مناظرة فكرية وتاريخية بين الزعيم جمال عبد الناصر والمفكر الكبير خالد محمد خالد
مناظرة فكرية وتاريخية
مناظرة الساعتين بين الزعيم جمال عبد الناصر والمفكر الكبير خالد محمد خالد
خالد محمد خالد: نقدت أول دستور للثورة فسمح بنشر المقال ودعانى للحوار معه
في نوفمبر 61 – وفي إطار اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للقوى الشعبية:
المفكر الذي ناظر “جمال عبد الناصر” في مناظرة تعد الوحيدة بين رئيس دولة ومفكر لأكثر من ساعتين، أذيعت على شاشة التليفزيون مباشرة، وتجادلا حول فكرة الديمقراطية وأهميتها للشعب، وتوصل إلى تعريف لها وهي “قدرة الشعب على تغيير حكامه بطريقة سليمة”
نشرت الأهرام بتاريخ 30 نوفمبر 1961 نص الحوار الذى جرى بين الرئيس جمال عبدالناصر والمفكر خالد محمد خالد .. وفي هذا الحوار تتكشف مجموعة كبيرة من الحقائق والمعلومات السياسية المهمة حول بعض التطورات التي مرت بها مصر، قبل وبعد ثورة 23 يوليو 1952، وهو ما يكشف أيضا عن العلاقة بين الزعيم الراحل والنخبة المصرية في ذلك الوقت، وأحد أفرادها.
الحوار الطويل ينطوي على وعي واسع لدى الرئيس جمال عبدالناصر بمجريات الأمور بمستوياتها المختلفة، وأنماط التفكير السائدة في المجتمع آنذاك، وحجم الاستهداف الداخلي والخارجي، بما يضع أمام القاريء جملة كبيرة من المعلومات، تجعله ينظر الى ما يعيشه الآن من تحديات جسيمة بعين حصيفة، بل يضعها تلقائيا في مقارنة مع ما كان سائدا منذ عدة عقود، ويخلص بنتيجة متشابهة تقريبا، ربما تكون اختلفت الأدوات والأساليب، لكن الاستهداف واحد في الحالتين.
والله إذا كان فيه ناس ماركسيين ما بياخدوش تعليمات من بره، مش ممكن حنأخذ ضدهم إجراءات، بنسيبهم بيبقوا لا يمثلوا هنا عنصر الخيانة. احنا أما بنقول إن اشتراكيتنا مش هى الشيوعية لكن سيبين شيوعيين كتير فى البلد وفيه متشيعين كتير وفيه ماركسيين كتير. كل واحد بيتكلم على كيفه، كل واحد بيقول رأيه مافيش منه خطورة طالما ما بياخدش أوامر من بره.. أوامر من دولة أجنبية.الدستور حيتعمل الدستور، البرلمان حيتعمل البرلمان، المعارضة، إذا كنت عايز معارضة منظمة لازم حتمثل مصلحة يا حتبقى معارضة تمثل مصلحة الإقطاع ورأس المال، وأنا باعتبر إن دى معارضة لا نستطيع أن نسمح بها النهارده فى فترة ثورتنا الاجتماعية. إن أنا باقول سأذيب الفوارق بين الطبقات، فازاى أجيب واحد يقف قدامى يقول لى لأ؟ أنا بينى وبينه حرب لأن أنا معلن ثورة اجتماعية لفرض هذا عليه فرضاً. بالتراضى والله ما حيرضى بأى حال من الأحوال، أقول له يعنى: من فضلك تنازل عن الأرض بتاعتك بيقول لى: متأسف، مش حيرضى أبداً، من فضلك نوزع الأرض على الفلاحين، يقول لى: متأسف. هل ممكن أقول له من فضلك يعنى.. بالنسبة لك انت حتى لو آجى وأقول لك من فضلك ادينى الفلوس اللى فى جيبك، حترضى؟ ماحدش حيرضى أبداً يعمل هذا الكلام (ضحك ) طالما.. ماحدش أبداً بيعمل هذا الكلام إلا بثورة.. ثورة اجتماعية. دا المرحلة اللى احنا ماشيين فيها الثورة الاجتماعية. إذا سمحت للرجعية وللرأسمالية إنها، علشان يبقى فيه منظر إنهم ييجوا ويعارضوا بابقى مقصر فى حق هذه الثورة.
الدستور حيتعمل، برلمان حيتعمل، المعارضة لكل واحد من أبناء هذه الأمة الحق فى أن يعارض، ويقول، بس برضه يعارض فى إطار أهداف الشعب يقول: جمال عبد الناصر أخطأ، أنور السادات أخطأ، لكن مايقولش: لأ رجعوا الإقطاع، اللى يقول رجعوا الإقطاع أنا ما اعتبروش معارض أنا أعتبره خائن لأهداف هذه الثورة الاجتماعية. (تصفيق).
الجلسة الاخيرة
السادات: السيد خالد محمد خالد.. تعقيب على كلمة السيد الرئيس..
خالد محمد خالد: سيادة الرئيس. أيها الإخوان. اسمحوا لى أولاً أن أؤكد لحضراتكم أننى أكره كثرة الكلام، ولكن مناقشة السيد الرئيس والحديث إليكم يحببان إلى النفس ما تكره ويحملانها على السير فى غبطة إلى ما قد تمضى إليه وحدها فى مشقة. وإحساسى بما سمعت الليلة من السيد الرئيس أنه قال كلاماً خطيراً، وأعنى بخطره وخطورته أنه يستدعينا إلى الوقوف أمامه طويلاً، يستدعينا إلى دراسته وإلى البحث عن المغزى الجليل الذى لا أشك فى أنه جليل، ذلك المغزى الذى يرمى إليه الحديث الخطير الذى سمعناه.
ولكنى سأبدأ فأؤكد لحضراتكم أننى من الذين يؤمنون بأننا لا نمارس اليوم ثورة، لا ثورة اجتماعية ولا ثورة اشتراكية. نحن نعيش فى تحول لا فى ثورة، نحن نعيش فى تطور لا فى طفرة، وإذا كنا نرى أننا أمام ثورة جديدة فليشكل لها مجلس قيادة ثورة يقودها، وإذا كنا نرى أننا نواجه ثورة جديدة ففيما إذن كانت السنوات العشرة التى مضت، إن هذه الثورة لم تولد اجهاضاً – أيها السادة – إنها الوليد الشرعى لكفاح طويل عظيم خالد قام به شعبنا فى مراحل مختلفة، عشنا نحن المشهد الأخير فى هذه المراحل.
وهذه الثورة من أول أيامها أحست عبئها كله، أحست أنها جاءت لتزيح من طريق مصر وشعب مصر كل قوى الشر التى تصده عن المسير، وإنى لأذكر عبارة سمعتها وأنا أعبر الطريق، قالها الرئيس فى حفل كان مقاماً فى شارع عدلى، لا أذكر مناسبته، فى الشهور الأولى للثورة، كنت أعبر الطريق، وإذا صوته يصدح بهذه العبارة: لا تظنوا أننا جئنا لنعزل الملك، إننا جئنا لنبنى مصر العظمى.
وأخذ يشرح ماذا يعنى ببناء مصر العظمى، وكان فى شرحه واعياً بمشاكل أمته، وكان من ضمن هذه المشاكل تجديد حياتها.. بعث إيمانها بنفسها؛ وتمكينها من حقها وعلى رأس هذا الحق حقها فى ثروتها وحقها فى خيرها وفى مالها.
فإذا جئنا اليوم لنقيم منهجاً ونظاماً اشتراكيين لقومنا، فليس معنى ذلك أننا نولد اليوم من جديد بمبادئ جديدة، بأهداف جديدة، لا، إننا نتطور تلقائياً تطوراً ينبع من ماضينا، من احتياجتنا التى أذن بها المؤذنون فى كل جيل، من احتياجاتنا التى حملتها الثورة وحملت مشيئتها فى فجر 23 يوليو. نحن الآن لا نثور، نحن نتحول، نحن ندلف فى أناة ووداعة وحب إلى خطوة جديدة، إلى مرحلة جديدة، إلى واجب جديد، ليس منفصلاً عن ماضينا لا البعيد ولا القريب، ولكنه تعبير أو استمرار فى التعبير عن وطنيتنا وعن ثورتنا وعن احتياجاتنا.
تساءل السيد الرئيس ما الديمقراطية، ثم ضرب بعض الأمثال ليبين لنا مفهوم الديمقراطية، وأنا أود ونحن نبحث ما الديمقراطية، أود ونحن نستعرض المؤسسات الديمقراطية من برلمانات ودستور وهيئات وأحزاب من معارضة، من حكومة، أود ونحن نعالج مؤسسات الديمقراطية هذه ألا ندينها. ألا نحاسبها اليوم بمعيار الظروف التى عملت فيها بالأمس.
أيها السادة.. فى فجر 23 يوليو استمعتم إلى صوت يقول: نعلن قيام الثورة، ويقول إننا قمنا بتطهير الجيش من الفساد، إذن كان فى الجيش فساد، بدأت الثورة بتطهيره منه، فيحق لنا اليوم أن ندين الجيش أو نطالب بإلغائه أو بوقفه لأنه قبل الثورة كان يعانى فساداً سببتها عوامل نحن جميعاً ندركها ونعرفها، لا. كذلك تماماً عندما نواجه الدستور، كذلك تماماً عندما نواجه البرلمان، كذلك تماماً عندما نواجه الأحزاب. يجب أن نواجه هذه المؤسسات جميعاً بروح الإنصاف، بروح الوعى التى لا تنقصنا أبداً، ما هى؟ ما حقيقتها؟ ما علاقتها بالديمقراطية؟ ما علاقتها والديمقراطية بما نرجو لأنفسنا من مستقبل ومن مصير؟
أما الديمقراطية فهى عندى ببساطة أن يكون الشعب قادراً على أن يختار حكامه باقتراع حر، وأن يكون الشعب قادراً على أن يغير حكامه باقتراع حر. الديمقراطية هى أن يمارس الشعب مسئوليته، وأنا لا أجامل حين أقول إننا إذا أضعنا على الشعب اليوم فرصته الكاملة فى أن يمارس الديمقراطية بالمفهوم الذى ذكرته الآن فإننا نحرمه فرصة العمر، إن الشعب عانى ديمقراطيته كما عانى حياته قبل الثورة، ولكن من قال إن نقائص ما قبل الثورة هى معيار سيرنا بعد الثورة، لماذا نضع أعيننا دائماً على نقائص العهد الذى اعتبرناه بائداً؟ هذا العهد كما قلت فى أول ليلة، لم يخل من عملية تدريب الشعب على فرض سلطانه، كان البرلمان يعطل بمرسوم ملكى فيجتمع أعضاء البرلمان فى الكونتننتال، ويعلنون بطلان هذا المرسوم الملكى ويضطرون ألد أعداء الديمقراطية وهو زيور، إلى أن يجرى انتخابات حرة كاملة الحرية نزيهة كاملة النزاهة.
لكنه مع ذلك كما قلت أيضاً كان شعباً يده فى الأغلال، كان شعباً أقدامه فى السلاسل، فإذا كان هذا الشعب قد استطاع أن يفرض سلطانه والسلاسل والأغلال تحاصره، افنخاف أن يفرض اليوم سلطانه وقد أصبح كل شىء له، ثورته، ثروته، آماله، آلامه، حكومته؟ كل شىء أصبح ملكاً له، كل شىء أصبح فى يده، كل شىء أصبح يصدر عن اقتناعه لا عن إكراه يساق إليه. افنخاف عليه اليوم من أن يحكم نفسه على أوسع الصور الديمقراطية وأرحبها؟ لا. قال سيادة الرئيس: إن النظام السياسى والاقتصادى مرتبطان، أجل إنهما مرتبطان، ونحن حين نقول الديمقراطية أو الاشتراكية فإنما نفعل لنقسم طريقنا، تماماً كما نقول حرية الكلمة، حرية التصرف، حرية الملك، حرية التجار، وكلها شىء موحد هو الحرية. إن الاشتراكية والديمقراطية شىء واحد لأن الاقتصاد لا ينفصل عن السياسة بل يؤثر فيها ويحركها كما قال سيادة الرئيس. وهذا ما يدعونى إلى أن اشحذ فى نفسى الإيمان بالديمقراطية، إنى أرى يا سيادة الرئيس أن ثمة أمامنا من قريب دوراً طليعياً ينادينا، ولست أبالغ ولا أسرف أنه دور طليعى بكل معنى الكلمة ينادينا وينتظرنا لو أحسنا المسير إليه.
قال السيد الرئيس: إنه لابد لدعم الديمقراطية من الحرب الوقائية. وهذه هى النقطة الأخيرة فى كلمتى الحرب الوقائية، نعم لابد من الحرب الوقائية عندما تكون لها ضرورة، لابد من الحرب الوقائية عندما تدعو إليها ضرورة، فما الضرورة التى تدعو إلى الحرب الوقائية؟ (أصوات معارضة).
طب ابقى اتفضل عارض أو اطلب الكلمة وعارض.. السيد الرئيس قال إننا لكى ندعم الديمقراطية لابد من شىء يشبه ما نسمية الحرب الوقائية.
طب السيد الرئيس يتفضل ويوضح العبارة إذا أراد.
السيد أنور السادات : من فضلكم اتركوا السيد العضو يدلى بوجهة نظره، وبعد ذلك من يطلب التعقيب سيأخذ الكلمة ليعقب.
السيد خالد محمد خالد: السيد الرئيس قال عندنا فى الجيش شىء اسمه الحرب الوقائية.
الرئيس: عندهم هم فى الجيش مش عندنا.. طيب.. طيب. (ضحك).
السيد خالد محمد خالد : نعم. نعم، عندهم طيب ماعلش عندهم يعنى فى الجيوش، مش مهم الكلمة، المهم المعنى اللى حتفضى إليه الكلمة هناك حرب وقائية تستعمل فى ضرورات معينة، ليس هناك ما يدعو إلى اتخاذ أى إجراء لا يبدو ولا يكون غير ديمقراطى، نحن سنشكل مؤتمراً للقوى الشعبية وسيقوم فى هذه الأمة برلمان يناقش مشاكلها ويصدر قراراتها. هذا الشعب كله مؤمن بثورته ومؤمن بقائده، ومؤمن بأهدافه، ومؤمن بديمقراطيته، وباشتراكيته، فالسبيل الأمثل هو أن نسير بهذا الشعب فى تحول كما قلت، لا فى ثورة، فى تطور، كما قلت، لا فى طفرة، وإذا أردنا أن نعتبر ببعض المجتمعات التى هى اشتراكية حادة وقامت تجرب ما نسميه عزل الشعب أو عزل أعداء الشعب، ثم اخفقت تجربتها فإن إذا أردنا أن نأخذ هذه العبرة فإن العبرة ماثلة أمامنا.
هناك فى الصين قامت الصين فأجهزت على أناس حقاً، لكنهم كانوا من الذين حاربوا الثورة حملوا ضدها السلاح والمدفع، ثم بعد ذلك أراد قوم أن يحددوا أعداء الشعب ويعزلوهم فوقف «ماوتسى تونج» يدعوهم جهد طاقته إلى أن يرفعوا شعاراً آخر: دعوا الأزهار جميعها تتفتح، وترك الأحزاب قائمة فى مجتمعه، فهناك أحزاب غير الحزب الشيوعى، بل أعطاها حق الإشراف المتبادل فلهذه الأحزاب الحق فى أن تناقش الحزب الشيوعى وللحزب الشيوعى الحق فى أن يناقش هذه الأحزاب، ولكن بعد أن وضع لها جميعاً الإطار الذى تعمل فيه، والذى لا يقبل أى زيغ عنه، والذى يعتبر تخطيه أو هدم أسواره ردة لا تغتفر، وهو الوحدة الوطنية والاشتراكية.
فلا داعى أبداً لأن نخاف، لنمضى على بركة الله مؤمنين بشعبنا متوصلين إلى أغراضنا بالوسائل الوديعة التى يتمثل فيها التحول ولا تتمثل فيها الثورة والسلام عليكم. (تصفيق).
الرئيس : فى تعليقى على كلام الأستاذ خالد هو ابتدا كلامه وقال: إن الكلام دا خطير، والكلام دا أنا ما باقولش لأول مرة، أنا قلت الكلام دا مرات قبل كده متعددة.
من أول يوم فى الثورة وأنا باقول هذا الكلام بصيغات مختلفة. والاجتماع اللى هو بيقول عليه فى شارع عدلى يمكن كانت عملاه رابطة قنا اللى هى كانت موجودة فى شارع عدلى فى أول الثورة. اتكلمت على الرجعية، واتكلمت على الشعب، واتكلمت على الثورة، واتكلمت على مبادئ الثورة. من أول يوم فى كل خطبة من خطبى باتكلم على مبادئ الثورة الستة.
الأخ خالد بيقول ان احنا لا نمارس اليوم ثورة، ونحن نعيش فى تطور، وبعدين فى الآخر فى حماسه قال: هذا الشعب المؤمن بثورته، دليل حتى فى قرارة نفسه هو معتقد إن فيه ثورة لأن الشعب مؤمن بثورته ازاى ومافيش ثورة؟ فيه ثورة مستمرة وأنا من أول يوم فى الثورة قلت إن هذه الثورة استمرار لثورات أخرى قام بها الشعب. وكتير قلت دا احنا يجب أن نحمد الله ان احنا استطعنا أن نجنى ثمار هذه الثورة اللى كافح من أجلها الآباء والأجداد.. كنت باستمرار أقول الأباء والأجداد كافحوا وقتلوا من قبل ما يجنوا ثمار هذه الثورة. واحنا سعداء ان احنا استطعنا ان احنا ننجح فى هذه الثورة، واستطعنا ان احنا نرى بأعيننا نجاح كفاحنا وكفاح آبائنا وكفاح أجدادنا.
الأستاذ خالد بيقول: إذا كانت ثورة ما نعمل مجلس قيادة الثورة، ما كنا عاملين مجلس قيادة الثورة، النهاردة احنا عايزين نعمل من الشعب مجلس قيادة ثورة، الشعب الأصيل.. (تصفيق) دا اللى أنا باقصده بالديمقراطية السليمة. فيه خلاف بينا فى فهم الديمقراطية والديمقراطية السليمة.
الأستاذ خالد بيقول: ان احنا بنتجنى على اللى فات، احنا مابنتجناش على اللى فات، احنا جينا فى المبدأ السادس للثورة، وقلنا إقامة حياة ديمقراطية سليمة، معنى هذا إن ماكانش فيه حياة ديمقراطية سليمة.
جينا فى المبدأ الخامس قلنا إقامة جيش وطنى قوى، معنى هذا إن ماكانش فيه جيش وطنى قوى، معنى هذا إن الجيش كان بيستخدم ضد الشعب مش من أجل الشعب، ونريد أن نحوله ليستخدم من أجل الشعب لا ضد الشعب. (تصفيق).
مابنقولش نلغى الديمقراطية، دا طبعاً تعقيباً على مقارنتك، بنقول نلغى الجيش، أبداً قلنا: إقامة جيش وطنى قوى، وقلنا: إقامة حياة ديموقراطية سليمة. معنى هذا إن الجيش اللى احنا كنا فيه كنا شاعرين انه مش الجيش الوطنى القوى. نزل يوم 26 يناير علشان يضرب الشعب، وماكناش نقدر نقول لأ، ولو كانت طلعت أوامر علشان تنضرب الناس كنا حنضرب، العسكرى حيضرب، الضابط حيضرب، الضابط اللى حيقول ما اضربش حيتحاكم، مين حينقذه؟ ماكانش فيه استعداد للثورة، ماكانش فيه خطة للثورة.
أسئلة الديمقراطية
أنا فى كلامى ماباقولش هذا الكلام علشان أدين، ما لو كنت عايز أدين كنت عملت محاكم، وأدنت من 23 يوليو سنة 52 زى ما اتعملت محاكم فى الثورة الفرنسية، واتعملت محاكم فى الثورات الشيوعية وفى الثورات الأخرى العملية مش إدانة. أنا باقول ان احنا هنا بنبحث عن الحقيقة وإذا كنا عاوزين نبحث عن الحقيقة بناخد هذه الحقيقة منين؟ من تجربتنا فى العشر سنين دى ومن السنين اللى حصلت قبل هذه الثورة تجربتنا كانت تدل على إيه؟ هل استطعنا أن نقيم عدالة اجتماعية؟ هل استطعنا أن نقيم ما يمكنا من القضاء على الظلم الاجتماعى؟ هل استطعنا أن نقضى على الاستغلال السياسى والاستغلال الاقتصادى والاستغلال الاجتماعى؟ أبداً ما استطعناش. وانت فى كتبك اللى عاملها قبل الثورة كنت بتقول: ان احنا بنكافح من أجل القضاء على الاستغلال السياسى وعلى الاستغلال الاجتماعى؟ فى كل هذه الكتب وفى كل صفحة منها كنت بتتكلم وبتطالب بالقضاء على الاستغلال السياسى والاستغلال الاقتصادى والاستغلال الاجتماعى.
هل الديمقراطية اللى انت بتتكلم عليها بمعناها القديم مكنتنا احنا الشعب من ان احنا نقضى على الاستغلال السياسى أو الاستغلال الاقتصادى أو الاجتماعى؟ أبداً، بدليل إن حينما قامت الثورة كان هناك إقطاع بأبشع صوره، كان هناك إقطاع اتكلم عليه الخطيب هنا فى نجع حمادى، وقال لكم كانوا بيعملوا فيهم إيه، ما قدرتش هذه المؤسسات بجلالة قدرها إنها تقضى على هذا الإقطاع. كان هناك سيطرة من العائلة المالكة، وكان هناك تحكم وكان هناك سيطرة لرأس المال، وكان فيه واحد زى ما قلت لكم بيسقط الوزارة بخمسين ألف جنيه. هل استطعنا بهذه الديمقراطية اللى بتتكلم عليها ان احنا نقضى على هذا؟ لم نستطع أبداً أن نقضى على هذا إلا بالثورة، بهذه الثورة وهذه الثورة مستمرة حتى نقيم الديمقراطية الحقيقية وحتى نقيم العدالة الحقيقية. (تصفيق).
بعدين هل احنا قلنا حنعمل ديمقراطية مافيهاش دستور؟ مين قال كده؟ اللى بيفهم من كلامك ان احنا بنقصد إن مافيش دستور، مافيش برلمان، مافيش أى مؤسسات ديمقراطية. منين جبت الكلام دا؟ طب دا هذه الخطوات كلها الغرض منها فى الآخر ان احنا نقيم الدستور، هل احنا قلنا حنعزل الشعب، ونقيم حزب واحد زى الشيوعيين اللى البلد بتبقى 200 مليون والحزب بيبقى مليون، هل احنا قلنا حنقيم حزب واحد ونحتكر السياسة لفئة قليلة؟ ماقلناش كده، الخلاف الوحيد على الأحزاب، طب كان فيه أحزاب قبل الثورة حصل إيه؟ هل تأثر الإقطاع؟ هل تأثرت سيطرة رأس المال؟ هل طلع الاستعمار وطلعوا الإنجليز؟ هل قيمة السفير البريطانى نزلت قيراط
أو قيراطين أو اتغيرت من سنة 23 لسنة 52؟ مانفتكرش فى فبراير سنة 52 أما كان على ماهر له ميعاد مع السفير البريطانى والسفير البريطانى رفض إنه يقابله وقال إن عنده برد، اضطر على ماهر انه يروح تانى يوم يقدم استقالة، وجت بعد كده وزارة الهلالى وكان فيه اتفاق، كان فين؟ الإنجليز كانوا موجودين، الإنجليز كانوا بيحكموا، السرايا كانت موجودة، طب الأحزاب عملت إيه؟ ماطلعوش الإنجليز ليه؟ وهو لو كان فيه أحزاب كنا قدرنا نطلع الإنجليز، كانوا راحو أحزاب اتفقوا مع الإنجليز زى ما كانوا بيتفقوا مع الإنجليز قبل كده، مش كانوا بيتفقوا مع الإنجليز؟ هو دا كلام حد فينا ينكره، علشان إيه؟ علشان الحكم، علشان السيطرة المستغلة الداخلية، والحكم بيستفيدوا منه إيه؟ بيعملوا منه فلوس، وكانوا بيعملوا منه عزب، ماباقولش هذا الكلام علشان بادين لكن باقول هذا الكلام للتاريخ، باقول هذا الكلام فى البحث عن الحقيقة، وباقول هذا الكلام علشان ناخد من ماضينا، ونحن نبحث عن الحقيقة الدرس علشان إيه اللى نعمله.
صراعات سياسية
كان فيه أحزاب، فيه أحزاب كتيرة واتولدنا ولقينا أحزاب، وانا انضميت لعدد كبير من هذه الأحزاب، أول حزب انضميت له مصر الفتاة وسبته وأنا كنت فى سنة تالتة ثانوى، وطلعت وكنت ماشى فى الشارع وكنت فى إسكندرية فى ميدان المنشية ولقيت عركة، البوليس بيضرب فى الناس والناس بيضربوا فى البوليس، فرحت مشترك مع الناس وضربت فى البوليس وقبضوا على ودونى القسم ورحت القسم، إيه الحكاية بعد ما رحت هناك القسم؟ قالوا دا مصر الفتاة كانوا عاملين اجتماع والبوليس بيفض الاجتماع، ولغاية ما جا شيخ الحارة وضمنى وطلعت، وعرفت بعد ما رحت القسم إيه أنا جايبنى ليه وماسكينى ليه، انضممت لمصر الفتاة بعدها ما ستريحتش وسبت مصر الفتاة وانضميت للوفد وعرفت الوفد وكنت يعنى.. من أكثر الناس اتصالاً به برضه ما استريحتش، واتصلت بالإخوان المسلمين برضه لم أطمئن واتصلت بالشيوعيين، اتصلت بكل الهيئات العاملة فى هذا البلد، وبالأحرار الدستوريين وبالسعديين. كنت أبحث عن الحقيقة كشاب عايز يكافح من أجل بلده وتايه، وكنت اعتقد إن يمكن يكون هنا يمكن يكون هنا يمكن يكون هنا، والآخر وجدت مافيش فايدة وبعدين لما دخلت الكلية الحربية ومشينا فى الجيش، كان الحل الوحيد اللى قدامى انه يجب أن تقوم ثورة لتقضى على هذا كله وتبنى مجتمع جديد متحرر من كل أنواع الظلم السياسى والظلم الاجتماعى، الاستبداد السياسى والظلم الاجتماعى.
بتقول إن الديمقراطية يجب أن يكون الشعب قادر على أن يختار حكامه باقتراع حر وأنا موافقك على هذا، والشعب قادر على أن يعزل حكامه باقتراع حر، موافقك على هذا، موافقك على إن باستمرار بيبقى فيه للشعب حرية اختيار رئيس الجمهورية، يختاره لمدة معينة، تعرف لو ان كل ثلاث أو أربع أشهر ممكن نعمل ثقة وبتاع بنرجع تانى للعملية الأصيلة. ليه ما عملناش رئيس جمهورية ورئيس وزارة فى سنة 56؟ كان ممكن نعمل هذه التجربة ونقول إن حكومة برلمانية بس وجدنا ان احنا حندخل فى عمليات انقسامات، وان احنا فى ظرف حساس حيحاولوا يوقعوا رئيس الجمهورية مع رئيس الوزارة، واللى حيجروا على رئيس الوزارة ومش حيعرفوا إنهم يوصلوا له يجروا على رئيس الجمهورية.. وشفنا هذا الكلام فى أيام أزمة نجيب فى سنة 53، ازاى استغلوا نجيب وجمال عبد الناصر، وماقدروش على جمال عبد الناصر، جريوا على نجيب علشان يقيموا فى البلد انقسام، واستطاعوا أنهم يقيموا فى البلد أزمة. ولهذا تلافينا هذا وقلنا نعمل النظام رياسى.
جمال عبد الناصر ما قالش أبداً إنى أنا عايز أبقى رئيس جمهورية مؤبد.
الاستغلال الاقتصادي
ما اتكلمتش أبداً ان احنا حنأخذ مأخذ الشيوعية ولا حنسير على ماسارت به الصين، الصين فى العزل أعدموا وعملوا هذا الأسلوب اللى انت بتتكلم عليه، والصين.. الحزب الشيوعى – فيه 600 مليون – فيه كام مليون؟ 2 مليون. الحزب الشيوعى، فيه احتكار للعمل السياسى 2 مليون، الباقى.. بتقول فيه أحزاب سياسية، تحت قيادة الحزب الشيوعى، هه؟ تحت قيادة الحزب الشيوعى أصححلك الكلام اللى بتقوله، مش مطلقة.. العملية مش مطلقة خالص، مش أحزاب بتقف وبتعارض ولا فى البرلمان بتعارض، دول بيجتمعوا مع بعض فى لجنة وبيتكلموا، وبعدين، هل هذه الأحزاب فيها حزب بينادى بعودة الإقطاع؟ هل هذه الأحزاب فيها حزب بينادى بالبرجوازية؟ هل هذه الأحزاب فيها حزب بينادى بالرأسمالية؟ هم أصلهم أحزاب عمال وأحزاب فلاحين واللى دخلوا مع الحزب الشيوعى أثناء الثورة الصينية ضمن الجبهة الوطنية ومشيوا. ولكن هل حد بيسمع، هل حد فيكم سمع عن هذه الأحزاب؟ ماحدش سمع على هذه الأحزاب أنها طبعاً بتضيع وبتنتهى، ومكتوب فى الدستور الصينى إن الدستور الصينى يبنى الاشتراكية والشيوعية تحت قيادة الحزب الشيوعى الصينى، تقرأ الدستور الصينى بتجد فيه أول مادة مكتوب أو فى مقدمته مكتوب هذا الكلام، فالعملية ماهياش أبداً بالصورة اللى صورتها لنا ان حتى فى الدول الشيوعية فيه أحزاب و.. و.. إلى آخر هذا الكلام.
واحنا مابناخدش المتوسط بين الرأسمالية وبين الشيوعية، احنا بنقول الآتى: احنا قعدنا آلاف السنين نقاسى من الاستغلال الاقتصادى، والاستغلال الاجتماعى، نقاسى من الإقطاع وديكتاتورية رأس المال، طيب إيه اللى ورثناه؟ بعد الثورة، الإقطاع – بعد تحديد الملكية – عندهم الأموال، رأس المال، برضه عندهم الأموال، الشعب ما عندوش حاجة، زى ما قلت لكم أول جلسة: دول ورثوا الغنى، ودول ورثوا الفقر، دول ورثوا الصحة ودول ورثوا المرض، دول ورثوا النفوذ، ودول ورثوا البلا، دا اللى كان موجود، هو دا الشعب، فئة قليلة 5% أو أقل من 5%، بتتحكم فى كل شىء، بتستغل سياسياً واقتصادياً. وكانت قوية وتستطيع إنها تضغط على الشعب علشان يديها أصواته، وتنجح فى الانتخابات، لأنها هى القوة الاقتصادية المتحكمة، والتى تستطيع أنها تخرب بيت أى واحد، وتقطع عيش أى واحد. دول كانوا تحت اسم الديمقراطية، بيمثلوا ديكتاتورية الإقطاع ورأس المال، أو ديكتاتورية البرجوازية. الكلام الغربى.. النظام الغربى اللى انت بتقوله، فى الغرب، إيه اللى بيحصل؟ مين اللى بيحكم فى الغرب؟ رأس المال، منظمات رأس المال، وموجودة أحزاب، وموجودة أحزاب شيوعية، بس علشان يخفوا أنيابهم، زى ما بتقول، باوافقك أنا على هذا، بس هل احنا عندنا أنياب عايزين نخفيها، علشان نعمل منظر ونعمل شىء، ليه؟ عايزين ناكل مين؟ ما احناش عايزين ناكل الشعب أبداً، أما الرأسمالية أو البرجوازية، بأنيابها، عايزة تاكل الشعب.
وأنا قلت يوم 22 يوليو، إن الحرية بتيجى فى الدستور، ولكن سيطرة رأس المال تقضى على الحرية، الديمقراطية كلمة فى الدستور، وسيطرة رأس المال تقضى على كل معنى من معانى الديمقراطية؛ لأن رأس المال هو القوة، رأس المال هو القوة المحركة، فبيتقال فى الدستور فيه حرية، وفيه ديمقراطية، لكن حرية لمين؟ حرية لرأس المال، وحرية للشعب على قدر ما يستطيع الشعب أو الطبقة العاملة أن تعمل، لتحصل على أجر يكفيها لكى تعيش.
دا النظام الموجود فى المجتمع الرأسمالى المجتمع البرجوازى، هل احنا النهارده مستعدين نطبق هذا؟ أنا باقول ما نقدرش.. ان احنا مش مستعدين نعمل أحزاب، تنادى بالإقطاع، ومش مستعدين نعمل أحزاب تنادى بدكتاتورية رأس المال، أو سيطرة رأس المال، لإن احنا فى ثورة من أجل القضاء على استغلال رأس المال، ومن أجل القضاء على استغلال الإقطاع، ومن أجل القضاء على الاستغلال السياسى والاقتصادى والاجتماعى بكل معانيه. فيه ثورة، ولو ماكانتش فيه ثورة ماكناش حنقدر، كان زمانا لغاية النهارده برضه زى ما قلت لك الدور اللى فات، البدراوى عاشور بياخد معاك فى كل سيجار نفسين، زى الكلام اللى قلناه فى الدور اللى فات. (تصفيق) ماكنتش تقدر تعمل حاجة، ماكناش نقدر نغير هذا الكلام بالتطور، »جى موليه« عمل إيه فى فرنسا؟ غير إيه بالتطور؟ الاحزاب الـ «social democrats» الموجودين فى أوروبا عملوا إيه بالتطور؟ ماحدش عمل حاجة بالتطور.. مانبصش للسويد لإن السويد فيها نقص فى عدد السكان. فيها أقل من 6 ملايين أو 5 ملايين.
ولكن التطور، إذا تطورت الطبقة العاملة، تطور تحكم رأس المال بيكبر فى كل البلاد الغربية. إذا تطورت وارتفع مستوى الطبقة العاملة، بترتفع الاحتكارات، وبترتفع أرباح الاحتكارات، وبترتفع المكاسب اللى بياخدوها من جهد العمال، ومن عمل العمال، احنا قلنا هذا النظام لا نستطيع ان احنا ننفذه، إذا كانوا هم بيخفوا أنيابهم، احنا ما احناش عايزين نخفى الأنياب.
المصلحة العامة
احنا ما بنقولش النهارده عايزين نشتغل لمصلحة خاصة، بنقول احنا عايزين نقيم حياة ديمقراطية سليمة. ما بنقولش عايزين نحرم الشعب من مسئوليته، ما بنقولش عايزين نحرم الشعب من أنه يختار رئيس جمهوريته مابنقولش دا أبداً، ما بنقولش ان احنا عايزين نحرم الشعب من الدستور، ما بنقولش ان احنا عايزين نحرم الشعب من البرلمان، أبداً بأى حال من الأحوال، ما بنقولش ان احنا عايزين نحرم الشعب من المعارضة أبداً، لأن فى أى برلمان لابد حيكون فيه اليمين واليسار والوسط، مهما اتقال هنا، فيه يمين، وفيه يسار، وفيه وسط، واليمين واليسار والوسط دا ماهواش أبداً تعبير من الرجعية أو الشيوعية ولكنها عملية نسبية.
هنا فى هذه القاعة، فيه يمين، وفيه يسار، وفيه وسط، واحد متطرف إلى اليسار، وهى عملية نسبية، واحد متطرف إلى اليمين، وهى عملية نسبية، فى أى برلمان، فى أى ناس موجودين، كل واحد يستطيع أن يعارض، ويستطيع أنه يقول رأيه. بس أنا باقول، ما يقولش ان احنا نعيد الإقطاع، ولا نعيد الاستغلال، ولا ديكتاتورية رأس المال، أو نرجع الإنجليز، أو نرجع المندوب السامى أو نرجع السير «برسى لورين» أو «لورد كرين» أو حد من الناس دول، لإنه بهذا بيبقى خرج عن أهداف الشعب.
ما بنقولش ان احنا بنخاف على الشعب اليوم، أبداً بالعكس، وأنا إذا كنت خايف على الشعب اليوم، كنت ليه، يعنى أبدأ هذه العملية؟ دى أنا بادئ هذه العملية من أجل أن يكون الشعب هو مجلس الثورة؛ من أجل أن يقود الشعب هذه الثورة. زى ما قلت لكم يمكن كان ممكن يكون سهل قوى لو كنا عملنا مجلس ثورة. أهو بنطلع أوامر وتتنفذ، بس مش هو دا المطلوب. المطلوب فى هذا الوقت هو تطبيق المبدأ السادس؛ إقامة حياة ديمقراطية سليمة. وأنا معاك إن الشعب مؤمن بثورته ولا يمكن بأى حال أن يتخلى عنها. معاك فى هذا (تصفيق) عايز تقول حاجة؟ واللا نروح؟
خالد محمد خالد: فى الحقيقة أنا لما ضربت المثل بالصين كان مثل جانبى بحت يعنى، عاوز أقول إنه كان فى هذا المجتمع اللى عدواته كثيرة ومحنه كثيرة، ناس قاموا ينادون بعملية عزل أعداء الشعب، فجاء »ماوتسى تونج« وأخذ جانباً آخر من الرأى وكان رأيه زى ما قلت: دعوا جميع الأزهار تتفتح، وهو إلى الآن حين يتحدث عن المجتمع الصينى يقول: البرجوازية الصغيرة، ويقول: أصحاب الأعمال بل والمثقفون أيضاً، يقول: إن كثيراً من المثقفين لايزالون يحملون أفكاراً غير اشتراكية، ومع ذلك فلست أنصحكم أن تقاوموهم ولكن ساعدوهم على أن يقبلوا على الاشتراكية. دى باخدها أنا كمثل من بعيد عندما نتحدث عن عزل أعداء الشعب.
أنا عاوز اتجنب ما استطعت، كما قلت آنفاً، هذه الشعارات العنيفة، يعنى أريد أن نذهب جميعاً فى موكب حافل واحد بعد أن تستبين معالم مجتمعنا الاشتراكى، هذه المعالم التى سيوضحها الدستور، نمضى معاً، يحمل قوينا ضعيفنا، يحمل سليمنا سقيمنا، وعندما قلت الأحزاب فى المجتمع الصينى قلت إنه بالغ، يعنى فى عملية دعوا جميع الأزهار تتفتح، بالغ فيها فسمح بقيام أحزاب واشترط أن تعمل داخل السور الاشتراكى نفسه، فإذا يوماً ما – وأنا لا أنسى حديث صحفى لسيادتكم فى هذا العام مع صحفى أظن كان ألمانى – قلت سيادتكم: إننى أؤمن أو أرى أن هناك أحزاباً ستنشأ فى مجتمعنا فى المستقبل وستكون أحزاباً قويمة لن تنتكس بالمجتمع إلى الوراء ولكن ستطور مفاهيمه وقيمه. أنا أذكر هذا، سيادتك قلت هذا فى حديث مشهور.
الرئيس: فى المستقبل قلت. (ضحك).
السيد خالد محمد خالد: آه طيب ماباقولش حاجة، أنا كل الذى أقوله إننى أريد ما استطعت لله ولرسوله ولهذا الوطن أن نبدأ بداية عميمةً فى حبها دافئةً فى مودتها، وكما قلت نستقبل قبلتنا الجليلة جميعاً شعباً واحداً وأمة واحدة، والسلام عليكم ورحمة الله. (تصفيق).
الرئيس: فى المستقبل إن شاء الله، يعنى إذا استطعنا أن نذيب الفوارق بين الطبقات فى فترة بسيطة، وممكن تقوم أحزاب ولكن حتبقى أحزاب على أساس أشخاص، يعنى تطلع خالد محمد خالد، على هذه المبادئ يعمل حزب، وحسين الشافعى على هذه المبادئ بيعمل حزب. نفس العملية، (ضحك) ولكن مايبقاش فيه أحزاب رجعية، مايبقاش فيه أحزاب بتعمل على عودة الإقطاع، مايبقاش فيه أحزاب تعمل على عودة ديكتاتورية رأس المال أو سيطرة رأس المال، وبعدين موضوع الشعارات العنيفة، أنا بيتهيألى احنا صفناه الجلسة اللى فاتت، مافيش شعارات عنيفة ولا حاجة، والسلام عليكم. (تصفيق).
خالد محمد خالد: لا أذكر أننى ترددت أمام كلمة أريد إلقاءها مثلما ترددت اللحظة عندما طلبت الإذن بهذا التعقيب. ولم أتردد لأنى أهاب مناقشة الرئيس جمال عبد الناصر؛ فأنا منذ فجر 23 يوليو سنة 52 وأنا أدير فى كتبى مناقشة أمينة لثورتنا ولقائد ثورتنا، إنما ترددت لأن السيد الرئيس عندما عرض لموقف الرسول – عليه الصلاة والسلام – يوم فتح مكة ذكر أنه إنما يعاود الحديث فى هذا الأمر لأن راديو دمشق قال ما قال، قلت لنفسى حين بدا لى أن من واجبى أن أعقب على كلمة السيد الرئيس: ترى هل اتقدم لأعقب وأعطى راديو دمشق وغير راديو دمشق فرصة للمناوأة، وألهمنى الله الرشد سريعاً؛ فقد أدركت أن الحق هو الحق لا ينبغى أن يصدنا أى اعتبار عن الجهر به، هذا أول أمر.
الأمر الثانى أنه لا شىء – فيما أعلم – يستطيع أن يرد كل إذاعة مناوئة خاسرة صاغرة، سوى أن تسمع حرية الكلمة فى هذا المجتمع تجلجل وتدوى لا تخاف ولا تخوف. السيد الرئيس ذكر أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – فى فتح مكة قال: من دخل المسجد الحرام فهو آمن، لأن الإسلام كان قد انتصر وتم نصره، فى الحقيقة أنا عندما ذكرت هذه الواقعة فى كلمتى – فى الجلسة الأولى – كنت أحاول أن أعطى رمزاً لا أكثر ولا أقل، كنت أحاول أن أقول ليكن لنا فى مجتمعنا الجديد مسجد حرام، هو البناء الاشتراكى العادل الذى نقيمه، ولنقل للناس هذا مسجدنا الحرام جميعاً من دخله فهو آمن. ومن ثم لم أكن أجد فى الحقيقة مبرراً لأن أفيض فى تبيان الواقعة التاريخية الخاصة بهذا الشاهد. الرسول – عليه الصلاة والسلام – لم يقل ذلك وقد تم نصره، قاله وهو فى اللحظات الأولى من النصر. الرسول – عليه الصلاة والسلام – بعد فتح مكة ظل يخوض حروباً ومغازى مع أعداء الله وأعداء دعوته لكنه – عليه الصلاة والسلام – أدرك أنه وقد فتح الله له معقل الكفر هذا فإن ثمة أناسا كثيرين كانوا يناوئونه ظناً بأنه لن ينتصر، كانوا يناوئونه خوفاً من وجهاء قريش وقوة قريش، أما الآن وقد فتح وقد دهم قريش فى عقر دارها، أما الآن وقد هدم وحطم سلطانها فإن كثيرين جداً سيقبلون على دعوته حتى من بين الذين كانوا يعادونه أو يضطرون إلى معاداته، عندئذ فتح لهم قلبه الكبير، لأنه صاحب دعوة كبيرة وقال لهم: ما تظنون أنى فاعل بكم، قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
أما أعداء الدعوة – لا أقصد أعداء – الذين لم يؤمنوا بالدعوة الذين ظلوا على دينهم فقد اعترف بهم محمد – عليه الصلاة والسلام – أعضاء فى مجتمعه. وضمن لهم حقوقهم، أهل الكتاب الذين لم يجدوا رعاية لحرماتهم وهم على دينهم لم يدخلوا الإسلام مثلما وجدوها فى مجتمع محمد بن عبد الله، لم يؤمنوا بالإسلام وأخذوا كل حقوقهم فى مجتمع الإسلام، هذا ما كنت أريد أن أقوله.
كنت ومازلت أريد أن أقول: إننا كما قال السيد الرئيس أكثر من مرة: كنا فى ثورة سياسية، والناس كانوا يتعاملون مع مصالحهم ومع علاقاتهم بالدولة وبالمجتمع وفق القوانين التى وضعتها الثورة. هذه القوانين نفسها هى التى أتاحت للأسرة الذى ذكرها الرئيس بالأمس أن تمتلك ثلاثة آلاف فدان، هذه القوانين نفسها هى التى أتاحت للذين اشتغلوا فى التصدير والاستيراد حتى جاءت الساعة المباركة التى دعم الله فيها بناءنا السياسى، وأخذنا نستقبل مسئوليتنا نحو بناء المجتمع الاشتراكى، حسن هذا، سيكون لهذا المجتمع دستور يحدد جوهره ويحدد شكله، لا أقول النهائى، فالأشكال دائماً فى تطور ولكن شكله الماثل، عندئذ سنقول للناس هذا مجتمع جديد رضيه الشعب واختاره، من يقاومه سنقاومه، من يؤمن به سيكون له ما لنا وعليه ما علينا، أنا لم أقل غير هذا. ومازلت اعتقد أنى مؤمن وعادل ومنصف فى كل ما أقول.
صدقونى أيها السادة ليس من صالح أحد.. ليس من صالح أحد أبداً أن يسلح الشعب فى فترته الانتقالية هذه بشعارات عنيفة، أبداً، يجب أن نسلحه بطبيعته.. طبيعته الطيبة وطبيعته اليقظة وطبيعته الوفاء والحب، فلنسلحه بطبيعته هذه وهو شعب ذكى وقوى لا يهزم.
هذا ما أريد أن أقوله وسأظل أقوله وسأظل أنادى به؛ لأننى مؤمن بشعبى، ليس لى أى مصلحة، لست غنياً، لست من أسرة ثرية. لقد رأيت المحضر يدخل بيتى وأنا طفل أكثر من مرة ويحجز على الماشية ويحرمنى أنا وإخوتى من اللبن، لا لإننا كنا نماطل الدوائر والتفاتيش، ولكن لأن أبى كان يقاوم هذه الدوائر وهذه التفاتيش. رأيت هذه الدوائر وهذه التفاتيش السنية تنتزع أبى فى منتصف الليل وهو بملابس النوم متهماً بأنه حرض الفلاحين على إشعال النار فى أقطان التفتيش. لست أنا الذى يمالئ الرجعية أو يطلب الرحمة لها، لقد كنت مخطئاً حين طلبت الرحمة لمن سنسميهم أعداء الشعب أنا أطلب لهم العدل.. العدل لأنه لا ينبغى أن يؤاخذوا أبداً بجريرة لم يرتكبوها فى المجتمع الاشتراكى.
لنقم المجتمع الاشتراكى ولنؤاخذ الناس على كل جريمة تقترف ضد هذا المجتمع الاشتراكى، هذا ما أريد أن أقوله وهذا ما أريد أن أبينه ولست أريد أن أطيل عليكم، وشكراً. (تصفيق)
حرية الكلمة موجودة
الرئيس: الكلام اللى قاله الأخ خالد محمد خالد، طبعاً حرية الكلمة موجودة ما احنا ماقيدناش حرية الكلمة بالعكس، يعنى من أول يوم بنقول حرية الكلمة، وباكرر دلوقت حرية الكلمة موجودة ومن أول يوم موجودة، وبالنسبة لك انت بالذات كانت موجودة، وكنت بتكتب فى الأهرام وانت اللى سبتهم مش هم اللى طلعوك.. إلى آخر هذا الكلام. ماحدش منعك من إنك تكتب كلمة بأى حال يعنى، فأنا بقول إن حرية الكلمة موجودة، وطوال السنوات العشر اللى فاتت كانت موجودة، وبدى أسمع من الأستاذ خالد محمد خالد إذا كان قال كلام أو كتب كلام وما اتنشرش، كل الكلام اللى كتبه اتنشر وكل الكتب اللى طلعها اتنشرت، فحرية الكلمة موجودة ويعنى على أوسع مدى وعلى أوسع باب. بالنسبة يعنى للخوف يمكن برضه ماكانش فيه محل للخوف لأن العملية مافيهاش خوف، أعداؤنا بيحاولوا إنهم يبينوا ان احنا نظام بيخوف والله ما خوفنا حد لغاية دلوقت خالص. (تصفيق).
يعنى من الرجعية اتشتمنا شتيمة لا أول لها ولا آخر، وسمعت انت طبعاً يمكن بنفسك الشتيمة وما تردد، وأنا عارف اللى شتموا كلهم. مافيش حاجة اتعملت، فيعنى العملية ماهياش محاكمة، العملية ماهياش مؤاخذة، العملية ماهياش عدل، العملية مش نقف ونقول احنا مابنطلبش الرحمة بنطلب العدل، ما احناش فى محكمة ما احناش بنحاكم الشعب، أبداً بأى حال، احنا بننصف الشعب وبنؤمن الشعب.
دلوقت إذا كنت أنا طالع علشان أقاتل فى معركة لازم أكون مطمن أن الجيش اللى معايا بيقاتل فى هذه المعركة، قياداته قيادات مؤمنة بهذه المعركة، إذا ماكانتش القيادات مؤمنة بهذه المعركة كل العساكر اللى حاخدهم معايا حيروحوا ضحايا لعدم حسن اختيارى لهذه القيادة، هذا ما قلته بالأمس.
بالنسبة للكلام الخاص بدمشق أنا ماقلتش ان أنا كررت دا علشان راديو دمشق، أنا قلت: كررت دا رغم إنه راديو دمشق قال كده، يعنى مابيهمنيش، وأنا بدى أقول حاجة.. أعداؤنا حيحاولوا يشككوا فى كل كلام نقوله، يمكن أنت مابتسمعش دمشق. أنا باقرا دمشق وإسرائيل وصوت الأحرار ولندن وباريس وباقرأ كل الجرايد دى كل يوم وباشوف كل كلمة، وباعتقد فى قرارة نفسى إن كل الكلام دا مايمنعناش أبداً من ان احنا ننتقد نفسنا، ووقفت رغم هذا وانتقدت نفسى وانتقدت شغلنا، لأنى إيه مش خايف لأنى مؤمن بالعمل اللى باعمله، ولأنى باعتبر ان احنا بنشتغل فى رسالة مش موظفين، أنا مش موظف، مش موظف كرئيس جمهورية. (تصفيق).
فى 26 يوليو سنة 56 كانوا انتخبونى رئيس جمهورية لمدة ست سنين – قبل كده يمكن بشهر – بعد شهر صدر قرار تأميم قنال السويس وكان قرار فيه مقامرة، يعنى مش الواحد.. مش برياسة الجمهورية بل بحياته، ولكن كنت قانع إنه لابد من السير فى هذا الطريق.. لم أتردد، العملية ماهياش عملية وظيفة أو رئاسة أو مصلحة، تعبها والله أكتر من راحتها، يعنى تعب لا أول له ولا أخر، حياة، باقول حياة مش وظيفة. الناس اللى قاموا 23 يوليو يمكن بعد كده بيقولوا حكم علينا بالمؤبد أهم قاعدين أهم. (تصفيق). فالعملية عملية رسالة والعملية عملية تأمين لهذه الثورة الاجتماعية.
العملية لغاية ما نعمل هذا الدستور، أنا مسئول أن أؤمن هذه الثورة والشعب مسئول أيضاً أن يؤمن هذه الثورة، ولكن إذا انتكست هذه الثورة برضه أنا مسئول عن انتكاس هذه الثورة والشعب مسئول، ولكن إذا انتكست بدون أن أوفر لها سبل الأمن، ماباقولش سبل الإرهاب ماباقولش سبل الخوف، ماباقولش سبل الظلم، باقول الأمن. لو كنت قلت الظلم كنت تقدر ترد وتقول عدل، لكن باقول الأمن ودا اللى انا باقصده من تأمين ثورة الشعب، تأمين هذه الثورة الاجتماعية، اللى دخلوا عليكم فى بيتكم وضربوكم وجرجروكوم بالليل موجودين، والله إذا وجدوا الفرصة ليدخلوا علينا فى بيوتنا ويضربونا برضه ويجرجرونا كلنا بالليل. مش حيسبونا. (تصفيق).
إذا كنت انت بتتكلم على العدل أنا مسئول عن العدل فى هذه البلاد، مسئول قدام الناس (تصفيق) ومسئول قدام ربنا ومسئول قدام نفسى لأنى أنا مسئول عن كل شىء بيحصل، مسئول عن كل عملية بتحصل باعتبارى رئيس جمهورية انتخبه هذا الشعب فى فترات حرجة وفى مرحلة تطور كبيرة من مراحل حياته.
ماظلمناش.. حاكمنا.. حاكمنا مين؟ حاكمنا الإخوان المسلمين – أنا.. بتكلم بقى على المفتوح – ليه؟ هل حاكمناهم افتراء وإللا لأن كان فيه جيش مسلح موجود علشان يستخدم للانقضاض على هذا الشعب؟ مش دا اللى حصل فى سنة 54؟ هل احنا اللى بدينا بالعدوان؟ وبعدين هل سيبناهم؟ طلعوا، أكترهم أفرج عنه قبل ما يخلص العقوبة، أكثرهم اللى كان فى وظايف وفصل اتعمل لهم قانون مخصوص علشان يرجعوا لوظايفهم، هو دا العدل اللى احنا كنا بنتبعه وبنمشى فيه. (تصفيق).
ماقلناش أبداً إن فرصة أهم بيقعدوا فى السجن عندهم 10 سنين و15 سنة نخلص منهم، مش عايز أنا أخلص من أى واحد فى هذه البلد، عايز ألم كل واحد من أبناء هذه البلد، اللى بعد سنتين وتلاتة وأربعة عدد كبير خرج، اللى ربنا هداهم وأرجو الله إن ربنا يهديهم كلهم.
بالنسبة للمعتقلين الشيوعيين اللى هى الناحية التانية، مسكنا، احنا مش ضد الماركسية، أبداً ولا ضد اليسار بأى حال من الأحوال، بس ضد أخذ تعليمات من دول أجنبية، أى واحد بياخذ تعليمات من دولة أجنبية فهو خائن لهذا الوطن. (تصفيق). فيه شيوعيين بره طلقاء، فيه وانت عارف إن فيه وأنا عارف إن فيه وكل الناس عارفه إن فيه، فيه ماركسيين موجودين بره، برضه أنا عارف بس مابيخدوش تعليمات من دول أجنبية. وفيه الحزب الشيوعى المصرى بياخد تعليماته من صوفيا قيادته موجودة فى صوفيا وبياخد تعليماته من بلغاريا، ازاى أنا أقول على هؤلاء الناس انهم وطنيين وأأمن لهم انهم يتصدروا قيادة هذا الشعب؟ قلت هذا الكلام وقلت دول عملاء ولا يمكن ان أنا أخلى للعملاء سبيل لكى يضللوا بالشعب قلت مرة واتنين وتلاتة وعشرة. (تصفيق). باقول هذا الكلام بمنتهى الوضوح ومنتهى الصراحة وقلته قبل كده وماخفتش منهم ولا من اللى بيحميهم ولا من أى حد.
بنيجى النهارده بنقول سيبهم، هل العدل إن فيه ناس أو يبقى فيه حزب فى هذا البلد بياخذ أوامره من الخارج؟ حاسيبهم وأعمل أحزاب، يطلع لى حزب رجعى يروح ياخد أوامر من الاستعمار ويطلع لى حزب شيوعى يروح ياخد أوامر من الشيوعية، وابص الاقى الوطنيين هنا ضايعين، لو الشيوعيين خبطوا البلد ويعملوا ديكتاتورية البروليتاريا ويخلصوا على أى عنصر وطنى، حصل فى كل البلاد واللا ماحصلش؟ ولو الرجعيين أخذوا السلطة بيقولوا الديمقراطية زى اللى بيعملوها النهارده فى سوريا وانتخابات علشان تعمل الرجعية برلمان، وعلشان يخلصوا على كل عنصر وطنى وتستغل الرجعية وتتحكم. قلناه بصراحة ماخفناش وقلناه بوضوح، مش ممكن النهارده واحنا بنؤمن ثورتنا الاجتماعية نترك لحد بياخد تعليمات من الخارج إنه ينفذ ليتولى القيادة. ومش ممكن واحنا بنأمن ثورتنا الاجتماعية نترك الاقطاع متعاوناً مع الاستعمار فى إنه يحطم هذه الثورة الاجتماعية. وأنا قلت: ان احنا النهارده حينما نحارب الاستعمار لابد أن نحاربه وهو فى أحضان الرجعية لإن الاستعمار النهارده بيختفى ورا الرجعية.
وبعدين قلت امبارح.. دا احنا كل اللى عايزين نعمله بهذا الكلام ان احنا نقول إن الناس دول ما يتولوش القيادة السياسية لا حاعمل لهم محكمة عسكرية، ولا حاعمل لهم محكمة أمن عليا، ولا حاوقع قرارات بشنقهم أو بإعدامهم ولا حاجيبهم لكم هنا علشان تحاكموهم علشان نقول إن الموضوع مش الرحمة.. العدل، علشان ياخده، الموضوع حماية هذه الثورة، حماية هذه الثورة الاجتماعية، وحماية هذه الثورة السياسية. وشعبنا طيب زى ما بتقول، آه شعبنا طيب. شعبنا رحيم زى ما بتقول، باقول آه شعبنا رحيم. طب عملنا إيه؟ عملنا محكمة ثورة فى سنة 53 أو54 ادت أحكام، شعبنا طيب، ما احنا من هذا الشعب ادينا عفو عن هذه الأحكام.
فؤاد سراج الدين مش كان محكوم عليه بـ 15 سنة؟ خد عفو، خد عفو وطلع وكان يعنى.. ماقعدش يمكن أشهر. إبراهيم عبد الهادى مش كان محكوم عليه بالمؤبد؟ طب إبراهيم عبد الهادى جابنى بنفسه واستجوبنى بعد حرب فلسطين وقعدت معاه سبع ساعات، وهو موقفنى فى رياسة مجلس الوزراء اللى هنا دى، وعمال يسأل ويقرر فى، والبوليس السياسى موجود وكنت صاغ فى الجيش. انتقمت منه بعد كده ما انتقمتش، كان محكوم عليه بالإعدام في مجلس ثورة واهم قاعدين كنت أنا مدافع عنه علشان أشيل عنه حكم الإعدام وعلشان أحول حكم الإعدام إلى مؤبد. (تصفيق).
فالشعب رحيم، واحنا من الشعب دا احنا مش جايين من كاليفورنيا احنا من بنى مر، من هنا من هذه البلد. (تصفيق).
باقصد من هذا الكلام ان.. أما بنتكلم فالعملية لا هى محكمة ولا محاكمة ولا مؤاخذة ولا شعارات عالية طنانة أبداً، دا أنا امبارح بالذات قلت: العملية جت شعارات حتى الاشتراكية والأسامى دى، لكن لازم بنأخذ أسامى مانقدرش نترك الأمور بلا مسميات، ولكن هى حماية هذه الثورة، حماية هذه الثورة من أعدائها، مين هم أعداءها؟ دا موضوع تقديرى، نقدر نقول إن الثورة مالهاش أعداء، هل حد موجود فى هذه الغرفة يقدر يقول إن هذه الثورة الاجتماعية مالهاش أعداء؟ قطعاً فيه أعداء، الأمر تقديرى، تقصد انت فى كلامك الإجمالى الإخوان المسلمين أو الشيوعيين أو الإقطاعيين، أو بتقصد إن مافيش بأى حال من الاحوال أعداء لهذه الثورة الاجتماعية؟ لا أتصور. انت يعنى فى كتبك كنت كاتب بتقول إنك بتشرب السيجارة بتاخد نفس والبدراوى عاشور بياخد نفس معاك، مش كنت بتقول كده فى كتاب، من هنا واللا.. (ضحك)
أحد الجالسين بجوار الرئيس: بيقول نقلاً عن إحسان عبد القدوس.
الرئيس: نقلاً عن إحسان، وانت كتبتها وأنا قريتها وأنا قلتها لكن حقيقة لأن حق هذا الكلام فعلاً، النهارده وانت بتاخد نفس وهو بياخد ربع نفس، أو انت بتاخد نفس وهو مابياخدش، لكن هو عايز برضه ياخد معاك نفسين فى السيجارة اللى انت بتشربها. (ضحك وتصفيق).
فأنا باقول مش من صالح حد أبداً ان احنا ما نأمنش الثورة، لا من صالح هذا الشعب ولا من صالح أبنائه ولا من صالح الأجيال القادمة. وواجب علينا أن نؤمن هذه الثورة الاجتماعية من أعدائها الطبيعيين، والثورة الاجتماعية هى للشعب كله. وفى هذا الموضوع لا حنحاكم، لا حننصب المشانق، العملية مش عايزه أبداً نعملها دراما، ماهياش دراما أبداً. العملية عملية تأمين حتى تستطيع الثورة إنها تصل سالمة. وأنا قلت امبارح ممكن بعد ست أشهر بنقول تانى إيه الوضع، بعد ست أشهر تانيين ممكن نقول إيه الوضع. وبعدين لو جم ناس وعملوا دستور رجعى طب ما أنا مش حاسيبهم، باعمل ثورة تانى عليهم، لو جا أى حد يعمل دستور رجعى، واللا إيه؟ لا يمكن. (تصفيق) يعنى حتى بنقول بنعمل دستور، افرض ان احنا جبنا ناس علشان يعملوا دستور وقالوا لى فى الدستور الإقطاع والرجعية، باروح ألبس البدلة الكاكى وأعمل ثورة عليهم من أول وجديد، انتهت العملية. (تصفيق).
لا عودة للوراء
فمهما اتكلمنا لا عودة إلى الوراء بأى حال من الأحوال عايزين الشعب، مش أنا اللى أعمل مش أنا اللى أحمى، كفاية بقى لنا عشر سنين بنسهر ليل ونهار، عايزين الشعب بقى هو اللى يطلع ويحمى، عايزين الشعب هو اللى يحمل السلاح ويحمل عبء ومسئولية الدفاع عن ثورته، عايزين كل واحد يبقى يحمى هذه الثورة بدمه، حنعمل مقاومات شعبية، حنعمل حرس وطنى ونتوسع فيه، الفلاحين وفى المصانع، الشعب حنعبئه حتى يحمى هذه الثورة ماتبقاش مسئولية حماية هذه الثورة جمال عبد الناصر لوحده. (تصفيق).
وبعد كدا يا أخ خالد نبقى نعيد النظر. كل اللى أنا أرجوه ان احنا مانعملش الأمور الدراما، الحرية مكفولة 100 الـ 100، وأى كلام عايز تقوله تقدر تقوله.
كتبت انت كلام قالوا عليه حتى إنه شيوعى، وأنا قرأوه لى فى الجمهورية قلت: نزلوه، أيام سنة 54 وقلت لهم الله طب دا هو كان اتجاهه دينى، بس ازاى بتقولوا كده؟ شفت الكلام قبل ما ينزل، اللى كنت بتقول فيه: أيها الرفاق وإلى أخر المقالة الطويلة اللى كانت فى صفحة 3 أنا قلت لهم: نزلوه (تصفيق). فحرية الكلمة موجودة. قالوا دا مشى اتجاه شيوعى، قلت لهم: ما أظنش، واحد بيعبر عن نفسه، قالوا رجع تانى للتصوف، برضه قلت لهم: ما أظنش، غير إن هو فى انفعال نفسى، وكتبك كلها قريتها: »الديمقراطية أبداً« يمكن كانوا حايشينه. أو »لا تحرثوا فى البحر« حاشوه أنا قلت لهم: نزلوا هذه الكتب وقريتها وشفتها. وكان الناس لهم مآخذ عليها وقلت: لازم تنزل. مافيش كلمة ممنوعة يمكن أنا منعت كتاب واحد اللى هو كتاب إلحادى كان بينكر وجود الله، هو دا الوحيد اللى أنا طلبت من حاتم إنه يشيله. (تصفيق). مش بتاعك انت يعنى (ضحك) فحرية الكلمة موجودة، أعداؤنا بيقولوا: إن حرية الكلمة غير موجودة وبيشنعوا علينا بهذا، أنا خايف نصدقهم من كتر ما بيقولوا هذا الكلام. الخوف مافيش ماحدش اتعمل له حاجة بل بالعكس اللى حكم عليهم خرجوا. واجبنا الأساسى كل واحد فينا أن يحمى هذه الثورة ونحميها واحنا برضه فى قلبنا رحمة مش نحميها واحنا مجردين من الرحمة. شكراً (تصفيق).
– خالد محمد خالد: فى الحقيقة.. أنا لا أنكر أبداً أننى نعمت بحرية الكلمة فى عهد الثورة إلى أبعد آفاق هذه الحرية. (تصفيق). فلقد أخرجت قبل الثورة كتابين، وأخرجت فى ظل الثورة خمسة عشر كتاباً.
وأنا أعلم ما أشار إليه السيد الرئيس، فعندما نشر دستور سنة 56 كتبت مقالاً أعارض فيه بعض مواد هذا الدستور وأعارض الاتحاد القومى بصفة خاصة. وذهبت أحمل مقالى إلى السيد أنور السادات وكان رئيس تحرير الجمهورية أو مديراً للدار. وقلت له: لقد جئتك بهذا المقال لتقرأه فإذا وافقت عليه ينشر، وإذا رأيت أن يحذف منه شىء عدت به إلى بيتى، وتلاه السيد أنور السادات ثم قال لى: أقسم لك بالله لو أن مقالك هذا يحمل من النقد أضعاف أضعاف ما فيه لنشرته وأنا متألم. (تصفيق). ثم أخبرنى بعد ذلك صديقى الأستاذ الشيخ أحمد حسن الباقورى أن هذا المقال لم ينشر إلا بعد أن تلاه السيد الرئيس وأمر ألا يحذف منه حرف واحد.
وعندما خرج كتاب »لكى لا تحرثوا فى البحر« الذى تفضل فأشار إليه الرئيس صودر خمسة وعشرين يوماً فى المطبعة، وأنا حائر فى سبيل الإفراج عنه، وأخيراً هدانى الله وكنت لم أتشرف قبل بلقاء الرئيس فأرسلت إليه برقية من سطرين، فما مرت سوى بضع ساعات عدت بعدها إلى بيتى وإذا بى أجد السيد عبد القادر حاتم قد قلب ظهر الأرض كما يقولون بحثاً عنى والمرحوم السيد موفق الحموى يصنع كذلك، وأخيراً علمت أن السيد الرئيس أمر ألا يرجأ نشر الكتاب لحظة واحدة وأنا أقسم بالله غير حانث.. أقسم بالله غير حانث أن نصف شجاعتى – إن لم يكن أكثر – إنما استمددتها فى التعبير عن رأيى طوال هذه السنوات من حسن ظنى بك وحسن فهمى لك. (تصفيق).
ولقد قلت هذا فى إحدى اللجان، قلت هذا فى لجنة المؤتمر القومى وهنا من كان معنا فى تلك اللجنة عندما تقدمت باقتراح رآه إخوانى خطيراً، وبعد انتهاء اللجنة قالوا لى إننا خائفون عليك. قلت لهم: اسمعوا أنا لست أكثر منكم شجاعة بل لعلى أكثر جبناً، ولكننى فقط أكثر منكم فهماً لجمال عبد الناصر. (تصفيق) قلت لهم – ويوسف السباعى يشهد بهذا – قلت إن هذا الرجل لا يمقت النقد ولكن يمقت الحقد.
أنا يا سيادة الرئيس أعرفك تماماً وإذا كنت أرجو لك مزيداً من الكمال كحاكم، فإننى أراك أهلاً لهذا الكمال الذى أرجوه. وأقسم مرة أخرى أنا إنسان عادى ومع ذلك فأنا أعتز بكلمتى، أقسم لو أننى لا أراك أهلاً لهذا الكمال الذى أرجوه ما وجهت إليك كلمة نقد واحدة، إنى أحبك وأحترمك، ولعلك تذكر حينما أسعدتنى ودعوتنى إلى بيتك ومكثنا معاً فى نقاش ساعتين أو أكثر قلت لك: إنك وأخوتك حررتم ظهور آبائنا. وأنا بصفة خاصة كمواطن أتمنى أن يظل الرجل الذى يحمل هذا الاسم جمال عبد الناصر، أتمنى أن يحكمنى عشرين سنة وأكثر، ولكن الحكم الديمقراطى الذى أؤمن به وأراه.. تذكر هذا يا سيادة الرئيس وأنا أعلم أنك تتحرى العدل ولم أقصد بالعدل هنا إلا العدل السياسى؛ لأننا بصدد تنظيم سياسى لمجتمعنا، أعرف أنك تتحرى العدل وأعرف لك مواقف جليلة كحاكم نزيه عادل، وهذا هو الشىء الذى كان يأكل كبدى. لا يجد خصومك وخصومنا سوى حجة واحدة، يقولون أين البرلمان، أين الدستور، أين المعارضة؟ إنى أريد أن نجهز على هذه الحجة أولاً وأريد أن نستكمل فى ظل رعايتك كمالنا السياسى الذى أنت الآن تتجه بنا إليه ونسأل الله سبحانه ألا يزيغ قلوبنا عنك، إنى مدين لك بالشىء الكثير كمواطن، وإن هذا الوطن مدين لك بالشىء الكثير، والله سبحانه يوفقك ويزيدك من فضله ويزيدنا معك والسلام عليكم. (تصفيق) .
معنى الديمقراطية
الرئيس: بالنسبة للديمقراطية وأنا قلت فى أول المناقشة ان احنا بنحب نفتح موضوع الديمقراطية، هل المقصود بالديمقراطية الديمقراطية الغربية؟ هل المفروض بالديمقراطية الديمقراطية المجردة؟ وهل المفروض بالديمقراطية ان احنا نعمل أحزاب؟ وأظن أنا وضعت هذه الأسئلة.. وضعتها لحضراتكم وقلت فى كلامى ان أنا فى يوم من الأيام فكرت فى إقامة حزبين؛ حزب يحكم، وحزب يعارض، ولو أنا عايز أعمل النهارده ممكن أعمل حزبين بدل اتحاد قومى؛ حزب يحكم وحزب يعارض. بس فى أى إطار؟ فى أى نظام اجتماعى؟ أنا باعتبر ان احنا فى ثورة.. ثورة اجتماعية، علشان الديمقراطية الغربية نتوجد ونعمل أحزابا وجد نظام الإقطاع، ماكانش فيه أحزاب ولا ديموقراطية بمعناها الغربى، ثم وجدت الرأسمالية، ثم بعد هذا اتجهوا إلى الأحزاب والديمقراطية، برضه بمعناها الغربى. لمصلحة مين هذه الأحزاب؟ هذه الأحزاب وهذه الديمقراطية، الدولة لمين فى الدول الغربية؟ الدولة لمين فى الدول الرأسمالية؟ الدولة لرأس المال، الدولة اللى بيسموها دولة ديمقراطية – سواء تبادلها هذا الحزب أو ذاك – فهى عبارة عن ديكتاتورية رأس المال. هل عايزين نعمل اشتراكية زى بتاعت »جى موليه« ونقول ان احنا زى الديمقراطيين الاشتراكيين ونبقى أصلاً فى ديل الاستعمار أو ديل للاستعمار وديل للرجعية؟ أبداً مش دى الاشتراكية اللى احنا عايزنها. أنا مش عايز أبداً يعنى تختلط الأمور فى عقولنا أو فى تصورنا بالنسبة للديمقراطية، ديمقراطية كل الديمقراطية لهذا الشعب حتى يثبت دعائم ثورته الاجتماعية، وقلت دا بمعنى الكلمة.. وقلت دا بالتفصيل فى كلمتى، هل أقول النهارده أنا عايز ديمقراطية وأعمل 3 أحزاب وزى ما قلت، الأحزاب الرجعية مش كانت بتاخد نفوذها من الإنجليز، الأردن ما هى فيها برلمان وفيها ديمقراطية، تعجبنا الديمقراطية اللى فى الأردن؟ فيه برلمان وفيه دستور وفيه ديمقراطية وفيه أحزاب، هل هو الشكل؟ هل هو المنظر؟ كان عندنا برلمان، كان عندنا دستور، وكان عندنا أحزاب. وصلنا فين سنة 52؟ ازاى البلد كانت بتتحكم؟ ولصالح مين؟ كان فيه طبقات واللا ماكانش فيه طبقات؟ كان فيه طبقات، كان فيه إقطاع واللا ماكانش فيه إقطاع؟ فيه إقطاع وفيه استغلال وفيه مستغلين، كان فيه الياس اندراوس واللا ماكانش فيه الياس اندراوس؟ كان فيه وزارة بتسقط بخمسين ألف جنيه وعبود سقط وزارة، وكلنا نعرف هذا الكلام فى عهد الديمقراطية وتحت القبة اللى احنا قاعدين فيها النهارده دى وفى عهد الدستور، هو دا المطلوب، منظر؟ أنا يعنى باعتبر ان احنا إذا اتجهنا للمنظر بنفرط فى حق بلدنا وفى.. بالنسبة لى أنا يمكن بيكون أسهل حاجة، باقعد برضه، حافضل برضه رئيس جمهورية، إذا كان العملية رياسة جمهورية حافضل رئيس جمهورية، لكن بابقى سبت البلد بدون ثورة اجتماعية.
فيه حد هنا أشار فى أول يوم إلى الثورة التركية، أنا قرأت ثورة مصطفى كمال بالتفصيل، يوم ما مات مصطفى كمال ضاعت الثورة التركية، مين قال كده؟ ما اعرفش الشرباصى أو الغزالى؟ (السادات يرد: الغزالى) ليه؟ هى فعلاً كانت ثورة سياسية حارب فيها الإنجليز، حارب فيها الاحتلال وحرر تركيا ونجح وكان حكمه قوى، بعدين جا عمل حزبين اللى هم اتوجدوا بعد ما مات، جا فى يوم قال: نعمل تجربة الحزبين ونقول ديمقراطية ونتخلص من الانتقادات وجاب عصمت حطه فى حزب، وواحد تانى حطه فى حزب تانى ومشيت التجربة، وبعدين بص لقى البلد فيها انقسام، بعدين رجع تانى لحزب الشعب وعمل حزب واحد، بس حزب واحد، ولكنه لم يحول ثورته السياسية إلى ثورة اجتماعية، يوم ما مات ضاعت تركيا، فيها إقطاع وفيها سيطرة وفيها تحكم.
احنا السبيل الوحيد للأمان لنا ثورتنا الاجتماعية وإذابة الفوارق بين الطبقات واللا النهارده على أساس الديمقراطية الغربية باعمل حزب للرجعيين وللرأسماليين وباعمل حزب للشيوعيين، أو مش أنا اللى حاعمل؟ الرجعيين على طول حيلموا بعض ويعملوا حزب زى مالموا بعض وعاملين قايمة النهارده فى سوريا، الشيوعيين مالحقوش القطر ما اتعملتش لهم قايمة فى سوريا، لكن لو كانوا وصلوا قبل ما يقوم القطر كانوا قدروا يعملوا قايمة، بتطلع حزب للرجعيين.. حزب للشيوعيين، والشعب بيضيع فى الوسط يا يشتغل ذيول للرجعية ويمشى، يا يمشى مع الشيوعيين، رأيى فى الشيوعيين قلته النهارده وقلته قبل النهارده: طالما أى واحد بياخد تعليمات من الخارج – فى رأيى أنا – باعتبره غير أمين على بلده، وبكل أسف أنا متأكد انهم بياخدوا تعليمات من الخارج.
والرجعيون مصالحهم مع مصالح الاستعمار، ضعنا احنا الشعب. فعلشان بنقول أو نقلد الغرب ونقول الديمقراطية، هل نسيب الشعب يضيع كل مكاسبه وتضيع الثورة الاجتماعية؟ افرضوا ان احنا مشينا فى هذا وجا الرجعيين خدوا أغلبية وعملوا برلمان زى ما حيحصل بكره فى سوريا، بتضيع الثورة الاجتماعية؟ لا يمكن فإذا أردنا أن نحدد معنى الديمقراطية لابد أن نكون على بينة لمن نعمل، هل الديمقراطية للرجعيين ليستعيدوا حكم هذا البلد ويخضعوه للإقطاع ويخضعوه مرة أخرى لدكتاتورية رأس المال وسيطرة رأس المال تحت اسم الديمقراطية أو الديمقراطية الغربية؟ نحن فى ثورة على هذا النظام، نحن فى ثورة ضد الإقطاع وضد الرجعية وضد الاستغلال وضد النظام الطبقى اللى كان موجود فى بلدنا، ونريد أن نذيب الفوارق بين الطبقات يوم ما نذيب الفوارق بين الطبقات، ويوم الناس كلها ما تتساوى يبقى الوضع اختلف. لكن إذا أقمنا أحزاب النهارده حنقيم أحزاب على أسس مصالح اجتماعية، ما هو الداعى لإقامة أحزاب؟ الداعى لإقامة أحزاب أن تقوم الأحزاب على أساس من المصالح الاجتماعية. الطبقة الإقطاعية يبقى لها حزب أو الإقطاعية والرأسمالية يبقى لها حزب، والناس اللى بيشتغلوا وبيعملوا والطبقة العاملة يبقى لهم حزب. ثم لا ننسى ان احنا مسرح الحرب الباردة، احنا مسرح الحرب الباردة للمعسكرين بيحاربوا… مابيحاربوش فى روسيا ولا فى أمريكا، بيحاربوا هنا وبيحاربوا فى جنوب شرق آسيا وبيتحاربوا فى إفريقيا واحنا الميدان، تفتح الراديو بتشوف الدعايات اللى جايه من علينا…
احنا مسرح الحرب الباردة.. احنا مسرح الحرب لنكون ضمن مناطق النفوذ، هل نترك هذه الحرب الباردة لتنفذ فى بلدنا ولنكون مسرح واسع لها علشان نقول بس احنا عملنا الديمقراطية؟ أنا باقول لا ديمقراطية لأعداء الشعب اللى هم الرجعية المتعاونة مع الاستعمار أو أى حد متصل بدولة أجنبية بياخد تعليمات من دولة أجنبية.
وأنا فى هذا قد أخطئ فى حكمى على حد، لكن إذا أخطأت فى حكمى بعد كده أقدر أصحح، لكن قد يكون هذا الخطأ له مبرر ان أنا عايز أحمى هذا الشعب.
المعارضة والخيوط الخارجية
المعارضة، طبعاً الدستور حنعمل دستور، والبرلمان حنعمل برلمان، والبرلمانات باستمرار كان فيها معارضة وآراءنا اللى اتقالت هنا فيها آراء كتير معارضة، احنا مامنعناش المعارضة، لكن أنا ما باقولش أعمل المعارضة، علشان أعمل معارضة لازم تيجى هذه المعارضة وتتنظم وتبقى معارضة رجعية تروح تتفق مع الدول الاستعمارية، علشان إسقاط هذا الحكم، وتتولى هى الحكم وتعمل لجر بلدنا إلى داخل النفوذ للمعسكر الاستعمارى، أو بيجوا الشيوعيين – اللى فى الحزب الشيوعى المصرى اللى متصلين – بياخدوا تعليماتهم من صوفيا واللى رياستهم موجودة فى صوفيا، وقبل كده كانوا بياخدوا تعليماتهم من روما، وقبل كده كانوا بياخدوا تعليماتهم من فرنسا، وأيام الحرب كانوا بياخدوا تعليماتهم من إنجلترا، وأنا أعرف ناس كتير منهم ودا كلام صريح وواضح ومعروف، وطالما واحد بياخد تعليماته من الخارج لا يمكن أن يعتبر وطنى بأى حال من الأحوال. (تصفيق).
أشهر مناظرات وحوارات الثراء الفكرى بالستينات
https://elshaksiamisr.blogspot.com/2024/03/blog-post_24.html
تعليقات
إرسال تعليق