اخطر عمليات المخابرات المصرية 7 مايو 1962

 اخطر عمليات المخابرات المصرية 7 مايو 1962

عملية تحرير عبد الحميد السراج من سجن المزه العسكرى بسوريا عقب الانفصال - عندما تحدت المخابرات المصرية سبعة اجهزة مخابرات وسبعه انظمة حكم
صدرت الصحف السورية بعناوين رئيسية: «فرار السراج.. 20 ألف ليرة لمن يدلى عليه وعلى رئيس الحرس الذى هرب معه»، كان ذلك صباح يوم 7 مايو «مثل هذا اليوم» من عام 1962 «راجع صحيفة الأيام السورية».
لم يكن الخبر عاديا، فالرجل الذى فر هو عبدالحميد السراج نائب رئيس الإقليم الشمالى «سوريا»، أثناء دولة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958

، وقبض عليه قادة الانقلاب على الوحدة يوم 28 سبتمبر 1961، ووضعوه فى سجن «المزة العسكرى»، وهو أيضا ضابط الجيش الذى وقف إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثى ضدها عام 1956، بتخطيطه لعملية تدمير خط أنابيب البترول الذى يمر من الأراضى السورية لنقل بترول العراق إلى أوروبا.
بالاضافه الى كشفه عن مؤامرة اغتيال عبد الناصر عندما حاول الملك سعود رشوته ليقتل جمال عبدالناصر بعد الوحدة وكان ذلك قضية المحكمة العسكرية بدمشق يوم 11 مايو 1958 مشكلة من العقيد عبد المسيح داغوم رئيسا، والعقيدين أسعد طرابلسى، ودرويش الزونى، عضوين، وممثل الادعاء الرئيس «نقيب» عبد الرحمن القصير، وكان شهود الإثبات هم: النائب عزيز عياد، والمقدم عبد الحميد السراج، والنقيب برهان أدهم، والملازم زكار، ومعاون مدير البنك العربى بدمشق حسنين ترك. وأكد النائب عزيز عياد «أن أمريكا طرف فى المؤامرة، وأن المال الذى دُفع هو مالها، وأنها كانت ستعترف بالانقلاب فى اليوم التالى»، وكذلك العراق، والأردن، وأنه لاحظ على سعود بأن المسألة بالنسبة إليه «مسألة حياة أو موت»، لأنه اعتقد أن هذه الوحدة ستجعل السعودية فى المؤخرة، وسألنى إذا كان بالإمكان إرسال طائرة «سورية» تقوم بقصف طائرة عبد الناصر، بعد خروجها من الحدود السورية، ثم يقال بعد ذلك، إن الطائرات المعتدية إسرائيلية أو غربية وتضيع القضية، ومما قاله سعود: «إن هذا القتل إذا تم سأدفع 100 ألف جنيه إسترلينى للطيار، وهذا ما أكده السراج فى شهادته أمام المحكمة». واختتم السراج شهادته بقوله: «إن المؤامرة أوسع من نطاق السعودية، خصوصا أن المبلغ الذى دفع (20 مليون جنيه إسترلينى) مبلغ كبير». وأكد دور الولايات المتحدة، بأن أشار إلى أن الخطة كانت تقتضى، فى حالة فشله، أن تقوم إحدى قطع الأسطول السادس بنقله إلى أى مكان فى العالم. أما عن المصادر الأمريكية نفسها فإنها لم تخف ضلوعها فى تلك المؤامرة.
وفيما كانت الحكومة السورية بصحفها تتحدث عن «عملية فرار» لا تعرف سرها، كانت صحيفة «الأهرام» فى القاهرة تفك اللغز بخبر صغير نشرته فى صفحتها الأولى فى ثلاثة سطور فقط هو: «استقبل الرئيس جمال عبدالناصر أمس بمنزله بمنشية البكرى السيد عبدالحميد السراج»
قرر عبدالناصر جس نبض الرئيس اللبنانى فؤاد شهاب، وسافر «سامى شرف» إلى بيروت لهذا الغرض، وكان رد «شهاب» إيجابيا، وبعث برسالة إلى عبدالناصر يقول فيها: «إن كل حبة رمل فى أرض لبنان الشقيق رمال مصرية نحافظ عليها بأرواحنا».

سبعة اجهزة مخابرات وسبعة انظمة حكم تطلب السراج لقتله
السراج كان له أعداء فى القوات المسلحة السورية وهى منفذة الانقلاب عليه وله عداوات رهيبة فى لبنان نتيجة لتدخله فى الشأن اللبنانى عندما اقتضت الظروف ذلك .. وله عداء قديم وثأر رهيب عند المملكه السعوديه أصحاب مؤامرة اغتيال عبد الناصر التى كشفها .. وله عداء مع الملك حسين
اضافة الى عداء تقليدى من الموساد والمخابرات الأمريكية ورجالهما بلبنان ..بالاضافه الى المخابرات الانجليزيه لانه كان احد اذرع عبد الناصر لتهريب السلاح لثوار وفدائيين اليمن
فلك عزيزى القارئ أن تتخيل كيفية المصيدة التى وقع فيها السراج .. ولك أن تتخيل أكثر .. كيف يمكن تحقيق المستحيل وانقاذه منها .. أرسل عبد الناصر الى بطل المخابرات محمد نسيم وكلفه بانقاذ السراج بمهمه "مهما كان الثمن "
وكلمة مهما كان الثمن فى عرف العمل المخابراتى تعنى أنه لا مستحيل .. وسافر نسيم منفردا الى لبنان لهذا الغرض .. وفى تلك اللحظة كان السراج يهرب من سجن المزة الرهيب بمعاونة عدد من ضباط الجيش الذين كانوا لا يزالون على ولائهم للسراج .. وانتقل فيما يشبه المعجزة وعبر رحلة شاقة ووعرة الى لبنان ليلقي خبر هروبه قد سبقه الى لبنان وعشرات الذئاب الجائعة فى انتظاره .. وكشف الموساد وجود نسيم فى لبنان .. وكذلك كشفه اللبنانيون وغيرهم .. وتعرض فى تلك المهمة فقط لتسع محاولات اغتيال نجا منها جميعا كان آخرها عن طريق وضع قنبلة فى أنبوب العادم بسيارته وكانت تلك المحاولة غير قابلة للفشل لأن تلغيم السيارات كان من المعروف أنه يكون عن طريق تلغيم المقعد أو المحرك أو جسم السيارة السفلى .. أما وضع القنبلة فى
أنبوب العادم فهو الابتكار غير قابل للكشف .. ومع ذلك فقد اكتشفها نسيم .. وفشلت المحاولة .. بل ونجح فى الخروج بالسراج من لبنان الى مصر وللأسف الشديد فكيفية الخروج ما زالت قيد السرية الى يومنا هذا .. ونال السراج مكانه فى مصر آمنا مطمئنا ..


عبد الحميد السراج ورشوة ال سعود لاغتيال جمال عبد الناصر .

وزير داخلية الإقليم الشمالي في دولة الوحدة عبد الحميد السراج في مؤتمر صحفي في دمشق يوم 5 آذار/مارس 1958

و هو المؤتمر الذي كشف فيه النقاب عن الرشوة التي قدمتها له المملكة العربية السعودية لاغتيال الرئيس عبد الناصر بوضع قنبلة في طائرته المتوجهة من دمشق إلى القاهرة، و هي عبارة عن ثلاثة شيكات بقيمة مليوني جنيه استرليني قام بتقديمها للرئيس عبد الناصر الذي حولها بدوره لصالح مشاريع التصنيع في الإقليم الشمالي، و قد أورد الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه "يا صاحب الجلالة" الصادر عام 1963 الكثير من التفاصيل حول هذه المؤامرة و من بينها أرقام الشيكات الثلاثة و جميعها مسحوبة من البنك العربي في الرياض على بنك ميدلاند البريطاني و قد أودعت جميعها في حساب السراج في فرع البنك العربي في دمشق.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء مصر ..جمهورية يوليو الثائرة (الجمهورية الأولى) .. تأسيس النهضة الصناعية من الابرة للصاروخ

خيانات حرب يونيو 1967

المخصيين بالتاريخ المصرى "حكاية حزينة من الماضي"