جمال عبد الناصر وجون كيندى ورسائل متبادله وسبب أغتياله من الصهيونية العالمية
جمال عبد الناصر وجون كيندى ورسائل متبادله
وسبب أغتياله من الصهيونية العالمية
لقد بلغ عدد الرسائل بين الرئيسين ٢٤ رسالة، وفى ظنى أنها تصلح مادة لرسالة للماجستير أو الدكتوراه فى تاريخ العلاقات الدولية، وربما تصلح أيضًا مادة لرسالة فى الأدب الدبلوماسى، إن جاز الاصطلاح، ولو كان الأمر بيدى لنشرتها كاملة مع شرح تفصيلى يتناول الظروف التى أحاطت بها، ويتناول لغة الخطاب وبنيته ومضامينه على الناحيتين الأمريكية والمصرية.
في مايو1961، كانت هناك رسالة من جون كينيدي، إلى جمال عبدالناصر، حول مشكلة اللاجئين الفلسطينيين والقضية الفلسطينية بشكل عام، وأوضحت أن الرئيس الأمريكي كان يميل لحل القضية الفلسطينية وإعادة اللاجئين مع القاهرة، قال فيها:
عزيزي حضرة الرئيس
في الأشهر الأخيرة، تركز اهتمام العالم على العديد من القضايا الساخنة، وأنا أعلم أنك كنت قلقًا للغاية بشأن هذه المشكلات كما كنت دائمًا ومع ذلك، أنا واثق من أنك تشاركني اقتناعًا بأنه من خلال الجهود المتفانية لرجال نوايا حسنة في كل مكان، يمكن أن تتشتت غيوم العاصفة الحالية.
أريدك أن تعرف هذا:
1. ستقدم الولايات المتحدة بكل ما في وسعها من كل مساعدة ممكنة لجميع دول الشرق الأوسط التي تصمم على التحكم في مصيرها وتعزيز رخاء شعبها.
2. تبقى الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد للمساهمة سواء داخل الأمم المتحدة أو خارجها في البحث عن حلول للنزاعات التي تبدد الطاقات الثمينة لدول الشرق الأوسط، وتؤخر التقدم الاقتصادي الذي تريده جميع الشعوب الحرة بحق.
3. بهدف تحسين رفاهية شعوب الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة مستعدة لمواصلة دعم برامج التنمية الوطنية.
ونحن على استعداد للمساعدة في حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين المأساوية على أساس مبدأ إعادة اللاجئين إلى فلسطين أو التعويض عن الممتلكات.
وأود أن أؤكد أن حكومتي ستواصل الالتزام بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق باللاجئين وأن موقفها سيستمر على أساس التنفيذ الفعال وغير المتحيز لهذه القرارات حتى يستفيد اللاجئين، ونحن مصممون على استخدام كل نفوذنا لضمان أن اللجنة تساعد على التوصل إلى حل سلمي وعادل.
ويحدوني أمل صادق في أن تتعاون جميع الأطراف المعنية مباشرة بشكل كامل فيما يتعلق بأي برنامج تعده اللجنة لضمان أفضل المزايا للاجئين العرب الفلسطينيين، وأدرك أن وجهات نظرنا حول المشكلات المهمة لا تتوافق دائمًا، ولكن في الوقت نفسه، يسرني أن العلاقات المتبادلة المفيدة لا تزال قائمة في العديد من المجالات، ومع الاحترام المتبادل لوجهات نظر الآخرين فإن المستقبل سيجلب علاقات أكثر صداقة وأكثر إنتاجية بين بلداننا وشعوب محبة للحرية.
وأنهى الرئيس الأمريكي الأسبق رسالته بجملة "المخلص.. جون كينيدي".
وفي أغسطس من عام 1961، رد جمال عبدالناصر على خطاب جون كينيدي قائلًا:
عزيزي الرئيس جون كنيدي
برضا وتقدير كبيرين، تلقيت رسالتكم المؤرخة في 11 مايو 1961، والتي أثرت فيها بعض جوانب القضية الخاصة والمهمة للغاية المتعلقة بالأمة العربية مع شعوبها المختلفة، القضية هي -بلا شك- قضية فلسطين.
كنت أنا شخصًا أفكر في فكرة الاتصال بك حول هذه المشكلة نفسها التي أثارت بعض جوانبها في رسالتك، هنا، أود أن أؤكد لكم أنه قبل تقديم رسالتك، حاولت -مع فكرة الاتصال بك في قضية فلسطين- أن أضع صورة لموقفكم تجاه هذه المشكلة من خلال خطوط كتابك "استراتيجية السلام"، شعرت من خلال ما قرأته منك مباشرة أو ما نسبته إليك في هذه القضية، أن هناك زوايا في المشكلة تدعو إلى مزيد من التوضيح.
أحاول أن أنقل إليكم مفهومنا العام عن القضية:
هو الذي لا يملك وعدًا لمن لا يستحقه، ثم كلاهما، من لا يملك ومن لا يستحق، استطاع، من خلال القوة والخداع، أن يغتصب حق المالك الشرعي ويأخذ منه ما يملكه ويستحقه.
هذه هي الصورة الحقيقية لوعد بلفور وتعهد بريطانيا، الذي تعهدت بتأسيسه - في أرض لا تملكها، ولكنها مملوكة لشعب فلسطين العربي - وهو بيت يهودي في فلسطين.
أود أن أبلغكم أن موقفنا من إسرائيل ليس معقدًا محملًا بالعاطفة، بل هو:
- عدوان تم إطلاقه في الماضي.
- مخاطر تتحرك في الوقت الحاضر.
- ومستقبل غامض يلفه التوتر والقلق، على استعداد للانفجار في أي لحظة.
لسوء الحظ، يا سيادة الرئيس، وضعت الولايات المتحدة، في هذه الحالة، ثقلها كله في نطاق غير العدالة والقانون، ضد كل مبدأ من مبادئ الحرية الأمريكية والديمقراطية الأمريكية.
كان السعي إلى كسب الأصوات اليهودية في الانتخابات الرئاسية هو الدافع الأساسي.
وكتب أحد سفرائك الأمريكيين السابقين: "هل لدى العرب أي أصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟".
إن خيال الانتصار العسكري الذي تحاول بعض العناصر بناء حق راسخ لدولة إسرائيل في فلسطين، هو مجرد وهم نتج عن الدعاية التي بذلت كل جهد لإخفاء الحقيقة.
وهنا سيدي الرئيس، أتمنى مخلصًا أن أناشدكم، داعيًا شبابكم وشجاعتكم، ليرى أن الوقت قد حان عندما يتعين على الولايات المتحدة أن تفتح أعينها على تطور الأحداث في ميداننا.
لقد حاولت في هذه الرسالة أن أفتح قلبي لكم وكنت أريد أن تكون هذه الرسالة من أجلكم وليس من أجل ما قد يطلق عليه بعض أولئك الذين يدعون أنهم من ذوي الخبرة "الاستهلاك المحلي أو التعبئة النفسية".
علاوة على ذلك، لا تحتاج القضية الفلسطينية إلى تعبئة نفسية، حيث تعيش أمتنا بأكملها هذه المشكلة كحقيقة فعلية وليست معقدة عاطفية.
واختتم "ناصر" رسالته قائلًا: "سيدي الرئيس أعرب عن خالص احترامكم وتقديري العالي، جمال عبدالناصر".
وفي أغسطس من عام 1963، كان خطاب كينيدي الأخير إلى ناصر قبل اغتياله والذي قال فيه:
"عزيزي حضرة الرئيس
بما أن العلاقات بين بلدينا تأسست على أساس التعاون المثمر والتفاهم المتبادل، أعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق على أن المشكلات التي تنشأ بيننا يمكن أن تناقش على الدوام وبشكل كامل وبهدوء وثقة.
أتفق معك في أن أسباب الاختلاف بيننا ستبقى دائمًا بسبب ظروفنا الخاصة أو ضغوط القوى الأخرى، ومع ذلك، فإن التفاهم المتبادل يبقي هذه الاختلافات ضمن حدود لا يمكن تجاوزها.
من وجهة النظر هذه وفي إطار هذا الفهم، سيدي الرئيس، طلبت من السفير بايدو أن يناقش معك بعض المسائل التي تهمنا، وإنني على ثقة من أنك، كما تفكر في ذلك، ستجد أن هذه الأمور، بصعوبة كما هي، تقع ضمن الحدود التي لا يجب تجاوزها.
إنني أتطلع إلى التواصل معك قريبًا، وعند هذه النقطة أود أن أراجع معك بعض الأحداث والحركات في المجال الدولي، وأيضًا لمناقشة تطوير العلاقات بين بلدينا بنفس الطريقة الصريحة والودية التي ميزت تبادل وجهات النظر بيننا مؤخرا.
وفي الوقت نفسه، أتمنى لكم دوام النجاح في جهودكم الكبيرة نحو تعزيز المصالح السياسية والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لشعبكم، جون كينيدي".
تعليقات
إرسال تعليق