"السخرة في حفر قناة السويس"

 

"السخرة في حفر قناة السويس"

ومجموعة من أندر الصور لحفر قناة السويس

صدر ضمن إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب (السخرة في قناة السويس) للدكتور عبد العزيز محمد الشناوي، الهد ف من صدور هذا الكتاب هو عرض صفحة مطوية في تاريخ مصر القومي منذ مائة عام معتمدا على وثيقتين هامتين من وثائق قصر عابدين والمراجع الأجنبية


** أكثر من 120 الف مصرى ضحايا حفر قناة السويس بالسخرة والتعذيب
:-:فصل برزخ الشهداء
(كتاب السخرة فى حفر قناة السويس للمؤرخ عبد العزيز الشناوى)
ان إجمالى عدد العمال الذين شاركوا فى حفر القناة نحو مليون عامل، وعدد الذين توفوا من العمال أثناء الحفر أكثر من 120 ألفاً، وبالعودة لكتاب بالغ الأهمية اسمه "السخرة فى حفر قناة السويس" للمؤرخ الدكتور عبدالعزيز محمد الشناوى. سنجد مأساة إنسانية، فقد انفرد ديليسبس بوضع لائحة للعمال وسعى لأخذ توقيع سعيد عليها، وضمنت الشركة الفرنسية من خلالها موردا بشريا هائلا تمثل فى تعبئة المصريين لحفر القناة، جاءت المادة الأولى من اللائحة لتنص على أن تقدم الحكومة المصرية العمال الذين يعملون فى أعمال الشركة تبعا للطلبات التى يتقدم بها كبير مهندسى الشركة وطبقا لاحتياجات العمل، وتناولت المادة الثانية اجور العمال فحددت أجر العامل بمبلغ يتراوح ما بين قرش ونصف القرش وثلاثة قروش فى اليوم، وإذا كان العامل دون الثانية عشرة من عمره يتقاضى قرشا واحدا يوميا، والتزمت الشركة بتقديم الخبز المقدد أو الجراية إلى كل عامل بصرف النظر عن عمره، ونصت اللائحة على فرض عقوبات على العمال الهاربين من الحفر فالعامل المهمل يخصم من اجره بما يتناسب مع مقدار إهماله، أما العامل الذى يهرب فيفقد اجر الخمسة عشر يوما المحفوظة بخزينة الشركة.[2] ونصت اللائحة أيضا على عمل مستشفى ميدانى بمنطقة الحفر ومراكز للإسعاف مزودة بالأدوية، وفى مايو 1859 بدأت اعمال الحفر وكان ديليسبس حاضرا وسط العمال والمهندسين وأمسك بالفأس وضرب أول ضربة بيده وقال للعمال: "سيضرب كل منكم بمعوله هذه الأرض الضربة الأولى كما فعلنا نحن الآن، وعليكم ان تذكروا أنكم لن تحفروا الأرض فقط ولكن ستجلبون بعملكم الرخاء لعائلاتكم ولبلادكم الجميلة. ليعيش أفندينا سعيد باشا سنوات طويلة"!.
وقد ترجمت للعمال هذه الكلمات وشرعوا يحفرون القناة تحت إشراف المقاول وهكذا بدأت المعاناة وبدأت فصول القصة المثيرة التى لم تغلق ملفاتها بعد، وكانت بداية الأزمة ان الشركة الفرنسية قررت التضحية بمئات الآلاف من العمال، حيث كان من المقرر أن يبدأ المشروع بحفر قناة مائية عزبة تصل لمنطقة الحفر بحيث توفر الماء للعمال وتوفر وسيلة مائية لانتقالهم لكن الشركة لحست وعودها وحشدت العمال للحفر مباشرة دون أن توفر لهم موردا للماء او للنقل، وهكذا بدأت اعمال الحفر وارتطمت الشركة بأخطر وأعقد مشكلة واجهتها أثناء الحفر وهى إمداد العمال وسط الصحراء بماء الشرب، وبدأ العمال يتساقطون كالذباب من شدة العطش والانهيارات الرملية. ثم توالى سقوط الآلاف بسبب انتشار أوبئة الجدرى والكوليرا والسل، وخالفت الشركة ما وعدت به أيضا حيث وعدت باستخدام وسائل متطورة فى الحفر وآليات وكراكات" لكنها لم تف بالوعد وأكرهت العامل المصرى على العمل فى ظروف قاسية معتمدا فقط على ساعديه وعلى الفأس و"القفة"!
ويروى المؤرخ فى هذا الكتاب أن سنوات الحفر الأولى للقناة شهدت أكبر عملية حشد للعمال فى التاريخ البشرى. وفى عام 1862 على وجه التحديد كان عدد العمال الذين يساقون زمرا إلى ساحات الحفر يتراوح ما بين عشرين ألفا وبين اثنين وعشرين ألفا فى الشهر الواحد، ويقول الباحث الفرنسى دوا إنه فى شهر ديسمبر 1861 ذهب سعيد باشا بنفسه إلى منطقة الحفر وشاهد أعمال السخرة، ورغب فى أن يزداد نشاط العمل فأمر بحشد عشرين ألف شاب ومنذ ذلك التاريخ وأفواج العمال لم تنقطع وكانت هذه الأفواج يتتابع قدومها شهرا بعد شهر مجتازة فى طريقها إلى البرزخ وعودتها منه الوجه القبلى والبحرى، وكثر تمرد العمال وهروبهم خاصة فى الليالى القمرية وأظهر عمال الوجه القبلى تحديا سافرا للشركة مما اضطر الشركة للاستعانة بالبوليس لإخماد تمرد العمال ومطاردتهم وتعذيبهم.

ترى من فكر بأخذ حق هؤلاء الشهداء
"120 الف مصرى ماتوا وهما بيحفروها هذة القنال ملك لمصر . احنا اغنيا كنا متهاونينت فى حقوقنا" اشهر فقرات خطاب تحرير شركة قناة السويس

رحم الله الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الوحيد الذى ثأر لدماء هؤلاء بتحرير وتأميم شركة قناة السويس . وكلنا نتذكر احد اعظم مشاهد السينما بفيلم ناصر 56
بين المبدع احمد زكى والرائعه امينه رزق
ناصر : يا امى صعب انا قاعد وانتى واقفه
اميمه الكحال (ام مصطفى) : ---- ام توجف لك ياولدى وانتى مكانك عالى عندنا --- انا مش حطول عليك الحكايه زى ما جولت لك بجالها ميت سنه او اقل شويه انا لا حضرتها ولا بووى لكن بتتحكى فى دارنا كل يوم لما شوفناها جدامنا زى ما بنشوف اولادنا - الحكايه يا ولدى ان جدى الكبير الكحال خدوه السخره وياما ناس خدوهم ف السخره جالوا انهم خدوه يحفر ترعه عند بلاد الشام لما لما اتنورنا غرفنا انها جناه السويس كانوا واخددين من شباب البلد الوفات واحد منهم رجع وحديه من كل الشباب اللى راح ورجع لنا تووبه ده = قال انه مات قتيل لكن تااره مع مين لا حكومه تنفع ولا جانوون استنينا تااره سنه ورااا سنه وولد بعد اب الحكايه بدل ما تصغر تكبر
وبعدين سمعت ف الراديو جوولت الله جمال خد التار ولألوف جدودهم ماتوا ف الحفر ودمهم جرى فى الجناال جبل ما تجرى الميه قلت ابرد قلبى واعطيك التوب د هانت احق واحد - ناصر :خالتى ام مصطفى البقيه فى حياتك
((((((البقيه فى حياتكم واستقيموا
هل فكر اى مصرى فى تعويض ضحايا حفر قناة السويس بالسخرة
فى حين كرم الرئيس الالمانى هورست كولر مؤسسة دفع التعويضات عن أعمال السخرة أو العمل القسري أثناء الحقبة النازية، ويؤكد أنه لا يمكن تعويض المعاناة بالمال. لكنه اعتبر هذا التعويض لحوالي 1.7 مليون ضحية بمثابة اعتراف بحيثيات معاناتهم.


أندر أقدم صور لحفر قناة السويس (ارشيف د على مصطفى الحفناوى)

اثناء نقل الرمال من حفر قناة السويس وصورة من ستينات القرن التاسع عشر..










تناول كتاب السخرة فى حفر قناة السويس لدكتور عبد العزيز الشناوى  
 ويتناول المؤلف في هذا الكتاب نشأة نظام السخرة في مصر لحين بدء العمل في حفر القناة في سنة 1859 مع عرض لهذا النظام وعيوبه والعقبات التي أعاقت تنفيذ هذا المشروع من جهة قصر عابدين والمعارضات الأجنبية لحفر قناة السويس.

ويحتوى الكتاب على خمسة عشر فصلا ؛ الفصل الأول يتناول عهد التسلط القنصلي في مصر منذ صدور عقد الامتياز الأول مع عرض لأسباب معارضة انجلترا للمشروع ؛أما الفصلان الثا ني والثالث فيعالجان مشكلة الأيدى العاملة مع تعطيل لائحةالعما ل, وفى الفصل الرابع يتناول المؤلف دعاية الشركة في جمع العمال مرة أخرى لتنفيذ المشروع من خلال السخرة المقنعة والسافرة وهذا يتضح من خلال عرض المؤلف لهما في. الفصلين السادس والسابع.

وفى الفصلين الثامن والتاسع يتعرض الكاتب للإسراف في استخدام السخرة والنفاق الانجليزي؛ أما الفصل العاشر يتحدث عن الفلاح المصري في مجلس العموم؛ ويتحدث الكاتب في الفصلين الحادي عشر والثاني عشر عن موت العمال عطشا في ساحات الحفر وكذلك بسبب تفشى الأوبئة والأمراض. ويتحدث الفصلان الثالث عشر والرابع عشر عن أجور عمال السخرة وجناية سعيد وشركة القناة على الاقتصاد المصري . أما الفصل الخامس عشر والأخير فيتحدث عن كون الشركة مدينة بحفر القناة لنظام السخرة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء مصر ..جمهورية يوليو الثائرة (الجمهورية الأولى) .. تأسيس النهضة الصناعية من الابرة للصاروخ

المخصيين بالتاريخ المصرى "حكاية حزينة من الماضي"

خيانات حرب يونيو 1967