغرب تتقدم عشره كيلومترات " وكانت الجريده تنسب الخبر الى قياده قوه الطوارئ الدوليه فى القاهره عارضت الخبر واجريت عده اتصالات لمعرفه من نشر الخبر واتصلت بالدكتور حاتم وزير الاعلام وبالنهايه نشرت الاهرام تكذيبا فى اليوم التالى للخبر واعتذروا عن الخطأ واعطيت بعض التبريرات وفى مساء يوم 12 ديسمبر اقالنى السادات من منصب رئيس اركان حرب القوات المسلحه - علم الفريق الشاذلى خبر الاقاله من منصبه من الوزير احمد اسماعيل وقد احس بانها اهانه من السادات ان يطلف احمد اسماعيل بابلاغى خبر الاقاله وهو يعلم ما بين الرجلاين عرض الوزيسر قرار السادات بنقله بدرجه سفير بالخارجيه وان عليه الذهاب لوزاره الخارجيه فى اليوم التالى رفض الفريق الشاذلى المنصب وبعدها اجرى حسنى مبارك زياره غير متوقعه للشاذلى بتكليف من السادات يعرض عليه التعيين سفيرا فى لندن ويصر فى ذلك عارض الشاذلى ايضا – بعدها نشرت الصحف خبر تعيين الشاذلى سفيرا فى لندن اتصل الشاذلى بالرئاسه وطلب مقابله الرئيس لكى يوضح له الموقف ويؤكد انه ابلغ كلا من احمد اسماعيل وحسنى مبارك رفضه هذا المنصب حاول السادات اقناع الشاذلى معاتبا - قبلت السفر الى لندن بعد وعود السادات له بأنه سيكون له دورا كبيرا فى انهاء صفقات السلاح من الدول الغربيه وبالاخص المانيا الغربيه وقبلت السفر الى لندن بعدها بعده ايامن طلبنى الواء رفعت حسانين نائب رئيس المخابرات العامه واخبرنى بان لديهم معلومات تفيد ان مجموعه من المتعصبين الاسرائيليين سوف يسافرون الى لندن لاغتيالى وان المخابرات الانجليزيه لديها المعلومات نفسها ولذلك يطلب منى ان اكون حذرا وان اتحاشى قدر الامكان الاعلان المسبق عن تحركاتى وبعد وصولى لندن ببضعه اشهر بدأت شكوكى حول السادات واهدافه فيما يتعلق بشخصى فقد بدأ يصعد هجومه على ويوجهالى اتهامات باطله ومن هنا بدأت اعد العده للمجابهه التى لا بد انها ستقع يوما ما وبينما كنت اقدر الموقف استعدادا لهذه المجابهه توصلت الى نتيجه هى ان السادات له مصلحه فى التخلص منى اكثر من مصلحه المتعصبين الاسرائيليين ان حياتى تشكل خطرا كبيرا عليه لذلك يجب ان احتاط ولقد تذكرت كيف مات الفريق الليثى ناصف بطريقه غامضه فى لندن فى اغسطس 73 وكيف قيدت حادثه وفاته على انها انتحار بينما يثور كثير من الجدل والتساؤلات حول وفاته وبطريقه سريه لم يعلم بها احد رجال السفاره المصريه او الليبيه حصلت على جواز سفر ليبى لى واخر لزوجتى ولكن بأسماء مستعاره
خطاب الفريق سعد الدين الشاذلى للنائب العام المصرى مطالبا بفتح تحقيق رسمى لمحاكمة انور السادات لاضراره بالامن القومى المصرى وسوء ادارة حرب اكتوبر
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد النائب العام :
تحية طيبة.. وبعد
أتشرف أنا الفريق سـعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 من مـايو 1971 وحتى 12 ديسمبر 1973، أقيم حاليـا بالجمهورية الجـزائرية الديمقراطية بمدينة الجزائر العاصمة وعنواني هو صندوق بريد رقم 778 الجزائر- المحطة b.p 778 alger. Gare
بأن اعرض على سيادتكم ما يلي
أولا:
إني أتهم السيد محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربيـة بأنه خلال الفترة ما بين أكتوبر 1973 ومايو 1978، وحيث كان يشغل منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بأنه ارتكب الجرائم التالية:
- الإهمال الجسيم:
وذلك انه وبصفته السابق ذكرها أهمل في مسئولياته إهمالا جسيما واصدر عدة قرارات خاطئة تتعـارض مع التوصيات التي أقرها القادة العسكريون، وقد ترتب على هذه القرارات الخاطئة ما يلي:
(أ) نجاح العدو في اختراق مواقعنا في منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 73 في حين انه كان من الممكن ألا يحدث هذا الاختراق إطلاقا.
(ب) فشل قواتنا في تدمير قوات العدو التي اخترقت مواقعنا في الدفرسوار، فى حين أن تدمير هذه القوات كان في قدرة قواتنا، وكان تحـقيق ذلك ممكنا لو لم يفرض السادات على القادة العسكريين قراراته الخاطئة.
(ج) نجاح العدو في حصار الجيش الثالث يوم 23 من أكـتوبر 73، في حين أنه كان من الممكن تلافي وقوع هذه الكارثة.
2- تزييف التاريخ:
وذلك انه بصفته السابق ذكرها حاول و لا يزال يحاول أن يزيف تاريخ مصر، ولكي يحقق ذلك فقد نشر مذكراته في كتاب اسماه (البحث عن الذات) وقد ملأ هذه المذكرات بالعديد من المعلومات الخاطئة التي تظهر فيها أركان التزييف المتعمد وليس مجرد الخطأ البريء.
3- الكذب:
وذلك انه كذب على مجلس الشعب وكذب على الشعب المصري في بياناته الرسمية وفي خطبه التي ألقاها على الشعب أذيعت في شتى وسائل الإعلام المصري. وقد ذكر العديد من هذه الأكاذيب في مذكراته (البـحث عن الذات) ويزيد عددها على خمسين كذبة، اذكـر منها على سبيل المثال لا الحصر مايلي:
(أ) ادعاءه بـان العدو الذي اخـترق في منطقـة الدفرسوار هو سبعة دبابات فقط واستمر يردد هذه الكذبة طوال فترة الحرب.
(ب) ادعاءه بأن الجـيش الثالث لم يحاصر قط في حين أن الجيش الثالث قد حـوصر بواسطة قوات العدو لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.
4 -الادعاء الباطل:
وذلك انه ادعى باطلا بأن الفريق الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية قد عاد من الجبهة منهارا يوم 19 من اكتوبر 73، وانه أوصى بسحب جميع القوات المصرية من شرق القناة، في حين انه لم يحدث شيء من ذلك مطلقا.
5- إساءة استخدام السلطة:
وذلك أنه بصفته السابق ذكرها سمح لنفسه بان يتهم خصومه السياسيين بادعاءات باطلة، واستغل وسائل إعلام الدولة في ترويـج هذه الادعاءات الباطلة. وفي الوقت نفسه فقد حرم خصومه من حق استخـدام وسائل الإعلام المصرية -التي تعتبر من الوجـهة القانونية ملكا للشعب- للدفاع عن أنفسهم ضد هذه الاتهامات الباطلة.
ثانيا:
إني أطالب بإقامة الدعوى العمومية ضد الرئيس أنور السادات نظير ارتكابه تلك الجرائم ونظرا لما سببته هذه الجرائم من أضرار بالنسبة لأمن الوطن ونزاهة الحكم.
ثالثا:
اذا لم يكن من الممكن محـاكمة رئيس الجمهورية في ظل الدستور الحـالي على تلك الجرائم، فإن اقل ما يمكن عمله للمحافظة على هيبة الحكم هو محاكمتي لأنني تجرأت واتهمت رئيس الجمهورية بهذه التهم التي قد تعتقدون من وجهة نظركم انها اتهامات باطلة. إن البينة على من ادعى وإني أستطيع- بإذن الله- أن أقدم البينة التي تؤدى إلى ثبوت جميع هذه الادعاءات وإذا كان السادات يتهرب من محاكمتي, على أساس أن المحاكـمة قد تترتب عليها إذاعة بعض الأسـرار، فقد سقطت قيمة هذه الحجة بعد أن قمت بنشر مذكراتي في مجلة “الوطن العربي” في الفـترة ما بين ديسمبر 78 ويوليو 1979 للرد على الأكاذيب والادعاءات الباطلة التي وردت في مذكرات السـادات. لقد اطلع على هذه المذكرات واستمع إلى محتوياتها عشرات الملايين من البشر في العالم العربي ومئات الألوف في مصر.
الفريق سعد الدين الشاذلي
اعتقال الفريق سعد الدين الشاذلى و550 يوما فى السجن الحربى .
طالبوه بكتابة التماس لمبارك فرفض وفضل السجن علي الانحناء..
--------------------------------------------يقول اللواء محمد أشرف راشد قائد السجن الحربي وقتها كنت ملازما أول ضمن قوات المواجهة خلال حرب الاستنزاف ننتظر: توجيهات الشاذلي رئيس الأركان مشفوعة بأساليب التصرف في المواقف الصعبة.. لننطلق بعدها في مجموعات تعبر القناة وتهاجم النقط الحصينة في خط بارليف.. ونعود بالأسري ونماذج من أسلحة العدو وخرائط مواقعه وخططه مخلفين وراءنا رعبا وخسائر ورسائل يفهمها العدو الصهيوني.. كنا نشعر بالزهو والثقة في القيادة.. ونري في توجيهات الشاذلي الشهرية دروسا نحفظها في القلوب والعقول.. لم اتخيل يوما مهما اشتط بي الخيال.. أو داهمتني الكوابيس.. أن أري الشاذلي بكل ما يمثله سجينا.. وأنا السجان.. وعندما انتفضت منتصبا أمامه وأديت له التحية العسكرية.. كنت مدفوعا بشرفي العسكري.. وحسي الوطني.. لم أفكر لحظة في مستقبلي الذي وضعته علي كف عفريت.. وعندما استدعيت في اليوم التالي لمكتب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة.. ودوي في مسامعي صوت المشير طنطاوي.. إن الخلاف السياسي مع الفريق سعد الشاذلي.. لا ينسينا أفضاله علي الجيش وعلي مصر كلها استرحت.. وفوجئت باتصالات قادة الأسلحة وعروضهم التي مكنتني من تجهيز جناح يليق بإقامة الشاذلي في جزء مستقطع من مستشفي السجن.. ملحقا به حجرة جيم مجهزة لممارسة رياضته اليومية.. وغبطة تحيط بي لأنني سأكون قريبا من أحد أهم رموز العسكرية المصرية.. الشاذلي واعتبرتها أنا مكافأة أكثر من ربع قرن من العمل الاحترافي العسكري.
كان الرجل قد تخطي السبعين بعدة سنوات.. دون أن تلحظ أي أثر لذلك أو لسنوات التنقل بين المنافي بعيدا عن مصر.. كان هو.. هو.. الشاذلي.. الصلب كسنديانة.. اليقظ كشاب يتفجر بالحيوية.. صافي الذهن كحكيم.. شديد الحرص علي كل ثانية من الوقت.. يحفظ نتائج التحاليل الطبية الدورية وتطوراتها.. ويناقش الأطباء الذين يترددون عليه بدقة كأنه من كبار المتخصصين.. ويجلس بالساعات مع أساطين القانون من هيئة الدفاع عنه: د. محمد حلمي مراد.. د. محمد سليم العوا.. عبد الحليم رمضان يناقشهم في التفاصيل كفقيه دستوري.. ثم يطلب مني لائحة السجون التي أشرف بنفسه علي وضعها عندما كان رئيسا للأركان ليستعيد ما فيها لأنه يحب أن يعرف حقوقه وواجباته دون أدني تجاوز أو استثناء.. أما احتياجاته اليومية التي تشغل الكثيرين فلم يكن لها أي اعتبار.. وعندما جلست معه لتحديد نظامه اليومي الذي يحب أن يحافظ عليه.. فكان: الاستيقاظ في السادسة صباحا ليصلي الصبح ويقرأ القرآن لمدة نصف ساعة.. ثم ممارسة الرياضة علي الأجهزة المرتبطة بجهاز تحديد الوزن.. والسرعات لمدة ساعتين.. وبعدها الحمام.. والافطار المكون من ملعقتي فول وقطعة من الجبن وربع رغيف وكوب من اللبن.. ليطالع بعدها الصحف بسرعة مع وضع علامات لما ينوي قراءته بدقة.. ثم يتفرغ لقراءة متأملة للقرآن مع تسجيل آيات بعينها في نوتة يحتفظ بها.. للاستعانة بها في كتاباته.. وبعدها متابعة نشرات الأخبار في التليفزيون.. وعندما تعلن الثالثة يتناول طعام الغداء المكون من خضار سوتيه وقطعة لحم لا تزيد علي 90 جراما وملعقتي أرز بالعدد.. لينام بعدها لمدة ساعة واحدة.. وعند الخامسة ثمرة طماطم واحدة ومثلها ثمرة خيار يقوم بتقشيرها وتناولها.. ثم العودة لقراءة الصحف ومتابعة نشرات الأخبار.. والعشاء زبادي وملعقة عسل.. والنوم عقب نشرة التاسعة مباشرة.. وخصص له مجند خريج فنادق لتلبية مطالبه.. وجندي حراسة واحد أمام جناحه.. ولم يكن ممكنا أن يستمر برنامجه اليومي كما حدده دائما.. خاصة الفترة المسائية أمام رغبتي الملحة في الاستفادة.. ورغبته في المؤانسة.. وكان يوم الخميس مخصصا لزيارة أسرته.. الزوجة والبنتين والأحفاد.. ومن يشاء من عائلته.. أما الزيارات الرسمية من هيئة دفاعه أو غيرهم فكانت تتم في أي وقت بمجرد الحصول علي إذن النيابة العسكرية.. وكانت زياراته تتم عادة في الصالون الملحق بمكتب قائد السجن.
ويسرح اللواء أشرف راشد لحظة ليضيف: كان الشاذلي مدرسة عسكرية تتحرك علي قدمين.. مع خلفية دينية اكتسبها من نشأته الريفية.. وتزاوج الالتزام الديني مع التربية العسكرية والمواهب والكفاءة الشخصية في صياغة الشاذلي كرمز عسكري يتعامل مع كل المواقف من هذا المنطلق.. وبذات المنطق.. في أول يوم له اصطحبني في جولة تفقدية للمبني الذي سيقيم فيه.. والمباني المجاورة.. ثم صعدنا لسطح المبني.. كنت أتابعه بشغف وألف سؤال وسؤال يلح عليّ.. وعند انتهاء الجولة أشار عليّ بتكثيف الخدمات في بعض الأماكن.. وإغلاق أماكن أخري في أوقات محددة.. ثم رمقني بنظرة متفحصة.. وقال: هل عملت لبعض الوقت كضابط استطلاع في الجبهة؟ قلت: نعم.. وفهمت الرسالة.
السجن أحب إليه
يقول اللواء أشرف راشد القائد رقم 6 في تاريخ السجن الحربي: بعد وصول الفريق الشاذلي بعشرين يوما.. استدعاني اللواء هتلر طنطاوي وكان وقتها أميناً عاما لوزارة الدفاع لكي اصطحب زائرين علي درجة كبيرة من الأهمية للفريق الشاذلي.. وفي مكتبه وجدت اللواء جلال الديب ولواء آخر نسيت اسمه قالوا إنه مندوب رياسة الجمهورية.. واصطحبتهما لزيارة الشاذلي في التاسعة مساء.. حيث طلبا منه كتابة التماس للرئيس السابق حسني مبارك حتي يتم الإفراج عنه.. وثارت ثائرته.. مؤكدا أنه يفضل أن يسجن طوال حياته علي أن يلتمس العفو من أحد.. عن اتهام ملفق وادعاء باطل لا قيمة له.
واستمر الحوار حتي الرابعة من صباح اليوم التالي دون أن يتزحزح الفريق الشاذلي عن موقفه.. قال إن حسني مبارك يعرف الحقيقة وشارك السادات فيما حاول إلصاقه بي.. ولو كان يعرف قيمة العدل فليأمر بإعادة المحاكمة لأنني حوكمت غيابيا.. حتي يفصل القضاء في الأمر بعد سماع دفاعي.. أما التماس العفو فهو يعني الاعتذار عن أسباب خلافي مع السادات.. والتراجع عن آرائي التي أثبتت تطورات حرب أكتوبر صحتها.. في مواجهة تدخلات السادات في مجريات الحرب وهو غير مؤهل لذلك.. لأنه بحكم العلم العسكري رجل مدني.. لأن خدمته العسكرية لم تتعد 3 - 4 سنوات كان وقتها ضابط إشارة في وقت لم يكن لسلاح الإشارة أي أهمية.. ومعني ذلك أن أجبر علي خلع تخصصي وحياتي وتاريخي العسكري.. واتنكر لكل ذلك.. وهو ما لم ولن أقوم به أو أسمح لأحد بمناقشتي فيه.
وتدخلت في الحوار.. قلت للفريق الشاذلي إن وجودك في السجن يمثل عبئا نفسيا يصعب علينا احتماله.. ولا أجرؤ علي مطالبتك بكتابة التماس.. فلتكتب طلبا بحقك في الإفراج.. كحق وليس منة من أحد.. فرفض صائحا.. مبارك ومن معه يعرفون أن السادات ومن رضخ لرغبته هم الأحق بالسجن.
الف رحمة عليك ايها الجنرال المحترم يوم وفاتك هو يوم تنحى مبارك 11 فبراير 2011 (ونفس الوقت الذى دعا لك الملايين وصلوا عليك صلاة الغائب نفس وقت الفرحة والشماته فى ظالمك حسنى مبارك)
السادات والنكاية فى جنرال الانتصار الفريق سعد الدين الشاذلى
لم يخفى على احد وقوف الزعيم جمال عبد الناصر بجوار الكونغو ضد الاحتلال البلجيكى المجرم وقف بجوار الثائر العظيم باترس لومومبا حتى بعد مقتله على يد موبوتو عميل الاحتلال البلجيكى بل وقامت المخابرات المصرية والسفارة بتهريب اسرة باترس لومومبا للقاهرة واستقبلهم الزعيم بمنزله وعاشوا بمصر
ولا يخفى على احد ايضا ان الفريق سعد الدين الشاذلى كان رجل عبد الناصر كقائد القوات المصرية بالكونغو 1960 والذى دعم بقواته موقف الثائر لومومبا
بعد خلاف السادات والشاذلى الشهير حول ادارة حرب اكتوبر
دعى #السادات موبوتو سيسيسيكو ( العميل الأميركي/ البلچيكي ؛ قاتل المناضل الكونغولي باتريس لومومبا ؛ الذي عيّنه رئيساً لأركان جيش الكونغو)
، ليضع رتبة الترقية على كتف ابطال حرب أكتوبر وكتف سعد الدين الشاذلى نفسة أن حضر الاحتفال (تخيل ان من يضع رتبة الترقيه عدوه السابق بالكونغو) يظهر بالصور موبوتو يضع رتبة الفريق اول على كتف رئيس الأركان عبد الغني الجمسي ، الذي كان يبدو عليه الامتعاض والشرود ، (على عكس المشير أحمد اسماعيل والذى كان ضدا للشاذلى بالكونغو)
في احتفالية مجلس الشعب لتكريم قادة القوات المُسلّحة ، وترقيتهم الى الرُتب الأعلى ، يوم 19 فبراير / شباط 1974!
شايف شرود وامتعاض الجنرال الجمصى رحمه الله
تعليقات
إرسال تعليق