أعوان الظالمين
أعوان الظالمين
هل تعلم أن الله عز وجل توعد أعوان الظالمين أكثر من الظالمين أنفسهمكثيرا ما يرى بعضنا ممن يتدبرون الامور ويتفكرون فيما يحدث حولهم بعض الملمات والاحداث التى تحدث لبعض الناس تأتى عقب افعال سيئة فعلوها تتمثل غالبا فى أعانة الظلم وليس الظلم نفسه كطرف رئيسى
فمثلما يدعو كثيرا منا الله أن يصيب الظالمين ويختصهم بما ينزل من مصائب على العباد ولكن المشاهد لا يحس بذلك وكما يريد وذلك لان الله يؤخرهم الى حين (قد تكون نهاية الدنيا او يؤخره الى الاخره)
فمن صفات العدالة الألهية تركه حتى يرتدع فأن لم يرتدع تكون له سوء العاقبة فصفة الظالم الاساسية هى الانسان الذى لا يحركه ضميره ونفسه للمحاسبة الذاتية ولا يرتدع
قال تعالى
"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ "
"وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا"
"وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ"
أما أعوان الظالمين
فهم أذرع الظالم الأساسية فى تنفيذ ظلمهم بل وساندوه فى ظلمه لاغراض فى انفسهم او مصالحهم الخاصه ومكانتهم وصورهم أمام الناس وغيرها من مصالح الدنيا
فأعوان الظالمين ولأن لديهم صفتان توعدهم الله بالعقاب فى الدنيا والاخرة
الصفة الاولى - أنه يحمل صفة الظالم بالمشاركة فيتحمل أثمه وعاقبته
قال تعالى فى حديث قدسى
"ياعبادى أنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا"
قال تعالى على لسان موسى
"قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ"
"وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ - النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ "
وَلَا تَرْكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ
الصفة الثانية - أعوان الظالمين لديهم صفة عدم الامر بالمعروف النهى عن المنكر وبالتالى المشاركة مع سبق الاصرار فى إشاعة الفساد وإنقلاب القيم بشكل جماعى باى مجتمع
فهو أداة الظالم ويده
لذلك فان الله ينتقم ويهلك القرى الظالم أهلها التى تتصف بانتشار الظلم والفساد فيما بينها فلانها لم يكن بها فئة تأمر بالمعروف وتنهى عن الظلم وتنهى عن المنكر وليس بها فئة الرجل الرشيد
قال تعالى
أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا
كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
{وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ . فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}
{وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا}
{وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا}
{وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ}
أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
(كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
شار الإمام عليّ (ع): "لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم".
فكثيرا ما ترى اذرع الظالمين قد تهاوت وانهارت قبل اسيادهم وقادتهم فأعلم ايها الظالم وتدبر اذا رأيت أعوانك وأذرعتك تتهاوى وتعاقب فأعلم أنك ظالما متروك لسوء العاقبة
وبالنهاية نسرد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
«وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ» (جامع الترمذي؛ برقم: [3598])،
تعليقات
إرسال تعليق