اسباب سقوط فاروق ونهاية حكمه وحكم اسرة الألبانى محمد على .. فاروق أمنيا (ديمقراطية الاغتيالات)
تنظيم الحرس الحديدى الملكى تنظيم الملك فاروق لاغتيال خصومه .
الحرس الحديدى ومحاولات اغتيال النحاس باشا رعيم الوفد
عرفت مصر فى حقبة الأربعينيات العديد من التنظيمات السرية، التى ولدت وعاشت تحت الأرض، وكان أكثرها سرية وغموضا التنظيم السرى الخاص بجماعة الإخوان، وتنظيم الضباط الأحرار، وفرق القمصان الملونة، وجمعية التضامن الأخوى، وتنظيم الحرس الحديدى، الذى أسسه الملك فاروق للتخلص من خصومه، وبرغم ثبوت قصة هذا التنظيم، فإننا فوجئنا بمن ينكر وجوده أصلا.. فأين الحقيقة فى ذلك؟
فى حوالى الساعة الرابعة من مساء يوم الإثنين 15 نوفمبر 1943 كان الملك فاروق، يقود سيارته على طريق الإسماعيلية بسرعة جنونية فاصطدمت بسيارة لورى تابعة للجيش البريطانى، فتحطمت سيارة فاروق وأصيب بكسر فى ضلوع الحوض، وتم نقله إلى أحد مستشفيات الجيش البريطانى، والذى يضم أطباء كلهم إنجليز، وكان قريبا من مكان الحادث، عند مدينة القصاصين، كانت حالة فاروق خطيرة وظل بالمستشفى ثلاثة أسابيع، نجا خلالها من الموت بأعجوبة بسبب شبابه وقوة احتماله. وانتدب للإشراف على علاج ملك مصر، طبيب مصرى متخصص اسمه يوسف رشاد، كان يعمل فى سلاح البحرية، وأدى مهمته ببراعة وسهولة أراحت الملك، ومكافأة له أمر فاروق بنقل يوسف رشاد من سلاح البحرية، الذى كان يعمل به إلى القصر ليصبح واحدا من حاشية الملك.
ولم يكن يوسف رشاد وحده هو الذى استولى على إعجاب الملك، فقد شاركته فى هذا الإعجاب أيضا زوجته ناهد، التى اشتهرت باسم ناهد رشاد ،وكانت فى ذلك الوقت سيدة صغيرة شقراء، ذات عينين سوداوين وتنحدر من أصل تركى، وقرر فاروق أن يلحقها هى الأخرى بالقصر، وتصبح وصيفة شقيقته الأميرة فايزة. وهكذا أصبح الدكتور يوسف رشاد منذ حادث القصاصين شريكا دائما فى الحاشية التى تحيط بفاروق فى تنقلاته، وحتى إذا خرج يوسف من منزله، فعليه أن يترك رقم تليفون المكان الذى يتوجه إليه، أو العنوان، وكانت هذه أوامر الملك.
وكان ليوسف رشاد فى ذلك الوقت ستة أصدقاء يدعوهم أحيانا للسهر فى منزله، أربعة منهم من صغار ضباط الجيش، والخامس ضابط مطافئ وكانت أعمارهم تتراوح بين الخامسة والعشرين والثلاثين وهم، مصطفى كمال صدقى، وخالد فوزى، وحسن فهمى عبد المجيد، وإبراهيم فتحى وفهمى شوقى، وكانت أجهزة الملك تتابع يوسف رشاد وأصدقاءه، ورفع للملك تقريرا عنهم، وتحدث مع يوسف رشاد عنهم، فقال عن مصطفى كمال صدقى إنه شيوعى تروتسكى، مندفع، متهور، يعمل ضباطا فى أحد الألوية المرابطة فى الصحراء، ويريد الانتقال إلى القاهرة، أما الضباط الثلاثة الآخرون، فواحد يريد أن يلتحق بالمخابرات العسكرية، وآخر بسلاح الفرسان ،والثالث يريد الالتحاق بالحرس الملكى وضابط المطافئ يريد رتبة ملازم أول.
فقال له رشاد كأنك يا مولاى تطلب تكليفهم عملا خطيراً.
فرد الملك: نعم وخطير جداً.
فسأل يوسف: إلى أى حد؟.
فقال الملك فاروق إلى حد القتل وأضاف: سأصارحك مباشرة وبلا لف أو دوران، أريد قتل النحاس وأمين عثمان، انتقاما من الإهانة التى لحقت بى أثناء حادثة 4 فبراير 1942، واسترسل الملك :«اسمع يا يوسف أمامك وقت لتشكيل أصدقائك فى جماعة، فتول هذه العملية، ولك منى شيك على بياض لإعطائهم أى شىء يرغبون فيه».
انصرف يوسف وهو يشعر بثقل المهمة، التى يلقيها الملك على عاتقه وخطورتها البالغة، وقاد سيارته وهو يفكر ماذا يفعل وقد تشاور مع زوجته فى ذلك الأمر، وكان هناك صراع يدور داخله وأخذ يوازن بين حياته الجديدة مع الملك، وحياته قبلها كطبيب مغمور لديه عيادة فى أحد الأحياء الفقيرة فى القاهرة، ووجد يوسف لنفسه مخرجا لقبول عرض الملك، فقال لناهد لو رفضنا طلب الملك بتشكيل الجماعة، فإنه يستطيع قتلنا حتى لا نفضح سره، وسلمت ناهد بهذا الرأى ليس إيمانا منها بما قاله زوجها، ولكن لأن حبها لحياة القصر كانت أكثر كثيراً من حبها لحياتها بعيدا عنه.
ولكن كيف سيقنع يوسف رشاد أصدقاءه بهذه المهمة الخطيرة؟، دعاهم إلى منزله وبعد مأدبة عشاء، التفت يوسف إليهم يسألهم: ما رأيكم فى حادث 4 فبراير؟ وبحماسة شديدة قال مصطفى كمال صدقى: «آخر ندالة من الإنجليز».
سأل يوسف: «وطيب وإيه رأيك فى النحاس وأمين عثمان؟».
أجاب مصطفى بنفس انفعاله: «خونة».
سأل يوسف: «طيب وإيه جزاء الخونة؟».
أجاب مصطفى: «ضرب الرصاص والقتل».
قال يوسف رشاد بهدوء، وهو يتجه إلى الآخرين حتى يشتركوا فى الحوار،» يعنى أنتم موافقين على الكلام ده!«.
قالوا جميعا بصوت تبدو فيه رائحة الخمر: «كل اللى يقوله مصطفى موافقين عليه».
اطمأن يوسف لهم وبعد أسبوع من هذه الليلة تم نقل مصطفى إلى سلاح الفرسان، وفهمى إلى الحرس الملكى، وخالد إلى المخابرات الحربية، ورقى إبراهيم إلى رتبة ملازم أول، وحسين توفيق رقى إلى الدرجة الخامسة، واختار لهم الملك فاروق اسم «الحرس الحديدى».
وهكذا كان ليوسف رشاد الدور الأكبر فى تشكيل ما اشتهر باسم الحرس الحديدى، وهو اسم اختاره فاروق بنفسه، وحدد له مهمة الانتقام ممن أهانوه أمام الإنجليز. وقد تم تكليف الحرس الحديدى باغتيال مصطفى النحاس فأحضر اليوزباشى عبد الله صادق من مطافئ القصر عربة من عربات القصر، وكان يقودها حسن فهمى عبد المجيد وكان يجلس بجانبه عبد الرءوف نور الدين، ومعه مدفع رشاش وقنبلة يدوية، وبمجرد أن شاهد حرس النحاس العربة السوداء تقترب من منزله، هاجموها على الفور، وأطلقوا النار عليها وعلى من فيها، فأطلق عبد الرءوف نور الدين دفعتين من المدفع الرشاش عليهم بمنتهى البساطة، ثم قنبلة لتغطية الانسحاب وعلم الملك فاروق أن النحاس قد نجا، فاتصل بيوسف رشاد وصرخ فى وجه قائلاً: «لعنة الله عليك وعلى أصحابك، همه كانوا حاشيين الرشاشات إيه شكولاته!.. النحاس حى وما فيش خدش أصابه».
وعاد الحرس الحديدى مرة أخرى إلى النحاس باشا، وذهبوا فى سيارة سوداء مملوءة بالديناميت (مصطفى كمال صدقى، وعبد الرءوف نور الدين لنسف منزله يوم 25/4/1948)، وتركوا السيارة وركبوا سيارة أخرى وبعد ربع ساعة انفجرت السيارة، وتطايرت الشظايا وحطم سور منزله، ودخلت شظية غرفة نومه ولكن النحاس لم يصب بأذى. وقال أهل مصر إن النحاس باشا من أولياء الله، وفى أقوال مصطفى النحاس أمام النيابة اتهم مباشرة، السراى بمحاولة القتل وبأن رجال الملك هم المدبرون، الذين يريدون التخلص منه، وعلل ذلك بأنه لا يوافق على العبث بدستور البلاد والخضوع للظلم والطغيان.
وفى 12/5/1949 قام الحرس الحديدى بمحاولة قتل رفيق الطرزى، أحد قيادات الوفد الشابة، لأنه أحضر رجالا مسلحين من عزبة والده حفنى باشا الطرزى، لحماية منزل النحاس وأصيب الطرزى بـ 24 رصاصة ونجا من الموت بأعجوبة، ومعظم عمليات الحرس الحديدى كانت موجهة ضد دعاة الشيوعية، مصريين وأجانب، وقوات الاحتلال والمتعاونين معهم، وبعض الشخصيات التى يعتبرها الملك خطرا عليه، وحاول أعضاء التنظيم قتل ايزيفتش -يوغسلافى الجنسية- وصاحب مقهى شهير بميدان التحرير، لمساعدته الشيوعيين المصريين، وقد استطاع الهرب، وكانت كل عملية من العمليات التى يقوم بها الحرس الحديدى، قائمة بذاتها ولها اسم (كودى) خاص، لأنها كانت أشبه بعملية حربية تبدأ بتحضير أحد الضباط للسيارة السوداء بما فيها من مدافع، ثم يدخل الضباط العربة ويتسلم كل منهم مدفع (الاشميزر) الألمانى وخمسمائة طلقة، ويصدر أمر من وزير الداخلية لجميع نقاط المرور بعدم معارضة هذه العربة إطلاقا مهما فعلت أو وقع منها.
وكانت تتوالى على الحرس الحديدى (قائمة الخضار)، كما كانوا يسمونها تأتى أولا بأول بأسماء من تريد السراى تصفيتهم جسديا، وكانت العلاقة بين الحرس الحديدى وقلم البوليس السياسى فى منتهى السوء، لأنهم لم يكونوا يريدون لأى مجموعة أخرى أن تسيطر، واستطاع الحرس الحديدى تجنيد النساء فى صفوفه، وكانت تشرف على أعمالهن ناهد رشاد، وبدأت الصحف تكتب عن العربة السوداء التى تحكم مصر، ومن يخرج عن الصف سعيا لاكتساب مودة الإنجليز، تكون العربة السوداء فى انتظاره ليلا فيسرع بالعودة مرة أخرى وأخيرة، وفى تلك الفترة مات فجأة أحد باشوات القاهرة، وكان عضوا فى حزب الوفد فاستغل الحزب هذه الوفاة، وراح يشيع وينشر أن الحرس الحديدى هو قاتل الرجل العظيم، وجابت المظاهرات شوارع القاهرة تنادى بالويل والثبور للعربة السوداء، التى تتحكم فى مصائر الوطنيين، لكنهم لم يجرؤوا أبدا على أن يهاجموا الملك على المكشوف، وذهب بعض وجهاء الحزب الكبير إلى السفارة الإنجليزية، يطلبون النجدة والحماية من الملك، الذى يحكم البلاد بحرس حديدى.
وكان الملك حتى منتصف الأربعينيات، لم يزل محبوبا من قطاعات الجيش، وكان البعض منهم يعتبر أن ولاءه للملك هو جزء من ولائه لمصر، وأنه يكمل عداءه للاستعمار، ولعملاء الاستعمار، ومن هنا فقد قام يوسف رشاد بعمل علاقة مع بعض الضباط، وكثيرا ما كان الملك يقدم نفسه لقطاع من الضباط بأنه وطنى، ويريد تطهير البلاد من عملاء الاستعمار، وعلى هذا الأساس انضم كثير من الضباط للتنظيم الحديدى، منهم أنور السادات، وحسن التهامى، وعبد القادر طه ،ومحب عبد الغفار، وسيد جاد ،ويوسف حبيب وخالد فوزى، وحسن كفافى وغيرهم، واقترح بعضهم أنه فى حالة صدور الأمر بقتل شخص ما، فعلى أفراد الحرس الحديدى الاجتماع كهيئة محكمة، ويقدم الشخص المطلوب قتله لهذه المحكمة، ويتولى أحدهم الدفاع عنه، ولا ينفذ فيه حكم الإعدام إلا بموافقة القضاة الثلاثة، وإلا فلا قتل إطلاقا مهما كانت المعنويات، وتم تنفيذ هذه المحاكمة بالفعل، عندما طلب منهم قتل الشيخ حسن البنا، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ورفضوا جميعا، وعلم البنا بما يدبره الحرس الحديدى، وكانوا بالنسبة لتنظيمه الخاص مجرد فقاقيع، فعمل على اختراقه ونجح فى ذلك بامتياز، واشترك الإخوان بعد ذلك فى تهريب حسين توفيق قاتل أمين عثمان إلى سوريا، وعندما أرادت السراى التخلص من البنا فى المرة الثانية، أبعدت العملية عن الحرس الحديدى، وكانت النتيجة أن قام بهذا العمل جهاز مماثل من البوليس رأسه الأميرالاى عبد المجيد، واثنان من المخبرين من الصعيد، وتم تكليف الحرس الحديدى باغتيال اللواء محمد نجيب، ولكن أنقذته شعبيته وسمعته الطيبة.
وقرر قادة الحرس الحديدى إحالة العربة السوداء إلى المعاش ومعها المدافع، واتجهوا إلى أسلوب القتل الفنى، باستخدام السم عن طريق الفم، أو القتل بدبوس مسمم، وكان لذلك مميزات كثيرة، فلا ضجيج، ولا مدافع، ولا حتى صوت وبالتالى فلا اتهامات لذلك، حتى خيل للكثيرين أن الحرس الحديدى قد انتهى، بينما كان يبدأ فى أسلوب أكثر تطورا، وقد تم تجريب الأسلحة الجديدة للقتل الفنى على أحد ضباط الجيش الإنجليزى، كان يتمتع بقوة جسمانية هائلة فقد اندفع تجاهه الضابط سيد جاد ووخذه بالإبرة القاتلة، فصرخ، فاعتذر له سيد جاد وطيب خاطره فاستكمل سيره وأخذ سيد جاد يراقب، وبعد أقل من ساعتين سقط الضابط الإنجليزى على وجهه فجأة وحمله البوليس الحربى الإنجليزى صريعاً.
وبدأ رجال الحرس الحديدى يتقربون إلى الضباط الأحرار فحسن فهمى عبد المجيد، اقترح العودة إلى تنظيم الضباط الأحرار، لأن الملك بدأ يستغنى عنهم، وقال إذا لم نعد إلى التنظيم فسوف يشكون فى إخلاصنا للوطن والجيش، وعندما تتم الحركة الكبرى سيكون موقفنا بالغ السوء، ووطد خالد فوزى علاقته بكمال الدين حسين، عضو مجلس قيادة الثورة فيما بعد، وعمل سيد جاد بالمحاماة، ويوسف حبيب بالاتحادات الرياضية، وحسن فهمى عبد المجيد أصبح سفيرا، وحسن التهامى أصبح وزيرا برئاسة الجمهورية، والواقع أن ضباط الحرس الحديدى، خاصة بعد ازدياد عددهم وتغير سلوك وتصرفات فاروق، حيث لم يعودوا يمنحونه كامل ولائهم، فقد انضم أغلبهم بمن فيهم أنور السادات وحسن التهامى وخالد فوزى لتنظيم الضباط الأحرار، وانضم السادات إلى الحرس الحديدى، بعد تعرفه على يوسف رشاد، أثناء خدمته فى الحراولة بجوار مرسى مطروح، وساعده على العودة إلى الجيش بعد اتهامه باغتيال أمين عثمان، الوزير الوفدى الذى كان متهما بممالأة الإنجليز وتنفيذ سياستهم، ورغم علاقة السادات بالحرس الحديدى، فإن جمال عبد الناصر مؤسس تنظيم الضباط الأحرار، قرر ضمه إلى التنظيم، رغم معارضة الباقين، والحاصل أن رهان عبد الناصر كان فى محله، فبسرعة ملحوظة أصبح السادات بعين واحدة، ترى ما عندهم وتغض الطرف عما هو على جانب الضباط الأحرار.
المصادر
الحرس الحديدى .سيد جاد احد اعضاءالتنظيم
عشر سنوات مع فاروق مذكرات كريم ثابت
فاروق والحرس الحريدى مدحت البسيونى
ملك الفاكهه محمد زيدان والذى تم قتلة بتسعة رصاصات قاتله (بطيخ مولانا ) .
يروي الراحل فريد شوقي "ملك الترسو"، في مذكراته ما حدث قائلا: "إن الفيلم الذي توقعت له نجاحًا كبيرًا وصرفت عليه 27 ألف جنيه سيتحول إلى خسارة كبيرة لي ولكن بعودتنا لفكرة الفيلم فنجد المخرج صلاح أبوسيف قد ألهمته قصة محمد زيدان كتاجر فاكهة ذاع صيته داخل الأسواق حتي اشتهر بلقب ملك الفاكهة في بداية الأربعينات". وكان زيدان تاجر ماهر استطاع في وقت قصير أن يتحكم في سوق الخضار وفي 10 آلاف بائع وذلك بسبب توطيد علاقته بالسرايا ومسؤولي الدولة. وفي أحد أيام عام 1952 خرج زيدان متوجها إلى مزرعته في الجبل الأصفر، والتي استأجرها من وزراة الزراعة حينها بمبلغ 32 ألف جنيه وكان رقما كبيرا في حينها، وبعدها ركب سيارته عائدة إلى منزله مع سائقه الخاص وأثناء مروره بكوبري عزبة حافظ رمضان باشا في محافظة القليوبية استوقف السيارة ثلاث رجال بحجة وجود حفرة كبيرة في الطريق وفجأة قام الرجال الثلاثة بإشهار أسلحتهم وأمطروا السيارة بوابل من الرصاص ليلقي الرجل مصرعة بتسع رصاصات قاتلة. رفض أشقاء زيدان الإثني عشر شقيق تقبل واجب العزاء فيه قبل التعرف على قاتله، وكانت جنازته مهيبة حضرها أكثر من ألفي شخص من أتباعه وتم فتح التحقيق وشعر رجال الشرطة بالشك تجاه السائق والذي لم يفارق الحياة رغم الهجوم الشرس الذي تعرض له، إلا أنه نفى ذلك عن نفسه مبديًا تعجبه من عدم تحرك حرس "ملك الفاكهة" معه في تلك الرحلة. وذكرت الصحف في حينها أن زيدان كان يوزع على الفقراء 1000 رغيف يوميا، كما بنى مسجدًا بروض الفرج وكان يمتلك ثروة كبيرة تقدر بمائة فدان ومائة ألف من الجنيهات في حسابات بعدة بنوك وحصصًا في 26 منزلًا بشبرا وبولاق بجانب منزله في حي السكاكيني. ووبالعودة للقضية، ففي أول جلسة لنظر الدعوي حضر فريد شوقي مترافعا عن نفسه قائلا إنه موافق على مصادرة العمل لكن بشرط التحقق من ثروة عائلة المعلم محمد زيدان خاصةً أنه جمع بعضها من السراي والسوق السوداء حسب إدعائه، وختم حديثه بأن الفيلم من وحي الخيال وصدر الحكم النهائي برفض الدعوى القضائية وإعادة عرض الفيلم مرة أخرى على شاشات السينما. وبعد قيام ثورة 23 يوليو قامت السلطات بإعادة فتح التحقيق في مقتله ووجهوا الاتهام للملك فاروق الأول بقتل زيدان عن طريق "الحرس الحديدي" للملك فاروق الأول. ويعتقد أن "الحرس الحديدي" هو أخطر تنظيم سري مسلح تابع للملك فاروق، وينسب إلى التنظيم قتل أمين عثمان وزير المالية في حكومة "الوفد" ومحاولة اغتيال مصطفي النحاس زعيم "الوفد" وعمليات أخرى كثيرة.تتناول سردا واقعيا لعذاب احد معتقلي الاخوان على يد عباس محمود الزنفلي الذي ذاع صيت تعذيبه فيما بعد الحرب العالمية الثانية بزمن الملك فاروق وتحديدا فترة حكومات السعديين ( حكومات النقراشي وعبد الهادي) .
عباس شخصية حقيقية اغتصب العديد من الرجال والنساء في عهد الملك فاروق واسموه بالعسكري الاسود لكن سيرته اختلطت في الاذهان ومنشورات التواصل الاجتماعي بأخرى خيالية جاءت في فيلم نجيب محفوظ الكرنك لتنقله بٱلة زمن الي عهد عبدالناصر وتسميه (فرج) .
الاخوان هم ابرز زبائن تعذيب تلك الفترة التي سبقت وفاقهم مع الملك فاروق مع ذلك يغضون البصر عن تلك الوقائع البشعه بعهد الملكية ويتعامون عنها جهلا من شبابهم بوقوعها ونفاقا وحقدا وكيدا من شيوخهم . يوسف ادريس قليل الحظ في تجسيد اعماله دراميا رغم تفوقها الروائي فلم تحظ العسكري الاسود بعشر نصيب الكرنك من الصيت رغم تفوقها الادبي واستنادها لشخصيات واقعية واحداث حقيقية وتذكر الجميع فرج الوهمى ونسوا عباس الزنفلي الحقيقى !!
الوثائق الأمريكية والبريطانية تفضح استجداء الملك فاروق التدخل العسكرى البريطانى والأمريكى للقضاء على الثورة ، واستيلاءه على صناديق الذهب المصرى.
يوجد ملحق وثائقى كامل من الوثائق البريطانية والأمريكية التى ترصد أحداث الأيام الأخيرة للملك فاروق، منشور فى كتاب " .سقوط نظام.. لماذا كانت ثورة يوليو 1952 لازمة؟ " للأستاذ محمد حسنين هيكل ، الصادر عام 2002 ، عن دار الشروق ، الملحق الوثائقى منشور فى الصفحات من 569 حتى 602 ، وقد انتقيت منه وثيقتان :
- الوثيقة الأولى بريطانية ، وهى منشورة فى صفحة 578 ، وهى تثبت طلب الملك فاروق التدخل العسكرى العاجل لإنقاذه وإنقاذ عرشه .
- الوثيقة الثانية أمريكية ، وهى منشورة فى صفحة 601 وهى تثبت قيام الملك فاروق بنقل صناديق محملة بالذهب على متن اليخت الملكى الذى أقله مطروداً خارج مصر ، بعد تنازله عن العرش ، وتفكير الثوار فى اعتراض اليخت لاستعادة الذهب المصرى المسروق.
لدى البعض ارتكاريا مفرطة من الأستاذ هيكل ، رغم ان ما يقدمه هو وثائق مصمتة تتكلم عما فيها بعيداً عن أراء الأستاذ ، لذا كى يهدأ المرضى بحساسية الأستاذ هيكل ، أقدم لهم كتاباً أخر يعرض نفس الوثائق هو كتاب ( سقط النظام فى 4 أيام .. ثورة 23 يوليو بالوثائق السرية) للأستاذ محسن محمد ، الصادر عام 1992 عن دار الشروق ، عبر صفحات الكتاب يعرض الأستاذ محسن محمد نفس الوثائق التى عرضها الأستاذ هيكل فى كتابه سالف الذكر ، والتى تثبت ان الملك فاروق طلب تدخلاً عسكرياً أجنبياً لحمايته وحماية عرشه ، وقام بنقل صناديق من الذهب معه وهو راحل عن مصر.
الأستاذ محسن محمد ليس ناصرياً بل معارض لسياسات عبد الناصر ، وليس متعاطفا معه أو مع ثورته.
الوثائق لا تكذب ولا تتجمل ، وهى خير سلاح فى مواجهة مزورى التاريخ
ياض انت وهو ده حكمدار القاهرة كان انجليزى وكمان حكمدار الجيزة بردو انجليزى
تعليقات
إرسال تعليق