مهنة الأمشجى بالتاريخ المصرى

 مهنة الأمشجى بالتاريخ المصرى

 

الأمشجية 

الأمشجية هي مهنة انقرضت بالعصر الحديث تحديدا بالقرن العشرين مع نهاية حكم اسرة محمد على  .

 أما الأمشجي فهو الشخص الذي يمهد الطريق لعربة من عربات علية القوم وكبار رجال الدولة . كان الأمشجي مشهور بعبارة يرددها المصريون حتى الآن وهي: «وسع يا جدع» أو "ياناس ياعسل .. الباشا وصل" حيث كان يجري حافيا امام العربات التي تجرها الخيول ليوسع الطريق لتلك العربات 

هى مهنة كانت موجودة في مصر حتي القرن الماضي بمسميات مختلفة وفق كل عصر 

وتسمية الأمشجية هى مصطلح عرفه المصريون أيام الحكم العثمانى على مصر وهى مشتقة من اللغة التركية حيث كلمة أمشجى من مصطلح أمشة أو قمشة بمعنى السوط او الجلد تم تحريفها وإدخال ال "جى" اليها نسبة لصاحب المهنة لتصبح أمشجى بمعنى حامل السوط ولذلك كان يٌنظر اليهم بمزيج من الخوف والاشمئزاز والاحتقار 

وقال فيهم المتنى قديما 

لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد.

        هذه الصورة النادرة يظهر فيها الأمشجية أمام عربة فى حراسة أحد أعيان القاهرة .ويرجع تاريخ الصورة إلى عام 1875 م .

يركض في الشارع حافي القدمين يرتدي زيا وثيابا مهترئة مختلفا عن باقي المارة من بنطال فضفاض أبيض اللون بالكاد غطى ركبتيه وقميص غطاه بصدرية مزركشة ويعتلي رأسه الطربوش تتدلى من أسفله خيوطا سوداء حتى لا تشبه طرابيش الأفنديات والبشوات يصوب عينيه نحو هدف طويل المدى لا تلمحه بعيناك ولكن تركيز ذلك الرجل فيه يشعرك بالتوتر لا يتفوه بكلمات أثناء سيره باستثناء جملة واحدة يعلو صوته بها يصيح في الأرجاء قائلا:" وسّع ياجدع وسّع للبيه"أو "ياناس ياعسل .. الباشا وصل"

عرفت شوارع مصر قديما "الأمشجي" ذلك الرجل الذي تسابقت خطاه عربة الحنطور التي تحمل الأعيان وكبار رجال الدولة، من أمراء وموظفين ، فكان يسير أمامهم عرباتهم ليفسح لهم الطريق ويبعد المارة من أمامهم وكلما ركض أكثر وصاح في المارة بصوت أعلى كان أكثر إرضاءًا لغرور رب عمله الذي يتملقه الأمشجي في عمله وكانت الدولة تحفظ بها مقامات كبار رجال الدولة بتوفير الأمشجية لهم في مقابل مادي لهم

 وكان يمنع عليهم ارتداء الأحذية والسير حافيين الأقدام في الشوارع ولكن هيئته تنم عن سلطة ومقام صاحبه من قوة بدنه أو ثيابه المهندمة أو السوط والعصا الذي أمسكو به أثناء ركضهم في الشارع

تاريخ الصورة سنة 1870 .