لا أسمع لا أرى لا أتكلم . تاريخيا
لا أسمع لا أرى لا أتكلم
هذه الحكمة هي قاعدة تاريخية ذهبية ومثل شعبى يابانى له عدة مفاهيم:يُصور بأختصار "لا أرى شرًا لا أسمع شرًا لا أتكلم شرًا"
الأولى هي ألا تكون متلصصاً أو فضولياً أو نماماً
الثانية هي أن استخدام حاستي البصر والسمع بسوء قد ينعكس أيضاً عل أقوال وأفعال الشخص
الثالثة هي ألا ترى بسوء أو تسمع بسوء أو تتكلم بسوء ولكننا في الآونة الأخيرة أساءنا استخدامها .. حيث أصبحت تعبر عن السلبية فقط.
وللاسف استخدم هذا المثل الشعبى اليابانى فى مصر أسوأ استخدام اذ أصبح يمثل الانصياع الكامل للتعليمات بلا فكر او تدخل وغالبا ما يمثل أقصى درجات النفاق
تعود قصة هذه القردة الثلاثة الشهيرة والتي تجسدت على شكل تماثيل بقرد يغطي عينيه (ميزارو)، وقرد يغطي أذنيه (كيكازارو)، وقرد يغطي فمه (إيوازارو) إلى القرن السابع الميلادي في معبد توشوغو الياباني الشهير، وتعبر عن حكمة مفادها "لا أرى شراً، لا أسمع شراً، لا أتحدث شراً".
وقد كان الغرض من ظهور هذه الحكمة المتمثلة بالقردة الثلاثة إلى تجنب سماع أو مشاهدة الأمور السيئة والشرور والتحدث بها، لكن أصبح الكثير من الناس في ذلك الوقت يعتقدون أن الهدف من الحكمة هو الإبتعاد عن كافة الشرور وبكل الطرق بشكل مطلق ونهائي، هذا ما دفع الفلاسفة إلى رفض هذا التفسير الخاطئ الذي يضعف النفس البشرية ويجعل الناس تهرب من أزماتها دون البحث عن حلول، وقاموا بوضع لها هذا التفسير الاكثر عمقاً وصواباً: "الغرض من الحكمة، ليس تجنب سماع أو مشاهدة الأمور السيئة والشرور، بل فقط عدم جعلها تؤثر على النفس، حتى لا تحولك يوماً إلى شخص سيئ مثلك مثل من يرتكبون تلك الشرور، لذا فالمطلوب من الحكمة ليس الهروب من الأزمات عبر اجتنابها، بل مواجهتها بشجاعة دون أن تدعها تغير أفضل ما فيك."
العبرة من أسطورة القردة الحكيمة الثلاثة
القرد الذي يغطي عينيه: ميزارو
ويمثل هذا القرد بضرورة عدم النظر إلى الشر، وأن تغلق عينيك عن كل شيء لا خير فيه أو فائدة.
القرد الذي يغطي أذنيه: كيكازارو
يؤمن اليابانيون بأنه إذا كانت المعلومة مؤذية وغير مفيدة فيفضل عدم سماعها ومعرفتها، حيث يُنظر في اليابان لمن ينشر الإشاعات، النقد أو الأخبار السيئة بشكل سلبي للغاية، ويرون بأنه من الأفضل سد الأذنين في وجه بعض أنواع المعلومات حتى يحافظون على التوازن.
القرد الذي يغطي فمه: إيوازارو
يرى أحد الفلاسفة اليابانيين أن هذا القرد يعني ضرورة عدم الثرثرة أو النميمة ونشر الشر، وهو يرتبط أيضًا بالتوصية بعدم التعبير عن عدم الرضا أو المشاعر السلبية، حيث أن التعقل يشكل جانب هام من عدم الإفراط في إظهار عالم المشاعر الخاص بك، فالأمر يتعلق بالتحفظ ورباطة الجأش.
اعداد محمد شوقى السيد
تعليقات
إرسال تعليق