الصورة الاخرى لمذبحة المماليك

 الصورة الاخرى لمذبحة المماليك

المذبحة التي راح ضحيتها حوالي 1500 من كبار زعماء المماليك في مصر ..
حين سكتت أمينة هانم عن الكلام بعد مذبحة القلعة
الصورة لباب العزب قبل الترميم سنة 1868

خلف باب العزب بقلعة صلاح الدين في القاهرة في مارس من عام 1811 حدثت واقعة الغدر بالمماليك و كانوا قد جاءوا للاحتفال مع محمد علي باشا بخروج الجيش للقضاء علي الحركة الوهابية في الحجاز , جاءوا و هم يرتدون أغلي الثياب و في أبهي زينتهم و لا يحملون السلاح ..

و عند مغادرتهم لباب العزب يتفاجئون بالابواب تنغلق امامهم و الجنود الواقفين اعلي الاسوار يمطرونهم بوابل من الرصاص ..

محمد علي باشا في هذة الاثناء كان لا يزال جالسا في قاعة الاستقبال ..
و القهوة التي تناولها زعماء المماليك منذ قليل قبل مغادرتهم لم تبرد بعد
و أصوات الاستغاثات و الصراخ تملئ الاجواء و تنشر حالة من الفزع أشبة بيوم القيامة , حتي أن محمد علي باشا نفسه اصابه الرعب عند سماعه لاستغاثات امراء المماليك .

سليمان بك البواب كبير المماليك جري ناحية الحريم يستغيث بهم و هو مصاب رغم ما في ذلك من مهانة , لكن الجنود لاحقوه بسيف و جزوا رقبته , أحدهم جري يستغيث بإبراهيم باشا لانه صديقه , لكن ذلك لم يشفع له و جز الجنود رقبته ..

في نهاية اليوم كان الجنود قد جمعوا 500 راس و وضعوها في كومة عند قدمي محمد علي باشا الجالس علي أريكته في قاعة الاستقبال ..

الوحيدة التي كرهت ما حدث هي أمينة هانم زوجة محمد علي باشا التي اصيبت بحالة من الهلع الشديد و حرمت نفسها علي زوجها بسبب تلك الواقعة ...

محمد علي باشا يريد أن يحكم بالحديد و النار بعد أن تخلص من أقوي منافسيه
فأمر بتعليق روؤس القتلي علي أبواب مساجد القاهرة ليري الناس ماذا فعل الباشا مع معارضيه فلا يجرؤ احدا علي تكرار منازعته في حكم مصر ..
لوحة رسمها المستشرق الفرنسي J.L. Gérôme
لروؤس زعماء المماليك في مصر (مذبحة المماليك) معلقة علي أبواب أحد مساجد القاهرة سنة 1811 بعد أن دعاهم محمد علي باشا لحفل غداء في القلعة و دبر لهم مذبحة وقتل منهم حوالي 1500 رجلا ... علقت روؤس الجثث علي أبواب مساجد القاهرة لبث الرعب في نفوس الأهالي و ترهيبهم من عاقبة الاقدام علي عصيان أوامر الباشا أو محاولة التمرد عليه .

و لتأكيد تثبت حالة الرعب في عقول الناس , أمر الباشا كتائبه بالنزول من القلعة و قتل من تبقي من المماليك في القاهرة و الاستيلاء علي ممتلكاتهم و زوجاتهم و ملاحقة حتي شركائهم في التجارة ... و تم قتل 1500 اخرون داخل القاهرة .

ولانه علي الباغي تدور الدوائر فقد كان للقدر أن يذيق محمد علي باشا من نفس الكأس , قتل ابنه طوسون و هو في ريعان الشباب اثناء الحرب في الحجاز ..

ثم فقد ابنه الثاني اسماعيل اثناء معارك السودان و قد قتل اسماعيل مغدورا بعد حفل غداء تم حرقه هو و جنوده حتي تفحم جسده ..

و في أواخر ايامه اصيب الباشا بالخرف و لم يعد قادرا علي استيعاب ما يحدث حوله فعزله ابنه ابراهيم و تولي الحكم بدلا منه , لكن ابراهيم باشا لم يستمر سوي بضعه اشهر و مات مريضا , و عندما مات ابراهيم لم يخبر أحدا محمد علي باشا بنأ وفاة ابنه , فالباشا بالنسبة لهم مجرد رجل مخبول يعاني الخرف و لا يدري من أمره شئ ..

و مات محمد علي باشا في عهد حفيده عباس حلمي باشا الاول و إجريت له جنازة متواضعه جدا , حتي ان الدكاكين لم تقفل ابوابها و لم يهتم الحفيد بتعظيم امر جده و الاهتمام بجنازته حتي إن القناصل الاجانب اندهشوا من تواضع مراسم جنازة الباشا مؤسس مصر الحديثة .

في عهد الخديوي اسماعيل تم ترميم باب العزب و بناء مدخل جديد امام الباب .


بعض المصادر
حين سكتت امينة هانم عن الكلام بعد مذبحة القلعة


ابراهيم باشا ومذبحة القلعة الثانية بأسنا
مذبحة المماليك بإسنا!!
معروف لدينا أن محمد علي قضى على منافسيه من المماليك بعد أن أمّنهم، فقضى على المئات منهم في مذبحة القلعة الشهيرة عام 1811م.

لكن قد لا تكون مشهورة لدينا تلك المذبحة الأخرى التي حيكت للماليك الفارين جنوبا إلى الصعيد في العام التالي مباشرة عام 1812م.

يقول الرحالة السويسري بوركهارت (1784 – 1817م) عن هذه الواقعة التي حدثت باسنا قبل أن تتطأ قدماه هذه المدينة بعام واحد: "اعتصم هؤلاء الفرسان – يقصد باقي المماليك الفارين إلى الصعيد – الأشداء بالجبال التي يسكنها عرب العبابدة والبشارية، ونفقت خيلهم جوعا، واضطر حتى أغنى بكواتهم إلى بذل آخر فلس لإطعام جندهم، لأن العرب كانوا يبيعونهم الزاد بأفحش الأثمان. ولما حرموا أسباب النعيم والترف التي كانوا فيها بمصر منذ صباهم، رأى إبراهيم بك – ابن محمد علي – الفرصة مواتية لاقتناصهم في الفخ كما فعل أبوه بإخوانهم في القاهرة – يقصد مذبحة القلعة – وإذ صحت عزيمته على ذلك أرسل إليهم يؤمنهم ويقطع لهم أوثق العهود إذ هم نزلوا من الجبل، ويتعهد بتقليدهم وظائف في حكومة محمد علي تتفق ومراتبهم. ولا يكاد المرء يصدق كيف انطلى هذا العرض الكاذب على أكثر من أربعمائة مملوك على رأسهم عدد من البكوات، مع علمهم بمذبحة القاهرة التي وقعت في العام السابق. وهبط المماليك الجبل في جماعات صغيرة، وبينما هم في الطريق جردعم الخبراء الخونة من ثيابهم، فوصل الجميع معسكر إبراهيم بك قُرب اسنا عُراة باستثناء ثلاثين منهم تقريبا.
وبعد أن التأم شملهم ولم يعد ينتظر وصول هذه القلة – أي الثلاثين المتأخرين – صدرت الإشارة بذبحهم، فذُبحوا عن بكرة أبيهم، هم ونحو مائتين من العبيد السود، ذبح النعاج في ليلة واحدة، ولم يترك منهم على قيد الحياة سوى مملوكين فرنسيين إجابة لرغبة طبيب إبراهيم بك... وأعجب العجب أنك لا تزال تجد من الناس من بلغت بهم الغفلة مبلغا يوقعهم في فخاخ كهذه"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء مصر ..جمهورية يوليو الثائرة (الجمهورية الأولى) .. تأسيس النهضة الصناعية من الابرة للصاروخ

خيانات حرب يونيو 1967

المخصيين بالتاريخ المصرى "حكاية حزينة من الماضي"