توفيق الحكيم فى الميزان القومى بين عودة الوعى وثقافة ما بعد السلام

 


توفيق الحكيم فى الميزان القومى 

بين عودة الوعى عقب وفاة ناصر وثقافة ما بعد السلام 


تكريم رئاسة الجمهورية وجمال عبد الناصر لتوفيق الحكيم 

في بداية شهر ديسمبر من عام ١٩٥٨ كان توفيق الحكيم يجلس في ركن منعزل في جروبي يتناول قهوته وجرسونات جروبي يعرفون أنه يحب الإنزواء ولا يرشدون أحدا إلى مائدته حتى لا يتكلف عبء الضيوف وطلباتهم ودق جرس التليفون وقال المتكلم "
- هنا رئاسة الجمهورية الأستاذ توفيق الحكيم موجود؟
وتبرع الجرسون بالرد:
- لا... مش موجود
والطريف أن الجرسون ظن أن المتحدث من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية واخبر الحكيم أن جريدة الجمهورية اتصلت بك واخبرناهم بعدم وجودك فرد الحكيم عليه : خير ما فعلت.
وكانت جريدة الجمهورية وقتها تشن على الحكيم حملة تتهمه بالسرقة الأدبية يقودها أحمد رشدي صالح. وترك الحكيم جروبي وهو يسير في الشارع قابله أحد الصحفيين وقال له : ألف مبروك يا أستاذ توفيق هذا الوسام شرف للأدب والأدباء .واستغرب الحكيم أي وسام يقصد؟
فاخبره أن الخبر يتصدر كل الصحف المسائية فذهب الحكيم مهرولا إلى المجلس الأعلى للفنون والآداب ليجد استقبال حافل من كل أدباء مصر لحصوله على أرفع وسام في الجمهورية ويكتب الأدباء بيانا على حصول الحكيم على الوسام "
الأدباء يقدمون للرئيس تحياتهم وأعمق شكرهم على تكريمه لزميلهم الكبير توفيق الحكيم ويعتبرون هذا الإنعام الرفيع موزعا عليهم جميعا وتكريما للأدب والأدباء في الأمة العربية من المحيط إلى الخليج."
أما أول من استقبل الحكيم بالقبلات فكان الموسيقار محمد عبدالوهاب وكانت هذه الصورة وهو يطبع قبلة لتوفيق الحكيم

اما الصورة الاخرى تكريم عبد الناصر له
وصورة ثالثه بالستينات ركن الاستاذ الاديب الحاصل على وسام قلادة النيل

والصورة الاخرى باليسار طبعا بعد عودة الوعى له أصبح أول أديب وكاتب عربى يحاور جريدة معاريف الصهيونية


توفيق الحكيم ومحمد عودة 

يرويها سعيد الشحات 

ذات يوم ..23 يوليو 1972
توفيق الحكيم يصدر «عودة الوعى» هجوما على ثورة 23 يوليو.. ومحمد عودة يرد عليه بكتاب «الوعى المفقود»

اتصل الرئيس السادات، بالكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير «الأهرام»، وقال له: «توفيق الحكيم الذى تدافع عنه، ألا تعرف أنه كتب كتابا ضد جمال عبدالناصر؟»، كان «الحكيم» من كبار الكتاب الذين حشدهم «هيكل» فى «الأهرام».
رد «هيكل»: «لا أعرف» ثم تساءل: «هل هذا معقول؟!»، رد السادات: «سأرسل لك الكتاب، أنا عندى فصلين منه أبعتهم لك، المباحث بعتت لى الفصلين»، وفقا لراوية «هيكل» للكاتب يوسف القعيد، فى كتابه «عبدالناصر والمثقفون والثقافة»، مضيفا: «قبل أن يصلنى الفصلان، فاتحت توفيق الحكيم فى الأمر، سألته: هل كتبت كتابا ضد جمال عبدالناصر؟ وكنا فى مبنى الأهرام الجديد، فقال لى: لا، وهل يمكن أن أفعل هذا؟!».
يكشف «هيكل»: «وصلنى الفصلان وقرأتهما، كانا مكتوبين على الآلة الكاتبة»، يذكر: «عنما كنت أريد توفيق الحكيم فى أمر ما، كنت أصعد إليه فى الدور السادس، ولأن الموضوع حساس طلبته إلى مكتبى، فى اللقاء كان غضبى من الحكيم وصل إلى مدى من الصعب وصفه، وقد تكون المرة الوحيدة التى احتديت عليه فيها وبدون أى قصد، واجهته بالورق الذى كان معى، وكان عبارة عن الفصلين اللذين وصلانى من كتابه، الذى لم يكن أحد يعرف عنه أى شىء سوى فى بعض الدوائر الضيقة جدا».
يتذكر «هيكل»: «سألته: هذا الورق أنت الذى كتبته؟ قال لى: ياه.. أصل أنا كنت باعمل حاجة تجريبية ليست للنشر، وأعطيتها لبعض الأصدقاء فى أضيق الحدود الممكنة لقراءتها، لكنها لا تخرج عن التجريب الذى يتم فى حدود فنية ولا يتعداها أبدا»، يكشف «هيكل»: «لفت نظرى فى الفصلين أمر مكتوب فيهما رأى شخصى لى، قلته للحكيم ذات مرة، وكان الدليل على أنه كاتب الفصول، فإذا بالأمر موجود فى الفصلين، عبارة عن واقعة خاصة قلتها له، ولم أكن كتبتها، ولم تكتب سوى بعد هذا، وهى، أن تكاليف الحرب كانت تكفى لإنارة أربعة آلاف قرية».
يذكر «هيكل» بقية حواره مع «الحكيم»: «عاد يقول لى، إنها عملية تجريبية من أجل أن يقرأها عدد محدود جدا من الأصدقاء، قلت له: أنت أحرجتنى أكثر من مرة، وسألتك فى البداية إن كان هناك كتاب كتبته ضد جمال عبدالناصر قلت لى: لا، وأنكرت هذا، طلبت أنور السادات وقلت له كلام المباحث خطأ، ووضعتنى فى وضع وصل إلى أن السادات أرسل لى فصلين من الكتاب، وحتى بعد ذلك قلت لى إن معلومات المباحث خطأ، قلت له وكان صامتا طول الوقت: لا أريد أن أتخانق معك، ولكنى حقيقة زعلان وغاضب..كنت أشعر بضيق حقيقى من الحكيم فعلا».
كان كتاب «عودة الوعى» هو المقصود، ويفتح الحكيم فيه النارعلى ثورة 23 يوليو وزعيمها جمال عبدالناصر، يذكر فى مدخله: «هذه السطور ليست تاريخا إنما هى مشاهد ومشاعر استرجعت من الذاكرة ولا تستند إلى أى مرجع آخر، للفترة ما بين هذين التاريخين من الأربعاء 23 يوليو 1952 إلى 23 يوليو - مثل هذا اليوم - 1972».
انتقد «الحكيم» كل إنجازات الثورة، ولم ير فيها إيجابية واحدة تقريبا، بالرغم من أنه كان موضع تقدير رفيع من عبدالناصر الذى تأثر بروايته «عودة الروح»، وأهداه كتاب «فلسفة الثورة»، ومنحه وسام الجمهورية عام 1957، بحسب الدكتور غالى شكرى فى كتابه «من الأرشيف السرى للثقافة المصرية»، مضيفا: «عند انتخابات الرئيس الثانية كتب فى «الأهرام»: «لقد انتخبته منذ ثلاثين عاما لافتا النظر من جديد إلى بطل عودة الروح، وحين رحل، كتب أولى القصائد مطالبا له بتمثال فى أكبر ميادين العاصمة، يتم نحته وفق مسابقة عالمية بين الفنانين الكبار، ويسهم فى إقامته كل مواطن».
أحدث نشر الكتاب ضجة كبرى، ورد عليه الكاتب المفكر المؤرخ محمد عودة بقوة بكتاب «الوعى المفقود» وكتب على غلافه: « ليس هذا الكتاب ردا على توفيق الحكيم، ولا تحيزا لجمال عبدالناصر، ولكنه دفاع عن الشرف السياسى والثقافى لمصر»، وقال فى مقدمته: «لا يليق بكاتب أن ينغمس فى عصر إلى آخره، ويعيش كل أحداثه، ويبارك كل إنجازاته، ثم يخرج بعد نهايته وبعد قيام عصر آخر يرى أنه نقيضه ليعلن أنه سقط، وأنه فقد وعيه خلال كل العصر، وهو لا يطلب سوى التوبة والغفران، لقد كانت سقطته كبيرة، وهو يكفرعنها بأن يعلن كل شىء كان دجلا وعارا وزورا انطلى على العامة والخاصة معا، ذلك ما فعله الأستاذ توفيق الحكيم».
يذكر الدكتور أحمد صلاح الملا، فى كتابه «اليسار المصرى بين عبدالناصر والسادات - مجلة الطليعة 1965-1977»: «ظهر مبكرا أن قوى اليمين السياسى عالية الصوت فى تلك اللحظة، تحاول اتخاذ الحكيم، بما له من اسم وتأثير كبيرين واجهة وقيادة ثقافية للحملة ضد ثورة يوليو وعبدالناصر».
.......................................................
سعيد الشحات-اليوم السابع



كوميديا سليمان نجيب مع توفيق الحكيم حول بخله  


كان معروف عن توفيق الحكيم انه بخيل، وفيه حكايات كتير فى الوسط الأدبى والفنى بتدلل على بخل الحكيم.. مبدع ومدهش ادبيا وواحد من أهم كتاب مصر فى تاريخها الأدبى والفلسفى، وعلى الجانب الآخر واحد من أكتر البخلاء شهرة..
فى قاعدة تجلى بين سليمان نجيب والحكيم على القهوة.. سليمان اتكلم بكل صراحة وقال للحكيم "بص يا توفيق.. الناس بتقول عليك بخيل"، وتوفيق دافع عن نفسه وبرر تصرفاته وحرصه الشديد على القرش، ولكن سليمان أصر على انه بخيل والدفاع عن نفسه يكون بشئ عملى وملموس مش بمجرد كلام ومبررات، والشئ العملى اللى اقترحه سليمان ان الحكيم حالا وبدون تردد يديه "5 جنية" وسليمان كل ما هيقابل حد يقوله "يا اخى اتقوى الله الراجل لا بخيل ولا حاجة وادانى 5 جنية"، وبعد مناهدة كبيرة من الحكيم وزهق من سليمان تخلله جملته الشهيرة "يا سلام يا افندى على طبع حضرتك" الحكيم اخيرا وافق يديه الخمسة جنية لكن بشرط واحد، وكان الشرط ان مصور يجى حالا يسجل اللحظة التاريخية دى، وفعلا كانت الصورة، والـ 5 جنية فى الصورة وقعت بين واحد شمتان بيشدها بإيديه الإتنين وواحد بيشدها بإيد واحدة ومتحسر وحاسس انه اضحك عليه.

مقال نزار قبانى لتوفيق الحكيم عقب كتابه عودة الوعى 
رسالة نزار قبانى الى توفيق الحكيم
كتب نزار قباني ردا على توفيق الحكيم الذي أعلن أنه تحرر من زمن عبد الناصر و تنكر له بعد مغازلة دامت عشرين عاما في مقالة بعنوان " مظاهرة ضد رمسيس الأول " و جاء فيها:
" هل يسامحني أستاذنا توفيق الحكيم إذا قلت له إن كتابه الأخير ( عودة الوعي ) رديء جدا و خفيف و متأخر، ثم هل يسامحني إذا قلت له إن كتابه قدم للناس على أنه عمل من أعمال التحدي و هو في الحقيقة لا يتحدى أحدا، لأن التحدي يفترض وجود الخصم و الخصم الآن ينام تحت رخامة قبر في ضاحية منشية البكري في القاهرة.
الكتاب رديء جدا لأنه لا يضيف شيئا إلى ما كان يقال في الشارع و المقهى على لسان العوام...
الكتاب متأخر لأن استاذنا توفيق الحكيم فكر في أداء فريضة الحج بعد عودة الناس من الديار المقدسة، لذلك فهو لا يستحق الثواب... و النقطة الفضيحة في الكتاب هي محاولته إقناعنا أنه كان خلال أعوام الثورة واقعا تحت تأثير السحر و منوما تنويما مغناطيسيا، فكيف يمكن لكاتب كبير أن ينزلق إلى هذا المنطق الطفولي و يقول ببساطة أنه كان مسطولا و مهبولا و مجذوبا و واقعا تحت تأثير السحر طيلة عشرين عاما؟!
إذا كان الحكيم يقول هذا الكلام العامي الغيبي الخرافي فماذا يقول ملايين البسطاء الذين لا يعرفون تفكيك حروف أسمائهم في العالم العربي؟!
المهم أن نمتلك الشجاعة لنقول الحقيقة لرمسيس في فترة حكمه أنه ملك ظالم و أنه دكتاتور... الأديب الحقيقي لا يساوم و لا يختبئ تحت اللحاف أثناء البرد والظلم، و الشجاع لا ينتظر رحيل العاصفة حتى يخرج ليصطاد السمك.
"مصر يا أم الصابرين، إنني أعتذر إليك باسم كل الكتاب الذين خرجوا بعد عشرين عاما من غرفة التخدير و قرروا أن يسيروا في مظاهرة ضد المغفور له رمسيس الأول!"..


توفيق الحكيم قبل عودة الوعى 
توفيق الحكيم فى الذكرى الأولى لوفاة الزعيم جمال عبد الناصر وكان السادات لا زال يرتدى عباءة عبد الناصر ليتمكن لاحقاً من تقويض منجزاته وانحيازاته.
المقال قبل ان يعود الوعى للأول وقبل أن يسبق الثانى عصره .


قصة زواج توفيق الحكيم 
#توفيق_الحكيم من #عدو_للمرأة إلى عاشق ولهان
كان عدو المرأة الكاتب "#توفيق_الحكيم" رافضا الزواج، لكنه عندما حاول أن يقنع نفسه أن يتزوج من #جارته، ووضع 15 شرطا قاسيا لتوافق عليها العروس قبل زفافها ..
كان يتمنى أن ترفض شرطا واحدا منها ليجد مبررا يقنع به نفسه بالهروب من هذا المأزق العاطفي، فقام بتحديد شروطه القاسية والعروس تستمع إليه.
قال لها الشروط هي:
ألا يعرف أحد أننا تزوجنا لأنني أريد أن يبقى هذا الزواج سرا لا يعرفه إلا أسرتك.
وينشر هذا الزواج في الصحف لا تلمحيا ولا تصريحا.
وأن أسافر وحدي إلى الخارج دون أن يكون لك الحق في السفر معي.
ولا نستقبل في بيتنا ضيوفا.
ولاأصحبك في نزهة أو رحلة ..
وأن يكون مصروف البيت 200 جنيه لاتزيد مليما واحدا.
وأكون مسؤول عن مشاكل البيت والخدم.
وأن تكون مشاكل كل الأولاد من اختصاصك.
وأن تعامليني كطفل صغير لأن الفنان صغير يحتاج إلى الرعاية والإهتمام.
وأن يكون بيتنا هادئا بلا ضجيج أو أصوات تزعجني لأتفرغ لكتابة ما أريد.
وأن ينام كل منا في حجرة مستقلة ولاتتدخلي في عملي.
وكانت المفأجاة التي لم يتوقعها الكاتب أن الجارة الحسناء وافقت الشروط على كل شروطه وأظهرت استسلامها أمام كل طلباته، وموافقتها على الزواج #بتوفيق_الحكيم الذي يكبرها #بعشرين_عاما.
ومع الوقت ألغت بنفسها كل الشروط التي وضعها الحكيم قبل الزواج ..
وكان #توفيق_الحكيم في غاية الرضا وهو يتنازل عن شروطه شرطا بعد شرط.
ويكتب توفيق_الحكيم بعد شهر من الزواج مقالا في "أخبار اليوم" تضمن العبارة التالية:
ليس غير الحب هو وحده الذي يستطيع أن يجعل حياتك أفضل)

 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء مصر ..جمهورية يوليو الثائرة (الجمهورية الأولى) .. تأسيس النهضة الصناعية من الابرة للصاروخ

المخصيين بالتاريخ المصرى "حكاية حزينة من الماضي"

خيانات حرب يونيو 1967