سرقة مسلات مصر وانتشارها بالعالم

 هل فكرت في يوم أن تسرق مسلة ؟

اليكم الطريقة المثالية لسرقة المسلات
معظمها خرج فى عصر محمد على


فى بداية تولي محمد علي للحكم ازداد الصراع بين انجلترا وفرنسا على الاثار المصرية، فوجد في هذا الأمر غنيمة يستطيع أن يساوم بها تلك الدولتين لدعم موقفه امام الإحتـــلال العثماني .
فقرر اهداء مسلتي كليوباترا بالاسكندرية (مسلتي تحتمس الثالث في مدينة هليوبوليس القديمة سابقا ) لتلك الدولتين .
فلما وصل شامبليون في عام ١٨٢٨
بعث برسالة لأخيه الاكبر شامبليون-فيجياك في 24 نوفمبر تضمن فيها
"يعجز لساني عن وصف واحد من ألف مما يجب وصفه عند التعرض لمثل هذه الأشياء، فإما أن يظنني الناس مفعما بالحماس أو معتوها مجنونا إذا نجحت في إعطاء صورة ولو شاحبة هزيلة عنها ... أعترف أننا في أوروبا لسنا سوى أقزام، وأنه لا يوجد شعب، قديما أو حديثا، بلغ فهم وتصور فن العمارة بمثل هذه الدرجة الرفيعة التي بلغها المصريون القدماء."
كما قال في رسالته لشقيقه بتاريخ 4 يوليو/تموز 1829:
"أشعر حيالهما بالشفقة والرثاء (يقصد مسلتي كليوباترا) منذ أن رأيت مسلات طيبة (الأقصر). فإن كان محتما نقل مسلة مصرية إلى باريس فلتكن إحدى مسلتي معبد الأقصر ".
"ستصبح فرصة عظيمة لعرض أثر مثل هذا القدر من الروعة في فرنسا بدلا من الأشياء التافهة والزينة الرخيصة التي نسميها نحن بكل زهو آثارا وطنية، والتي تصلح بالكاد لتزيين صالونات صغيرة ... إن كتلة كتلك المسلة المهيبة تكفي بمفردها للتأثير بشدة على العقول والأعين. كما أن عمودا واحدا من أعمدة الكرنك يعد أثرا بمفرده أكثر من الواجهات الأربعة لفناء متحف اللوفر".
قررت بعدها فرنسا الإستغناء عن فكرة أخذ مسلة كليوباترا بالإسكندرية، وشرعت بعدها في عملية سرقة مسلة الأقصر بعد أن طلبتها من الحاكم الأجنبي لمصر محمد علي .


المصادر
-"الرسائل واليوميات خلال رحلة مصر" التي جمعتها المؤرخة هرمين هارتلبن.
- Egyptian Obelisks Gorringe, Henry H.


" في ربيع عام ١٨٧٩ وفي طريقي عودتي إلى القنصلية توقفت لزيارة شريف باشا رئيس الوزراء بقصر عابدين، وفي ظرف دقائق قليلة دخل شريف باشا، ليعرب فيها عن أسفه لأنه تأخر لدى الخديوي بسبب أعمال هامة.
كنا قد مررنا خلال قاعة طويلة ونزلنا السلم وكنا على وشك الانصراف من الباب الذي تنتظر عنده عرباتنا حينما قال الباشا : أظنك تفضل مسلة الإسكندرية، أليس كذلك ؟
فأجبت: نعم، إن هذه المسلة تقع في مكان يسهل معه نقلها عن المسلات الأخرى.
فأجاب شريف باشا: “حسناً، لقد قررنا أن نعطيها لكم …”.
فشكرته وقلت: ينبغي أن يكون هناك شيء مكتوب يؤكد منح المسلة حتى أرسله إلى وزير الخارجية بواشنطن، ومن الأفضل أن تمنح المسلة إلى مدينة نيويورك مباشرة وإلا فسوف تكون هناك بعض التعقيدات التي تحتاج إلى موافقة الكونجرس.
فأجاب شريف باشا : سنمنحكم المسلة، وافعلوا ما تشاءون، اكتب إلى مذكرة توضح ما تود أن تفعل بها مبيناً فيها أن الولايات المتحدة ستتحمل مصاريف نقلها، ثم سلم المذكرات إلى سكرتيري العام“.
بهذا الحوار انتهى المشهد قبل الأخير من خروج آخر مسلة فرعونية خرجت من مصر، والتي كانت تتصارع الدول الكبرى من أجل الحصول عليها، تلك المسلات التي تتفرد بها الحضارة الفرعونية دوناً عن غيرها من الحضارات والتي كانت تصنع تخليداً لذكرى الانتصار في المعارك الحربية، وكان هناك ما لا يقل عن 100 مسلة لم يبق منها سوى 5 مسلات، وظلت تختفي من مصر لتظهر بعدها في عواصم العالم.
إذ بدأت هجرة المسلات من مصر إلى الخارج قبل الميلاد، حيث تشير المصادر إلى أن آشور بانيب استولى بعد غزوه لمصر سنة 665 ق.م على مسلتين مكسوتين بالبرونز نقلهما من طيبة إلى نينوي عاصمة المملكة الآشورية، ثم استيلاء الرومان على أكبر عدد من المسلات ثم بريطانيا وتركيا وفرنسا وأخيراُ الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي ذلك المشهد يكون ألبرت فارمان القنصل الأمريكي في مصر بين عامي (١٨٧٦-١٨٨١) قد أنهى مشواراُ طويل من المفاوضات بدأ في خريف عام ١٨٧٧ مع الحكومة المصرية بشأن حصول الولايات المتحدة الأمريكية على مسلة كليوباترا بالإسكندرية كهدية تعزيزاً للعلاقات المصرية الأمريكية.
إذ تعود المفاوضات إلى ٤ مارس ١٨٧٨، حيث كان اللقاء الأول للقنصل الأمريكي مع الخديوي إسماعيل لعرض طلب الولايات المتحدة في الحصول على أحدى مسلات مصر الفرعونية، أسوة بمسلة باريس ومسلة لندن، وسيلتزم ثري أمريكي من مدينة نيويورك بتحمل تكاليف نقلها وإقامتها هناك، وقد أبدى الخديوي إسماعيل موافقته المبدئية على الإهداء.
تعثرت المفاوضات قليلاً مع تولى نوبار باشا “رئيس وزراء مصر الأول”، إذ أبلغه نوبار أن الإنجليز قد طلبوا مسلة الأقصر إلا أن مريت بك عارض بشدة نقل مسلتي الكرنك وهليوبليس وأن نوبار باشا يرى أن الأنسب للأمريكان الحصول على مسلة الإسكندرية، وحال الاضطراب المالي والسياسي الذي كان يضرب مصر أنداك دون تنفيذ الاتفاق ، واستقال نوبار باشا سريعا، ولم تنجح المفاوضات إلا في عهد شريف باشا.
ويأتي المشهد الأخير سريعاً، إذ بدأ ألبرت فارمان إجراءات نقل المسلة عقب موافقة الخديوي على نقلها، إلا أن عزل إسماعيل من عرشه وتولى الخديوي توفيق أعاق التنفيذ بعض الشيء مرة أخرى، وأخيراً نجح فارمان في إنهاء الإجراءات وأبحرت الباخرة “دسوج” تحت إشراف الملازم الأمريكي غورينج بسلاح البحرية الأمريكية من الإسكندرية في ١٢ يونيه ١٨٨٠، واستغرقت عملية الشحن للمسلة التي يبلغ وزنها 244 طن والمنحوتة من الحجر الجرانيتي حوالي ثمانية أشهر للوصول إلى نيويورك ثم احتاجت إلى ستة أشهر إضافية بعد وصولها لإنزالها بتكلفة إجمالية بلغت ١٠٣ ألف دولار آنذاك تحملها السيد وليام فاندربيلت، وتم إقامتها في موقعها الحالي بحديقة سنترال بارك أكبر حدائق منهاتن، ليكون الخروج الأخير لأخر مسلة فرعونية من مصر.
لعب ألبرت فارمان دوراً محورياُ في العلاقات المصرية الأمريكية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، شأنه شأن كثير من القناصل الأجانب في مصر أنداك تتدخل فارمان بشكل كبير في الشئون الداخلية المصرية مع ازدياد نفوذ القناصل الأجانب في مصر مع نهاية عصر إسماعيل، وقد مارس فارمان هذا الدور باقتدار فبكل سهولة استطاع الحصول على مسلة كليوباترا من الخديوي، وقام بجولاته في ربوع مصر لجمع أكبر قدر من العملات والخزف والفخار والآثار المصرية الموجودة حالياً بمتحف متروبوليتان نيويورك.



مسلات مصرية حول العالم 

تركيا 

في ميدان السلطان أحمد باسطنبول مسلة مصرية تقف مواجهة للمسجد الأزرق، هذه المسلة تم نقلها في عهد الأمبراطور الروماني ثيودوسيس الأول عام 390 م، وهي تنسب للفرعون تحتمس الثالث و كانت قائمة أصلاً في معبد الكرنك في الأقصر، الرومان قاموا بتجزئة المسلة الى ثلاث قطع لتنقل على متن المراكب عبر النيل إلى الاسكندرية و منها إلى اسطنبول التي كانت تدعى آنذاك القسطنطينية حيث أعيد تركيبها من جديد في مكانها الحالي الذي كان في ذلك الوقت ميداناً لسباق الخيل. 




فرنسا
في ميدان الكونكورد في قلب العاصمة الفرنسية باريس تنتصب مسلة مصرية أهداها حاكم مصر محمد علي لفرنسا عام 1829 م اعترافاً بالمجهودات التي بذلتها فرنسا في المساعدة للكشف عن الآثار المصرية، يعود تاريخ المسلة إلى عهد الفرعون رمسيس الثاني حيث كانت تنتصب في مدخل معبد الاقصر، و الحقيقة أن هدية محمد علي لفرنسا كانت عبارة عن مسلتين لا واحدة لكن المسلة الثانية بقيت لحسن الحظ في مصر لأن الفرنسيين عجزوا عن نقلها إلى فرنسا لضخامة حجمها. 


ايطاليا
تستحوذ إيطاليا على أكبر عدد من المسلات خارح مصر حيث يوجد فيها 13 مسلة منها 8 في العاصمة روما وحدها نقل معظمها خلال الحقبة الرومانية، أشهر هذه المسلات على الإطلاق هي المسلة التي تتوسط ميدان القديس بطرس في الفاتيكان و يعلوها صليب ضخم، تاريخ المسلة غير معروف تماماً و قد تم نقلها إلى إيطاليا عام 37 م في عهد الامبراطور الروماني كاليغولا الذي زين بها الحلبة التي كانت يتم فيها الإعدام العلني لأتباع الديانة المسيحية، في حين تم نقلها إلى مكانها الحالي في عهد البابا سيكتوس الخامس عام 1586 م .

بريطانيا
في بريطانيا 4 مسلات مصرية أشهرها مسلة كليوباترا في العاصمة البريطانية لندن و التي يعود تاريخها إلى عهد الفرعون تحوتموس الثالث حيث كانت منصوبة أساساً في معبد هليوبوليس، المسلة تم إهداؤها إلى بريطانيا من قبل محمد علي حاكم مصر عام 1819 م احتفالاً بذكرى انتصار البحرية البريطانية على البحرية الفرنسية في معركة أبي قير، لكن نقل المسلة تأخر حتى عام 1877 م حين استطاع البريطانيون أخيراً ترتيب أمر نقلها بحراً حيث تم نصبها في مكانها الحالي عام 1878 م. 



الولايات المتحدة الامريكية
في حديقة سنترال بارك الشهيرة في مدينة نيويورك مسلة مصرية تدعى مسلة كليوباترا، المسلة تم إهداؤها من قبل الخديوي إسماعيل إلى القنصل الأمريكي بالقاهرة عام 1877 م كعربون صداقة بين البلدين، و قد تم نقلها إلى نيويورك و نصبها في مكانها الحالي عام 1881 م. 


رسم للزرافة التي أهداها محمد علي باشا والي مصر إلى شارل العاشر ملك فرنسا في عام 1827

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهات خيانات حرب يونيو 1967

المأساة .. حكاية حزينة من الماضى ..فيلق العمال المصرى .. خطف واقتياد اكثر من مليون مصرى للعمل سخرة بالحرب العالمية الاولى

ملخص مذكرات حرب أكتوبر للفريق سعد الدين الشاذلى