كهف صناديق الحسابات الخاصة فى مصر

 

كهف صناديق الحسابات الخاصة فى مصر   

دراسة للأجابة على سؤال هل الصناديق الخاصة كذلك ؟؟

النشأة والتاريخ 
الصناديق الخاصة هي أوعية موازية في الوزارات أو الهيئات العامة تنشأ بقرار جمهوري لتستقبل حصيلة الخدمات التى تجريها المؤسسات الحكومية والهيئات العامة وغير ذلك من الموارد لتحسين تلك الخدمات التي تقدمها للجمهور وهذه الحصيلة لا تدخل إلى خزينة الدولة ولا علاقة للموازنة العامة بها، وبالتالي لا يناقشها مجلس الشعب، ولكنها تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات اجمالا . ويعد الصندوق الخاص محصور بالاشخاص الذين يديرونه ويديرون الهيئات والمؤسسات العامة بأنفسهم وفى صالحهم فى بعض الاحيان وتتم أدارته وكأنه أقطاعية خاصة لمن يديره   

نشأتها الرسمية 
أنشأها أنور السادات بالقانون رقم 53 لسنة 1973 بشأن الموازنة العامة للدولة فقد أباح القانون فى مادته 20 " يجوز بقرار من رئيس الجمهورية إنشاء صناديق تخصص فيها موارد معينة لاستخدامات محددة " ومن هنا بدأ تاريخ تأسيس الصناديق والحسابات والوحدات ذات الطابع الخاص بمصر وتطور الى تطبيقات أخرى بعدة قوانين مثل قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981 وقانون الجامعات رقم 49 اسنة 1992 
وكانت اول تجربة لتطبيق الصناديق الخاصة بمصر ايضا من بنيات أفكار انور السادات حينما كان رئيسا لمجلس الأمة حيث صدر القانون رقم 38 لعام 1967 الذى أنشئ صندوق للقمامة فى المحليات يتم تمويله من خلال فرض رسوم نظافة محلية .    

مادة 20 من قانون 53 لسنة 1973 


وبمرور الوقت أصبحت تلك الحسابات الخاصة دائما ما تستخدم فى اقرار وصرف مكافات خاصة لمن يديره والمحيطون بهم بدون رقابة وبدون حدود اقصى مما فتح أبوب فساد كبيرة على كافة المستويات 


اشكاليات الوضع الراهن للصناديق والحسابات الخاصة 

مخالفة مبدأي وحدة وشمول الموازنة العامة:

إن قيام بعض الوحدات بفتح حسابات خاصة بالبنوك ليتم إيداع بعض المتحصلات بها والصرف منها خارج الموازنة يعد مخالفة لمبدأ وحدة العمومية الوارد بالمادتين (9-3) من قانون الموازنة العامة، فوفقا لمبدأ وحدة الموازنة  فإنه لا يجوز تخصيص مورد معين لنفقة محددة، بل يجب أن تتجمع جميع موارد الدولة فى الخزانة العامة والتي تقوم بتوزيعها على مختلف جوانب الانفاق العام وفقا لما يرتئيه المجلس التشريعي عند مناقشةوإقرار الموازنة، بينما نلحظ أن هذه الصناديق تحتفظ بمواردها للانفاق على بنود محددة وهو مايؤدى الى اختلالات أساسية فى الاولويات التى وضعها المجتمع للانفاق العام. 

كما أن التوسع فى هذه الصناديق قد اهدر مبدأ الشمول والذى بمقتضاه يجب أن تتجمع كل موارد الدولة ونفقاتها فى إطار واحد يسهل متابعته،وبالتالي لا يجوز ان تنشأ حسابات خارج هذا النظام


انتزاع سلطات التشريع:

بعض اللوائح المالية لهذه الصناديق والحسابات تتيح فرض رسوم على متلقى الخدمة التى توفرها الدولة  كالتعليم والصحة وغيرهما، وبذلك اصبحت هذه الصناديق بمثابة كيانات مستقلة بذاتها، وتعمل وفقا لأسس ولوائح مختلفة.

- القانون رقم 127 لسنة 1981 بشأن المحاسبة الحكومية قد سمح لوزير المالية استثناء بعض هذه الجهات أو الشخصيات الاعتبارية العامة من الانضمام لحساب الخزانة الموحد، وسمح لها بفتح حسابات بأسمها او بأسم الصندوق والحسابات الخاصة التابعة لها خارج البنك المركزى، وهو استثناء يفتح الباب على مصرعيه لوزير المالية للتحكم فى هذه المسألة.

- اعطى القانون المذكور لوزير المالية الحق فى الحصول على عائد من هذه الاموال لبعض الجهات دون غيرها، وفى هذا تفرقة المعنى لها وتعطى لوزير المالية حقوقا كثيرة وقدرة على التحكم فى أنشطة ومسارات هذه الصناديق دون مبرر موضوعى، وبالتالي فالأصل فى الأشياء ان تحصل هذه الجهات على العائد دون تفرقة.

وعلي الرغم من أن انشاء حساب الخزانة الموحد قد ساعد علي معرفة الأرصدة المتراكمة للصناديق والحسابات الخاصة الى ان التعامل مع هذه الارصدة من قبل وزارة المالية لايزال بعيدا عن كل ممارسات الشفافية والافصاح. فعلي الرغم من صدور القانون فى عام ،2006 فإن وزارة المالية لم تعلن عن الارصدة المرحلة لهذه الصناديق وتصنيفاتها المختلفة، بل إنها لا تعلق علي التقديرات والتقارير المتفاوتة بشأن هذه الارصدة وأساليب التعامل المالي فيها.


أثر الحسابات والصناديق الخاصة علي الموازنة العامة:

إن عدم عرض موازنات الصناديق والحسابات الخاصة علي السلطة التشريعية بالتوازي مع الموازنة العامة للدولة و عدم خضوعها لنفس العملية من الفحص والتدقيق وفقا لجدول زمني واجراءات صارمة، بل أن تعدد طبيعة هذه الصناديق وأعدادها الكبيرة علي المستويين المركزي والمحلي يضعف الإطار العام  للحكومة فى إدارة أوجه الانفاق والايرادات المتضمنة بالموازنة والذي ينظمه قانون رقم127 لسنة1981 بشأن المحاسبة الحكومية، والمنشورات الدورية لإعداد الموازنة والحساب الختامي.

ومما لا شك فيه، فإن إضعاف الإطار المالي ينعكس سلبا علي مدي كفاءة السياسة المالية، الانضباط المالي، والشفافية.

ورغم ذلك فإن تلك المشكلات لا تعد بالضرورة مرتبطة فقط بهذه الصناديق والحسابات، حيث قد ترجع أيضا لقصور تصميم نظام لادارة المالية وإجراءات الحوكمة، وضعف العلاقة بين تلك الكيانات وعملية إعداد الموازنة. ويعد نقص المعلومات الكاملة والمتوفرة فى الوقت المناسب حول أنشطة هذه الصناديق والحسابات كنتيجة لعزلها عن عملية إعداد الموازنة بشكل منتظم من العوامل التي قد تشوه من تقييم الوضع الاقتصادي الكلي والمالي بما فى ذلك بعض الأبعاد ذات لأهمية الخاصة مثل: حجم الحكومة العامة،مساهمة الحكومة فى الطلب الكلي، الاستثمار،, والادخار،, العبء الضريبي،, وشبكة الضمان الاجتماعي بالاضافة إلي ذلك، فإن قدرة الصناديق والحسابات الخاصة علي الإقتراض أو قدرتها علي تنفيذ عمليات شبه مالية قد يؤثر علي استدامة وشفافية السياسات المالية، وتعتبر النتائج المترتبة علي ذلك بالنسبة للدول المثقلة بالديون كمصر شديدة الخطورة، نظرا لأن الصناديق والحسابات قد يكون لها أثركبير علي وضع المديونية العامة فى تلك الدول وعلي فعالية الانفاق فى ذات الوقت






  أقسام الصناديق الخاصة وحساباتها وفقا لما هو منشور :
 
حسابات شرعية:
 
(1) على الأقل 5.729 حسابًا في البنك المركزي المصري.
 
(2) عدد 208 حسابات خاصة لـ”هيئات اقتصادية” مقدر لها أن تجمع حوالي 5 مليارات دولار عبارة عن إيرادات تتضمن عائدات قناة السويس وقطاع البترول.
 
(3) عدد 201 حسابًا خاصًا للأجهزة الإدارية للدولة، من المقدر لها أن تجمع حوالي 880 مليون دولار في صورة أنشطة ائتمانية، وتتكون الأجهزة الإدارية للدولة من العشرات من الكيانات الإدارية الصغيرة، تتضمن هيئة الرقابة الإدارية، وهيئة مكافحة الفساد، والمؤسسات البيروقراطية.
 
(4) عدد 820 حسابًا خاصًا تحتوي على مبالغ مالية تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار، مكونة من عملات دولية مختلفة.
 
حسابات غير شرعية:
 
(1) حوالي 644 حسابًا خاصًا في بنوك حكومية.
 
(2)عدد 242 حسابًا في البنك الوطني المصري، و229 حسابًا في بنك مصر، و88 حسابًا في بنك القاهرة، و85 حسابًا في بنك الاستثمار الوطني.
 
حسابات غير معلومة:
 
(1) حسابات خاصة تابعة للقوات المسلحة، ووزارة الداخلية.
 
(2) حسابات غير معلومة مدارة من قبل القوات المسلحة، بجانب حساب مخصص للأموال التي تأتي من الدول العربية.


التصنيفات المختلفة للحسابات والصناديق الخاصة  
يمكن تصنيف الصناديق والحسابات الخاصة وفقا لثلاثة معايير رئيسية هي الأهداف ومصادر التمويل والهيكل المؤسسي علي النحو التالي :
الهدف من الصناديق:
يمكن تصنيف الصناديق والحسابات الخاصة وفقا للهدف من إنشائها إلي:
-1 صناديق الخدمات؛ وهي الصناديق التي تنشأ لأغراض خدمية ويتم متويلها من ضرائب معينة اوإيرادات أخري مخصصة لها وفقا للقانون كصناديق الحماية الاجتماعية، صناديق الصحة، صناديق الطرق.
-2 صناديق التنمية؛ وهي الصناديق التي تنشأ لدعم برامج التنمية التي غالبا ماتتطلب مساهمات من جانب المانحين وفى بعض الاحيان من مصادر داخلية ) مثال عوائد الخصخصة( كالصناديق الاجتماعية،الصناديق البيئية.
-3 صناديق الاستثمار؛ وهي الصناديق التي تنشأ بغرض تحقيق أهداف استثمارية محددة وتتكون مناسهم، سندات، معادن نفيسة، أصول، أو أي أشكال أخري من األصول املالية، كما هو احلال بالنسبة لصناديق الثروة السيادية.
-4 صناديق الاحتياطي؛ وهي الصناديق التي تنشأ لأغراض الطوارئ أو أوجه الانفاق غير المتوقعة.
-5 صناديق تحقيق الاستقرار؛ وهي الصناديق التي تنشأ بغرض تقليل أثر تقلبات الايرادات علي الحكومة
والاقتصاد مثل صناديق الاستقرار النفطي.
-6 صناديق الادخار؛ وهي الصناديق التي تسعي الي خلق مخزون من الثروة للأجيال المستقبلية مثل
صناديق ادخار النفط.
-7 صناديق التمويل؛ وهي صناديق تستخدم لتحقيق التوازن فى الموازنة العامة بشكل عام وليس لتمويل
اوجه الانفاق المعتادة.
-8 صناديق مشتركة مع الجهات المانحة؛ وهي الصناديق المرتبطة بالتدفقات من الجهات المانحة  بما
فيها العينية( التي يتم ادارتها وفقا لاجراءات معينة،مع الأخد فى الاعتبار متطلبات الجهات المانحة 
-9 الصناديق المتجددة/ المتعاقبة: وهي الصناديق التي يعاد تجديد مواردها عادة من خلال الرسوم علي
السلع والخدمات وعلي عمليات الاقراض التي يظل دخلها متاحا لتمويل عملياتها المستمرة، التي كانت فى
الاحوال الأخري ستتعرض للخطر بسبب قواعد الموازنة التي تقوم علي انتهاء صلاحية مخصصات الموازنة
بنهاية العام المالي.
وبشكل عام فإن تصنيفات الحسابات والصناديق الخاصة قد تتداخل لأن الأهداف قد تتعدد بالنسبة
لنفس الصندوق فقد يكون الصندوق صندوقا للتنمية ويقدم خدمات ويتلقي دعما ماليا من الجهات المانحة.

 

الفساد في حصيلة الصناديق الخاصة وفقا لما منشور بوسائل الاعلام :
 
(1) بلغت حصيلة الصناديق الخاصة 14.1 مليار دولار في بداية السنة المالية 2010/2011 بنهاية عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
 
(2) بلغت هذه الحصيلة مبلغ 9.4 مليار دولار في بداية العام المالي 2012/2013، وفقًا لإحصاءات الجهاز المركزي للمحاسبات مع نهاية فترة حكم المجلس العسكري، بما يعني أن 4.7 مليار دولار من حصيلة هذه الصناديق قد فقدت.
 
(3)في أغسطس 2014، ادعى وزير المالية هاني قدري دميان، أن الحجم الكلي لأموال الصناديق الخاصة لم تزد على 3.8 مليار دولار، لكنه فشل في توضيح حقيقة الـ5.6 مليار دولار التي فقدت من إجمالي حجم أموال الصناديق الخاصة للسنة المالية 2012/2013 (المقدرة بـ9.4 مليار دولار).
 
(4) وصف هشام جنينة شبكة الأموال الهائلة بـ”الباب الخلفي للفساد، التي من خلالها يتم تبذير أموال الدولة بأسوأ طريقة”، هذه الأموال الممتدة بين وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، ويقول جنينة أنه تعرض لتهديد لفظي من قبل اللواء خالد ثروت الرئيس السابق لقطاع الأمن الوطني.
 
أين تذهب أموال الصناديق الخاصة؟
 
التقديرات التي وضعها البرلمان المصري السابق ووزارة المالية حول حجم الصناديق الخاص تتراوح ما بين 25 مليار جنيه (3.56 مليار دولار)، إلى 40 مليار جنيه (5.69 مليار دولار)، والتي تعد قريبة من الرصيد الكلي للصناديق الخاصة سواء في بداية أو نهاية العام المالي 2010/2011 (مع نهاية عهد مبارك)، هذه الأرقام تظهر الأرصدة النهائية التي تراكمت على مدى عدة عقود، ولكنها تتجاهل العائدات التي جمعت وأنفقت من الأموال على مدار السنة، وهي مؤشر أكثر دقة على حجم الصناديق الخاصة، وقدرتها على المساعدة وإيقاف عجز الميزانية الآخذ في الاتساع، والذي هو مبلغ الإيرادات السنوية لجمع الصناديق، والتي يمكن إدراجها وصرفها كجزء من ميزانية مصر وتطوير الدولة، أو صرفها أيضًا على مدفوعات فاسدة.
 
في 2010/2011، كان الرصيد الكلي 14.1 مليار دولار، وفقًا لسجلات البنك المركزي، لكن يبدو أنه انخفض إلى 9.4 مليار دولار مما يعني فقدان 4.7 مليار دولار مع حلول العام المالي 2012/2013، وفقًا لتدقيقات الجهاز المركزي للمحاسبات والتي اعتمدت على المعلومات من البنك المركزي ووزارة المالية.
 
في يناير 2012، أصدر وزير المالية المصري مرسومًا يدعو أصحاب الصناديق الخاصة لتحويل ما يستطيعون من أموال بشكل شهري إلى ميزانية الدولة.
 
في العام التالي، أقر البرلمان المصري قانون الموازنة العامة، والذي دعا إلى تحويل 10% من الإيرادات الشهرية إلى الميزانية، لكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان أصحاب الصناديق قد امتثلوا لهذه التدابير.
 
وبحلول أغسطس 2014، ادعى وزير المالية هاني قدري ديميان، أن إجمالي حجم أموال الصناديق الخاصة يقدر بـ3.8 مليار دولار، ولم يحدد ما إذا كان هذا تقدير رصيد نهاية السنة أم النشاط الائتماني السنوي. إذا كان هذا الرقم الأخير صحيحًا فهذا يعني نقل 5.6 مليار دولار من الصناديق الخاصة إلى الموازنة العامة خلال العام المالي 2013/2014 (بخلاف الـ4.7 مليار دولار الأولى) والتي تمثل الفارق من عهد مبارك، وهو رقم أكبر بكثير من نسبة الـ10% التي سبق وأن أقرها البرلمان عام 2012، ما يفتح بابًا للتساؤل حول مصير هذه المبالغ المالية.

                                     محاولات حكومية للسيطرة على الصناديق الخاصة 

فى يوليو 2020 ( نقلا عن اليوم السابع) 

عقد المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، اليوم الإثنين، ندوته السادسة عبر الإنترنت بعنوان: "الصناديق الخاصة إلى أين؟" وذلك بهدف مناقشة ملف الصناديق الخاصة، والذى يحظى باهتمام على فترات متباعدة.

وتحدث في الندوة الدكتور خالد زكريا، مدير مركز السياسات الاقتصادية الكلية بمعهد التخطيط القومى، وعقب عليه كل من المهندس طارق توفيق، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية؛ والسيد محمد عبد الفتاح، مساعد وزير المالية لشئون الموازنة العامة؛ وأدارتها الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية، وسعت المناقشات للوصول إلى توصيات لإصلاح الصناديق الخاصة ضمن ورقة عمل يسعى المركز إلى إصدارها خلال الفترة المقبلة.

 

واستعرض الدكتور خالد زكريا أمين، مدير مركز السياسات الاقتصادية الكلية بمعهد التخطيط القومى، ملامح منظومة الصناديق والحسابات الخاصة في مصر، وطبيعتها والإطار المؤسسى والقانونى الحاكم لها، وأسباب نشأتها، وعلاقتها بالموازنة العامة للدولة، وحجمها وأرصدتها، وطبيعة أدائها، ومقترحات تطوير المنظومة بأكملها.

 

وأشار زكريا إلى أن الصناديق الخاصة توجد في عدد من دول العالم، وهى وفق تعريف صندوق النقد الدولي تعد كيانات حكومية لها شخصية قانونية منفصلة وقدر من الاستقلالية المالية والتنظيمية وتكون تعاملاتها المالية خارج الموازنة العامة، موضحًا أن أهم عوامل نشأة الصناديق والحسابات الخاصة يرتبط بجانبين: الأول متعلق بعوامل ترتبط بالموازنة العامة أهمها التعقيد المفرط فى إعداد وتنفيذ الموازنة العامة للدولة، والآجال الزمنية وسنوية الموازنة، وتدخل المصالح الخاصة في عملية إعداد الموازنة ويكثر هذا العامل في الدول الأفريقية لكنه غير موجود في مصر، بالإضافة إلى إهمال احتياجات المجتمعات المحلية في عملية تخصيص الموارد، وعدم فاعلية نظم المساءلة والشفافية المالية.

 

أما الجانب الآخر من عوامل تأسيس هذه الصناديق فهى عوامل مرتبطة بالاقتصاد السياسى، حسب زكريا، وهى إما تمويل البرامج ذات الأهمية الاستراتيجية والحساسية السياسية والأمنية، أو إظهار عجز الموازنة بأقل من قيمته الحقيقية، أو توليد دعم سياسى لطرح ضرائب جديدة، أو تجنب الإفصاح والتدقيق من جانب المواطنين ومؤسسات المجتمع المدنى.

 

وحول الإطار القانوني الحاكم للصناديق الخاصة في مصر، أشار زكريا إلى أن الحسابات والصناديق الخاصة تنشأ بقرار جمهورى وفقا للمادة 20 من قانون الموازنة العامة للدولة رقم 53 لسنة 1973، وهناك حسابات تنشأ بقانون مثل حسابات التنمية والخدمات المحلية، وحساب الإسكان الاقتصادى، في حين أن هناك مجموعة من الهيئات الخدمية التي تم إنشائها بداية في شكل صناديق تمول بشكل ذاتى، مثل صندوق الآثار وصندوق دعم الثقافة، كما يوجد أيضا عدد من الحسابات والصناديق الخاصة التي تنشأ داخل كل من الوزارات أو الهيئات الخدمية، مضيفا فى هذا الإطار إلى وزارات لديها عدد كبير من الصناديق الخاصة مثل وزارة الزراعة التي لديها 122 صندوق وحساب خاص، ووزارة الصحة التي لديها 132 صندوق وحساب خاص، وأيضا مركز البحوث الزراعية الذى لديه 202 حساب خاص، وأخيرا يوجد وحدات ذات طابع خاص في شكل حسابات خاصة مثل مراكز الدراسات، والبرامج البحثية داخل مؤسسات التعليم العالى.

وأوضح زكريا أنه وفقا لنص المادة 32 من القانون 127 لسنة 1981 بشأن المحاسبة الحكومية، فإن على جميع الحسابات والصناديق الخاصة مراجعة واعتماد لوائحها المالية من لجنة اللوائح الخاصة بوزارة المالية، ولكن لا يزيد حجم اللوائح المعتمدة عن 25% من الإجمالى، لافتا إلى أن عدم اعتماد هذه اللوائح المالية لا يعنى توقف أنشطة الصناديق والحسابات، لأن القانون لا يشتمل على مادة تلزم الصناديق بالحصول على موافقة اللجنة كشرط لممارسة الأنشطة الخاصة بها.

وأضاف زكريا أن السنة المالية 1995/ 1996 كانت بداية الإصلاح في منظومة الحسابات والصناديق الخاصة، حيث أصبح التوجه العام داخل وزارة المالية هو إدراج الموازنات السنوية للحسابات والصناديق الخاصة التابعة للوزارات والهيئات والإدارة المحلية داخل الموازنة العامة للدولة على جانبي الإيرادات والنفقات، وفى شكل اعتمادات إجمالية.

وشهد عام 2006 الإصلاح الأهم في هذا الملف، حيث جاء قانون المحاسبة الحكومية رقم 139 لسنة 2006 بتعديل بعض أحكام القانون رقم 127 لسنة 1981 ليضع قيودا على الإدارة المالية للحسابات والصناديق الخاصة، وذلك بالنص على أن ينشأ لدى البنك المركزى "حساب الخزانة الموحد"، والذى يشمل جميع حسابات وزارة المالية، ووحدات الجهاز الإدارى للدولة، والإدارة المحلية، والهيئات العامة الخدمية والاقتصادية، وغيرها من حسابات الجهات الأخرى المفتوحة، أو التي تفتح مستقبلا لدى البنك المركزى، وهو من أفضل الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الملف، وفق زكريا.

وأوضح زكريا أنه بموجب هذا القانون لا يجوز لوحدات الإدارة المحلية أو الجهات الإدارية في الدولة فتح حساب باسمها أو باسم الحسابات الخاصة التابعة لها خارج البنك المركزى، إلا بموافقة وزير المالية بشرط أن تكون الحسابات صفرية، واستثنى القانون كل من وزارة الدفاع، وهيئة الأمن القومى وجميع أجهزتهما، بالإضافة إلى صناديق المعاشات والتأمينات، وصناديق الرعاية الاجتماعية، والصحية، وصناديق التأمين الخاصة بالعاملين.

وأكد زكريا أنه خلال الـ5 سنوات الماضية شهد التعامل مع الحسابات والصناديق الخاصة مجموعة من الإجراءات لضبط المنظومة بالتعاون بين وزارة المالية ولجان مجلس النواب المتخصصة، لافتا إلى تراجع الأرصدة المتراكمة للحسابات الخاصة إلى 26 مليار جنيه عام 2018، مقابل 59 مليار جنيه عام 2014، مشيرا إلى أنه من أهم سمات هذه الفترة تقلص أرصدة الصناديق والحسابات الخاصة بشكل عام، وتغير التوزيع النسبى لهذه الأرصدة، حيث ارتفعت أرصدة صناديق وحسابات الوزارات والمحافظات، مقابل تراجع نسبة أرصدة صناديق الجامعات والهيئات الخدمية الأخرى.

وتعليقا على أداء الحسابات والصناديق الخاصة، أشار زكريا، إلى أن عددا كبيرا من الحسابات والصناديق الخاصة يفتقد إلى المنطق الرشيد لإنشائها، ويفترض أن تكون لها طبيعة خاصة تميزها عن الوظائف والمسئوليات التقليدية للوحدات الحكومية، إلا أن تحليل أعمال هذه الحسابات والصناديق يشير إلى كونها أدوات مالية لتعبئة الموارد المحلية من أجل القيام بنفس الأدوار والمسئوليات التقليدية، ويتم النظر إليها باعتبارها جزء لا يتجزأ من بنيان الجهاز الإدارى للدولة، لافتا إلى أنه رغم خضوعها للرقابة والمساءلة وفقا لقانون المحاسبة الحكومية، وقانون الجهاز المركزى للمحاسبات والقوانين الأخرى ذات الشأن، فإن العديد من الأدبيات تشير إلى سوء استغلال موارد هذه الحسابات، حيث تتعدد طبيعتها وأعدادها الكبيرة على المستويين المركزى والمحلى، مما يصعب من مهمة الجهاز المركزى للمحاسبات فى القيام بدوره الرقابى.

وقال زكريا إنه يتم استخدام موارد عدد من هذه الحسابات لتمويل عجز الهيئات الموازنية التقليدية بدلا من استخدامها في الأغراض المخصصة سواء كانت خدمية أو إنتاجية، لافتا إلى أن الأساس القانوني والمؤسسى والمالى للحسابات والصناديق الخاصة في مصر غير كافى، ولا يستجيب لمتطلبات الإدارة المالية الحديثة ونظام إعداد التقارير المالية، واتساق التبعية المالية والإدارية، ويشمل ذلك المسئوليات واستقلالية مجلس الإدارة وجوانب المساءلة الخاصة به، وشفافية عملية اتخاذ القرار.

وأضاف زكريا إلى أن عددا من الصناديق والحسابات الخاصة تراكمت عليه العديد من الالتزامات المالية وغير المالية ودخل في تشابكات مؤسسية مع الجهات الحكومية تتمثل في تعيين العاملين وتنفيذ الخدمات خارج نطاق أغراضها.

وعارض زكريا فكرة إلغاء الصناديق الخاصة أو غلقها كليا خاصة وأن هناك عدد من الحسابات والصناديق الخاصة لها أغراض هامة، واقترح عددا من السياسات لتحقيق الاستخدام المبرر والممنهج للحسابات والصناديق الخاصة للاستفادة من المزايا العديدة التي توفرها من حيث المرونة المالية والكفاءة الاقتصادية والملاءمة السياسية، وتتمثل في إعداد دراسة تفصيلية على الحسابات والصناديق الخاصة يكون الغرض منها تحديد الحسابات التي لا تقوم بخدمات تتميز عن الوحدات القائمة فيها تمهيدا لإلغائها ودمج إيراداتها في الموازنة العامة لدولة، وتحديد الحسابات الواجب دمجها على مستوى الوحدة الإدارية لتقليص عددها.

ودعا زكريا لوضع آليات سياسية وفنية لتقليص احتمالية تأسيس حسابات وصناديق خاصة جديدة خارج الموازنة بشكل غير مبرر، بما يضر بتكامل النظام الموازنى، والقيام بتعديلات قانونية منها النص القانوني على اعتماد اللائحة المالية كمطلب لاستمرارية عمل الحساب الخاص، مع إعداد لوائح مالية نمطية للحسابات الخاصة النمطية، والنص على موافقة البرلمان على استثناء الحسابات الخاصة من الحساب الموحد، بالإضافة إلى تحديث الإدارة المالية للحسابات والصناديق الخاصة، بحيث يتم وضع متطلبات مشتركة لتصنيف أوجه الإنفاق والإيرادات والمحاسبة والرقابة الداخلية والمراجعة الخارجية والداخلية وإعداد التقارير.

وأخيرا، طالب زكريا بأن يتم تضمين البيانات المتعلقة بالحسابات والصناديق الخاصة في ملاحق البيانات الخاصة بالموازنة، لأهداف التحليل المالى، وعرض المعلومات في التقارير المالية، موضحا أن هذا التضمين يعطى البرلمان القدرة على القيام بدوره في مراقبة أولويات استخدام الموارد العامة، والسيطرة على الدين العام، ومتابعة الإنفاق العام، وتتبع أثره على المستويين المركزى والمحلى.

وعلق محمد عبد الفتاح، مساعد وزير المالية لشئون الموازنة العامة، بقوله إن وزارة المالية قامت بجهود كبيرة في هذا الملف خلال العامين الماضيين، ولأول مرة أصبح بإمكان الدولة الاطلاع على كافة الصناديق والحسابات الخاصة في مصر بكل تفاصيلها، وأصبح لدينا لأول مرة قاعدة بيانات واضحة وحاكمة.

وأشار عبد الفتاح إلى أن عدد الصناديق والحسابات الخاصة في مصر يبلغ 6899 حساب بالجهاز الإدارى والهيئات الخدمية والإدارة المحلية، مشددا على أن قانون المالية العامة الموحد الذى جرى إعداده مؤخرا يتضمن نصا يقضى بعدم إنشاء صناديق أو حسابات جديدة إلا بقانون لإحكام هذا الأمر، موضحا أن الصناديق الخاصة ليست كلها شر فبعضها مطلوب وبعضها موجود، مشيرا إلى أنه تم إنفاق مبالغ كبيرة على أبواب الموازنة العامة من الصناديق والحسابات الخاصة والموارد الذاتية، بنحو 23 مليار جنيه عام 2015/2016، و40 مليار جنيه عام 2016/2017، و44 مليار جنيه عام 2017/2018، و71 مليار جنيه عام 2018/2019، وفى الإطار نفسه بلغ جملة ما تم خصمه بواقع 20% من جملة الإيرادات الشهرية للصناديق الخاصة 39 مليار جنيه خلال الفترة من 2012/2013 حتى سنة 2014/2015.

وتطرق عبد الفتاح إلى وجود عدد كبير من الصناديق الخاصة يعمل بمجرد قرارات وزارية بدون لوائح، أو بلوائح غير معتمدة من وزارة المالية، حيث يوجد 1200 لائحة معتمدة فقط للصناديق والحسابات الخاصة، وتم الاتفاق مع مجلس النواب على وقف التعامل مع الصناديق الخاصة التي تعمل بدون لوائح معتمدة من وزارة المالية مع منحها فترة سماح لمدة عام لتوفيق أوضاعها، وفى حالة عدم التزامها تؤول كامل أرصدتها للموازنة العامة.

وأضاف عبد الفتاح أن وزير المالية أصدر قرارا بتشكيل لجنة في أغسطس الماضى لعمل لوائح نمطية للصناديق الخاصة حسب تخصصاتها وأغراضها، وكان من المقرر الانتهاء خلال عام، ولكن لم يتم الانتهاء منها بسبب ارتباط العمل بعدد من الجهات وليس وزارة المالية بمفردها.

وأكد مساعد وزير المالية، أن السبب الرئيسى الذى يحول دون القدرة على ضم الصناديق الخاصة إلى وزارة المالية بشكل كامل هو العمالة التي تم تعيينها على الصناديق الخاصة والتي يبلغ عددها 250 – 300 ألف موظف بالصناديق الخاصة، لافتا إلى أن التعيين بالصناديق الخاصة لا يحكمه لوائح محددة وهناك تفاوت كبير في الدخول بين العاملين بها، موضحا أن ضم الصناديق يستتبعه ضم العمالة التابعة لها.

ومن جانبه قال المهندس طارق توفيق، نائب رئيس اتحاد الصناعات المصرية، إن أهم عقبة تواجه جذب الاستثمارات في مصر هي عدم الشفافية، حيث يواجه المستثمر بعدد من الرسوم غير المنظورة والتي يرجع جزء كبير منها إلى الصناديق الخاصة، ولفت إلى أن الدراسات أثبتت أن متوسط نسبة الضرائب الحقيقية التي يدفعها المستثمر الملتزم تفوق 30%، وهو أمر يجعل مناخ الاستثمار في مصر غير ملائم، مشيرا إلى أن الاتحاد سيضمن التوصيات التي تسفر عنها الندوة في أجندته الإصلاحية لمناخ الاستثمار التي يطالب بها.

ودعت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث بالمركز المصرى للدراسات الاقتصادية، لإصلاح الموازنة العامة وجعلها أكثر مرونة، حتى لا يكون هناك حاجة لإنشاء صناديق خاصة، وأعربت عن اعتراضها على وجود استثناءات بمنح الوزير صلاحيات لاستثناء بعض الصناديق الخاصة من إنشاء حسابات خارج حساب الموازنة الموحد، لأن وجود استثناءات في أي قانون يفرغ القانون من مضمونه.

وطالبت عبد اللطيف وزارة المالية بالتعاون مع الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بإعداد قاعدة بيانات متكاملة عن العاملين بالصناديق الخاصة، من حيث ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية ومستوى الفقر، وأعمارهم السنية، والتفاوت في أجورهم وهو خلل يجب التصدي له وإصلاحه حتى يحصل كل شخص على حقه بخلق نظام قائم على الشفافية.

وفيم يتعلق بمشكلة العمالة طالب الدكتور خالد زكريا وزارة المالية بوضع معايير وضوابط لعمليات التعيين في الصناديق الخاصة، إما بوقف التعيين تماما أو بتحديد نسبة ما بين 20 – 25% من مصروفات الباب الأول بموازنة الصندوق "مصروفات الأجور" أو تقل تدريجيا حتى تصل إلى نسبة محددة، داعيا إلى ضرورة وجود دراسة تفصيلية لهذه العمالة، وحل مشكلة تعقيدات الموازنة بشكل رئيسى حتى لا يكون هناك حاجة مستمرة لإنشاء صناديق خاصة، حيث إن منح الموازنة مرونة أكبر في الإنفاق هي البداية الأساسية لعملية الإصلاح.


توصيات 

فى ضوء المشكلات السابق عرضها، هناك عدد من التوصيات لتحسين أداء ونتائج الصناديق والحسابات الخاصة: - 

ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة نحو استصدار قرارات انشاء بعض الحسابات والصناديق المخالفة لأحكام المادة 24 من اللائحة التنفيذية للقانون رقم 53 لسنة 1973 والمعدل بالقانون رقم 87 لسنة 2005 بشأن الموازنة العامة للدولة والتى لم يصدر لها قرارات جمهورية بإنشائها. 

- اتخاذ الاجراءات اللازمة نحو إعداد اللائحة المالية لبعض الحسابات التى أسفر الفحص عن عدم ً وجود لائحة مالية لها معتمدة من وزارة المالية بالمخالفة للقانون، وذلك إحكاما للرقابة على عملية الصرف والإيداع. 

- الحد من المعاملات المالية، والحد من النفقات السنوية التي يرخص بها بموجب تشريعات أخرى بخلاف قانون الموازنة، خاصة أن الاقلال من المعاملات التي تتم خارج الموازنة يؤدى إلى المزيد من الشفافية ويجعل الحكومات أكثر شعورا بالمسئولية تجاه المالية العامة. من هذا المنطلق جاء القانون رقم 139 لسنة 2006 بتعديل أحكام القانون رقم 127 لسنة 1981 بشأن المحاسبة الحكومية، والذي ادخل مفهوم حساب الخزانة الموحد بالبنك المركزي، وبمقتضى هذا القانون تم استدعاء كافة أموال الجهات الادارية من البنوك المختلفة إلى حساب الخزانة الموحد مع الحفاظ على ملكية هذه الأموال للجهات صاحبة الحساب، وتظل هي المتصرف الاساسى فيها سحبا وإيداعا، ويحق لها بعد موافقة وزارة المالية الحصول على عائد عن هذه الأموال، باستثناء وزارة الدفاع وهيئة الامن القومى وجميع اجهزتهما، وكذلك صناديق التأمين والمعاشات والرعاية الاجتماعية والصحية. 

- تفعيل المنشور الوزارى رقم 12 لسنة 2011 الذى وضع الضوابط القانونية على عمل هذه الصناديق، إذ نص على عدم جواز صرف أى مكافآت لمجالس الادارات أو ممثلى وزارة المالية من هذه الحسابات. 

- ضرورة بناء علاقة تكامل بني الصناديق والحسابات الخاصة من ناحية وبين الاهداف المالية للحكومة من أخري حيث أن العلاقة بني الطرفين فى مصر تتوقف عند حدود ترحيل الفائض أو سداد العجز. 

- تفعيل الآليات القانونية لتقليل احتمالات وجود أو تأسيس صناديق وحسابات خارج الموازنة بشكل غير مبرر بما يضر بتكامل النظام الموازني علي المستوي الكلي، علي سبيل المثال؛ يجب أن تطور الحكومات سياسة عامة حول الحد الأدني من المتطلبات اللازم توافرها فى تلك الصناديق والحسابات بناء علي المعايير التي سبق الإشارة اليها. 

- ضرورة صياغة إطار قانوني للصناديق والحسابات يتضمن المباديء الضرورية للنظام الجيد للحوكمة والإدارة المالية، علي أن يغطي ذلك الإطار كلا من الصناديق والحسابات ككيانات اقتصادية وقانونية والصناديق والحسابات كمعاملات مالية. 

 - هناك ضرورة – ايضا - لتشجيع الحكومة علي القيام بمراجعة منتظمة للصناديق والحسابات الخاصة التابعة لها بهدف تخفيض عددها الي الحد الأدني الضروري فقط لتحقيق الأهداف الضرورية للسياسة. 

- تضمين البيانات الخاصة بكافة الصناديق والحسابات الخاصة – داخل وخارج الموازنة – بوثيقة الموازنة وذلك لأهداف التحليل المالي وعرض المعلومات فى التقارير المالية ولهذا الغرض, لابد من إعداد قائمة  شاملة بالصناديق والحسابات خارج الموازنة 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء مصر ..جمهورية يوليو الثائرة (الجمهورية الأولى) .. تأسيس النهضة الصناعية من الابرة للصاروخ

خيانات حرب يونيو 1967

المخصيين بالتاريخ المصرى "حكاية حزينة من الماضي"