كيف دبر الملك فاروق حريق القاهرة 26 يناير 1952

  كيف دبر الملك فاروق حريق القاهرة 26 يناير 1952


بقلم محمد شوقى السيد
فى البداية احب اقول لست انا صاحب الأتهام بل أننى انقل اليوم أهم ثلاث أتهامات صادرة من أهم شخصيات سياسية بفترة حريق القاهرة وجهوا أصابع الأتهام للملك فاروق وقصره الملكى تعاونا مع الأنجليز وهم فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية يوم 26 يناير و أحمد مرتضى المراغى وزير الداخلية المكلف يوم 27 يناير والزعيم الوطنى مصطفى النحاس وللأسف ورغم أهمية الشخصيات التى وجهت الأتهامات للملك فاروق يصبح الاتهام للملك فاروق أخر الاتهامات فى تدبير الحريق شعبيا وأعلاميا * أول تلك الاتهامات فؤاد سراج الدين وزير داخلية فاروق يوم حريق القاهرة فؤاد باشا سراج الدين يرد على اتهامه من «أخبار اليوم» بمسؤوليته عن «حريق القاهرة» فى 10 فبراير 1952 حيث اتهم الكاتب الصحفى مصطفى امين وعلى امين فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية يوم الحريق بمسؤليته عن حريق القاهرة الذى شهد احتراق 700 منشأة ووفاة 46 مصريا و9 أجانب واصابة 552 مصابين (مذكرات محمد نجيب)
مما اجبر فؤاد سراج الدين على الرد ببيان صحفى يصوب اتهام التراخى الذى يصل الى درجة التآمر الى وزير الحربية محمد حيدر باشا ورئيس اركانه عثمان المهدى والقصر الملكى وورد بالبيان الاتى نص بيان «سراج الدين»، موضحا فيه أنه تلقى خبر إشعال النار فى كازينو أوبرا فى حوالى الساعة الثانية عشرة والنصف، وأن المتظاهرين يمنعون رجال المطافئ من إطفاء النيران، فاتصل تليفونيا بحيدر باشا، وطلب منه نزول قوات الجيش فى الحال للمعاونة فى حفظ النظام وفض المظاهرات، فأبدى اعتراضه. يضيف «سراج الدين»: «بعد مناقشات طويلة قال معاليه «حيدر باشا» إن نزول الجيش إلى المدينة يحتاج إلى إذن من جلالة الملك «فاروق» وسأطلب هذا الإذن.. وبعد قليل أخطرتنى إدارة الأمن العام بإشعال النار فى سينما ريفولى ثم فى سينما مترو.. فأيقنت بأن الأمر يسير وفقا لخطة مرسومة مدبرة، وأنه لا مفر من الاستعانة بالجيش، فاتصلت بالقصر الملكى مرة أخرى وكانت الساعة الواحدة والنصف، وطلبت حيدر باشا، فقيل لى إنه فى الحضرة الملكية مع ضباط الجيش والبوليس الذين كانوا مدعوين فى ذلك اليوم للغداء على المائدة الملكية بمناسبة مولد حضرة صاحب السمو الملكى ولى العهد «أحمد فؤاد»، فقلت لعامل التليفون إن الأمر خطير جدا، ولا بد لى من الاتصال حالا بحيدر باشا، وطلبت منه إبلاغه ذلك بأى وسيلة، وأننى سأبقى على سماعة التليفون حتى يبلغه ذلك ويتصل بى». يواصل «سراج الدين»: «بعد نحو خمس دقائق وأنا منتظر على السماعة حضر اللواء وحيد شوقى بك مدير عام مصلحة خفر السواحل، وقال لى إن جلالة الملك أمره بأن يرد علىّ فى التليفون لمعرفة سبب طلبى لحيدر باشا، فشرحت لوحيد بك الحالة وتطوراتها، وضرورة نزول الجيش فورا إلى المدينة لقمع الحركة، وطلبت منه رفع ذلك كله فى الحال إلى المسامع الملكية الكريمة، وإفادتى بما يستقر عليه الرأى». يؤكد «سراج الدين»: «لم يتصل بى حيدر باشا ولم تنزل قوات الجيش إلى المدينة كما طلبت، والمفروض أنها أخذت فى الاستعداد منذ الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا بعد محادثتى التليفونية الأولى مع حيدر باشا، وأخذت الإخطارات فى نفس الوقت تتوالى فى بعض دور السينما وبعض المحلات التجارية الصغيرة، فغادرت مكتبى وقصدت قصر عابدين، فوصلت إليه حوالى الساعة الثانية والنصف، وكانت المائدة الملكية قد انتهت فى نفس الوقت تقريبا والضباط يغادرون القصر». يكشف «سراج الدين»: «قابلت حافظ عفيفى، رئيس الديوان الملكى، فى مكتبه، وسألته عن السبب فى عدم نزول الجيش، وقد مضى حوالى الساعة منذ حديثى مع اللواء وحيد شوقى، وأخذت أشرح له من جديد خطورة الحالة، وما قد تتطور إليه من حوادث جسام، وفى هذه الأثناء حضر حيدر باشا، وطلبت منهما رفع الأمر فورا إلى جلالة الملك، فتوجه حافظ عفيفى باشا للتشرف بمقابلة جلالته، وبعد قليل استدعى حيدر باشا أيضا.. ثم عاد الاثنان وأبلغانى بأن جلالة الملك أمر بنزول الجيش، وطلب حيدر باشا، عثمان المهدى رئيس الأركان، تليفونيا من مكتب حافظ عفيفى باشا، وأخبره بصدور الأمر الملكى، وطلب منه اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك، فقال عثمان باشا المهدى إن الأمر يقتضى بعض الوقت لإعداد القوات ولاستدعاء الضباط من منازلهم، وقد انصرفوا إليها بعد المائدة الملكية، فطلبت من حيدر باشا أن يسأله عن المدة التى يستغرقها كل ذلك، فأجاب عثمان باشا بأنها ثلاثة أرباع الساعة، وستكون القوات فى الساعة الثالثة والنصف مساء على الأكثر». يمضى «سراج الدين» فى بيانه، موضحا مدى التلكؤ فى إنزال قوات الجيش، حيث بدأت بنزول 150 جنديا فقط فى الساعة الخامسة بحديقة الأزبكية، زادت إلى 250 الساعة السادسة، ثم وصلت إلى خمسمائة فى الساعة التاسعة مساء لكنها لم تطلق النار، واستمرت الحرائق تمتد من مبنى إلى آخر حتى الساعة الحادية عشرة مساء، حيث هدأت الحالة وتوقفت الحوادث. * * الأتهام الثانى أخر وزير داخلية بالعهد الملكى "أحمد مرتضى المراغى" والذى تولى وزارة الداخلية باليوم التالى لحريق القاهرة ووزارته هى التى تولت مسؤلية تحقيقات حريق القاهرة أشار مرتضى المراغي آنذاك كانت مهمته جمع الدلائل والأدلة حول حريق القاهرة، إلى أن «الملك فاروق» كان وراء هذا الحريق، ويستدل على ذلك باشتراك ضابط الجيش «محمد على عبدالخالق»، ومعه جنود السواري الذين اشتركوا علنيةً في المظاهرات، ولم يكن معقولاً أن يجرؤ ضابط وجنود على السير في مظاهرات دون أن يكون لديهم ضوء أخضر سمح لهم بذلك. وأوضح أنه قد تم تصوير هذا الضابط وهو محمول على الأعناق في المظاهرات، وبعد أن ألقت الداخلية القبض عليه وعلى جنود السواري وتم إحالتهم إلى النيابة مع الصور تدخل الفريق محمد حيدر قائد الجيش بنفسه ، وطلب تسليم هؤلاء العسكريين لتتولي سلطات الجيش محاكمتهم عسكرياً بمعرفتها، وتم تسليمهم بالفعل، ولم يعاقب أحد منهم. مذكرات احمد مرتضى المراغى اخر وزراء داخلية فاروق * * الاتهام الثالث مصطفى النحاس باشا رئيس الحكومة واكثر من تعامل مع الملك فاروق ورد حديث النحاس باشا في 24 أغسطس 1952 بعنوان رئيسى فى جريدة المصرى لسان حرب الوفد "كيف دبر فاروق حرق القاهرة" يصف الملك فاروق بالطاغية ، ويقول أن إطاحة الجيش به هي استجابة من الله لدعاء الملايين، وأنهم (طبقاً لقواعد الملكية الدستورية) كانوا يسايرون الملك، وأنه تعرض للقتل أكثر من عشر مرات للتخلص من استمساكه بحقوق الشعب على يد الحرس الحديدى (تنظيم فاروق المسلح) قرار حرق القاهرة وضع يوم 21 يناير إرسكين قام بمعركة الاسماعيلية تمهيدا للجريمة لماذا لم يلتفت لهذا الاتهام بالرغم من برود تعامل الملك فاروق مع حادث حريق القاهرة وخسائرة واهتمامة باقامة احتفال ولى عهده لماذا لم يلتفت احد لهذا الأتهام مع العلم من حصول الملك فاروق على لقب جنرال شرفى بالجيش البريطاني نوفمبر 1951 وكان التنسيق بين فاروق و الانجليز مشتركا ضد حكومة النحاس باشا التى الغت معاهدة 1936 ووصل العداء بينها وبين الانجليز الى طريق مسدود رابط لعدد الجريدة الانجليزية التى نشرت خبر حصول ملك مصر فاروق على لقب جنرال شرف بالجيش الانجليزى https://trove.nla.gov.au/newspaper/article/42724226?fbclid=IwAR1Y3s0y6azFr6wYiabk9OEERcwSUz09G2RM6C9IEPuKo0te-UOmTCS08YI وبعد كل هذه الأتهامات وأهمية الشخصيات التى وجهتها للملك فاروق يصبح هذا الأتهام أخر الاتهامات في تدبير حريق القاهرة اعلاميا وانتشار شعبيا


وبينما اندلعت الحرائق بالقاهرة ظهر يوم 26 يناير 1952 كان الملك فاروق يقيم مأدبة غداء للضباط ابتهاجاً بمولوده أحمد فؤاد ومروحيته توزع الحلوى على المواطنين بساحة عابدين ضمن احتفالات الابتهاج بميلاد الامير احمد فؤاد


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء مصر ..جمهورية يوليو الثائرة (الجمهورية الأولى) .. تأسيس النهضة الصناعية من الابرة للصاروخ

المخصيين بالتاريخ المصرى "حكاية حزينة من الماضي"

خيانات حرب يونيو 1967