قراءة فى الملف السرى للملك فاروق
قراءة فى الملف السرى للملك فاروق
هذا الكتاب يكشف بالتفصيل الجانب الخفى و الشخصى من حياة الملك فاروق و يبين الأسباب الرئيسية التى أدت إلى إنهيار نظامه و زوال الملكية نهائيا من مصر
كذلك ترجع أهمية هذا الكتاب إلى انه يكشف أسرار حادث 4 فبراير 1942 المؤسف و الظروف الغريبة التى صاحبته عندما بعث السفير البريطانى سير مايلز لامبسون أنذارا للملك فاروق يعرض فيه أمامه خيارين إما تعين النحاس باشا رئيسا للوزراء أو التنازل عن العرش و حاصرت القوات البريطانية يومها قصر عابدين كإجراء تهديدى
و مادة هذا الكتاب إستقاها المترجم أحمد فوزى من كتاب أخر ملوك مصر تأليف الإنجليزى هيوج ماكليف الذى يقول فى مقدمته أنه جمع مادة كتابه من إتصالاته و تحقيقاته الشخصية مع افراد عاصروا أحداث تلك الفترة من حياة مصر عن قرب و من وثائق رسمية
ثم وقع فى يد المترجم عرض واف لكتاب أخر عنوانه فاروق مصر تأليف الإنجليزى بارى كلير ما كبرايد يركز إهتمامه اساسا على حادث 4 فبراير و يتضمن بعض التفاصيل و الأسرار و منها عرض لردود الأفعال الداخلية و الخارجية لحادث 4 فبراير و من هذه الردود أن جوبلز وزير دعاية ادولف هتلر كتب فى مفكرته بعد حادث 4 فبراير و تولى النحاس باشا رئاسة الحكومة المصرية بأربعة ايام ما يلى /
إن إعادة تشكيل الحكومة المصرية لم يحدث تغيرات مثيرة إذ اعلن النحاس باشا أنه يعتزم تنفيذ المعاهدة مع إنجلترا دون أى تحفظات إلا أننى ما زلت أمل أن يتصرف بصورة أكثر إيجابية تجاهنا
و من التفاصيل الاخرى التى أوردها ما كبرايد أن الملك فاروق أعلن أمام أصدقائه و معاونيه أنه قال للسفير البريطانى عندما طلب منه إما تعيين النحاس و إما التنازل عن العرش :
عندما أكون مستعدا للتنازل يا سير مايلز فإننى سوف أفعل ذلك عن طيب خاطر و برغبتى التامة و بلغة شعبى أننى لن أوقع هذه الورقة وثيقة التنازل و سوف أعين النحاس باشا رئيسا للحكومة لكننى افعل هذا فقط للحيلولة دون إراقة الدماء فى شوارع القاهرة لكنك يا سير مايلز سوف تاسف على هذا التصرف إلى الأبد
كما قال ما كبرايد أن الملك صدم كثيرا و حلت به موجة عارمة من الضيق و الغضب بسبب ما حدث له و أنه أعلن فى اليوم التالى أنه قد تسلم مذكرة خاصة من جنرال ستون قائد القوات البريطانية و الشرق الأوسط فى ذلك الوقت و الذى شارك لامبسون فى تقديم الإنذار للملك قال فيها :
مولاى إننى أعتذر كثيرا عما حدث بالأمس و أنا أعرف أنك سوف تدرك أننى رجل عسكرى ولابد من أن أطيع الأوامر
يعانون البؤس والفاقة
ولا سبيل لمكافحة الفقر إلا بالتصنيع في البلاد
وجميع الحكومات المتعاقبة على الحكم مسؤلة عن ذلك (((حيث لم تهتم بالصناعة))) وليس لدينا حجة في ذلك فلدينا جميع المواد الخام، والأمم الصناعية تتحكم في الأمم الزراعية، فالصناعة هي القوة والثراء والاستقلال الاقتصادي، حيث الزراعة مجلبة للفقر والأراضي الزراعية تتناقص عامًا بعد عام ويضاف إلى ذلك سوء توزيع الملكية الزراعية ويكفي أن نعلم أن مجموع أراضي مصر ٢٥٢ مليون فدان المنزرع منها خمسة ملايين فقط
عبدالحميد عبدالحق باشا
جريدة المقطم ٢ فبراير ١٩٥٢
تعليقات
إرسال تعليق