أبطـال رأس الـعـش
أبطال منسيون
أبطـال رأس الـعـش
معركة رأس العش دارت فى اليوم الأول من شهر يوليو 1967اى عقب ثلاث اسابيع فقط من نكسة يونيو ، حيث تقدمت قوة إسرائيلية شمالا من مدينة القنطرة شرق ـ شرق القناةـ فى اتجاه بورفؤاد لتحتل بورسعيد، وتلك كانت المنطقة الوحيدة فى سيناء التى لم تحتلها إسرائيل أثناء حرب 67. وكان يدافع عن رأس العش ـ جنوب بور فؤاد ـ قوة صاعقة عددها 30 مقاتلا كل ما لديها أسلحة خفيفة فى النهاية، بينما كان مع القوة الإسرائيلية 10 دبابات وقوة مشاة ميكانيكا فى عربات نصف جنزير، فضلا عن طائرة استطلاع ووقت كاف للتحضير للهجوم دون عوائق. واستمات المقاتلون المصريون بشكل مذهل فى صد الهجوم الأول وأفقدوا العدو 3 دبابات ثم الثانى الذى استمر معظم الليل إلى أن انسحبوا، كان عبد الناصر يتابع المعركة ولم ينم إلا بعد انتهائها وكافأ كل من اشترك فيها، وظل قطاع بورفؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الذى ظل تحت السيطرة المصرية حتى نشوب حرب أكتوبر 1973
خسائر العدو الإسرائيلي
تمكنت قوات الصاعقة المصرية من تدمير 3 دبابات و7 عربات مجنزرة نصف جنزير والحصول على 28صندوق ذخائر متنوعة وخسارة كبيرة في الأفراد والضباط ولاذت باقي الدبابات والعربات المجنزرة بالفرار بعد أن التحقت بهم الكتيبة 43 صاعقة هزيمة ساحقه ولم يعاود العدو الإسرائيلي الاقتراب من منطقة رأس العش حتى نصر أكتوبر المجيدة.
أهم أبطال معركة رأس العش
فأصبحت معركة رأس العش الشرارة الأولى لحرب الاستنزاف والدليل القاطع على أن الجيش المصري لا يترك ثأره أبدا.
شهادة عن أحد ابطال المعركة
بينما أنا أقلب صفحات الجريدة الرسمية بحثا عن نص القرار الجمهوري الخاص بتعيين الشيخ محمد خاطر مفتيًا للجمهورية؛ إذ وقعت عيني على هذا القرار الجمهوري المرفقة صورته، والذي أصدره الرئيس جمال عبد الناصر منذ خمسين عامًا بالضبط، ويقضي بأعفاء السيارة الفيات التي استوردها (الرائد أحمد شوقى عبد الحليم أحمد عليوة ) من الرسوم الجمركية، فضحكت وكان انطباعي الأول أنها محسوبية لأحد الضباط المقربين من جمال عبد الناصر، أو من أحد الضباط الأحرار أو شبه الأحرار.
وبعد أن قلّبت الصفحة دفعني الفضول لأعود إليها مرة أخرى وأتأكد من الاسم، ثم أبحث عن هذا الرائد لأرى ابن مَن هو ؟! وكانت المفاجأة :
في يونيو 1967 ضربت إسرائيل مطاراتنا وطائراتنا واحتلت سيناء ولم يبق على الضفة الشرقية ، إلا مدينة بور فؤاد المواجهة لبورسعيد، وتقدم رتل من الدبابات الإسرائيلية مع غروب شمس يوم 30 يونيو 1967 لاحتلالها، وكان الطريق إليها يمر عبر مدق ضيق عرضه حوالي ستين مترًا في شرقه ملاحات، وفي غربه القناة، وهناك كان البطل ملازم أول أحمد شوقي عليوة صاحب فكرة عمل كمين للعدو في (رأس العش) شرق بورفؤاد، حيث تم تلغيم المدق عند نقطة رأس العش بألغام مضادة للدبابات قام بزرعها الملازم أول أحمد شوقي عليوة مع بعض أفراد القوة السودانية، بينما كمن ثلاثون فردًا من أبطال الصاعقة المصرية مسلحين بأسلحة خفيفة، حيث تصدوا للعدو ودمروا بعض الدبابات التي تخبطت وسقط بعضها في حقول الألغام، وانسحبت القوات الإسرائيلية تجر أذيال الخيبة مع شروق شمس أول يوليو 1967، لتبقى بورفؤاد حرة حتى حرب أكتوبر.
المعركة لم تكن سهلة، فقد كانت معركة عنيفة جدا، وكثافة النيران الإسرائيلية رهيبة، وكل أفراد الكمين المصري استشهدوا أو أصيبوا، لم يخرج واحد منهم سليمًا، لكنهم تشبثوا بالأرض وقرروا ألا يمر العدو إلا على جثثهم، ربما يكون هذا هو وجه الشبه بين معركتي كمين رأس العش وكمين البرث، التشبث بالأرض والصمود لآخر رجل وأخر طلقة، ولكن في كل الأحوال المقارنة ستكون ظالمة لأبطال رأس العش، فلا مجال للمقارنة أصلا. وفي تلك المعركة أصيب أحمد شوقي، وأمر عبد الناصر بنقله مع بقية الجرحى بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى المعادي العسكري، وتمت ترقيته في اليوم التالي إلى رتبة النقيب، مع منحه نوط الشجاعة. وفي سنة 1970 كان قد أصبح رائدًا في الجيش عندما صدر هذا القرار الجمهوري بإعفاء سيارته من الرسوم الجمركية. مكافأة صغيرة لبطل كبير يستحق هو ورفاقه فيلمًا كفيلم (الممر) أو مسلسلًا كمسلسل (الاختيار). وأقترح أن يكون عنوانه (المدق).
تعليقات
إرسال تعليق